Kİ SEYDA MOLLA SADULLAH  
 
  مدخل الثقافة الإسلامية 28.04.2025 12:56 (UTC)
   
 

                                                                                                        الرسالة 3

 
                    مدخل الثقافة الإسلامية
 
 
        
 
 
 
 أَلمؤَلِّف:
خليل أمين اوقويان ألأزهري
البريد الألكتروني:Halil okuyan 27@gmail
رقم الهاتف:05445381597
ترجمة المؤلف:
ولد في قرية ملا بيرمان المرتبطة بقضاء صولخان التابع لمحافظة بنكول عام1953.تلقى الدراسة المدرسية في المدارس الشرقية(شرق تركية). والدراسة الإبتدائىة من خارج في تركية.
والدراسة الثانوية في سورية، وحصل على الشهادة عام 1976م.
والدراسة الجامعية بمصر،وحصل على درجة الإجازةالعالية (الليسانس) من كلية أصول الدين بجامعةالأزهر بتقدير جيدعام1980م.وعمل مترجما لدى السفارة السعودية-قسم القنصلية بأنقرة وكمترجم محلف أيضا لدى كاتبى عدل 11-26 بأنقرة،ومترجما أيضا في ليبيا. أدى مهام الوعظ ومفتي القضاء ومساعد مفتي المحافظات في المناطق المختلفة برئاسة الشؤون الدينية التركية.وأيضا أدى بجانب مهامه الأصلية التدريس الخاص والتعليم في المدارس الإعدادية والثانوية،وتقاعد عام 2013م.وللمؤلف أيضا رسالتان بالعربية .
 
الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فقد نشأت بالثقافة الإسلامية منذ صغري، إلى الآن، لذا أردت أن أكتب نبذة من الثقافة الإسلامية  في رسالة قصيرة، بَدأً من تعريفها ومصدريها الرئيسين: الأول(القرآن) والثاني(الحديث)  إلى من فسرهما وعلق عليهما من إبداء الرأي من المفسرين والعلماء.واستعملت بقدر الاستطاعة الأسلوب الحديث في اللغة.
وإنني أضع هذه الرسالة بين أيدي القراء والباحثين،لأتوجه إليهم برجاء التكرم بإبداء ما يبدو لهم من النصائحات أوتوجيهات،أوتصحيحات من ناحية اللغة والإملاء، أوتعليقات،أو إضافات أوزيادات، فالحكمة ضالة المؤمن،والمؤمن مرآة أخيه. ويسرني من القراء أن تصل ملاحظاتهم، وانطباعاتهم حول هذه الرسالة.وإني إن شاء الله سأبذل قصارى جهدي لإتمام الرسالة في خمسة فصول،راجيا من الله عزوجل التوفيق والسداد في إنجاز هذا العمل، فإنه نعم المجيب.
المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري 2018
فقد تناولت الثقافة الإسلامية وتعريفها ومصدريها: المصدرالأول(القرآن)في الفصل الأول. وحصيلته الذي يتعلق به في الفصل الثاني.والمصدرالثاني(الحديث) في الفصل الثالث.ومحتويات الأخرى،  للرسالة  في  الفصل الرابع والخامس.
الفصل الأول:
أولا: ما هي الثقافة:
الثقافة: قال في القاموس: ثقف ككرم وفرح ثَقفا وثَقَافة صار حاذقا فطنا فهو ثقف كحِبر وكتف وأمير ونَدُس.(الندس. السريع الإستماع للصوت الخفي).
وفي المصباح ثقِفت الشيئ ثقفا من باب تعب أخذته وثقِفت الرجل في الحرب أدركته. وثقفته ظفرته به وثقفت الحديث فهمته بسرعة والفاعل ثقيف.
وفي النهاية. ثقف.في حديث الهجرة.وهو غلام لقِن ثقف أي ذو فطنة وذكاء ورجل ثقف وثقِف وثقُف والمراد به أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه.
وفي عائشة تصف أباها رضي الله عنهما: وأقام أوده بثقافه. الثقاف ماتقوم به الرماح أنه سوى عوج المسلمين.
وفي مفردات الراغب الأ صفهاني. الثقف الحذق في إدراك الشيئ وفعله. ومنه استعير المثاقفة.ورمح مثقف أي مقوم وما يثقف به الثقاف ويقال ثُقفت كذا إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر. ثم يتجوز به.فيستعمل في الإدراك وإن لم تكن معه ثقافة،قال الله تعالى:واقتلوهم حيث ثقفتموهم.وقال عز وجلّ فإما تثقفنهم في الحرب. سورة الأنفال(57). وقال عزوجل ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.سورة الأحزاب(61).
وفي الأساس للزمخشري. ومن المجازأدبه وثقفه،ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيأ،وهل تهذبتُ وثُقفت إلا على يدك.
وثانيا: ما هي الثقافة الإسلامية:
فعلى هذا تكون الثقافة الإسلامية. هي تلك العلوم والمعارف والفنون التي يجب المعرفة فيها، والتمكن منها،والّتي تحلت بها الأمة الإسلامية بعد تلك الحالة التي كانت عليها الأمة العربية في عهد الجاهلية بسبب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وتلك الأعمال التي قام بها هو والصحابة الكرام والتابعون بإحسان ومن أتى بعدهم واقتفى أثرهم على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،فقوموا معوج الأموروأناروا السبيل.وحيث أن الّذي جاء بالإسلام هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.فعلينا أن نعلم تأثير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وتلك العلوم التي كانت في الإسلام في نفوس من دان بالإسلام ومن نشأ مسلما،وتثقف بالإسلام.
 المصدر: 1- الثقافة الإسلامية لمحمد راغب الطباخ صفحة- 3- 4.
            2- الإنترنت.                        
 
وثالثا :المصدران الرئيسيان للثقافة الإسلامية :
القرآن: هو المصدر الأول للثقافة الإسلامية،تعريفه، وحقيقته:
القرآن هو : اللفظ العربي المعجز الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته والواصل إلينا عن طريق التواتر.
إذا تأملت في هذا التعريف،وجدت فيه قيودا أربعة، هي:
المعجز،الموحى به، المتعبد بتلاوته،المتواتر.فلنشرح كل واحد منها على حدة ، لنتبين حقيقة القرآن الكريم من وراء هذا التعريف،ونقف على ضبطه وحدوده.أولا – المعجز: ويقصد منه ما اتصف به القرآن الكريم من البلاغة والبيان اللذين أعجزا بلغاء العرب كافة عن الإتيان بأقصر سورة من مثله،رغم التحدي المتكرر،ورغم التطلع الشديد لدى الكثير منهم إلى معارضته والتوفق على بيانه. وللقرآن وجوه غير إعجاز هذا الوجه في إعجازه، ولكن الوجه المقصود منها عند التعريف هو هذا.
ثانيا :الموحى به،ومعناه المنزل عليه من الله عزوجلّ بواسطة جبريل، وهذا أهم قيد في تعريف القرآن وتحديد ماهيته.
لا جرم أن الوحي القرآني إنما هو استقبال منه صلى الله عليه وسلم لحقيقة ذاتية مستقلة عن كيانه وشعوره الداخلي؛وبعيدة عن كسبه أوسلوكه الفكري أوالعملي.
ويفهم مما ذكر بأ ن الوحي ليس له أيّ علاقة بالكسب.[تعليقي].
ثالثا- التعبد بتلاوته. والمقصود به أن من خصائص هذا الكتاب الكريم أن مجرد قراءته تكسب القارىء أجرا ومثوبةعند الله، وأن ذلك يعتبر نوعا من العبادة المشروعة، وأن الصلاة لا تصح إلا بقرءة شيئ منه ولا يغني عنه غيره من الأذكار أو الأدعية أو الأحاديث.
رابعا-وصوله عن طريق التواتر،ومعناه أن قرآنية آية من القرآن لا تثبت حتى تصل إلينا بطريق جموع غفيرة لايمكن اتفاقها على الكذب، ترويها عن جموع مثلها إلى الناقل الأول لها بعد أن تنزلت عليه وحياً من الله عزوجلّ، وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.  
المصدر: من روائع القرآن، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صفحة من 27 إلى صفحة 34 متفرقا .
وألفت النظر إلى ما تطرق إليه الأستاذ الدكتور مصطفى سعيد الخن.
ومن المجمع عليه أن هذا القرآن لم ينزل على الرسول عليه الصلاة والسلام دفعة واحدة،بل إنه نزل عليه منجّما في حوالي ثلاث وعشرين سنة،قال تعالى: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)سورة الفرقان32. وقال أيضا: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)سورة الإسراء-106.
ومن الثابت أيضا أنه عليه الصلاة والسلام- وهو النبي الأمي- كان كلما نزل عليه نجم من نجوم القرآن القرآن اجتهد في حفظه، وطلب إلى أصحابه أن يحفظوه، ودعا بعض من يكتب وطلب منه أن يكتب ذلك على ما تيسر في ذلك العصر من أدوات الكتابة،كالعُسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم، وعظام الأكتاف والأضلاع،ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كُتاَبُ وحي، منهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وكان فريق غير قليل من أصحابه يستظهرون القرآن في حياته،منهم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وعبد الله بن مسعود والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أجمعين.
ولقد توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وانتقل إلى جوار ربّه عز وجلّ، والقرآن محفوظ في الصدور،ومكتوب فيما تيسر من وسائل الكتابة التي أشرنا إليها آنفا.
المصدر: دراسة تاريخية للدكتور مصطفى سعيد الخن ص 30-31.
عن قتادة رضي الله عنه:قال:سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ؛ أربعة كلهم من الأنصار:أبي بن كعب،ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت،وأبو زيد.أخرجه البخاري.
وقداعتنى الله والرسول والمسلمون بالقرآن، يعني المصدر الأول للثقافة الإسلامية، من عصر السعادة إلى عصرنا هذا، وسيدوم ذلك، إن شاء الله. وفي ذلك قال الله تعالى( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون) سورة الحجر(9).هكذا،حفظ القرآن في الصدور والسطور.
الفصل الثاني: حصيلة ما يتعلق بالمصدر الأول(القرآن) وما نبع منه.
المفسرون والتفسير:
الأعلام من المفسرين:
المفسرون من الصحابة:
قال السيوطي في الإتقان. اشتهربالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود،وابن عباس المسمى بحبر هذه الأمة وبترجمان القرآن، الّذي قال فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلم: اللهم فقّه في الدّين، وقال أيضا اللّهم علّمه الكتاب، أخرجهما البخاري ، و ما يتعلق بابن عباس رضي الله عنهما، نقلته من تفسير البغوي جلد 1ص5 ، وأَبيّ بن كعب،وزيدبن ثابت،وأبوموسى الأشعري،وعبدالله بن زبير.
أما الخلفاء فأكثر من رُوي عنه منهم:عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه،والرواية عن الثلاثة قليلة جدا، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم،
تدوين التفسير بالمأثور، وخصائص الكتب المؤلفة في ذلك:
جاء قرن التابعين،وفيه أُلّفت تفاسير كثيرة،جمعت من أقوال الصحابة والتابعين؛كتفسير سفيان بن عيينة،ووكيع بن الجراح،
وشعبة بن الحجاج،ويزيد بن هارون،وعبد الرزاق،وآدم بن أبي إياس،وإسحاق بن راهوية،وروح بن عبادة، وعبد بن حميد،وأبي بكر بن أبي شيبة،وعلي بن أبي طلحة،والبخاري وآخرين. ومن بعدهم ألّف ابن جريرالطبري كتابه المشهور، وهو من أجلّ التفاسير،ثم ابن أبي حاتم،وابن ماجة،والحاكم،وابن مردوية، وابن حبان، وغيرهم.
وليس في تفاسير هؤلاء إلا ما هو مسند إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم،ما عدا ابن جرير فإنه تعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض،وذكر الإعراب والإستنباط.
 أما من بحث عن أقسام التفسير،فقد وردعن ابن عباس رضي الله عنهما أن التفسير أربعة: حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته،وتفسير تفسره العرب بألسنتها، وتفسير تفسره العلماء، وتفسيرلا يعلمه إلا الله. 
وقسم بعضهم التفسير باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام: (تفسير بالرواية) ويسمَّى التفسير بالمأثور،(وتفسير بالدراية) ويسمّى التفسير بالرأي (وتفسير بالإشارة)ويسمَّى التفسير الإشاري.
 
وتفسير الطبري الذي يأتي سيرة مؤلفه فيمايلي :                 
هو من القسم الأول،وهو التفسيربالماثور،وهو ما جاء في القرآن أوالسنة أوكلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه.
ابن جرير الطبري :
هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري،ولد سنة/ 224/ هجرية،وتوفي سنة /310/هجرية،كان فريد عصره،ووحيد دهره،علما وعملا،وحفظا لكتاب الله،وخبرة بمعانيه،وإحاطة بالآيات: ناسخها ومنسوخها،وبالطرق الرواية،صحيحها وسقيمها،وبأحوال الصحابة والتابعين.
وقد قام أحد علماءالأندلس،وهو
الإمام أبو يحي محمد بن صمادح المتوفى سنة 419هجرية باختصار تفسير الطبري،الّذي ذكرت سيرة مؤلفه فيما أعلاه آنفاً.
المصدر: تقديم مختصر تفسير الطّبري ص ا،ب، ج،و،ز.
ويفهم من تعرضه لتوجيه الأقوال،وترجيح بعضها على بعض، أنه كان من أهل الترجيح والتفكيروالا جتهاد.(تعليقي)
فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إنّ أصح الطرق في ذلك أن يفسَّر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر،فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة،فإنها شارحة للقرآن وموضحة له قال تعالى (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبيّن لهم الذي اختلفوا فيه، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون). ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه يعني السنّة المطهرة. وهذا الحديث الأخير جزء من حديث أخرجه أبوداود عن المقدام بن معدي كرب.
والغرض أنك تطلب تفسير القرآن بالقرآن،فإن لم تجده فمن السنة،وإذا لم نجد التفسيرفي القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة،فإنهم أدرى بذلك،لما شاهدوا من القرائن والأحوال الّتي إختصوا بها،ولما لهم من الفهم التام،والعلم الصحيح، والعمل الصالح،لا سيّما علماؤهم وكبراؤهم،كالخلفاءالراشديىن،والأئمة المهتدين المهديين.  
 مختصر تفسير ابن كثيرلمحمد علي الصابوني جلد-1 ص 12.
 
الإمام البغوي :
 محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي (المتوفى سنة /516/ هجري ) له تفسير جليل : المسمى (معالم التنزيل)
المصدر: تفسير البغوي.الدار العالمية للنشر- والتجليد-الطبعة الأولى.
الإمام الزمخشري (467-538)هجري.
هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري،جار الله، أبو القاسم: من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب.
ولد في زمخشر(من قرى خوارزم) سنة 467هجرية،وسافر إلى مكة فجاور بها زمنا فلقب بجار الله. وتنقل في البلدان،ثم عاد إلى الجرجانية(من قرى خوارزم)فتوفي فيها. كان معتزلي المذهب،مجاهرا،شديد الإنكار على المتصوفة،أكثرمن التشنيع عليهم في الكشاف وغيره. تفسير الكشاف ص 5. 
 
الإمام الرازي:
أبوعبدالله ، فخرالدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التميمي، البكري، الرازي، الشافعي المذهب،المفسر المتكلم،الأصولي، المتطبب،صاحب التصانيف المشهورة،وعاش بين عام 544 و604 هجري. ومما نحن فيه، له التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب.
المسألة الحادية عشرة:
ترجمة القرآن لا تكفي في صحة الصلاة لا في حق من يحسن القراءة ولا في حق من لا يحسنها. وقال أبوحنيفة:إنها كافية في حق القادر والعاجز.وقال أبويوسف ومحمد :إنها كافية في حق العاجز وغير كافية في حق القادر.واعلم أن مذهب أبي حنيفة في هذه المسألة بعيد جدا، ولهذا السبب فإن الفقيه أبا الليث السمرقندي والقاضي أبا زيد الدبوسي صرحا بتركه.وقد ذكر الإمام الرازي للجمهور حجج ووجوه، بأن ترجمة القرآن تكفي في الصلاة لا أصل له لأنها ليست بقرآن،ومن قال إنه قرآن.وهو جهل عظيم وخروج عن الإجماع.
التفسير الكبير او مفاتيح الغيب للرازي جلد -1-ص172.
القاضي البيضاوي:
هوناصر الديىن أبي سعيد عبد الله بن عمربن محمد الشيرازي البيضاوي المتوفى(685) له تفسير البيضاوي المسمّى أنوار التنزيل وأسرار التأويل.
الإمام القرطبي:
أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأندلسي القرطبيّ المتوفى سنة 671هجرية. رحمه الله - صاحب كتاب ( الجامع لأحكام القرآن والمبيّن لما تضمّنه من السنّة وآي القرآن).
75-(ومنهم من عاهد الله) قال ابن عبد البَرّ: قيل: إنَّ ثعلبة بن حاطب هو الذي نزل فيه(ومنهم من عاهد الله)الآية؛ إذ منع الزكاة، فالله أعلم.وما جاء فيمن شاهد بدراً يعارضه قولُه تعالى في الآية (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم)...الآية. قلت: وذكر عن ابن عبَّاس في سبب نزول الآية: أنَّ حاطب بن أبي بلتعة أبطأ عنه مالُه بالشام، فحلف في مجلس من مجالس الأنصار: إن سلِم ماله بالشام لأتصدقن منه، ولأصلنّ منه!فلمّا سلِم، بخل بذلك. فنزلت. وثعلبة بَدريٌّ أنصاريٌّ، وممّن شهد الله له ورسوله بالإيمان،فما روي عنه غيرُصحيح.قال أبو عمر: ولعلَّ قول من قال في ثعلبة: إنَّه مانع الزكاة الّذي نزلت فيه الآية غير صحيح. والله أعلم. وقال الضّحاك إنَّ الآية نزلت في رجال من المنافقين: نَبتَل بن الحارث،وجدُّ بن قيس،ومُعَتّبُ بن قشيرٍ. ولما قال الله تعالى: (ومنهم من عاهد الله) احتمل أن يكون عاهد الله بلسانه ولم يعتقده بقلبه.واحتمل أن يكون عاهد الله بهما، ثم أدركته سوء الخاتمة،فإنَّ الأعمال بخواتيمها،والأيام بعواقبها.قال عليه السلام: (إذا تمنىَّ، أحدكم؛ فالينظر ما يتمنَّى،فإنّه لايدري ما كتب له في غيب الله- عز،وجلّ-في أمنيته).[أحمد2|387و357 والبخاري في الأدب المفرد 794 عن أبي هريرة] أي: من عاقبتها،فربّ أمنيةٍ يفتتن بها،أويطغى، فتكون سببا للهلاك،دنياوأخرى؛،لأنّ أمور الدّنيا مبهمةٌ عواقبُها خطرةٌغائلتُها.وأمّا تمنّي أمور الدّين والأخرى فتمنيها محمود العاقبة،محضوض عليها،مندوب إليها.        
(لئن ءاتينا من فضله لنصدّقنّ ولنكونن من الصالحين(75) (فلما ءاتىيهم من فضله)أي:أعطاهم (بخلوا به)أي:بإعطاء الصّدقة،وإنفاق المال في الخير،وبالوفاء بما ضمنوا،والتزموا(وتولّوا)أي: عن طاعة الله (وهم معرضون) أي: عن الإسلام ؛أى:مظهرون للإعراض عنه.(فأعقبهم نفاقا في قلوبهم)أى:أعقبهم الله– تعالى- نفاقا في قلوبهم(إلى يوم يلقونه)أي :يلقو بخلهم؛ أى جزاء بخلهم،وفي هذا دليلٌ على أنه مات منافقا،وهو يبعد أن يكون المُنزل فيه ثعلبة،أوحاطب،لأن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعمر: وما يدريك؛ لعلّ الله اطّلع على أهل بدر،فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.(البخاري 2007-ومسلم 2494).وثعلبةُ، وحاطبُ ممَّن حضر بدرا، وشهدها.
 المصدر: مختصر تفسير القرطبي لبسام عبد المبدىءِ النّعمة جلد 1 ص9. دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع دمشق-بيروت
وما قاله ابن عبد البرِّ :وما ورد في كثيرمن التفاسير في ثعلبة،وحاطب، يتعارض لما رواه البخاري ومسلم في فضل أهل بدر،وما ذكرآنفاً، ولابد لكل أحد أن يجتنب لمثل هذه الأقوال، لما فيه التحقيرلأهل بدر،خصوصا للباحثين والمحقيقن في هذا الموضوع.(تعليقي).
الإمام الجليل العلامة:
أبي البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي، المتوفى سنة (701)هجرية.
 
الإمام العلامة:
قدوة الأمة وعلم الأئمة ناصر الشريعة ومحيي السنة :
علاءالدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن فرغ من تفسيره لباب التأويل في معاني التنزيل في ثلاث مجلدات يوم الأربعاء العاشر من رمضان(سنة 725)هجرية.
المصدر: تفسير الخازن وبهامشه تفسير النسفي – دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت- لبنان
الإمام العلامة :
الحافظ الثبت الثقة عماد الدين أبو الفداء( إسماعيل بن كثير)القرشي، الدمشقي، المتوفى سنة /774/هجرية في مقدمة هؤلاء الأئمة الأعلام من جهابذة المفسرين،
وقد وضع تفسيرا للكتاب الكريم سماه (تفسير القرآن العظيم) وتفسيره هذا من خير كتب التفسير بالمأثور ومن أوثقها،وهو تفسير جامع بين (الرواية) و(الدراية)..يفسر القرآن بالقرآن،ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين السنة المطهرة بأسانيدها،ويتكلم على الأسانيد جرحا وتعديلاً، فيبين ما فيها من صحيح وضعيف،وغريب أوشاذ،ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين.
مقدمة مختصر تفسير ابن كثير جلد-1 ص7.
نظرة لتفسيرآيتين 52-53من سورة يوسف:
(ذلك ليعلم أنيّ لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين)(52). تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر،وإنما راودت هذا الشاب مراودة،فامتنع،فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) (وما أبرئ نفسي). تقول المرأة: ولست أبرئ نفسي،فإن النفس تتحدث وتتمنى. ولهذا راودته،(إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) أي إلا من عصمه الله تعالى (إن ربّي غفوررحيم)(53). وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام.وقد قيل إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام .(ذلك ليعلم أني لم أخنه ) في زوجته (بالغييب)الآيتين،أي إنما رددت الرسول ليعلم الملك برائتي،وليعلم العزيز(أني لم أخنه ) في زوجته،( بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) الآية،وهذا القول لم يحك ابن جرير ولاابن أبي حاتم سواه، قال ابن جرير، عن ابن عباس قال: لما جمع الملك النسوة فسألهن هل راودتن يوسف عن نفسه؟(قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء، قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقُّ )الآية،قال يوسف:( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب)فقال له جبريل عليه السلام:ولا يوم هممت بما هممت به؟فقال: (وما أبرئ نفسي) الآية،وهكذا، قال مجاهد والحسن وقتادة والسدي، والقول الأول أقوى وأظهر،لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف عليه السلام عندهم بل بعد ذلك أحضره الملك.
مختصر تفسير ابن كثير للصلابي- جلد-2- ص 253.
 وما وصل إليه ابن كثير هو الأنسب لسياق القصة، وحكاه أيضا الماوردي في تفسيره. وانتدب لنصره الإمام ابن تيمية رحمه الله فأفرده بتصنيف على حدة. 
التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيىن،ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان[الآية:33]:(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرا).
والتفسير في الاصطلاح:علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلا لتُه على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية. ومن السهل رجوع إلى هذا التعريف.من بين التعاريـف.لأن ما ذكر هنا بالتفصيل،يعتبر بيانا لمراد الله من كلامه بقدر الطاقة البشرية في شيئ من التفصيل.
أما التاويل،فهو مرادف للتفسيرفي أشهر معانيه اللغوية،قال صاحب القاموس: وأوّل الكلام تاويلا وتأوّله:دبّره وقدره وفسّره، ومنه قوله تعالى:(فأماالذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاءوابتغآء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله)[سورة آل عمران:7].وكذلك جاءت آيات كثيرة فيها لفظ التأويل، ومعناه في جميعها البيان والكشف والإيضاح.
أما التأويل في اصطلاح المفسرين فإنه يختلف معناه،فبعضهم يرى أنه مرادف للتفسير؛ وعلى هذا فالنسبة بينهما التساوي،ويشيع هذا المعنى عند المتقدمين.ومنه قول مجاهد. إن العلماءيعلمون تأويله (يعني القرآن) وقول ابن جرر في تفسيره: القول في تأويل قوله تعالى كذا...واختلف أهل التأويل في هذه الآية...
مقدمة مختصرتفسيرالطبري ص أ- ب.
 
التفسير بغير علم:
فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال في القرآن برأيه،أومما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار) رواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس وأخرجه الترمذي والنسائي.
مقدمة تفسير ابن كثيرص13.
وسئل أبوبكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى فاكهة وأبا) سورة عبس:31)،فقال:وأيّ سماء تظلّني، وأيّ أرض تقلّني،إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.  
وقال أبو الدّرداء:رضي الله عنه:لا تفقه كلّ الفقه حتىّ ترى للقرآن وجوها كثيرة.قال حمادٌ:لأيوب :ما معنى قول أبي الدّرداء رضي الله عنه ؟ فجعل يتفكر، فقلت: هوأن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه، فقال هو ذاك،هو ذاك.
 وروى أنس عن عمر بن الخطاب أنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا)فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها،فماالأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.
قال الشيخ الإمام رحمه الله:قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن برأيه،وذلك فيمن من قِبَلِ نفسه شيأ من غير علم.
المصدر: مقدمة المصنف للتفسير البغوي ص18.
تفسير:
(القرآن): مصدر قرأت قرآنا،كما تقول: غفرت غفرانا،وخسرت خسرانا.
(الفرقان): لانه فرّق بين الحق والباطل.
(الكتاب): هو خط الكاتب حروف المعجم.تقول: كتبت كتابا،كما تقول حسبت حسابا.(الذكر):التذكرة. وقيل: الشرف والفخر؛ قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك).
(السبع الطوال):سورة البقرة،وآل عمران،والنساء،والمائدة،والأنعام،والأعراف،وسورة يونس،وقيل:( يسالونك مع براءة) سابعة دون يونس.
(المثاني):قيل: هن آيات فاتحة الكتاب، وسميت مثاني؛لأنها يثنَّى بها في ركعة فريضة أونافلة.
(المفصل): لكثرة الفصول التي بين السور من (بسم الله الرحمن الرحيم).
(السؤرة): بالهمز- القظعة. وبغير همز: المنزلة من منازل الإرتفاع وبه سميّ حائط المدينة سوراً.
(الآية): العلامة، لأنها يعرف بها ما قبلها وابتداؤها.
(فاتحة الكتاب):يفتح بها المصاحف والصلوات.
(أم القرآن): لتقدمها على سائر السور.
(السبع المثاني): هي فاتحة،وهي سبع آيات ب(بسم
الله الرحمن الرحيم).وقيل: إن (أنعمت عليهم) تمام الست،وباقي السورة تمام السبع.(أعوذ): استجير(بالله)،الله،ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين،وهو الّذي يألهه كل شيئ، ويعبده كل خلق،و(الألوهة)هو المعبود.
(من الشيطان): فالشيطان:كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيئ .
(الرجيم): هو المذموم المشؤم،وكل مشؤم بسبب وردئٍ من القول فهو مرجوم.
المصدر: مقدمة مختصر تفسير الطبري ص ك .
ويقول مؤلف مختصر تفسير الطبري في مقدمته: وكل ما نقلته فيه فمن : (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)ل( محمد بن جرير الطبري) أخذته ، ومنه استخرجته،واقتصرت من الروايات الكثيرة،والإختلاف،على رواية وروايتين وثلاث،اخترت منها أقربها إلى معرفة عامة الناس،وأعرفها عندهم.جزاه الله خيرا كثيرا.
آرآء القرآء والفقهاء:
*في (بسم الله الرحمن الرحيم)* قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها،على أن التسمية ليست بآية من الفاتحة ولامن غيرها من السور،وإنما كتبت للفصل والتبرك للابتداء بها وهو مذهب أبي حنيفة ومن تابعه رحمهم الله.ولذا لايجهر بها عندهم في الصلاة. وقرآء مكة والكوفة على أنها آية من الفاتحة ومن كل سورة،وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله،لذا يجهرون بها في الصلاة،وقالوا قد أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من تركها فقد ترك مأة وأربع عشرة آية من كتاب الله.
 المصدر: تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن جلد1ص12.  
و يفهم عما ذكر آنفا، كأنه اعتبر كونها آية من سورة براءة أيضا.كما ذهب إلى هذا الرأي الملا موسى الجلالي في حاشيته- الواضح المسالك جلد 1 ص 45.(تعليقي).
 ويؤيد بأن البسملة من الفاتحة ومن سائر السورما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لايعرف فصل السورة حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم). رواه أبوداود بإسناد صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه.
وقد افتتح بها الصحابة كتاب الله،ولهذا تُستحب في أول كل قولٍ وعمل لقول عليه السلام(كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجزم).وروى أبو داود عن أبي هريرة بلفظ كل أمر ذي بال،لايبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر.وفي لفظ فهو أقطع،وفي لفظ فهو أجذم،والحدبث حسن. كشف الخفاء-جزء الثاني ص 119.
وهذ الحديث الذي نقلته من كشف الخفاء يطابق الحديث السابق الذي في ابن كثيربتغييرات طفيفة في الألفاظ.  فتستحب في أول الوضوء لقوله عليه السلام( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) رواه أحمد وأصحاب السنن. وتستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي وأوجبها آخرون،وتستحب عند الأكل لقوله عليه السلام: قل: بسم الله،وكل بيمينك،وكل مما يليك.رواه مسلم.وتستحب عند الجماع لقوله عليه السلام:(لو أن أحدكم إذا أراد أن ياتي أهله قال: بسم الله،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا،فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً. رواه الشيخان.
المصدر: مختصر تفسيرابن كثير للصابوني جلد 1ص-19-18.  
    تفسير سورة الفاتحة:
من سورة أم القرآن (فاتحة الكتاب).
1-(بسم الله)بمعنى بذكر الله،وتسميته أبدأ وأقرا.(الرحمن) فعلان من الرحمة، ومعناها الرقّة.(الرّحيم)بمعنى الرفيق،من الرّفق.
2-(الحمد لله) الشكر لله.(ربّ العالمين) سيّد العالمين،والعالمون:جمع عالم،والعالم: جمع لا واحد له،وكلّ جنس من الحيوان فهو عالم.
4-(مالك)مشتقّ من الملك.(يوم الدين)ِِالدّين في هذا الموضع؛بتأويل: الحساب والمجازات بالأعمال- يوم يدان الناّس بالحساب،أي: يجازون.
5-(إيّاك) بمعنى لك.(نعبد)نخضع ونذلّ.
(نستعين) نسأل المعونة على طاعتك وعلى جميع أمرنا.
6-اهدنا) في هذا الموضع: وفّقنا وألهمنا.
(الصّراط)الطّريق.(المستقيم)الواضح الذي لا اعوجاج فيه. والعرب تستعمل (الصّراط)في كلّ عمل وقول وصف باستقامة واعوجاج؛ فنصف المستقيم باستقامته،والمعوجّ باعوجاجه.
7-(الّذين أنعمت عليهم)هم الملائكة والنّبيّون والصّدّيقون والشّهداء والصّالحون. (المغضوب عليهم) هم اليهود. (ولاالضّالين) هم النّصارى. المصدر: مختصر تفسير الطبري ص 1.     
عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال:اليهود مغضوب عليهم  والنّصارى ضلال. أخرجه الترمذي، وذلك، لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب،فقال:من لعنه الله وغضب عليه،وحكم على النّصارى بالضلال،فقال: ولا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل،وقيل غير المغضوب عليهم بالبدعة، ولاالضّالين عن السنة. والله أعلم. الخازن جلد1 ص 18.
سورة الفاتحة:
وهي سبع آيات بالاتفاق،وسبع وعشرون كلمة ومأة وأربعون حرفا.واختلف العلماء في نزولها،فقيل نزلت بمكة وهو قول أكثر العلماء وقيل نزلت بمدينة، وهو قول مجاهد، وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة. وسبب ذلك التنبيه على ىشرفها وفضلها ولها عدة أسماء وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى وفضله.(فأول ذلك): فاتحة الكتاب سميت بذلك، لأن بها افتتح القرآن، وبها تفتح كتابة المصاحف، وبها تفتح الصلاة. (الثاني): سورة الحمد سميت بذلك لافتتاحها بالحمد لله.(الثالث):أم القرآن وأم الكتاب سميت بذلك لأنها أصل القرآن وأم كل شيئ أصله وقيل هي إمام لما يتلوها من السور(الرابع): السبع المثاني سميت بذلك لأنها تثنى في الصلاة ويقرأ بها في كل ركعة، وقيل لأن تعالى استثناها لهذه الأمة وادخرها لهم لم ينزلها على غيرهم، وقيل لانها أنزلت مرتين(الخامس): الوافية سميت بذلك، لا تقسم في القراءة في الصلاة كما يقسم غيرها من السور. (السادس): الكافية سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولايكفي عنها غيرها.
(فصل في آمين وحكم الفاتحة، وفيه مسألتان) *(الأولى)* السنة للقارئ بعد فراغه من الفاتحة أن يقول آمين مفصولا عنها بسكتة وهو مخفف وفيه لغتان المد والقصر.
(المسألة الثانية في حكم الفاتحة) اختلف العلماء في وجوب قراءة الفاتحة،فذهب مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء إلى وجوب الفاتحة وأنها متعينة ولا تجزئ إلا بها واحتجوا بما روي عبادة بن الصامت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم،قال:لاصلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب .أخرجاه في الصحيحين، وبحديث أبي هريرة من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج  قالها ثلاثا غير تمام.رواه مالك والترمذي والنسائ وانظرجمع الفوائد جلدج1ص197.
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه(أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وماتيسر.رواه أبوداود وإسناده صحيح ورواته ثقات، كذا في النيل (2-219). اقتباس هذين الحديثين الأخيرين من تفسير آيات الأحكام للصابوني جلد1-ص55.
وذهب أبوحنيفة إلى أن الفاتحة لا تتعين على المصلي بل الواجب عليه قراءة آية من القرآن طويلة،أوثلاث آيات قصار، واحتج بقوله تعالى فاقرؤا ماتيسر منه، وبقوله صلى الله عليه وسلم.في حديث الأعرابي المسىئ صلاته، ثم إقرأ بما تيسرمعك من القرآن. أخرجاه في الصحيحين.دليل الجمهورما تقدم من الأحاديث. فإن قيل المراد لاصلاة كاملة قلناهذا خلاف ظاهر لفظ الحديث ومما يدل عليه حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،لاتجزئ صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب أخرجه الدار القطني. وقال اسناده صحيح وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أمره أن يخرج فينادي لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب،فما زاد. أخرجه أبوداود وأجيب عن حديث الأعرابي بأنه محمول على الفاتحة فإنها متيسرة أو على مازاد على الفاتحة أو على العاجز عن قراءة الفاتحة والله أعلم.  
المصدر: تفسير الخازن- جلد-1- صفحة- 11-18-19. دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت- لبنان.
 وما ذكر، هو ما وصل إليه الخازن أو المراجع الأخرى التي ذكرته آنفا. والعزيمة العمل برأي الجمهور حسب الإحتياط.(تعليقي) 
(مسألة): هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ فيه ثلاثة أقوال العلماء:
أحدها: أنه تجب عليه قراءتها كما تجب على الإمام لعموم الأ حاديث المتقدمة.
(والثاني):لا تجب على المأموم قراءة بالكلية،لا في الجهرية ولا في السرية لقوله عليه السلام: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة.  رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله وفي إسناده ضعف.                                 
(والثالث): تجب القراءة على المأموم في(السرية) لا في (الجهرية) لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به،فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا). رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري.
المصدر: مختصر تفسير ابن كثير للصابوني.جلد 1- ص17.
ولكل وجهة هو موليها. والله أعلم. يعني كل يأتي بدليله وحجته لتأييد رأيه.(تعليقي).
وتفسيرآيه من الذكر الحكيم من سورة طه.
قال الله عزوجلّ(وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتقون أويحدث لهم ذكرا)سورة طه(113).(وكذلك)؛أي: كمابيّنا في هذه السورة(أنزلناه)؛يعني:أنزلنا هذا الكتاب (قرءانا عربيا)؛ يعني: بلسان العرب(وصرفنا فيه من الوعيد)؛أي صرّفنا القول فيه بذكر الوعيد(لعلّهم يتّقون)؛أي: يجتنبون الشّرك (أويحدث لهم ذكرا)؛أي:يجدّد لهم القرآن عبرة وعظة فيعتبروا ويتّعظوا بذكرعقاب الله للأمم الخالية(فتعالى الله الملك الحقّ)جلَّ الله عن إلحاد الملحدين  وعمّا يقوله المشركون(ولا تعجل بالقرءان)أراد النبي صلى الله عليه وسلّم،كان إذا نزل عليه جبريل بالقرآن يبادر فيقرأ معه،قبل أن يفرغ جبريل ممّا يريد من التّلاوة،ومخافة الانفلات والنّسيان،فنهاه الله عن ذلك : وقال (ولا تعجل بالقرءان)؛أي:لا تعجل بقراءته(من قبل أن يقضى إليك وحيه,)أي:من قبل أن يفرغ جبريل من الإبلاغ، نظيره قوله تعالى (لا تحرّك به لسانك لتعجل به)سورة القيامة:16). وقرأ يعقوب : (نقضي) بالنون وفتحها وكسر الضاد،وفتح الياء: (وحيه)بالنصب.قال مجاهد وقتادة: معناه لا تقرئه أصحابك،ولا تمله عليهم حتّى يتبيّن لك معانيه.
 المصدر: تفسير البغوي جلد 3 ص 132
ونلفت الإنتباه إلى الكشاف، حيث يقول صاحبه الزمخشري في صفحة 811 (وكذلك)عطف على (كذلك نقصّ)الآية99.أي: ومثل ذلك الإنزال ،وكما أنزلناعليك هؤلاء الآيات المضمنة للوعيدأنزلنا القرآن كله على هذه الوتيرة. مكرّرين فيه آيات الوعيد ليكونوا بحيث يراد منهم ترك المعاصي أو فعل الخير والطاعة .والذكر-كما ذكرنا- على الطاعة والعبادة.وتطرق الى هذا القاضي البيضاوي جلد2صفحة  59 نفس الشيئ،لذا يقال إنّ البيضاوي أخذ أكثر تفسيره من الزمخشري  (فتعالى الله) في ذاته وصفاته عن مماثلة المخلوقين لايماثل كلامه كلامهم كما لاتماثل ذاته ذاتهم.(الملك) النافذ أمره ونهيه الحقيق بأن يرجى وعده ويخشى وعيده.(الحقّ) في ملكوته يستحقه لذاته،أو الثابت في ذاته وصفاته. المرجع السابق نفسه صفحة 59.
قوله عز وجلّ(وقل رّبّ زدني علما)؛ يعني: بالقرآن ومعانيه.وقيل: علما إلى ما علمت. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: اللّهم ربّ زدني علما وإيمانا ويقينا. المصدر: تفسير البغوي جلد 3ص132.
 
ويقول الزمخشري في تفسيره الكشاف ص 811-812 مفسرا لقوله عزوجلّ:(رّبّ زدني علما) متضمن للتواضع لله تعالى والشكرله عند ما علم من ترتيب العلم،أي: علمتني يا رب لطيفة في باب التعلم وأدبا جميلا ما كان عندي.فزدني علما إلى علم،فإن لك في كل شيئ، حكمة وعلما.وقيل: ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيئ إلافي العلم.
ويفسر القاضي البيضاوي قوله عزوجلّ(وقل رّبّ زدني علما)أي سل الله زيادة العلم بدل الاستعجال فإن ما أوحي إليك تناله لا محالة.
 المصدر: البيضاوي جلد 2 ص59
 
 
 
 
 
الفصل الثالث:
الحديث:هو المصدر الثاني للثقافة الإسلامية.
 علم الحديث، وتعريفه، أئمته ،وحفاظه:
1-           علم الحديث: هو علم يعرف به أقوال رسول الله صلى الله عليه وأفعاله وأحواله، كما عرفه الكرماني في شرحه لصحيح البخاري. والواقع أن هذا التعريف يشمل (علم الحديث رواية).
2-           علم الحديث: علم بقوانين،يعرف بها أحوال السند والمتن، كماعرفه الشيخ عزالدين بن جماعة،وهذا التعريف يشمل(علم الحديث دراية).
المصدر:علوم الحديث لعبد الكريم الزيدان ص7.
السنة في اللغة الطريقة أوالسيرة سواء كانت محمودة أو مذمومة،جاء الحديث الشريف في شأن المجوس: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب)...(أخرجه مالك في الموطأ).أي خذوهم على طريقهم وأجروهم في قبول الجزية مجراهم.
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غيرأن ينقص من أجورهم شيئ،ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئ).رواه مسلم في كتابى الزكاة والعلم فى صحيحه،وأحمد في مسنده.
إلا أنّ كلمة السنة عند الإطلاق تنصرف إلى الطريقة المحمودة المستقيمة،فإذا قيل: فلان من أهل السنة، كان معناه أنه من أهل الطريقة المحمودة.
 السنة في الإصطلاح:
والسنة في اصطلاح علماء الحديث تعني أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته الخُلُقية والخَلقيةوسيرته قبل البعثة وبعدها وهي بهذا المعنى ترادف معنى (الحديث)عند المحدثين. والأصل ما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم: هو ما كان بعد النبوة من قوله وفعله وتقريره؛لأن ماصدر عنه بعد النبوة يستدل به على أحكام الدّين ويعرف به الحلال والحرام ولكن الرواة وعلماء الحديث أدخلوا فيما بقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم احواله وأخباره وسيرته وأخلاقه قبل النبوة مثل تحثه في غارحراء،وماعرف به من حميد الصفات والأخلاق مثل أمانته وصدقه،ومن أحواله مثل ومن أحواله مثل عدم معرفته القرائة والكتابة وبيان أسفاره ونحو ذلك،مما استُدِل به على صدق نبوته. المصدر السابق:ص13-12.
 والحديث هو المصدر الثاني للثقافة الإسلامية. وتبيان للمصدر الأول، يعني (للقرآن الكريم). كما قال الله تعالى: مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم:(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنّاس ما نزل إليهم)سورة النحل(44). ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام توفي،وسنته محفوظة في الصدور،وإن كان لم يكتب منه إلا النزر اليسير. (تعليقي).
أئمة الحديث وحفاظه:
1-           الإمام الحافظ البخاري:
هو أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري،ولد رحمه الله ببخارى سنة 194هجرية،وقد تتلمذ على شيخه في علم الحديث وعمره عشر سنين، وتوفي رحمه الله بعد عمر زاهر بالزهد والعلم والتقوى سنة 256 هجرية. وله كتاب صحيح البخاري.
المصدر السابق ص 77-78-80.
2-           الإمام الحافظ مسلم:
وهو مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابوري،ولد في نيسابور سنة 204.هجرية.وطلب الحديث صغيرا،ورحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر،توفى رحمه الله بنيسابور سنة 261 هجرية.رحم الله مسلما فقد وقف نفسه خادما للسنة النبوية وذابا عنها ومميزا لصحيحها ومنبها على أحكامها.وله كتاب صحيح مسلم.
المصدر نفسه ص88. 
3-           الإمام الحافظ النسائ:
وهو شيخ الإسلام أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحرالخراساني القاضي صاحب السنن،ولد سنة 215،وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهوية وهشام بن عماروعيسي بن زعبة وغيرهم.توفي سنة 303هجري.وله السنن الكبرى. المصدر: علوم الحديث لعبدالكريم الزيداني ص 108.109.
4-           الإمام الحافظ أبو داود:
وهو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأسدي السجستاني، ولد سنة 202هجرية.توفي في البصرة سنة 275هجرية.وله سنن.
المصدر السابق ص 132.
5-           الإمام الحافظ الترمذي:
وهو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي البوغي الترمذي الضرير.ولد سنة 209هجرية.وله كتاب السنن.المصدر السابق ص 137.
6-           الإمام الحافظ ابن ماجه:
أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه،الربعي بالولاء القزويني، الحافظ المشهور،ولد سنة 209هجرية. وهو مصنف كتاب السنن في الحديث.
المصدر:علوم الحديث للدكتور عبد الكريم زيدان والدكتورعبد القهار داود عبد الله ص151.
 
الفصل الرابع : نبذة من حياة العلماء والفقهاء وآرائهم مع التعليقات:
حسن البصري:
أجمعت المصاد على أن ولادة الحسن- رحمه الله-كانت لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه،أي في سنة(21)هجرية الموافق لسنة (642)ميلادية.
وكان صلاح أمه وتقاها، له أكبر دور في حياة الحسن ،إذ إن أمه خيّرة كانت تقص على النساء،وتدرسهن القرآن الكريم،فنشأ الحسن بوادي القرى هذه النشأة المباركة ،فحفظ القرآن الكريم وهو ابن أربع عشرة سنة. وقال بكر بن المزني: من سره أن ينظر إلى أفقه الناس في رأينا فلينظر إلى الحسن.
المصدر: فقه الحسن البصري جلد (1) ص 13-14
الشيخ عبدالقادرالجيلاني رضي الله عنه:
 المولود بتاريخ 470هجري في جيلان،والمتوفى بتاريخ561 هجري وعاش91 سنة، ودفن ليلا في مدرسته :
 ويقول الشيخ:(كلبكسبك،ولاتأكلبدينك (23) اتركالتعصبفيالمذهب،واشتغلبشئينفعكفىالدنياوالآخرة(25 ) )
مواعظالشيخعبدالقادرالجيلانى. قامبجمعهاالشيخصالحأحمدالشامي .المكتبالإسلامي .(2002)ومقدمة الفتح الرّباني ص (5-31).
ويتطرق الشيخ عبد القادر رضي الله عنه أيضا: إلى نبذة من أحوال المجتمع في أول مقالته! (المجلس العشرون) يوم الجمعة، بكرة بالمدرسة،في الحادي والعشرين من ذي القعدة،سنة خمس وأربعين وخمسمائة هجرية .
 ياأهل هذه البلدة! قد كثر النفاق فيكم،وقلّ الإخلاص،وقد كثرت أقوال بلا أعمال،قول بلا عمل لايساوي شيا،بل هو حجة لا محجة،القول بلاعمل كدار بلا باب ولا مرافق،كنز لاينفق منه،هو مجرد دعوى بلا بيّنة،صورة بلاروح،صنم لا يدان له ولا رجلان(بلا يدين،ولا رجلين) ولابطش،معظم أعمالكم كجسد بلا روح...الروح: هو الإخلاص والتوحيد،والثبات على كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله، لا تغفلوا، ص (120).
 ونبذة في أحوال المجتمع في آخر مقالته: ويحك! تقعد في صومعتك ،وقلبك في بيوت الخلق،منتظر لمجيئهم وهداياهم، ضاع زمانك،وجعلت لك الصورة بلا معني،لا تؤهل نفسك لشيئ لم يؤهلك الله عز وجل له،إن لم يأتك التأهل من الله عزّ وجل،وإلا ما تقدر عليه أنت ولا الخلق،إذا أرادك لأمر هيأك له...
إذا لم يكن لك باطن صحيح وقلب خال عما سوى عزّ وجل، وإلا فمجرد الخلوة لا ينفعك.اللهم انفعني بما أقول،وانفعهم بما أقول ويستمعون.ص(124). 
 المصدر: الفتح الربّاني->دار الخير-بيروت.ص(120-124).
 العلامة بدرالدين العيني:
 أنجبته مدينة غازي عنتاب أوعينتاب،
بدرالدين العيني :
هو محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين ابو محمد بدرالدين العيني الحنفي:عاش بين سنة 762هجرية- 855هجرية.
 مؤرخ،علامة من كبار المحدثين.
أصله من حلب، ومولده في عينتاب(وإليها نسبته)أقام مدة في حلب ومصرودمشق والقدس.
وولي في القاهرة الحسبة وقضاء الحنفية ونظر السجون، وتقرب من الملك المؤيد حتى عد من أخصائه.ولما ولي الأشرف سامره ولزمه،وكان يكرمه ويقدمه.
ثم صرف عن وظائقه، وعكف على التدريس والتصنيف إلى أن توفي بالقاهرة.
 
من :كتبه:
(عمدة القاري في شرح البخاري-ط)أحد عشر مجلدا (معاني الأخيار في رجال معاني الآثار–خ ) ثم طبع مجلدان،في مصطلح الحديث ورجاله(الإنترنت).
والمذهب الشافعي وأصول مذهب الإ مام الشافعي:
مبدأ الشافعي رحمه الله في الإجتهاد ما قاله في كتابه الأم ونصه:الأصل قرآن أو سنة،فإن لم يكن فقياس عليهما،وإذا إتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح الإسناد به فهو المنتهى .والإجماع أكبرمن الخبر المفرد،والحديث على ظاهره،وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره أولاها به،وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادا أولاها،وليس المنقطع بشيئ ما عدا منقطع ابن المسيب.ولا يقاس أصل على الأصل، ولا للأصل: لم وكيف؟ وإنما يقال للفرع لم؟ فإذا صح قياسه على الأصل صح،وقامت به الحجة) اه.
فهو ينظر إلى السنة الصحيحة نظرته إلى القرآن: يرى كلا منها واجب الاتباع،ولا يشترط ما شرطه أبو حنيفة من شهرة الحديث إذا عمت به البلوى،ولاغير ذلك مما سبق،ولا ما إشترطه مالك من عدم مخالفته لعمل أهل المدينة ، وإنما شرط الصحة والاتصال، ودافع دفاعا شديدا عن العمل بخبر الواحد الصحيح. وقد نال بهذا الدفاع حظا كبيرا عند أهل الحديث الذين كانت لهم الكلمة العليا، ولهذا سماه أهل بغداد <ناصر السنة> قال الزعفراني: كان أهل الحديث رقودا حتى جاء الشافعي فأيقظهم فتيقظوا. وبذلك اكتسب الشافعي تأييدا أكبر الطوائف في عصره، وكان لهذا أكبر الأثر في نصرة مذهبه وانتشاره. وقد أخذ بأحاديث غير الحجازيين حيث لم يشترط غير الصحة أو الحسن.
وهو لا يحتج بالمرسل إلا مرسل ابن مسيب الذي وقع الاتفاق على صحته. والشافعي أول من طعن في المراسيل، مخالفا في ذلك الثوري ومالكا والحنفية، الذين كانوا يحتجون بها.
ولم يحتج بأقوال الصحابة، لأنها تحتمل عن اجتهاد يقبل الخطأ،ولم يعتبر ترك الصحابي،أو من دونه، أو أهل بلد أو قطر للحديث قادحا فيه،إذ قد يكون لغفلة عنه، وعدم حفظه، فكثيرا ما إجتهد الصحابة في مسائل ثم ظهر لهم الحديث موافقا فيفرحون أومخالفا فيرجعون. وترك الاستحسان الذي قال به المالكية، والحنفية، بل أنكره، وقال : من استحسن فقد شرع، وألف فيه كتاب إبطال الإ ستحسان،ولم يعمل بالقياس إلا إذا كانت علته منضبطة ورد المصالح المرسلة، وأنكر الإحتجاج بعمل أهل المدينة،وأطال في الأم في رده.
والشافعي بحيازته فقه الحجازيين والعراقيين،وفصاحة البدو، وقوة الحجة،وعذوبة المنطق،وحسن المناظرة،صار وحيد عصره.فلا عجب بعد أن يقبل الناس على إنتحال طريقته، ويشغفوا بها، وأن ينتشر مذهبه،دون أن يعتمد على تأييد حاكم،أو نفوذ سلطان.
 تاريخ الفقه للسايس ص 120-121.
وهكذا نراه نشر العلم والفقه بدون تأييد من السلطات الحاكمة، واستمال إليه الناس بقوة فصاحته، وقوة الحجة في ضوء القرآن والسنة.وعرّف الإجتهاد بأحسن مايكون كما في ما يلي:      
 
تعريفه لكلمة الإجتهاد:
والإجتهاد مرادف للقياس فهو مرادف للرأي أيضا. يقول الشافعي في< الرسالة> :قال: فما القياس: أهو الإجتهاد، أم هما مفترقان؟ قلت: هما اسمان لمعنى واحد.
المصدر: تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.ص(137-138).
 
سيرة الإمام الشافعي:
قدولدمحمد بن إدريس الشافعىي المطلبي منأبقرشي نسيب بغزة من الشام سنة 150هجرية،ولكنهماتوالشافعيفيالمهد،ونشأفقيرا،وقدخشيتأمهأنيضيعنسبه،ومعهحقوققدتدفععنهالعوزفلمتردبعدهعنمقامالقرشيين؛ولذلكحملتهأمهأنيكونمقامهبمكة.
توفي رحمه الله بمصرسنة (204)هجرية.
وقدروىالبغداديفىكتابه )تاريخالبغداد) بسندمتصلأنهقال:(ولدتباليمنفخافتأميعليّالضيعةوقالت : إلحقبأهلكفتكونمثلهم،فأخافأنتغلبعلىنسبك،فجهزتنىإلىمكةفقدمتها،وأنايومئذابنعشرأوشبيهذلكفصرتإلىنسيبلي،وجعلتأطلبالعلم. ) لزمالشافعىيشيخفقهاءالحجازٍمالكا، وعاشفيكنفه، وكانيرحلأحيانامعهذهالملازمةإلىالصحراءيدّرسالقبائلالعربية،ويعاشرأهلهاأحيانامنالزمنكماكانيرحلإلىمكةليزورأمه،ويستنصحبنصائحها،وكانفيهانبلحسنوحسنفهم،وتقديرللأمور،ولذلكنقررملازمتهلشيخهلمتكنكاملة .
وشيخهالإماممالك وسيرته:
 ولد بالمدينةمنأبوينعربيينمنقبائليمنية سنة ثلاث وتسعين (93) هجرية، وطلب العلم على يدعلمائها،ولما بلغ سبع عشرة سنة نصب للتدريس،بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه،
وقد امتحن مالك سنة 147هجرية،وضرب بالسياط،وانفكت ذراعه،وتوفي بالمدينة سنة (179)هجرية، فأبوهينتهيإلىقبيلةيمنية،هيقبيلةذيأصبح،وإسمهأنسبنمالكبنأبىعامرالأصبحى،وأمهتنتهىإلىقبيلةالأزد،كماأنأمالشافعييمنيةمنالأزد،وليستقرشية،وكانلهافضلفىتكوينهوتنشئته. والإماممالكترخصفىالأخذمنالحكام،وكانيعتقدأنللعالمحقافىبيتالمال،وأنالحكاملايعطونههبةمنمالهم.وإنمايجرونعليهرزقا،لأنهحبسنفسهعلىالعلموالبحثوالفتيا. وكانالشافعيبعدأنحبسنفسهعلىالعلميأخذمنسهمبنىالمطلبالذيفرضهلهمالنبيصلىاللهعليهوسلم.فماكانيأخذعطاء،بلكانيأخذسهمامقدرافيالقرآن،باعتبارهقرشيامنذويالقربيللرسولصلىاللهعليهوسلم. والإمامانأبوحنيفة وابنحنبل،امتنعاعنالأخذمنبيتالمالامتناعامطلقا،ورضىإبنحنبلبأنيعيشفىقلمنأنيأخذمالالايدرىأجمعبحله،أمجمعبغيرحلّه.
المصدر: تاريخ الفقه للسايس ص-111-112-115-116-117-121وتاريخ محمدأبوزهرةص431/432/365/366) . .
رحل الشافعي إلى العراق رحلته الأولى، بعد أن تشبع من الفقه في الحجاز،على طريقة الحجازيين،فاسترعى نظره تحامل رأيه على أهل الحديث،وبخاصة على أستاذه، وعلى مذهبه،وكان أهل رأي أقوى سندا وأعظم جاها،بما لهم من منزلة عند الخلفاء،وبتوليهم شؤون القضاء،ذلك إلى أنهم أوسع حيلة في الجدل من أهل الحديث،وأنفذ بيانا.
كان بديهيا أن يدافع الشافعي عن أستاذه وعن مذهبه، وقد نهض الشافعي لذلك قويا بعقله،قويا بعلمه،قويا بفصاحته،قويا بشباب في عنفوانه،وقد روي عنه نماذج من دفاعه عن مالك ومذهبه.
فعن محمد بن الحكم قال : سمعت الشافعي يقول : قال لي محمد ابن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم –يعني أبا حنيفة ومالكاًـ وما كان على صاحبكم أن يتكلم، وما كان لصاحبنا أن يسكت،قال: فغضبت وقلت: نشدتك الله ، من كان أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك أوأبوحنيفة؟ قال مالك،لكن صاحبنا أقيس،فقلت نعم،ومالك أعلم بكتاب الله تعالى وناسخه ومنسوخه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي حنيفة،فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله :كان أولى بالكلام. ولقدعقد الشافعي مناظرات كثيرة بينه وبين تلاميذ أبي حنيفة، نقلها رواة الأخبار،كان في معظمها يعلي من شان الاعتماد على الآثار،ويضعف من شأن الاعتماد على القياس.
ولقد وضع الشافعي في بغداد كتاب < الحجة> ذلك الكتاب الذي اشتمل على ما يعرف بالمذهب القديم،وكان في جلّ أمره ردًا على مذهب أهل الرأي،وكان قريبا من مذهب أهل الحديث،حتى سمي ببغداد < ناصر الحديث>
المصدر: دراسة تاريخيه للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص86-87
المشهورون من أصحاب الشافعي:
إسماعيل بن يحى المزني:
أبو إبراهيم إسماعيل بن يحى المزني المصري.ولد سنة 175هجري،وشب على طلب العلم ورواية الحديث،ولما جاء الشافعي إلى مصر سنة199هجري. اتصل به وتفقه عليه،حتى شهد له الشافعي بقوله المزني ناصر مذهبي.
البويطي :
هو أبو يعقوب يوسف بن يحى البويطي. من بويط، قرية من صعيد مصر.أكبر أصحاب الشافعي المصريين،وخليفته في حلقته من بعده.تفقه بالشافعي،وحدث عنه، وعن عبدالله بن وهب،وغيرهما. كان الشافعي يعتمده في الفتيا،ويحيل عليه إذا جاءته مسألة.صنف مختصره المعروف في حيات الشافعي،وقرأه عليه بحضرة الربيع.فلهذا يروي أيضا عن الربيع. ولما حضرت الشافعي الوفاة،قالوا من : من يخلفك في مجلسك؟ فقال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب،وليس أحد من أصحابي أعلم منه.فتخرج به أئمة تفرقوا في البلاد،ونشرو علم الشافعي .قال الربيع فيه: ما رأيت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من أبي يعقوب البويطي،وكان ابن أبي الليث الحنفي قاضي مصر يحسده،فسعى به
إلى الواثق بالله في أيام المحنة بالقول بخلق القرآن،فأمر بحمله إلى بغداد مع جماعة آخرين من العلماء،فحمل مغلولا مقيدا،      وأريد منه القول بذلك،فامتنع، فحبس ببغداد إلى أن مات سنة 231هجرية.
تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص(121-122).
 ويرى الحسد بين الناس حتى بين العلماء،وهذا شيئ مذموم يجب قلعه ببث الخُلقُ الإسلامي. 
 
 
المرادي:
الربيع بن سليمان بن بن عبد الجبار المرادي،أبومحمد،راوي الكتب،كان مؤذنا بجامع عمروبن العاص (جامع الفسطاط)،توفي عام 270هجري صحب الشافعي طويلا،حتى صار راوية كتبه، وعن طريقه وصلنا: الرسالة وا لأم وغيرهما من كتب الإمام وتقدم روايته على رواية المزني إن تعارضا.
حرملة :
حرملة بن يحى حرملة،المتوفى سنة( 266هجرية)،روى  
عن الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع،مثل كتاب الشروط (ثلاثة أجزاء)،وكتاب السنن (عشرة أجزاء)،وكتاب النكاح،وكتاب ألوان الإبل والغنم وصفاتهاوأسنانها.
محمد بن الله بن عبدالحكم:
(المتوفى سنة 268)هجىرية،وأحد تلاميذ مالك،كان أهل مصر لايعدلون به أحدا،وكان الشافعي يحبه ويوده،ثم ترك مذهبه إلى مذهب مالك؛لم يخلفه في حلقته،ولأنه مذهب أبيه.
ماقاله الإمام الشافعي لشيخه الإمام مالك، وأصول مذهبه: 
والإمام مالك كان إماما في الحديث وفي الفقه،وكتابه " الموطأ" كتاب جليل في الحديث والفقه،قال عنه الشافعي رحمه الله:ِ"مالك أستاذي،وعنه أخذت العلم،وهوالحجة بيني وبين الله تعالى،وما أحد أمنّ عليّ من مالك،وإذا ذكر العلماء،فمالك النجم الثاقب،.
 الفقه الإسلامي وأدلته، للزحيلي.ص(38-37-31). 
أصول مذهبه:
 بنى الإمام مالك رحمه الله مذهبه على أدلة عشرين كما يؤخذ من كلام علماء المذهب:خمسة من القرآن،وخمسة مماثلة لها من السنة، وهي نص الكتاب،وظاهره وهو العموم،ودليله وهو مفهوم المخالفة،ومفهومه وهو مفهوم الموافقة،وتنبيهه وهو التنبيه على العلة،كقوله تعالى: (فإنه رجس، أو فسقا) فهذه عشرة.
والبقية هي : الإجماع،والقياس، وعمل أهل المدينة،وقول الصحابي،والإستحسان،والحكم بسد الزرائع،ومراعاة الخلاف،فقد كان يراعيه أحيانا، والإستصحاب،والمصالح المرسلة،وتمام العشرين شرع من قبلنا.
تاريخ الفقه الإسلامي للسايس (113).
 
تفقه الشافعي أول ماتفقه على أهل الحديث،من علماء مكة كمسلم بن خالد الزنجي،وسفيان بن عيينة،ثم ذهب إلى إمام أهل الحديث مالك بن أنس في المدينة المنورة،فلزمه ولقي من عطفه وفضله ما يجعله يحبه ويجلّه.
 
  والشافعي مع الحب الشديد لمالك وتعظيمه له،لم يستسلم إلى ما يسمعه من الإمام مالك من الفقه،ويقلده تقليدا أعمى،بل كان يعمل عقله وفكره في كل ما يسمعه، فإن وجده قوي الحجة استكان له، ,وإن وجد غيرذلك عرض ما عنده بكل أدب وإحترام وتقدير،غير منكر فضل معلّمه ومرّبيه.
فالنقد عندالعقلاء لا يتعارض مع المحبة والتقدير،  
وبمرور الزمن صار الدور الرابع دور التقليد والاتباع،ونبذ الإجتهاد والإبداع،فبعد أن كان المسلمون في الدور الذي سبق هذا الدور،فيهم عامة يقلدون،وفيهم أئمة يقلدون ويجتهدون،صاروا كلهم في هذا العهد مقلدّين،ونسي العلماء ماقاله أبو حنيفة فيمن سبقه من الفقهاء:"هم رجال ونحن رجال" وما قاله مالك بن أنس:"ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك،إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم،وما قاله الشافعي رحمه الله:"إذا صح الحديث فهو مذهبي،واضربوا بقولي عُرض الحائط"وقال أيضا"إذاوجدتم سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فخذوا بالسنة،ودعوا قولي فإني أقول بها".
 الفقه الإسلامي للوهبه الزحيلي ص37، ودراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص129.
وكان الشافعي مهتما بالسنة على كل حال، ومدافعا لها،
وهكذا نرى في مجريات التاريخ الإسلامي بأن السلف الصالح كانوا يعتمدون على المنابع الإسلامية وليس على الرجال.وهناك مقولة مشهورة تستند الى الإمام علي رضي الله عنه،وكرم الله وجهه،" لاتعرف الحق بالرجال،ولكن إعرف الرجال بالحق".
ويلزم لأهل الحق الابتعاد عن الجهل،وقديما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:< ما جادلت عالما إلا غلبته،ولا جاهلا إلا غلبني>. البراهين العلمية لمحمد فؤاد البرازي ص116.
 روى البغدادي في كتاب < تاريخ بغداد>عن أبي الفضل الزجاج قال:< لما قدم الإمام الشافعي إلى بغداد ، وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أوخمسون حلقة،فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة، ويقول لهم :قال الله وقال الرسول،وهم يقولون: قال أصحابنا،حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره>.
ويروى عن أحمد بن حنبل أنه قال:ما أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلاّ وللشافعي عليه منة ، فقلنا يا أبا محمد كيف ذلك؟ قال: إن أصحاب الرأي كانوا يهزؤن بأصحاب الحديث حتى علّمهم الشافعي، وأقام الحجة عليهم.
المصدر: دراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن. ص 87.
ونشأتعلىمذهبالشافعي،ولكناتفقتالمذاهبالأربعةبأنالخروجمنالخلافأولى. لذلكأميلإلىنقاطالاتفاقإنأمكنوالاأميلإلىرأي الجمهورفىالآراءالفقهية،إنكانليبحثكافكالمبيتبمنىليلتين،وعقدالنكاحبالولي،وإلاّآخذبمذهبالشافعي أساسا.
وللعلمبأنأعلامالصحابةوالتابعينوأئمةالمذاهبالأربعةالمذكورةوغيرهممنالفقهاءوالمجتهدينلهمسبقفضلفينشرالوعيالدينيوالفقهالإسلامي.ومنهذاالقبيلكانأبوموسىالأشعريرضياللهعنه. بالإضافةإلىإمارتهخيرمعلّملأهلها،حيثعلّمهمالقرآن،وأمورالدينالمختلفة،وفىهذهالآونةلاترىالبدع التيأحدثتفيمابعد،والفضلفىهذايرجعإلىالسلفالصالحالذينتربواعلىالوعيالإسلاميوكانوالايسمحونبذالك،لأنهمنشؤوامنمنبعالإسلاموهوالقرآنوالسنة.(ملاحظاتي)
رأي الشافعي في البناءعلىالقبور،واتخاذهامساجد:
نهىرسولاللهصلىاللهعليهوسلّم،أمتهعنالبناءعلىالقبوروتعظيمهابأىنوعمنأنواعالتعظيم . وأخبرأنهلايفعلذلكإلاّشرارالخلقعندالله. فعنجندببنعبداللهقال: سمعترسولاللهصلىاللهعليهوسلمقبلأنيموتبخمسيقولألاوإنّمنكانقبلكمكانوايتخذونقبورأنبيائهموصاليحهممساجدألافلاتتخذواالقبورمساجد،أنىأنهاكمعنذلك.رواهمسلمفىصحيحه.قالالشافعى-رحمهاللهولمأرقبورالمهاجرينوالأنصارمجصصة.قالالراوي عنطاوس :إنرسولاللهصلىاللهعليهوسلمنهىأنتبنىالقبورأوتجصص.
 
قالالشافعي :وقدرأيتمنالولاةمنيهدمبمكةمايبنىفيها،فلم أر الفقهاءيعيبون ذلك،
استشهاد الحسين ومعركة كربلاءللدكتورعليمحمدمحمدالصلابىص 108- 105)
 .وهذاإندلّعلىشيء فإنمايدلّبأنالسلفالصالح كانوالايرضونبالبدعوكانوايحاربونها بأشد مايكون.
 شيخ الإسلام:
 محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام،الفقيه الشافعي الحافظ الزاهد النووي. عاش بين عامٍ/631-676/هجري.
رأي الشوافع في قيام الناس بعضهم لبعض كما هو المعتاد هل هو جائز أم مكروه أم حرام ؟ وهل ثبت في جوازه أو منعه شيئ؟ أجيب القيام لأهل الفضل وذوي الحقوق فضيلة على سبيل الإكرام، وقد جائت به أحاديث صحيحة ،وقد جمعتها من آثار السلف، وأقاويل العلماء في ذلك، والجواب عما جاء مما يوهم معارضتها وليس معارضا وقد أوضحت كل ذلك في جزء معروف، فالذي نختاره ونعمل به واشتهر عن السلف من أقوالهم ، وأفعالهم جواز القيام واستحبابه على الوجه الذي ذكرناه، والله تعالى أعلم. فتاوى الإمام النووي صفحة (49-5).
هل يجوزلمن تمذهب بمذهب أن يقلد مذهبا آخرفيما يكون به النفع ويتتبع الرخص؟ أجاب رضي الله عنه : لا يجوز تتبع الرخص، والله أعلم.
 فتاوى النووى صفحة 168هذا رأيه وقناعته اجتنابا عن التلفيق.وأما البحث عن الدليل وترجيح رأي على رأي فشيئ آخر.
عزالدين عبد العزيز بن عبد السلام المتوفى سنة 660هجرية.
وصل العز: إلى رأي الّذي ذكرته آنفا، خلافا للنووي،حيث كان في آخر عمره لا يتقيد في فتاواه بما يقتضيه مذهب الإمام الشافعي، مع انه كان شافعي المذهب،بل يفتي بما يؤدي إليه اجتهاده،ويترجح عنده بالدليل.   
نظرة إلى تصحيح عبارة لإبن قاسم الغازي الشافعي في موضوع رضاع صفحة86 وإن سفل ومن انتسب إليه وإن علا.هذا الأخير،يعني(وإن علا) خطأ أو سهو من قلم الشارح كما قاله الباجوري.لأن مضمونه غير صحيح. الباجوري شرح ابن قاسم الغازي.
ونظرة إلى موضوع فقهي : وهو مس المصحف: فلقوله تعالى لا يمسّه إلاّ المُطَّهرُون)[الواقعة:79]، والقرآن لا يصّح مسُّه؛فعلم بالضرورة: أن المراد: الكتاب؛وهو أقرب مذكور،وعوده إلى اللوح المحفوظ ممنوع؛لأنه غير منزل،ولا يمكن أن يراد بالمطّهرين : الملائكة؛لأنه نفى وأثبت، (وفي ثلاث نسخ نفي وإثبات)، والسماء ليس فيها غير مطهر، فعلم :أنه أراد الآدميين،وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا إلى أهل اليمن،وفيه: (لايمسّ القرآن إلاّ طاهر) رواه ابن حبان في صحيحيه، وقال الحاكم :إسناده على شرط الصحيح... المصدر: كفاية الأخيار ص 125.
وهذا ما ذهب إليه الجمهوروقول أكثر الفقهاء.   
وللعلم بأنه مرّ أنَّ العلماء والسلف الصالح كانوا لا يسمحون بالبدع.
وكانأكثرروادالبدعالشيعة. ولمامررنافيعام 1976 م بطريقناللحجبمدينةكربلاءزرناقبرسيدناالإمامحسينرضياللهعنهبكربلاء. فقالليالحارسطفطف. قلتله . لاطوافإلاحول الكعبةفقاللييكونهناأيضاالطواف. فقلتله. معاذاللهانيكونهناالطواففياللهأليسهذامنأبشعالبدع !.(مشاهداتي).
وأشارالدكتورعليمحمدمحمدالصلابيفىكتابهالدولةالحديثةالمسلمةفىصفحة 8 اقتباساعنالدكتوريوسفالقرضاوي. ومنقرأكتبالفقهالإسلامي وجدهاتشملعلىشؤونالحياةكلهامنفقهالطهارة،إلىفقهالاسرة،إلىفقهالمجتمع،إلىفقهالدولة،وهذافىغايةالوضوحلكلطالبمبتدئ،ناهيكبالعالمالمتمكن. إنّالفقهاءأدركواضرورةالتمييزفىأبوابالفقه،فوضعواأبواباللعباداتوأبواباللمعاملات. وبذلكفرّقوابينالمسائلالمتعلقةبالعبادةوالمعاملات.ويمكننااليومأننسميأبوابالفقهالخاصةبالمعاملاتبالقانونالإسلامي.انتهىكلاميوسفالقرضاوي
ولقدحانالوقتأنيتركالمنصفوصاحبالضميرالديمقراطيةالمسمومةالمزروعةمنقبلالغربوالأوربا.ويتجهإلىالفقهالإسلاميوالنظامالإسلامي . والنظامالديمقراطيالمطبق فيالمجتمعاتالإسلامية مستوردمنالدولالغربيةوالأوربا .لا يتفق مع قيمنا، ويخالفشرعالله،ويستندإلىالمحصولالبشريوالتشريعالبشري.
وقال علي أبي طالب رضي الله عنه، وكرم الله وجهه على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وعلى الرعية السمع والطاعة.
 تفسير البغوي- جلد (1).
 والقانونالإسلامي نابعمنالقرآنوالسنة،وهوتشريعربانيشامللجميعالنواحي،وكافللإحقاقالحق،وإزهاقالباطل،وصيانةمصالحالناسفيجميعشؤونهم : الماليةوالاجتماعيةوالأسريةوالدولية،فىحينإنهلميوجدإلىالآنتشريعشاملأوعادلمعمامرّعلىالإنسانيةمنتجاربوخبرات،وعدموجودتشريعإسلاميشاملإلىالآنهوخسرانللبشريةجمعاء.بصفةعامةوللعالمالإسلاميبصفةخاصة(ملاحظاتي).
وأنزل الله كتابه العظيم، ليكون دستورا للمسلمين، ومنهاجا يسيرون عليه في حياتهم، فيستضيؤن بضيائه، ويهتدون بهديه، ويقتبسون من تعاليمه الرشيدة، ونظمه الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزة،ويرفع بهم إلي ذري المجد والكمال، ويؤهلهم إلي قيادة ركب الإنسانية، ويجعلهم السادة والقادة في هذه الحياة يسيرون بالأمم إلى حياة العزة والكرامة الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزّة، ويرفع بهم إلي ذُري المجد ، ويوصلونهم إلي شاطئ الأمن والاستقرار والسلام. وإنه لمن المؤسف أن يكتفي المسلمون من القرآن بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها، في المآتم والمقابر، وعند الإحتفالات الرسمية، ثم لا يكون للقرآن منهم نصيب إلا الطرب بالسماع أو التبرك بالتلاوة! وهذا ما عناه الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله: يتخذون القرآن مزامير!
وقد نسي المسلمون أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبره وتفهمه، وفي الاهتداء بهديه، والاستفادة من تعاليمه وتوجيهاته، ثم الوقوف عند أوامره ومراضيه، والبعد عن مساخطه ونواهيه، والله تعالي يقول: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدّبروا آياته وليتذكّر أولو الألباب).سورة ص آية 29
ويقول سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها)سورة محمد آية24 ويقول جلّ ذكره (ولقد يسرنا القرآن للذّكر فهل من مّدكّر) سورة القمر : آية 17.22.32.40.
 
فما أشبه المسلمين اليوم بالرجل العطشان يموت من الظمأ والماء بين يديه! أوبالحيوان يهلك من الجوع والعطش والزاد والماء على ظهره!
وما أجمل قول القائل:
كالعيس في البيداء يقتلهاالظّما والماءفوق ظهورها محمول
ولقد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. حين قال:(لقد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسكتم بهما بعدي أبدا،كتاب الله، وسنتي). رواه أصحاب السنن.
المصدر: التّبيان في علوم القرآن للشيخ الأستاذ محمد عليّ الصّابونّي.ص.79-80.
وأحيط علما لمن يهمه الأمر بأن مصدر التشريع الإسلامي الأساسي هو القرآن، والسنة، ثم القياس، والإجماع.
ويشبه منهج التدريس لأبي حنيفة نوعا ما طريقة سقراط،حيث أن أبا حنيفة كان يرجح بأن يكون النقاش حرا بكل معنى الكلمة في المحاورات.  
أبوحنيفة:
وهونعمانبنثابتبنزوطىالمسمىبأبيحنيفة،ولد سنة ثمانين (80) هجرية،وفي سنة ست وتسعين حج مع أبيه،وأبو حنيفة أول من إشتغل بالفقه التقديري، وفرض المسائل التي لم تقع بعد، توفي رحمه الله سنة مأة وخمسين (150)هجرية.
تاريخ الفقه للسايس ص104-108-113.
 كانتطريقتهفىدرسهتشبهطريقةسقراطفيمحاوراته،فهولايُلقيالدرسإلقاء،ولكنيعرضالمسألةمنالمسائلالتىتعرضلهعلىتلاميذه،ويبينالأسسالتيتبنىعليهاأحكامها،فيتجادلونمعه،وكليدليبرأيه،وقدينتصفونمنهويعارضونهفياجتهاده،وقديتصايحون عليه حتي يعلوضجيجهم،وبعد أن يقلب النظر من جميع نواحيه،يدليهوبالرأيالذىأنتجتهالمحاورات،ويكونماإنتهىإليه هوالقولالفصل،فيقرهالجميع،ويرضونه.وكانأبوحنىيفةتاجراويؤمنمصروفاتهمنكسبهالتجارىولميقبلأيةولاية،واضطهدفىهذاالسبيل . تاريخالمذاهبالإسلاميةمحمدابوزهرةص(357).
 اعتقدبأنهذهالطريقةصحيحةفىالوصولإلىالنتيجةوأناأميلإلىهذهالطريقةفىإثباتالحقوالوصولإلىالنتيجة.منذكنتطالبافيالجامعة.وللعلمبأنأباحنيفةأولاكانكلامياثمكانفقيها .وسمىبالفقيهالحر.ربماينبعهذامنشتغالهبعلمالكلامواهتمامهبهفيباكورة شبابه.وربمابناءعلىهذاأسسمذهبه علىالرأي.(ملاحظاتي).
 وكانيقولواعجباللناسيقولونبأنأباحنيفةيفتيبالرأي،أنالاأفتيبالرأيوإنماأفتيبالأثروأفتيبالرأيإذالميوجدنص.
راجعالتاريخالمذكور،ودراسةتاريخيةللفقهوأصولهللدكتورمصطفىسعيدالخن.
يقول الإمام مالك في مدحه لأبي حنيفة :
عن مالك بن أنس أنه كان يقول: اجتمعت مع أبي حنيفة وجلسنا أوقاتا ،وكلمته في مسائل كثيرةفما رأيت رجلا أفقه منه، ولا أغوص منه في معنى وحجة.وروى أنه كان ينظر في كتب أبي حنيفة.رحمهما الله، ويتفقه بها.
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبد الرزاق- الطبعة الثالثة ص (211).
وهناك من ينقد أبا حنيفة ويسند رأي أيضا للإمام مالك في النقد. وحاصل الكلام أنه بين مادح وناقد.
ويقول محمد بن ادريس الشافعي، المطلبي،القرشي في مدح نعمان بن ثابت المسمى بأبي حنيفة:
هنيأ لأرباب النعيم نعيمهم ولعاشق المسكين ما يتجرع
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع ملا جامي وهامش ملا جامي ص 32.
ويقول أيضا: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
الفقه الإسلامي ,وأدلته ، للدكتور وهبه الزحيلي.ص. 30
وتاريخ الفقه للسايس ص.105
 قال ابن المبارك: أفقه الناس أبو حنيفة، ما رأيت في الفقه مثله.وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب والله،ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة،وقد أخذ نا بأكثر أقواله،وقال النضر بن شميل: كان الناس نياما في الفقه حتي أيقظهم أبو حنيفة بما تفقه وبينه. تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص 105.
 نرى العلماء الذين سبق ذكرهم تجردوا عن التعصب المذهبي،وأدّوا الأمانة العلمية بكل الكلمة،وأدوا لكل ذي حق حقه،ولم ينقص منهم احترام آرائهم.اللهم إلا أن يكون الرأي المبدى يخالف عقيدتهم،ويلزم لباحث الحقيقة أن ينظر إلى الأمور بنظرة واقعية،ويتجرد من التعصب،وكنت شغوفا بهذه الطريقة حينما كنت طالبا في الجامعة .(ملاحظاتي)
 زعم بعض الناس أن أبا حنيفة كان قليل البضاعة للحديث،وأنه لم يرو إلا سبعة عشر حديثا،وهو قول باطل،على رأي سايس.فإنه قد صح عنه أنه إنفرد بمأتي حديث وخمسة عشر حديثا، سوى ما إشترك في إخراجه مع بقية الأئمة.وله مسند  روى مأة وثمانية عشرحديثا في باب الصلاة وحدها. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب < تعجل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة>أما مسند أبي حنيفة فليس من جمعه،والموجود من حديث أبي حنيفة إنما هو كتاب الآثار التي رواها محمد بن الحسن عنه،ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن وأبي يوسف قبله من حديث أبي حنيفة أشياء أخرى.
وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارتي وكان بعد سنة 300هجرية بحديث أبي حنيفة، فجمعه في مجلدة،ورتبه على شيوخ أبي حنيفة اه.
 وقد طعن أهل الظاهر على مذهب أبي حنيفة، وقالوا : إنه فلسفة فارسية، صيرت الفقه الذي هو شريعة منزلة عملا وضعيا، وقالوا: إنه لا يجوز التعويل إلا على النصوص.
المصدر: تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص(105-106-107)
ويفهم مما ذكر بأن أبا حنيفة ليس كما قال بعضهم بأنه كان يعتمد على الرأي فقط،وإنما كان يعتمد على النص ,وأنه يكذب ذلك بنفسه كما ذكرت سابقا . وأما ما قال أهل الظاهر خاص بهم، ومخالف لقناعة الجمهور. وكان حساسا في رواية الحديث.(ملاحظاتي)
أحمد بن حنبل وسيرته:
      ولد أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي ببغداد سنة 164هجرية ونشأ بها،وأكب علي السنة يجمعها، ويحفظها،حتى صار إمام المحدثين في عصره،توفي رحمه الله ببغداد سنة 241هجرية.
ومدح الشافعي أحمد بن حنبل وقال: خرجت من بغداد،وما خلفت فيها أفقه، ولا أروع، ولا أزهد، ولا اعلم من أحمد بن حنبل.
وقد امتحن أحمد في زمن المأمون، والمعتصم، والواثق: بالضرب، والحبس،والإخاف، والإرهاب، وأريد على القول بخلق القرآن،فأبى كل الإباء،وما وهن، ولا ضعفت عزيمته لهذا الإذاء،وبذالك صار زعيم حزب عظيم من أحزاب الإسلام.حتى إن العالم إذا وضعه أحمد لم يرتفع، وإذا رفعه لم ينحط،وإذا قال في واحد :بئس، نبذ حتى لم يشهدوا جنازته،وإذا قال في عالم: نعم صار مقبولا محبوبا.قال إبن المديني : إن الله أعز الإسلام برجلين: أبي بكر يوم الردة، وابن حنبل يوم المحنة.
المصدر: تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص105-106-123.122-125.
أبو سليمان:
هو داود بن علي الأصفهاني الظاهري المولود بالكوفة سنة 202هجري،المتوفى في بغداد عام 270هجري مؤسس المذهب الظاهري،كان داود من حفاظ الحديث،فقيها مجتهدا، صاحب مذهب مستقل ، بعد أن كان شافعيا في بغداد. واساس مذهبه العمل بظاهر القرآن والسنة،مالم يقم دليل على إرادة غير الظاهر.
       ويقول الإ مام السبكي المتوفى سنة 771هجرية في كتابه جمع الجوامع ،صفحة        490-491).بأن الشافعي،ومالكا،وأباحنيفة،وأحمد،والأوزاعي،وإسحاق، وداود،وسائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم.
جمع الجوامع في علم أصول الفقه لللإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولي2011م والفقه الإسلامي وأدلته للوهبة الزحيلي ص41. 
 
 
الإمام الشاطبي الأندلسي :
ويقول الإمام الشاطبي أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الأندلسي الذي أنجيته غرناطة، المتوفى سنة 790هجرية في تعريفه للفتوى.
تعريف الفتوى لغة واصطلاحا:
أولا : في اللغة :
إنّ (الإفتاء) مصدر الفعل (أفتى)-يقال:أفتاه في الأمر،أى ابانه له،ويقال :استفيتُه فأفتاني إفتاء، أي أجابني.
والفَتوى والفُتى: اسمان يوضعان موضع المصدر (الإفتاء).
وأهل التفاني : أهل التحاكم وأهل الإفتاء. والفُتيا: تبين المشكل من الأحكام. والفُتيا والفُتوى والفَتوى :ما أفتى بها الفقيه.
 وثانيا : في الإصطلاح:
 الفَتوى بمعنى الإفتاء، وهو الإخبار بحكم الشرع لا على وجه الإلزام. فالمفتي ليس له حق إلزام المستفتي بالحكم الشرعي الذي أخبره به؛ أما القاضي فإن سلطته تخول له الإلزام .
الفرق بين فتوى المفتي وحكم الحاكم :
 إذا أفتى المجتهد فإنه معتمدا الأدلة الشرعية من القرآن والسنة ونحوهما،للإستنباط الحكم الشرعي المسئوول(المسئوول) عنه.
 
وإذا تولى القضاء وانتصب لفصل النزاع ، فإنه يتتبع الحجاج ويسمع البيّنةَ والإقرار،ويجتهد في الحكم المناسب .
فهو في القضاء يُنشيئ حكماً،بعد أن فُوض إليه ذلك بمقتضى ما تبوأ من مكانة علمية، وما ورث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما جاء في قوله تعالى : (وأن احكُم بينهم بما أنزل الله ) سورة المائدة: الآية:49.
وهو في الفتوى مخبرٌ بما فهم من حكم عن الله عزّ وجل الذي يسَّر له الأدلة الشرعية.
ومما يدل على ما كان من إعجاب بشخصيته ومسايرة لاتجاهه وثقة بعلمه،حيث إن تلميذه أبا عبدالله المُجَاري قصده إلى داره طالبا الوَصاة منه ، فقال له : (قد وصاك الله تعالى قبلي)  ثم تلى قوله تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيّاكم أن اتقوا الله).سورة النساء:الآية:131.
وفي حكم دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات، وقد كان الشاطبي رحمه الله يميل إلى المنع.
   فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية. 58-57-67-68-70).
ومما ذكر يعرف بأن العلماء كانوا خير قدوة لنا في الجهد للوصول إلى معرفة الحق.
 
 
ونتابع آرائه في الفتوى والمفتين:
يرى الإمام الشاطبي أن الفتوى تحصل من المفتي من جهة القول والفعل والإقرار،كما حصلت من المفتي الأول رسولنا الأكرم وأسوتنا الحسنة صلى الله عيه وسلم، ويقول (حق على المفتي أن ينتصب للفتوى بفعله وقوله،بمعنى أنه لابدّ له من المحافظة على أفعاله حتى على قانون  الشرع، ليتخذ فيها أسوة). والإقرار يعدّ من جملة الأفعال.
وكل جهة من هذه الجهات خالفت مُقتضى العلم وتنافت مع الدين لم يصح الاقتداء بها ولا جعلها أُسوةً.
 ويؤكّد الشّاطبي على مطابقة قول المفتي لفعله،لأن الشرع ذّم
الفاعل بخلاف ما يقول ، فقد قال تعالى : (أتامرون الناس بالبرّوتنسون أنفسكم). ولأن هذه المطابقة يرجى معها حصول الانتفاع والاقتداء به،فالشارع قد نصبه ليؤخذ بقوله وفعله،لأنه وارث النبي صلى الله عليه وسلم . (فإذا خالف فقد خالف مقتضى المرتبة وكذب الفعل القول).
 وهو يرى أن يحمل المفتي الناس على المعهود والوسط، منجبا بهم طرفي الشدة بالانحلال، ذلك (أنّ مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط،فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ، ولذلك كان ماخرج عن الوسط مذموما عند العلماء الراسخين.)
ويوضح أن العنت والحرج يؤديان إلى بعض الدين،والانقطاع عن سلوك طريق الآخرة، وأن الانحلال مظنة اتباع الهوى والشهوة، وذلك مهلك،(فعلى هذا يكون الميل إلى الرخص في الفُتيا بإطلاق مضاداً للمشي على التوسط، كما أن الميل إلى أن الميل إلى التشديد مضاد له أيضا).
وينصح المفتي الذي يُحمّل نفسه من التكليف ما هو فوق الوسط بأن يُخفي ما لعلّه يُقتدى به فيه،لأنه قد يقتدى به من لا طاقة له بذلك العمل فينقطع عنه،وإذا صادف ظهور عمله للناس نبَّه عليه، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فاق الناس عبادة وخلقا، ويقول الله تعالى (واعلموا أنّ فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من ألأمر لعنتُّم ). سورة الحجرات: الآية: 6 . 
ولم يكن يرضى عما يعمد إليه بعض المفتين من تتبع رخص المذاهب لغرض أو شهوة، ومن إيثار الصديق والقريب بفتوى تعتمد قولا ضعيفا لغرض ذلك القريب والصديق وإرضائه.
ويرى(أنه ليس للمقلَّد أن يتحيّر في الخلاف) لأن(ذلك يفضي إلى تتبع رخص المذاهب من غير استناد إلى دليل شرعي ...وأيضا فإنه مؤد إلى إسقاط التكليف في كل مسألة مختلف فيه ...بخلاف ما إذا تقيد بالترجيح فإنه متّبع للدليل،فلا يكون متبعا للهوى ولا مسقطا للتكليف).
ومع هذا فقد سلف أن قدم رأيه في عدم الاعتراض على ما جرى عليه الناس من عمل بأقوال مرجوحة،حتى لايفتح باب التشويش على العامة، وتندلع نار الخصام.
 
وكان يوصي باتباع الواضحات والإعراض عن المشكلات ، ويقول أما من تعسف وطلب المحتملات والغلبة بالمشكلات، وأعرض عن الواضحات فيخاف عليه التشبه بمن ذمه الله في قوله فأما الذين في قلوبهم زيغ). سورة آل عمران :الآية:7 .
المصدر: فتاوى الإمام الشاطبي ص (91-92-93).
 
وهذا ملحظ متعلّق بمنهج البحث وطريق الاجتهاد، ينفع المفتين وغيرهم إذا ما راعوه. والإمام الشاطبي رحمه الله، قد راع العزيمة في كل الأحوال، وابتعد عن التلفيق.
مقتضى الثقافة الإسلامية:
ويجب لمن تثقف بالثقافة الإسلامية أن يعمل لوحدة المسلمين وأنيبتعدعنالعنصريةوالتفرقة،وفىذلكيقولاللهعزوجل(ياأيهاالناسإناخلقناكممنذكروأنثى)يعنى : آدموحواء،زجرهمعنالتفاخربالأنساب،والتكاثربالأموال،والازدراءبالفقراء،فإنالمدارعلىالتقوى؛أى: الجميعمنآدموحواء،
 
 إنماالفضلبالتقوى(وجعلناكمشعوباوقبائللتعارفوا)خلقاللهالخلقبينالذكروالأنثىأنسابا،وأصهارا،وقبائل،وشعوبا،وخلقلهممنهاالتعارف،وجعللهمبهاالتواصلبالحكمةالتيقدرها،وهوأعلمبها. (إنّأكرمكمعنداللهأتقاكم ) فىهذهالآيةمايدلكعلىأنالتقوىهىالمراعىعنداللهتعالى،وعندرسولهدونالحسب،والنسب،وفيالترمذي عنسمرةعنالنبيصلىاللهعليهوسلم.قال :الحسب:المال،والكرم،والتقوىوذلكيرجعالىقولهتعالى (إنّأكرمكمعنداللهأتقاكم)والتقوى: معناه :مراعاةحدوداللهتعالى أمراونهيا، والاتصافبماأمركأنتتصفبه،والتنزهعمانهاكعنه (إنّاللهعليمخبير) سورةالحجراتالآية (13) (مختصرتفسيرالقرطبيجلد 3ص184-185) .وهذهالآيةوالحديثيدلانعلىأنالتفرقةوالعصبيةغيرموجودانفىالإسلام .
 وللعلمبأنالاتحادقوة،والنزاعضعف.يقولاللهتعالى(فبمارحمةمناللهلنتلهمولوكنتفظاغليظالقلبلانفضوامنحولك) سورةآلعمرانالآية (159)ويقولاللهتعالى(وأطيعوااللهورسولهولاتنازعوفتفشلواوتذهبريحكمواصبرواإنّاللهمعالصابرين) سورةالانفالالاية (46) ويقولالرسولعليهالصلاةوالسلام(الجماعةرحمة،والفرقةعذاب)رقمالحديث (358). عبداللهبنأحمدفىزوائدالمسند.والقرآنوالسنةيدلانٍعلىىأهميةالاتحادوالابتعادعنالنزاعكماأنّهناكآياتوأحاديث تدلعلىأهميةالاتحاد،والتجنبعنالنزاع،والتفرقة،
والتعصب  مرفوضمنجميعالنواحي،المذهبيوالقومي. ويجبللمسلمأنيبتعدعنالتعصبالقوميكمايجبأنيبتعدعنالتعصبالمذهبي،نقلتهسابقاعنالشيخعبدالقادر الجيلاني.(تعليقاتي)
وتبيان ذلك ما ورد في السنة.
ومنهذاالقبيلعنجبيربنمطعمعنالنبيصلىاللهعليهوسلم. قالليسمنامندعاإلىعصبية،وليسمنامنقاتلعليعصبية،وليسمنامنماتعليعصبية. رواهأبوداود.وقالأيضاإناللهعزوجلأوحىإليّأنتواضعوا،لايبغىأحدعلىأحد،ولايفخرأحدعلىأحد.رواهمسلم .وقالأيضا(أبدعوى الجاهليةوأنابينظهرانيكم؟!دعوهافإنهامنتنة).رواهالبخاري. والعصبيةتقلبالحقباطلاوالهدىضلالا،والخيرشراوالظلمعدلا،وتجعلالعدوصديقا والصديقعدوا،وتختلفيظلهاكلّالموازين،ومقّتهارسولاللهصلىالله عليهوسلمونفّرهاتنفيراشديدا. بناءعلىهذالاعصبيةفىالإسلام. ويجبأنيراعيجميعالحقوقلكلإنسان،وأنلايتعرضأحدللظلم. وأنيعّبرنفسهبكلالحريةوأنلايتعرضللضغطمن أحد، وأن يكون حر الرأي والضمير في تعبير آرآئه.
مقطتفات من الإمامأبي حامد محمد بنمحمدبن أحمدالغزالي،الشافعي،
 المدّرس في المدرسة النظامية ببغداد، ولم يتجاوز عمره أربع وثلاثين سنة حينئذ، والمدّرس بمدرسة النظامية بنيسابوربعدعزلته، المولودفىطوسعام 450 هجريوالمتوفىبتاريخ (505) هجري،وهوكانمنأسرةفارسية،فقيرة،الذي نقدالفلاسفةفىعشرىنمسألة،فىكتابهتهافتالفلاسفة،يكفرفىثلاثةمسائل:
1. قدمالعالم.
 2. علماللهبالكلياتوليسبالجزئيات.
3.الحشرروحانيوليسجسماني.
يبدعويفسقفىسبعةعشرمسألة.وقبلكتابةالكتابالمذكوركتبكتابمقاصدالفلاسفةيعدهذاالكتابتوضيحاللجوانبالفلسفيةوالمسائلالتينقدهافىالكتابالمذكورفقدبسطفيهالغزاليالمنطقوالطبيعة. ويرىالغزالي أنالمقياسالذي يعرفبهالخيروالشر،والحسنوالقبح،إنماالشرعوحده،ولكنهمعذلكلميهملالعقلاهمالاتاماكمايرىأهلالسنة،بلإنهيضمالعقلإلىالشرعلأنالعقلكالأس،والشرعكالبناء،وهويصرح (بأنالداعىإلىمحضالتقليدمععزلالعقلبالكليةجاهل،والمكتفىبمجردالعقلعنأنوارالقرآنوالسنةمغرور،
ومن مقتطفاته أيضا "طلبنا العلم لغيرالله فأبى أن يكون إلا لله" .الإحياءطبعسنة1329 هجريةج 2ص14
والغزالي كما وجه ضربة قاسية الى الفلسفة فقد استطاع بفكره القوي،وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية،وأن يناصر المذهب السني،فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية، والعلوم العقلية من الفلسفة، والمنطق، والكلام في نسف جذور المذهب الباطني،وقال فيهم كلمته التي طار بها الركبان، وسارت مسير الأمثال: < ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض >،فهم يتسترون بالتشيع، وماهم من الشيعة في شيئ، وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام).
 الدولة الزنكية للدكتور، علي محمد محمد الصلابي. ص(666).
والشيخمحمدعبدهالمصريالمولودفيعام 1849ملأبتركمانيالأصلوأممصريةالأصلتنتميإلىقبيلةبنيعديالعربية. كان بعكسالإمامالغزالي يميلإلىالفلسفةوآراءالمعتزلة. والشيخفيتفسيرهللقرآنالعظيمكانيخالفنهجالسلفالصالحفىبعضالآياتوينهجنهجاحديثا. الإنترنت-العروةالوثقى .
ويقول حجة الإسلام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، اعلم أن منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعية، تحريف الأسامي المحمودة، وتبديلها ونقلها بالأغراض الفاسدة إلى معان غير ما أراده السلف الصالح والقرن الأول، وهى خمسة ألفاظ : الفقه والعلم والتوحيد والتذكيروالحكمة.
اللفظ الأول: الفقه فقد تصرفوا فيه بالتخصيص لا بالنقل والتحويل، إذ خصصوه بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى والوقوف على دقائق عللها،واستكثار الكلام فيها وحفظ المقالات المتعلقة بها،فمن كان أشد تعمقا فيهاوأكثر اشتغالا بها يقال هو الأفقه، ولقد كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقا على علم طريق الآخرة،ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومفسدات الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة.
اللفظ الثاني : العلم وقد كان يطلق على العلم بالله تعالى وبآياته وبأفعاله في عباده وخلقه.
اللفظ الثالث: التوحيد وقد جعل الآن عبارة عن صناعة الكلام ومعرفة طريق المجادلة والإحاطة بطريق مناقضات الخصوم.
اللفظ الرابع : الذكر والتذكير فقد قال الله تعالى- وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.اللفظ الخامس: وهوالحكمة التي أثنى الله عزوجل عليها فقال تعالي يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا). إحياء علوم الدين دار إحياء الكتب العربية-عيسى البابي الحلبي وشركاه- ص 32-33-34-38. المقدمة للدكتور- بدوي طبانة –مصر الجديدة-1957م.
 وللعلم بأن العلماء السابقين كانوا أصحاب المحاكمة،ولهم فضل في ذلك،أمثال: وهذا أبوحنيفة حر الرأي،كان كلاميا،وترك الكلام، ثم توجه إلى الفقه، وسمي الفقيه الحر، وكان أبوالحسن الأشعري كلاميا،معتزليا،وترك الاعتزال،ثم جادل أهل الاعتزال على طريقة عبد الله بن سعيد بن كُلاب،وفي النهاية ترك هذه الطريقة،وتوجه إلى أهل الحديث والنقل،وكان إمام الحرمين عبد الملك الجويني، أبو المعالي،حرالرأي والضمير،وكلاميا أيضا،ورجع عن علم الكلام إلى مذهب السلف.وحجة الإسلام،أبوحامد الغزالي كان فلسفيا،وكلاميا،وكان له شأ ن في محاربة الفلسفة والباطنية وفي تدريس العلوم الشرعية بالمدرسة النظامية ببغداد ونيسابور،
وتوجه إلي حياة العزلة بعد تدريسه في المدرسة النظامية،كما أن الغزالي في أواخر عمره قطع بأن كلام الفلاسفة لا يفيد علما،ولا يقينا،بل وكذلك قطع في كلام المتكلمين،. وآخرما اشتغل بها النظر في صحيح البخاري، ومسلم، ومات وهومشتغل بذلك. دولة السلاجقة للصلابي ص(505).
نرى علماء السلف واقعيين يحاسبون أنفسهم ويتركون ما وجدوا خطأ سواء من أنفسهم أو من غيرهم ويحترم بعضهم بعضا، مع نقد آرائهم.إذا لم يقتنعوا.والفقهاء أمثا ل أئمة المذاهب الأربعة أرشدوا الناس ولم يسمحوا بالبدع التي أحدثت فيما بعد،ولم يبقوا تحت تاثير أحد، وفي عصرنا هذا صار الإسلام عبارة عن الطقوس والتقاليد والعادات عما جاء من الآباء(تعليقاتي)
 ويقول المؤلفان :د.عوض الله جاد حجازي ود. محمد السيد نعيم في كتابهما الفلسفة الإسلامية.
لم يسلك الغزالي منهجا واحدا في حياته يلتزمه ويسير عليه بل كا ن متقلبا، فهو- كما يحدثنا في كتابه المنقذ من الضلال- كان في أول أمره معجبا بالفلسفة الإغريقية،ومن دعاتها،ثم عاد فنقدها، ونقدها يحمل ضمنا للفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين (وأنا أقول ما يسمى بالفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين)،ولكنه لم يكتف بذلك بل ثنى بنقد الفلسفة الإسلامية ودعاتها نقدا صريحا،ثم انتهى الأمر إلى الارتماء في أحضان التصوف،ومن ثم فقد الغزالي عنصر الاحتياط لنفسه، وذلك من أهم ما يعنى به الناقد البصير،وبالتالي فقد الغزالي عنصر الثقة التي يجب أن تتوفر للناقد حتى يستطيع أن يؤثر فيمن يقرأ له، ويستمع إليه؛ إذ كيف يؤمن الإنسان بداعية متقلب غير ثابت، بل كيف يأ من له وقد رأى ذبذبته وعدم ثباته على حال.
الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية .الطبعة الثانية.1959 القاهرة.(307).
وهذا الرأي يخصهما، وأنا لا أوافقهما، ولا أرى التقلب والتذبذب عن الباحث عن الحقيقة، إنما سار الرجل على منهجه الذي خطط لنفسه، وهو البحث والكشف للحقيقة والوصول إليها، لذا توجه قبل مفارقته الحياة إلى دراسة صحيح مسلم والبخاري، مع ما مرّ به من مراحل، لأنه لم يتذوق من المراحل السابقة. وفي النهاية، وجد الذوق في متعلقات الوحي،يعني السنة الصحيحة.(ملاحظاتي)
رأيه في تنظيم الأمور:
قال الغزالي "واحتاج السلطان إلى قانون يسوسهم به،فالفقيه هو العالم بقانون السياسة، وطريق التوسط بين الخلق اذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا،ولعمري إنه متعلق أيضا بالدين ولكن لا بنفسه بل بواسطة الدنيا، فإن الدنيا مزرعة الآخرة،ولا يتم الدين إلا بالدنيا،والملك والدين توأمان، فالدين أصل، والسلطان حارس، وما لاأصل له فمهدوم،وما لاحارس له فضائع،ولا يتم الملك، والضبط إلا بالسلطان، وطريق الضبط في فصل الحكومات بالفقه،وكما أن سياسة الخلق بالسلطنة ليس من علم الدين بالدرجة الأولى،بل هو معين على مالا يتم الدين إلا به،فكذلك معرفة طريق السياسة فمعلوم. ألمصدر: إحياء علوم الدين-دار إحياء الكتب العربية(1957)ص(18).
ويجب تطبيق قواعد الشريعة في المجتمع الإسلامي، والالتزام بما في القرآن والسنة في تسيير الأخلاق،ورأس الأفعى في إفساد المجتمع هو الاختلاط بين الرجل والمرأة في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية وشيوع الملاهي والمحرمات،ولابد أن يتحمل كل فرد مسؤوليته وأن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا لمن له الوقوف على المنابع الإسلامية،والاطلاع على الثقافة الإسلامية،كما قال الغزالي الفقيه هو طريق التوسط بين الخلق آنفا،(ملاحظاتي)
  ونستمعإلىحديثبرقم(26537) حدثناعبدالرحمنبنمهدي،حدثناعبداللهبنالمباركعنيونسبنيزيد،عنالزهري،أنّنبهان،حدثهأنّأمسلمةحدثتهقالت:كنتعندرسولاللهصلىاللهعليهوسلموميمونة،فاقبلابنأممكتومحتىدخلعليه،وذلكبعدأنأمرنابالحجاب،فقالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم :احتجبامنه " فقلنا: يارسولالله،اليسأعمى،لايبصرناولايعرفنا؟قال:أفعمياوانأنتما،ألستماتبصرانه؟" . رواهالإماماحمدفىمسندهبسندهرقم (6/296).
ورواهأبوعيسىالترمذيوقالهذاحديثحسنصحيح . وقالالحافظابنحجرفىالتقريبمقبول. واخرجهابوداودبرقم(4112)منطريق: سويد،حدثناعبداللهبه. وذهبالإمامالنووىإلىتحسينالحديثفىشرحمسلم.وهذاالحديثيدلعلىأنالمرأةلايجوزلهاأنتنظرإلىالرجل،وهذاالرأى مؤيد.استناداإلىقولهتعالى(وقلللمؤمناتيغضضنمنأبصارهن) سورةالنور.الاية(31)
كما لايجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل، لايجوز للرجل أن ينظر إلى المرأة،استنادا أيضا إلى قوله تعالى(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) سورة النور).  30) إذنكيفيجوزالاختلاط بين الجنسين،وتكونبينهماالنظرات . والأصلهوتغميضالأبصار لكلا الجنسين.(تعليقي)
 
رأيه في تولية المرأة المناصب في الدولة
 ويعقد أبو حامد الغزالي للنساء بابا خاصا في كتابه (التبر المسبوك) في صفحة 381 يري فيه: أن المرأة أسيرة الرجل ويجب على الرجال مداراة النساء لنقص عقولهن،وبسبب عقولهن لايجوز لأحد أن يتدبر بآرائهن،ولا يلتفت إلى أقوالهن،ومن اعتمد على آرائهن، ودبّرنفسه بمشورتهن خسر،فهو يتفق مع الوزير السلجوقي نظام الملك في مقصوده، وهو وجوب إبعاد النساء عن التدخل في شؤون الدولة. دولة السلاجقة للصلابي ص 343.
والعالمان الجليلان حجة الإسلام أبوحامد الغزالي، والشيخ عبد القادر الجيلاني اللذان بحثت عنهما سابقا، قد بذلا مافي وسعهما في عهد دولة السلاجقة ودولة الزنكية إعداد الجيل الصالح،والمجتمع الصالح،وهذا الجيل هو الذي قام بالجهاد ضد الصليبيين، ومحاربتهم، ومحاربة الباطنيين الذين أفسدوا المجتمع وتحالفوا مع الصلبيين لهدم الإسلام من الداخل.(ملاحظاتي)
 
الفصل السادس :
 الدعوةالىالله عزوجلّ،ومنهجها،وجدالالمخالفين،فىالاقناعوالمسامحة،
 الدعوة إلى الله:
ففيالقرآنالكريم قال تعالى(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى وعمل صالحا وقال إنّني من المسلميىن)سورة فصلت.(33).(ممن دعا إلى الله) عن ابن عباس رضي الله عنهما: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإسلام (وعمل صالحا) فيما بينه وبيىن ربه،وجعل الإسلام نحلة له.وعنه: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.وعن عائشة رضي الله عنها:ما كنا نشك أن هذه الآية نزلت في المؤذنين،وهي عامة في كل من جمع بين هذه الثلاث: أن يكون موحدا معتقدا لدين الإسلام،عاملا بالخيرداعيا إليه؛ وما هم إلاّ طبقه العالمين العاملين من أهل العدل والتوحيد،الدعاة إلى دين الله وقوله:(وقال إنّني من المسلمين)ليس الغرض أنه تكلم بهذا الكلام،ولكن جعل دين الإسلام مذهبه ومعتقده،كما تقول: هذا قول أبي حنيفة،تريد مذهبه.
 تفسير الكشاف للزمخشري صفحة 1215.   
أجر الداعي على الله لاعلى العباد:
الداعي إلى الله يؤدي واجبا ويقوم بعبادة امتثالا لأمر الله، والأجر على العبادة يناله العابد من الرب الجليل تفضلا منه وإحسانا،وعلى هذا فلا يطلب الداعي من أحد من الخلق أجرا على دعوته ولا مالا ولا ثناء ولا جاها ولا أيّ عوض من الأعواض المادية أو المعنوية،قال تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام: (فإن توليتم فما سألتكم من إن أجري إلاّ على الله وأمرت أن أكون من المسلمين[يونس:72]،وقال عن نبينا صلى الله عليه وسلم:(قل لا  أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى[الشورى:23]، أي: إلاّ أن ترعوا قرابتي معكم فتسمحوا لي بالدعوة إلى الله تعالى ولا تمنعوني منها ولا تصدوا الناس عنها. وهكذا شأن جميع رسل الله، يدعون الناس إلى الله ولا يبغون منهم جزاء ولاشكورا؛لأن أجرهم على الله الكريم،قال تعالى( وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قومِ اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون). (21)[يس:20-21].
أصول الدعوة لعبدالكريم زيدان صفحة – 309- 310.     
ويفهم مما ذكر أن يكون الداعي إلى الله متبرعا ولا يريد من أحد أجرا كما قال الله تعالى: ( إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)سورة الإنسان (9).
منهج الدعوة إلى الله:
وقالتعالى أيضا: )أدعالىسبيلربكبالحكمةوالموعظةالحسنةوجادلهمبالتىهىاحسن) سورةالنحل (125). .قوله تعالى(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة) بالقرآن (والموعظة الحسنة)؛يعني: مواعظ القرآن.وقيل:الموعظة الحسنة هيي الدعاء إلى الله، بالترغيب والترهيب. وقيل:هوالقول اللّين الرّقيق من غير غلظة ولا تعنيف(وجادلهم بالّتي هي أحسن)وخاصمهم وناظرهم بالخصومة الّتي هي أحسن ؛ اي: أعرض عن أذاهم،ولاتقصّر في تبليغ الرسالة والدّعاء إلى الحقّ،نسختها آية القتال( إنَّ ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
تفسير البغوي جلد-2-صفحة 632.   
ومنتأملالآيةالكريمة المذكورة آنفا،يجدأنهالاتكفيبالأمربالجدالبالطريقةالحسنةبلأمرتبالتيهي أحسن .فإذاكانهناكطريقتانللحواروالمناقشةإحداهماحسنةوالأخرىأحسنمنها،وجبعلىالمسلم أنيجادلبالتيهيأحسن،جذباللقلوبالنافرة،وتقريباللأنفسالمتباعدة.
ومنهذاالقبيل(إنفتىمنقريشجاءإلىالنبيصلىاللهعليهوسلم. يستأذنهفىالزنا،فثارالصحابة،وهموابهلجرأتهعلىالنبيصلىاللهعليهوسلم،ولكنالنبيصلىاللهعليهوسلموقفموقفاآخرفقال: ادنهفدنافقال :أتحبهللأمك؟ٍقال: لاوالله،جعلنياللهفداك؟قال: ولاالناسيحبونهلأمهاتهم،ثمقاللهمثلذلكفىابنتهواختهوعمتهوخالته،فىكلذلكيقول: أتحبهلكذا؟فيقول :لا،جعلنياللهفداك،فيقولصلىاللهعليهوسلم .ولاالناسيحبونه .فوضعيدهعليه،وقال : اللهماغفرذنبه،وطهرقلبه،وحصّنفرجه . فلميلتفتإلىشيء .) مسندأحمد)/256). وإنماعاملهالنبيصلىاللهعليهوسلم.بهذاالرفق،تحسيناللظنبه،وأنالخيركامنفيه،والشرطارئعليه،فلميزليحاورهحتىاقتنععقله،واطمأنإلىخبثالزنىوفحشه،وكسبمعذلكدعاءَصلىاللهعليهوسلم.
المصدرالإيمانبالقرانالكريموالكتبالسماوىةللدكتورعليمحمدمحمدالصلابى . ص.(118-119).
والفتىالمذكورجاءإلىمجلسالنبي صلىاللهعليهوسلممندلعا بنارالشهوة،وخرج من عنده بنور الإمان مقتنعا،وإنما يعالج الفكر بالفكر .(تعليقي)
وقد مرّ بحث الجدال والنقاش بالطريقة الحسنة.والمعلوم أن المناقشة والجدل يكونان بين شخصين أو أكثر يعرض كل جانب وجهة نظره فيما يراه ويعتقده من أمور. والداعي عند ما يدعو غيره إلى الله قد لايقبل المدعو دعوته فيقبل على جدال الداعي ومناقشته.وقد ذكر القرآن الكريم بعض الصور المناقشات التي جرت بين الرسل الكرام وبين أقوامهم،من ذلك قوله تعالى: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إلآه غيره إنيّ أخاف عليكم عذاب يوم غظيم.(59). قال الملأ من إنّا لنراك في ضلال مبين(60) قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي رسول من رب العالمين(61) أبّلغكم رسآلة ربّي وأنصح لكم وأعلم من الله مالاتعلمون.(62).أو عجبتم أن جاءكم ذكر من رّبكم على رجل منكم لينذركم ولتتّقوا لعلّكم ترحمون.(63)ألأعراف59- 63
فالمدعو في مناقشته وجداله مع الداعي قد يصل إلى حد اتهام الداعي بالضلال المبين، فلا يعجب الداعي من ضلال المدعوولايخرجه عن هدوئه واتزانه وشفقته عليه كما هو واضح من جانب نوح عليه السلام. فعلى الداعي أن يلاحظ ذلك دائماوأن يكون كلامه في الجدال والمناقشة بالحسنة وبالكلام الطيب والأدب الجم والتواضع والهدوءوعدم رفع الصوت وعدم إغاظة  المقابل والإستهزاء به وليبق كلامه معه على مستواه العالي الرفيع الرقيق اللين المحبوب الخالي من الفظاظة والخشونة،ولكن قوة الإقناع ووضوح الحق،ومثل هذا يستفاد من قوله تعالى:(ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي أحسن)[النحل:125]،فإذا أصر المدعو على باطله ولجّ في باطله واصبح الكلام معه عبثا فليقطع الداعي الجدل معه ويذكر قول الله تعالى: (قل ياأيهاالناس قد جاءكم الحق من ربّكم فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل) [يونس:[ 108]، وقوله تعالى:(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر)[الكهف:29]، وهذا المسلك- وهو قطع الجدل- مسلك سديد،لأن بعض الناس لاينفع معهم الجدل،لأنهم لا يريدون من جدلهم الوصول إلى الحق وإنما يريدون المكابرة والعناد والجحود،قال تعالى:( ولونزّلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم لقال الّذين كفرواإن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ) [الأنعام:7 ].
مكانة الداعي في الإسلام:
مكانة الداعي الى الله في الإسلام مكانة عظيمة جداً،فقوله في الدعوة إلى الله أحسن ألأقوال في ميزان الله وهوأصدق الموازين،قال تعالى:( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل وقال إنّني من المسلمين)[فصلت:23]،وهذه الآية كما قال أهل التفسير،عامة فيمن دعا إلى الله وهو في نفسه مهتد يعمل الخيرويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم[اقتباس من تفسير ابن كثيرج4ص100 ]. إن كلمته في الدعوة إلى الله- لا سيما عند الجحود وشيوع التمرد على الله- هى أحسن كلمة تقال في الأرض وصاحبها بهذه الصفة من الصلاح في نفسه مع استسلامه لله رب العالمين.أما أجرالداعي إلى الله فأجر عظيم،قال صلى الله عليه وسلم :من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيأ.، رواه مسلم. وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرلك من حمر النعم. متفق عليه[ اقتباس من رياض الصالحين]،وفي حديث آخر: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وغيره من حديث أبي مسعود الأنصاري وموجود في المصدر التالي: يعني (أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان ص- 454-455.وص310-. مؤسسة الرسالة ناشرون- الطبعة الأولى- 2013 – دمشق-بيروت). وفي رواية أخرى لمسلم( من دلّ على خير فله أجر فاعله).
والداعيةإلىاللهعزوجلإذاتثبت،وتأملفيجميعأموره؛إكتسبركنامنأركانالحكمة،ينبغىألاّتقتصرفىمنهجهالمتكاملعلىالتأني،والتثبتفىالأفعالوالأقوال،فحسب،بلعليهأنيجريذلكعلىالقلبفىخواطره،وتصوراته،وفيمشاعره،وأحكامه(ولاتقفماليسلكبهعلم إنالسمعوالبصروالفؤادكلاولئككانعنهمسؤلا)سورةالاسراء:36فلايقولاللسانكلمة،ولايرويحادثة،ولايحكمالعقلحكما،ولايبرمالداعيةأمراإلاّوقدتثبتمنجزئيه،ومنكلملابسة،ومنكلنتيجة؛حتىلايبقىهناكشك،ولاشبهةفيصحتها،وحينئذيصلالداعيةالمسلمالمتمسكبهذهالضوابطإلىأعلىدرجاتالأناة،والحكمة،والسدادبإذناللهتعالى. المصدر:الوسطيةفىالقرآنالكريمللدكتورعلىمحمدمحمدالصلابى.ص (151)نقلامنالداعية: سيدقطبفيظلالالقرآن.                                والداعيإلىاللهعزوجل،لابدأنيكونخالصامخلصا،ونموذجاللامتثالمثلسيدقطبالّذي فهم القرآن وضحىنفسهلدعواه بالحكمة، والموعظة الحسنة.ويفهم مما ذكر بأن الذي يقف على معنى القرآن وفهمه،يفدي نفسه في سبيله،والذي يقف على لفظ القرآن ومجرد قرائته، مثل بعض القراء، يستغله لمنفعته الدنيوية،أعاذنا الله.(تعليقي).
فإنمننعماللهعلىالناسأنهداهمإلىطريقهواوضحلهمسبيلهولميتركهملنزعاتعقولهمونزعاتنفوسهمتجمعبهمشطحاتالعقولوتكبوبهمأومنافعهمعلىالمصالحالدّينيةويتاجرونبالدّينحتىأنمجالسالذكرالتييقيمهاأربابالطرقالصوفيةوالفرقالمختلفةوالموسقىالمسمىبموسقيالدّينيةوالصوفيةليسمنالدينبشئ، فيؤدونفيهارقصات،ويصيحونفيهاصيحاتمنكرةويصفقونويصفرونكماقالاللهتعالىعنصلاةأهلالجاهلية(وماكانصلاتهمعندالبيتإلاّمكاءوتصدية)سورةالانفال (35) والمكاء : الصفير.والتصدية : التصفيق .فهذهالمجالسبدعةشيطانيةليسفيهاذكراللهولكنفيهااستهزاءباللهعزوجلواجتراءعليه،معاذالله .فانأحدنالوذكراسمهذاكرمعالتغنىوالصياحوالرقصليعدذلكإهانةلهواستخفافابه. فكيفيليقأنيذكراللهبتلكالهستريةوالصيحاتالمجونية؟وإنماالمرادبمجالسالذكرتلكالتييُتلىفيهاكتاباللهعزوجل،ويتدارس،وتعددفيهاآلاءالله،ويُثنىعليهفيهابماهوأهله،ويذكرفيهاوعداللهووعيدهوأسماؤهوصفاته.
 اقتباسمنصحيحالأحاديثالقدسيةص138نقلاعن الدكتور خليل هراس.
ونبهني شيخ حلبي، جزاه الله خيرا كثيرا بأن هذا لسان السلفيين ولسان ثقيل، وخال عن التحقيق،وإنما نقلت هذه الجمل لما شاهدت واطلعت عليه  من السلبيات في الطرق المنتشرة في بعض البلاد، خصوصا في تركية، ومصر،وأحترم بكل الاحترام التصوف الحقيقي في ضوء القرآن والسنة.
والذين يقومون بدعوى السلفيية اليوم (السلفييون المعاصرون) هم سطحييون جدا، وقد تجّردوا عن الفقه،وما سار عليه السلف الصالح.
ويجب قلع جميع المفسدات من المجتمع،وأرىأن المفسدات المنتشرة في المجتمع خصوصا في مراكز الملاهي،تدخلتحتقولهتعالى(ومنالناسمنيشترىلهوالحديث)أي: الغناء،فىقولابنمسعود،وابنعباس،وغيرهما.وحلفعلىذلكابنمسعودباللهالذىلاإلهإلاّهوثلاثمرات : أنهالغناء،وعنابنعمر:أنهالغناء،وكذلكقالعكرمة،وميمونبنمهران،ومكحول(ليضلعنسبيلاللهبغيرعلمويتخذهاهزوا)روىالترمذى 1005) وغىيرهالبزار(795) والهيثمىفىمجمعالزوائد 3/13،منحديث أنسوغيرهعنالنبىصلىاللهعليهوسلم: أنهقال : صوتانملعونانفاجرانانهىعنهما :صوتالمزمار،ورنةشيطانعندنغمة،ومرح،ورنةعندمصيبةلطمخدودوشقجيوب.قالالطبري :قداجمععلماءالأمصارعلىكراهةالغناءوالمنعمنه. (أولئكلهمعذابمهين)أىشديديهينهم. سورةلقمان (6) مختصرتفسيرالقرطبىجلد 2ص(607-608   .
 والداعية إلى الله عزوجلّ يجب أن يمتثل لأوامر الله، ويجتب عما يخالف شرع الله،وأن تكون دعوته إلى الله على بصيرة.
 
للأسفالشديدبأنمندرسوتعلّمفىالمدارس الشرقيةكانلهالنقصفىالدعوة،والتبليغ،والنظرةإلىالأمورالعالميةبنظرةواقعية،وبميزانالقرآنوالسنة.وكانتالمحاكمةناقصة،وليستبمستوىكاف.وكانوايرتبطونبمضامينالكتبوالعباراتالموجودةفىصفحاتالكتب،ولايضعون الأمورفىنصابها . وما كانوايضعون الأمورفىنصابها، كما تطرق إلى هذا سابقا الإمام الغزالي في عصره بأن من كان مرتبطا بعبارات الكتب الفقهية يعتبر الأفقه،وكان هذا مخالفا لما كان في العصر الأول، وما سار عليه السلف الصالح.(ملاحظاتي)
اللهماحفظنامنالجهلفي الدّين،وعلّمنامالانعلم.
المؤلف: خليلأميناوقويانالأزهري   2018
 
 
 
 
 
 
 
المحتويات :
ترجمة المؤلف.
المقدمة(تقريظ ).
الفصل الأول:الثقافة وتعريفها: والثقافة الإسلامية وتعريفها: القرآن وتعريفه:
الفصل الثانني: المفسرون والتفسير.
الفصل الثالث:الحديث وأئمته(حفاظه).
الفصل الرابع :
 نبذة من حياة العلماء والفقهاء وآرائهم مع التعليقات.
ألفصل السادس :
الدعوةإلىاللهعزوجل،ومنهجها،  وجدالالمخالفين،فىالاقناعوالمسامحة.
 
 
 
 
 
المراجع:
1-           التعليقات- الإنترنت.
2-           المصدر: من روائع القرآن، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صفحة من 27إلى صفحة 34 متفرقا.
3-            المصدر:  تقديم مختصر تفسير الطّبري –الطبعة الأولى 2011 لبنان.
4-           تفسير الكشاف،الطبعة الأولى2012 دار ابن حزم بيروت-لبنان.
5-           تفسير البيضاوي- الطبعة الخامسة 2011 دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
6-           المصدر: مختصر تفسير ابن كثيرلمحمد علي الصابوني جلد-1 ص 12.5-  
7-            المصدر: مختصر تفسير القرطبي لبسام عبد المبدىءِ النّعمة جلد 1 ص9. دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع دمشق- بيروت.
8-           المصدر: تفسير الخازن وبهامشه تفسير النسفي – دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت- لبنان
9-           -التفسير الكبيرأو مفاتيج الغيب للرازي.الطبعة الأولى- 1990دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
10-   إحياءعلومالدين.للإمامالغزالي.طبعسنة(1329)
11-   ودار إحياء الكتب العربة-عيسى البابي الحلبي وشركاه مع مقدمة د.بدوي طبانة(1957).
12-   تفسير البغوي-الطبعة الأولى-2016- الدار العالمية للنشر والتجليد.
13-   المصدر:علوم الحديث للدكتور عبد الكريم زيدان والدكتورعبد القهار داود عبد الله - الطبعة الأولى.مؤسسة الرسالة ناشرون2011 بيروت – لبنان.
14-   تاريخالمذاهبالإسلامية-محمدأبوزهرة.دارالفكرالعربي(2009).
15-   إستشهاد الحسيىن ومعركة كربلاء- للدكتور الصلابي- دار الروضة- اسطنبول 2017.
16-   الباجوري- شرح ابن قاسم الغازي.
17-   الإيمانبالقرآنالكريموالكتبالسماوية.للدكتورالصلابي.دارالروضة(2017)
18-   الوسطيةفيالقرآنالكريمللدكتورالصلابي.دارالروضة (2017)
19-   فتحالربانيوالفيضالرحمانيعبدالقادرالجيلاني دارالخير (2009)
20-   الدولةالحديثةالمسلمةللدكتورالصلابي.دارالروضة.اسطنبول (2017)
21-   الفلسفةالإسلاميةوصلاتهابالفلسفةاليونانية.الطبعة الثانية 1959 القاهرة. د.عوضاللهجادحجازىود.محمدالسيدنعيم
22-    تهافتالفلاسفةللإمامالغزالي.دارالمعارفبمصر( 1966
23-   اضواءعلىحركاتالدعوةوالاصلاحالإسلاميفىالعصرالحديث،للدكتورأحمدزايد.دارالنداءإسطنبول. 2015)
24-   مواعظالشيخعبدالقادرالجيلانى-قامبجمعهاصالحأحمدالشامى-المكتبالإسلامى.2002م.
25-   العروةالوثقى- لجمالالدينالأفغاني-ومحمدعبده .
26-   فقهالسيرةللأستاذالدكتورمحمدسعيدرمضانالبوطي.
27-   دراسةتاريخيةللفقهوأصولهللدكتورمصطفىسعيدالخن.
28-   جمع الجوامع في علم أصول الفقه للإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولى2011م
29-   التبيان في علوم القرآن للدكتور محمد الصابوني.
30-   -دولة السلاجقة للدكتور الصلابي
31-   -الفقه الإسلامي وأدلته للوهبة الزحيلي.
32-   تاريخ الفقه الإسلامي للأستاذ محمد علي السايس.
33-   -تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبدالرزاق-الطبعة الثالثة –القاهرة.
34-   -فقه الحسن البصري –المقارن مع المذاهب الأربعة-الطبعة الأولى(2002)
35-   الدولة الزنكية للدكتور علي محمد محمد الصلابي.دار الروضة- إسطنبول-2017.
36-   فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية.(1985)
37-   فتاوى الإمام النووى- الطبعة الأولى(2005)بيروت-لبنان
38-   أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان- مؤسسة الرسالة ناشرون- الطبعة الأولى- 2013 – دمشق-بيروت.
39-   كفاية الأخيارفي حل غاية الإختصارلتقي الدين الشافعي-الطبعة الأولى-2013دار الفيحاء- دمشق -دارالمنهل،ناشرون-دمشق.
40-   الثقافة الإسلامية لمحمد راغب الطباخ-حلبي.

 
  Ki SEYDE
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  Facebook beğen
Bugün 2 ziyaretçikişi burdaydı!
Bu web sitesi ücretsiz olarak Bedava-Sitem.com ile oluşturulmuştur. Siz de kendi web sitenizi kurmak ister misiniz?
Ücretsiz kaydol