Kİ SEYDA MOLLA SADULLAH  
 
  المدارس والثقافةالإسلامية 28.04.2025 12:56 (UTC)
   
 

الرسالة الرابعة - 4

                                                      

                المدارس  والمدخل إلى الثقافة الإسلامية   

                                     

 

 

 

أَلمؤَلِّف:

خليل أمين اوقويان ألأزهري

البريد الألكتروني:Halil okuyan 27@gmail

رقم الهاتف:05445381597

 

 

ترجمة المؤلف:

ولد في قرية ملا بيرمان المرتبطة بقضاء صولخان التابع لمحافظة بنكول عام1953.تلقى الدراسة المدرسية في المدارس الشرقية(شرق تركية). والدراسة الإبتدائىة من خارج في تركية.

والدراسة الثانوية في سورية، وحصل على الشهادة عام 1976م.

والدراسة الجامعية بمصر،وحصل على درجة الإجازةالعالية (الليسانس) من كلية أصول الدين بجامعةالأزهر بتقدير جيدعام1980م.وعمل مترجما لدى السفارة السعودية-قسم القنصليةبأنقرة وكمترجم محلف أيضا بأنقرة،ومترجما أيضا في ليبيا. أدى مهام الوعظ ومفتي القضاء ومساعد مفتي المحافظات في المناطق المختلفة برئاسة الشؤون الدينية التركية.وأيضا أدى بجانب مهامه الأصلية التدريس الخاص، والتعليم في المدارس الإعدادية والثانوية،وتقاعد عام 2013م.وللمؤلف أيضا ثلاث رسائل باللغة العربية.

 

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد

لما نشأت،وترعرعت في المدارس الشرقية،شاهدت بأن المدارس في التاريخ الإسلآمي، كانت له  أهمية كبيرة،وكانت تحمل،الأمانة العلمية،ولواء العلم،ونشرالوعي الديني الإسلامي،وكانت تنشر أيضا مشاعل النوروالضياء، في العالم كله، وكانت حاربت، وما زالت تحارب الأفكار الدخيلة،والتيارات المنحرفة،وبمقارنة المقاومة السياسية بمقاومة فكرية أيضا،وكانت المدارس مليئة في مجراها بالهش والبش من ناحيىة،ومن ناحية أخرى كانت مليئة بالمتاعب، .وبهذه المشاهدات خطر ببالي أن أكتب نبذة عن تاريخ المدارس الإسلامية، ومما شاهدت فيها، ومااطلعت عليه في المدارس الشرقية، من إيجابيات وسلبيات .وأيضا نبذة من مصادر الثقافة الإسلامية والتعليقات في هذه الرسالة . وكنت محررا من قبل، رسالة المدارس الشرقية وآراء العلماء الفقهية والفكرية والثقافية مع التعليقات وأيضا رسالة مدخل الثقافة الإسلامية. وقطفت بعض قسم المدارس من الرسالة الآنفة الذكر، وأضفتها أيضا إلى رسالة مدخل الثقافة الإسلامية مع زيادات وحذف .

واستعملت بقدر الاستطاعة الأسلوب الحديث في الكتابة.

وإنني أضع هذه الرسالة بين أيدي القراء والباحثين،لأتوجه إليهم برجاء التكرم بإبداء ما يبدو لهم من النصائح أوتوجيهات،أوتصحيحات من ناحية اللغة والإملاء، أوتعليقات،أو إضافات أوزيادات، فالحكمة ضالة المؤمن،والمؤمن مرآة أخيه. ويسرني من القراء أن تصل ملاحظاتهم، وانطباعاتهم حول هذه الرسالة.

وإني إن شاء الله سأبذل قصارى جهدي لإطلاعي ومشاهداتي للمدارس، مع مصادر الثقافة الإسلامية، ومن تثقف بها في هذه الرسالة القصيرة، وتناولت هذه المشاهدات، والثقافة الإسلامية، مع التعليقات في  بابين،راجيا من الله عزوجل التوفيق والسداد في إنجاز هذا العمل، فإنه نعم المجيب.

المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري 2019.

 

 

 

                           تمهيد

تناولت هذه الرسالة في بابين:

الباب الأول:

 المدارس:

وقسمت هذا الباب إلى ست فصول.

 الفصل الأول :

نشأة المدارس:

إختلف العلماء المؤرخون وأهل العلم، حول بداية نشأة المدرسة الإسلامية، فمنهم من قال:إنها ظهرت في عهد نظام الملك الذي أنشأ المدرسة النظامية سنة (459)هجرية، ومنهم من قال:إنها كانت ظهرت قبل ذلك بكثير،ولكن بالرجوع إلى المصادروالكتب المتخصصة نجد:أن المدرسة في أول ظهور لها كان في أواخر القرن الثاني،وأوائل القرن الثالث الهجري،وهذه المدرسة هي مدرسة الإمام أبي حفص الفقيه البخاري (150ه-217ه)،ويبدو من نسبتها إلى مؤسسها: أنها قد أسست أثناء حياته،وأبو حفص البخاري من الفقهاءالذين تزعموا الحركة الفكرية في مدينة بخارى،ثم نشطت حركة إنشاء المدارس في بلاد المشرق بعد هذا التاريخ.

فقد تمّ إنشاء مدرسة بنيسابور منذ بداية القرن الرابع الهجري.أنشأها الإمام أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الشافعي(270ه-354ه).

 

وقد تركَّزت هذه المدرسة على آراء أهل السنة في ضوء القرآن والسنة على طريقة السلف الصالحين فيما أعتقد لأنّ منشئها كان شافعيا.(ملاحظاتي)

وقد كانت المدارس التي في ذلك الوقت مدارس أحادية المذهب تفردت بتدريس مذهب واحد،ذلك،لأن التنافس المذهبي الذي كانت تعيشه بغداد حاضرة الخلافة قد امتدت إلى بلاد ما وراء النهر.

ومن الجدير بالذكر:أنّ المدارس كانت قد ظهرت في دمشق قبل ظهورها في بغداد، فقد تمّ إنشاء أول مدرسة فيهاعام (391 ه) وهذه المدرسة هي مدرسة الصادرية المنسوبة إلى منشئها، صادر بن عبدالله،وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق " رشاء بن نضيف"حيث قام بتأسيس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمأة،وإلى هذه المدارس  خرج الطلبة من الحلق التي كانت تعقد  في المسجد إلى مكان يختص بتلقي علم معين،فيوقف عليهم، وعلى شيوخهم المال،وتوفر أسباب التعليم.

 دولة السلاجقة للدكتورعلي محمد محمدالصلابي.صفحة(349-350).

 وقد ذكر بعض المؤرخين:أن الغزنويين اهتموا بالمدارس من خلال بعض أمرائهم،كالنصر بن سبكتكين، حينما كان واليا على نيسابور،وسماها:السعدية،وجاء نظام الملك فوجد أمامه هذه النماذج العديدة من المدارس،ورأى الفاطميين قد سبقوه إلى تشييدالأزهر،والإعتماد عليه في دعوتهم،ودراسة مذهبهم،فكانت هذه مصادرإيحاء وتحفيز للقيام بإنشاء مجموعة من المدارس،وليست مدرسة واحدة ،لتشارك المجاهدين في حربهم ضد المبتدعين بنفس السلاح.

المصدر:التعليم الإسلامي بين الأصالة والتجديد،ص351 . اقتباسا عن الدكتور علي محمد محمد الصلابي- دولة السلاجقة.351 .       

وبهذا اعتقدت أن المدارس الشرقية (الكردية) امتداد للمدارس النظامية.

لقد  تسربت الباطنية إلى سورية،والعرا ق، وفارس،وأخذت تتسع بفضل الدعاة وإثارتهم،فطاف – ناصر خسروا ومن بعده-حسن الصّباح-يدعوان للمذهب الباطني الإسماعيلي الشيعي الرافضي،وقام إبراهيم ينال، ثم البساسيري في الموصل وبغداد بثورتين عنيفتين كادت تقضيان علي الخلفاء السلاجقة جميعا. 

وكان لدار الحكمة ،والأزهر اللذين أسسهماالفاطميون في القرن العاشر الهجري بالقاهرة الدّورُ الأكبر في بث مبادئ التشيع الإسماعيلي، ونشر الحكم الفاطمي،ولم يكن إيقاف حركة الباطنيةهذه فضلا عن القضاء عليها بالأمر الهّين، جذورها قد تغلغلت في جسم البلد الإسلامي الكبير،بحيث لم يبق عضومنه سليما،وبخاصة إقليم خراسان،فإنه كان موطن المغذّين لها بالآراء الفلسفية،والبراهين المنطقية،إن لم يكن من المؤسسين لها..،

وقد إتخذ هؤلاء وسيلتهم الإقناع والحجة عن طريق الحوار والمناقشة.

لقد بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي،والإسماعيلي الباطني عقب اعتلاء السلطان آلب آرسلان عرش السلاجقة في عام (455ه)،فقد استوزر هذا السلطان رجلا قديرا وسنيا متحمسا، هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، الملقب  بنظام الملك، فرأى‘ هذا الوزير: أن الاقتصار علي مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية البا طنية سياسيا لن يكتب له النجاح، إلا إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك: أن الشيعة! إمامية كانوا،أو إسماعيلية  نشطوا في هذه الفترة،وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة،وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلا نشاط سنّيّ مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان.

تاريخ التربية عند الإمامية،عبدالله فياض،ص87-89 م اقتباس عن الدكتور: علي محمد محمد الصلابي،ص 351-352.         ومن هنا كان تفكير نظام الملك في إنشاء المدارس النظامية التي نسبت إليه،لأنه هو الذي جد في إنشائها،لقد كان نظام الملك شافعيًّا حريصا علي الإسلام الصحيح، لذلك قرر تدريس المذهب الشافعي في المدارس التي أنشأها للمقاومة الفكرية.

 والمدارس الشرقية(الكردية) امتداد لها. والمذهب المقرردراسته في المدارس الشرّقية هو المذهب الشافعي كما كان في المدارس النظامية.

أشهر علماء المدارس النظامية في العهد السلجوقي.

أولا: أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي،الشيرازي،الشافعي، قال السمعاني: هو إمام الشافعية ومدرس النظامية،وشيخ العصر.

ثانيا:إمام الحرمين،أبوالمعالي،عبد الملك الجويني، الإمام الكبير، شيخ الشافعية.

ثالثا: الإمام، الغزالي، الشيخ، الإمام البحر،أعجوبة الزمان، زين العابدين،أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي،الشافعي.والذي نشأ في مدرسة شيخه،إمام الحرمين،الجويني.

وكان للمدارس النظامية دورٌ فعالٌ في تسيير شؤون الدولة وإصلاح المجتمع!

 وأشار  الدكتور: علي محمد محمد الصلابي في كتابه الدولة الزنكيه ص (-16-15) "واستفاد نورالدين محمود الزنكين،من خريجي المدارس النظامية،وتبناهم في المدارس الدولة النورية،وفتح لهم الأبواب لدعم المذهب السني،ومناهضة الفكر الشيعي الرافضي،وصبغ الدولة بالكتاب والسنة،ووضع مشروعا فكريا ثقافيا عقائديا تربويا تعليميا،استهدف به رعايا دولته،ومع أنه كان حنفيا لم يفرق بين علماءالشافعية،والأحناف،والحنابلة،والمالكية،وأهل الحديث،وشيوخ التصوف السني،وغيرهم من أبناء الأمة،وتحرك بهم من خلال جبهة عريضة راية أهل القرآن، والسنة،في مقاومة الأخطار الشيعية الإسماعيلية الباطنية،وقد تحرك نورالدين في مشروعه الآنف الذكر من خلال مؤسسات المجتمع المدني،كالكتاتيب،والمدارس،والمساجد،والرُّبُط، وأخذ بكافة الأسباب المادية والمعنوية المعينة على تحقيق الهدف المنشود من صبغ الدولة النورية، ورعايا الدولة من المسلمين بالكتاب والسنة، وقد أثمرت جهوده في بلاد الشام،وعلى سبيل المثال في حلب فقد تسابق أمراؤه، وأعيان دولته،وخلفاؤه من بعده على إنشاء المؤسسات العلمية؛حتى غدت حلب بعد فترة يسيرة نسبيامركزا من مراكز الثقافة السنية بعد أن كانت وكرامن أوكار الشيعة الإمامية، والإسماعيلية. وقد أحصى المؤرخ عزالدين بن شداد المتوفَّى سنة (684)ه مدارس حلب في أيامه،فوجدها أربعا وخمسين مدرسة موزعة بين المذاهب الفقهية الأربعة، منها إحدى وعشرون للشافعية،واثنتان، وعشرون للحنفية،وثلاث للمالكية والحنابلة،وثمانية دور للحديث الشريف بالإضافة إلى إحدى وثلاثين مقرا للصوفية.

وقد آتت هذه المؤسسات العلمية ثمارها المرجوة؛ إذ إنقرض المذهب الإسماعيلي الباطني في حلب في حدود عام600هجري.

  وفي المصدر نفسه ص(254)

وكان نورالدين معتنيا بحفظ أصول الديانات،ولايمكّن أحدا من إظهار ما يخالف الحق، ومتى أقدم على ذلك أدّبه بما يناسب بدعته،وكان لا يقدم على إجراء ما عام،أو شخصي إلا بعد أن يستفتي الفقهاء،الذين كان كانوا أشبه بمجلس شيوخ تشريعي،أو هيئة استشارية تستلهم في قراراتها النهائية مؤشرات الشريعة الغراء،بحيث لا يقدم أحد في الدولة على عمل،أو إجراءإلا ويجيئ ذلك العمل منسجما مع فكر الدولة،وعقيدتها،وشريعتها.  

أشهرالعلماء في المدارس الشرقية:

ملا خليل الإسعردي،الشافعي، الشيخ فتح الله الورقانسي الشافعي النقشبندي، ملا سعيد النورسي، الكردي ،الملقب ببديع الزمان،الشافعي.وملا صدرالدين يوكسل الشافعي،ثم الحنفي.

 وكان لهم دورٌ فعالٌ في التدريس والتنوير والسعي في إصلاح المجتمع.من الناحية العلمية والأخلاقية.وتزكية النفس،لأن بعض  العلماء المذ كورين كانوا من أهل التصوف.

واليوم عام 2018 يوجد خطر عظيم على الإسلام لمن تثقف بالثقافة الدينية السطحية،حتى هناك دعوة ومحاولة بجعل أحكام الإسلام متطابقة مع الدعاوى العصرية، تحت شعار التحديث والحضارة والمدنية،حيث أن كل جماعة إسلامية تتبع زعماءها مجردة عما كان عليه السلف الصالح بالالتزام بالقرآن والسنة،وكل تجُرُّ لهذا العصر الذي نعيش فيه،وفي الواقع أن أحكام القرآن والسنة معطلة من قبل المسلمين،ودعواهم قد تحققت منذ زمان، ومن المعلوم أن الإسلام جاء بالنور والهداية التي تقوم على أسس ثابتة لاتتغير بتغير الأيام، ولا تَخْلَقُ بمرور السنين والأعوام. ويجب على من يقوم بتولية المدارس أن يضع مناهج صحيحة للتصدي الأغراض الفاسدة. والحقيقة في البلاد الإسلامية إسلام مطبق بغير جسم ، ومسلمون بغير إسلام.والوجهة التطبيقية في تقرير حكم الشريعة، غير موجود في الأراضي التي يعيش فيها المسلمون،وهذا شيء مؤسف جداً. والإسلام المطبق في المجتمعات الإسلامية هو عبارة عن بعض شعائر العبادات، وعن الطقوس والتقاليد التي سمعوها من الآباء، وليست هذه الطقوس والتقاليد من الإسلام الحقيقي بشيئ.(ملاحظاتي).

الفصل الثاني :

 المدارس الشرقية: 

 المدارس التى كانت موجودة في المنطقة التي نشأت فيها.     

1-           المدارس الشرقية في صولخان :

مدرسة ملاعبيد الله اوقويان في ملابيرمان:

كان التدريس في هذه المدرسة فى أوّل الامر ضمن بيته في غرفة .وكان بيته مكونامن طابقين،وكانت المدرسة هي الغرفة  من الطابق التحتاني ثم أنشيء المسجد(الجامع)فى الحي. وانتقل التدريس إلى هذا الجامع كما هى العادة فى المدارس الشرقىية . وكان يدرس فى هذه المدرسة قرابة عشرة طلاب ومعيشتهم تؤمن من قبل أهالي الحي.

 وكان التدريس في هذه المدرسة عبارة عن دراسة:

1- العلوم الآلية: يعني علم اللغة:

(الصرف والنحو والمنطق والاستعارة والمعاني والبيان والوضع.

وعن دراسة:

 2- العلوم العالية يعني العلوم الشرعية: وهي الكلام والسيرة والتفسيروالفقه الشافعى وأصوله) على منهج المدارس الشّرقية وبرامجها.وكان لسيدا ملا عبيد الله معرفة واسعة باللغة الفارسية بجنب اللغة العربية،وكان له أيضا مزية بحفظ الأشعار العربية،والكردية،والفارسية،والتركية.

ملا عبيدالله اوقويان ابن ملا خالد:

وهو ابن عم والدي . كان عالما جليلا وفقيها ومفتيا فى البلد. وعيّن إماما وخطيبا بعد فحص أجرى له من قبل دار الإفتاء لجامع مركزى بقضاء صولخان فى صيف عام 1965 م .توفي بتاريخ 11/12/1996م.هناك، ودفن في مقبرة(زيارة) في صولخان رحمه الله. وعاش بين فترة1930 -و1996م. ودرس أولا عند والده القرآن ،ونهج الأنام في العقيدة لملاخليل الإسعردي ونوبهارفى اللغة لملا أحمد الخاني،والفقه، وبعد وفاة والده، فى عام 1946 درس عند عمه ملا قاسم مع زميله، ملا إبراهيم سوينج الفقه، ودرس أيضا الفقه في مدرسة دورنة (بوزقانات) عند ملا مجيد،ثم ذهب به والدي حجي أمين  الذي هو ابن عمه إلى مدرسة قرية زيارة  المرتبطة بمحافظة موش .

وبدأ بأول دراسته اللغوية (الصرف والنحو) في هذه المدرسة عند ملا يوسف . ثم تتابع دراسته  فى المدارس العريقة خصوصا فى مدرسة قرية نورشين المرتبطة بمحافظة بدليس عند الشيخ طه، وملا صدرالدين، وفى مدرسة  قرية أوخين (قويونجولار)  المرتبطة بقضاء موتكي- بدليس عند الشيخ مظهر.

 وفي مدرسة قرية ملكان لملا ظاهرتندورك، وأدامها  مدة  بعده الشيخ وحي الدين سونمز الذي نشأ فى هذه المدرسة. وكان شيخا نقشبنديا،  وحاذقا في التاريخ. وهذه المدرسة الأخيرة كانت موجودة في منطقة صولخان، وفي مدرسة قرية دادينان  المرتبطة  بقضاء وارتوامحافظة موش عند ملا سليم. وفي مدرسة قضاء حضرو المرتبط بمحافظة دياربكرعند ملا عبدالفتاح المعروف بسيداي حجي فتاح،وهو نسيب لي.

وولد سيداي حجي فتاح فى قضاء حضرو بتاريخ  1310رومي1892ميلادي. توفي بتاريخ 21.فبراير(2) 1975.

وقد ناهز عمره 83 عاما رحمه الله.  وله أشعار.  

ومن هذه الأشعار شعر حين توفىي أستاذه الملاحسين كوجوك السلواني (الفارقيني)   أنشد هذالشعر:

هذه روضة أستاذي التقي  عالم الدهر حسين الفارقي

 نشر العلم وكم قد نشرا  غاب لما غاب علم ظهرا

 بعد ياتاريخه يا للعجب  فقد غيب علما وأدب

 

  واقتبس هذا الشعر من  مجلة كلية إلاهيات-جامعة دجلة. من مقالة جواد أركين فى مجلة كلية إلاهيات-جامعة دجلة- حكملي. 

وله أيضا شعر:

 أيها الإخوان مهلا فارحموني رحمة

 هالني بعد الحبيب من زمان فرقة

       أحرقتني أحرقتني أحرق الله الفراق

 .وأعطاني هذا الشعر الأخيرملا إبراهيم أويابان السلواني الساكن بغازى عينتابٍ بتاريخ 4/10/2017م

ومدرسة  قاسمان(ألباش) لملاعبد الله بنكول، وكان تقيا،نقيا، ومجازا من الطريقة النقشبندية، وصوفيا بمعنى الكلمة، وكانت الدراسة  في الجامع مع المبيت . ودرست عنده مدة ثلاثة أشهر تقريبا، توفي بتاريخ 02/03/2017م رحمه الله.

 ومدرسة قرية كاجير(داريجا) لملا أحمد سوينج المولود بتاريخ01/01/1930 م والمتوفى بتاريخ20/04/ 2008 م رحمه الله . كان التدريس  فى غرفة في بيته، وكانت المعيشة  تؤمّن من قبل أهالي القرية،كان نحويا، فقيها، وفصيحا.وما جادل أحدا إلا وغلبه بقوة فصاحته،وكان له شبه بالشافعي في المجادلة، وتلقيت عنده الدراسة في فترات متعددة.

ومدرسة قرية غلبان (شمشيربنار) لملا عزيز دونر. وملاعزيز: كان عزيزا ،ومحبوبا عند الناس ومع الناس،ومتواضعا، فقيها ونحويا، ومتقيا،ومداوما للتدريس،وشغوفا بالعلم، وفي سبيل ذلك أستجوب،وسجن في آخر عمره.ومع ذلك لم ينقطع عن التدريس،  وكان التدريس أيضا  في الجامع حين تدريسه في القرية المذكورة،ودرست عنده في فترات مختلفة.

وكان في منطقة صولخان مدارس أخرى،ولم أدرس فيها.

مدرسة سيدَا ملا عبدالصمد   بنكول فى مزره شاديان ( قرية كوكسو )

كان سيدَا ملا عبد الصمد ، جهبذ من جها بذة علماء منطقة صولخان،وكان حليما، وسليما ،فقيها ومدققا،خصوصا في علم الفرائض،وكان فائقا على أقرانه في هذا العلم ، لما كنت دارسا عند الشيخ محمد أمين حينما يذكرعنده عن علماء المنطقة فيذكر الشيخ اسم سيداَ في أوائلهم،وذكرُالشيخ لسيدا كان يشبه قول الشافعي لشيخه مالك، إذا ذكر العلماء فمالك النجم الثاقب، توفي بتاريخ   08/01/2016.  رحمه الله .

ومدرسة ملا إحسان آلين فى قرية هزارشاه،  وهو من موالد 1933م وتلقى دراسته  عند ملا عبدالله المدرّس في قرية من قرى وارتوا،  وعند الشيخ معروف والشيخ قطب الدين فى قرية  كوغاك التابعة لقضاء بولانغ، وعند الشيخ طه في نورشين ، وعند الشيخ خالد في أوخين، وعند ملا ظاهر فى ملكان،ومدة قصيرة عند الشيخ علي رضا البالوي، وعند ملا محي الدين أفرنسل    (الهاولي )  المجاز من قبله  . وهو حاذق في النحو ،والمنطق، والمعانى، والبديع.

وله مؤلفات :

الرسالة الإحسانية فى الرد على الوهابيّة

 .وتفسير سورة الحجرات.

ولمع اللامع.

 ومعاني فى بيان قصيدة ملا ظاهر.

والمقالات فى نكات القاضي البيضاوي.

 وبدأ بالتدريس فى عام 1953م ودرس عنده العلماء المعروفون فى المنطقة، ملا أحمد سوينج، وملا عزيز دونر، وملا على آرسلان، الذين بحثت عنهم. وأخذت منه  هذه المعلومات بالمكالمة الهاتفية بتاريخ 15/10/2017م .

 

ومدرسة ملا علىي آرسلان  فى آرزنك(اويمابنار).

ودرس أيضا بعد دراسته المدرسية ثانوية الأئمة والخطباء من الخارج والتعليم الإسلامي العالي من  الخارج ( التعليم المفتوح) بجامعة آتاتورك بأرضروم، وتخرّج من المعهد الإسلامي العالي

وقد وظف بوظائف مختلفة في رئاسة الشؤون الدّينية، مثل معلّم القرآن وإمام، وواعظ، وعمل فى ليبيا مترجما،وفى المانيا،  داعيا . وعملنا معا فى ليبيا مترجميىن بشركة أوزدمير للإنشآءت. وداومت مدرسته، ومدرسة ملا عبيد الله اوقويان في صولخان فترة أيضا.  

وملا علي آرسلان كان حليما،محبوبا، سليما،وذا ثقافة إسلامية وعصرية. توفي بتاريخ 31.12.2017 م وعاش بين عام 1939-وعام2017م رحمه الله . 

 ومدرسة ملا سعيد كورتاران فى كرفاس (آراقوناك)  وكان فصيحا فى لسانه، وبليغا.توفي في عام 2012 رحمه الله.

  ومدرسة ملا مصطفى آيتاج فى قرية كوؤف (توبلوجا).وكان ذا شعور، ومعلومات تاريخية، وثقافة عصرية.

 وكان يأتي إلى هذه المدارس المذكورة الطلاب الوافدون من المنطقة وماحولها يدرسون فيها،ويستفيدون من هذه المدارس.

 

 

 

2-المدارس الشرقية التي كانت في ضواحي صولخان:

مدرسة قرية آزيزان التابعة لقرية قارلي أوفا لملا صلاح الدين باقي،كان من قرية قاسمان(ألباش)- صولخان،وكان التدريس أيضا  فى الجامع مع المبيت.وكانت المعيشة تؤمن من قبل أهالي القرية.ودرست عنده مدة شهرين.   

ومدرسة  قرية عوران (ياغجيلار)  واسمها الحالي بلدة   (يشيل أوفا) التابعة لمحافظة موش، ومدرسوها الإخوة الثلاثة ملا سعيد وملاأشرف وملاراشد، وللأخيرين مدرسة في هذه الآونة في وان،  ودرست عند الإخوة الثلاثة حوالى سنتين ونصف . وهذا الأخير يعنى ملا راشد بينما كنت أعمل فى ليبيا بمدينة زليطن مترجما هو أيضا كان يعمل في ليبيا بمدينة مصراته مترجما .وكان التدريس  فى غرفة ملحقة بالجامع، وكان تأمين المعيشة من قبل أهالي القرية كما هىى العادة في ذلك الزمان.

 ومدرسة الشيخ محمد أمين بنكول المقيم فى حيّ شكفتان(قارشي ياقا) المرتبط ببلدة مغدي (يايغين)المرتبطة بمحافظة موش. وكان مفتح الأفكار، والدارس عنده كان يستفيد من أفكاره المتفتحة، مع أنه كان مجازا من الطريقة النقشبندية، لم يكن متعصبا، ولكن يقدر الأمور بمقاديرها،ويضع الأمورفى نصابها. وكان زميلا حميما لابن عم والدي ملا عبيدالله الذي بحثت عنه سابقا. وكان أيضا ابن عم أم زوجتىي وأغتيل فى شهر    نوفمبر فى عام 1993م رحمه الله.وكانت المعيشة  تؤمّن من قبل أهالي القرية.ودرست عنده مدة شهرين المنطق،  والنحو، والفقه الشافعي، وكان حاذقا في علم المنطق خصوصا في الكتاب المسمى بقول أحمد.وكانت هذه المدرسة قريبة من قضاء صولخان.

ومدرسة قرية فارتنيس   (آلطون أوفا) التابعة لمحافظة موش لملا عبدالكريم،وكان التدريس  في غرفة ملتصقة  بالجامع مع المبيت . وكانت المعيشة على أهل القرية.  ودرست في هذه المدرسة مدة قصيرة.

والعلماء الّذين بحثت عنهم، أنجبتهم منطقة صولخان  وحواليها، وكان كلهم مدّرسين على منهج المدارس الشّرقية، ومتأهلين للفتوى من بطون الكتب.

 

وكانت الإمكانيات فى المدارس المذكورة ضعيفة جدا، ومع ذالك كان ينشأ من هذه المدارس من لابأس بهم من ناحية فهم العبارات العربية،وفكّها، وإن كانت ركيكة.وفي الحقيقة كان التدريس في الحجرة ،وحوّل إلى المدرسة في هذه الآونة.

الفصل الثالث :

 المدارس العريقة:

مدرسة نورشين:

أسسها الشيخ عبد الرحمن التاخي ودرّس فيها الشيخ فتح الله الورقانسي المجاز من قبله من طريقة النقشبندية. وأدامها بعد وفاته الشيخ ضياء الدين الملقب بحضرت، وكان مسماه مطابقا لاسمه، .وأدامها أيضا بعد وفاة الشيخ ضياءالدين ابن  أخيه الشيخ معصوم. وكان المدرسون فيها في هذه الآونة، الشيخ معشوق والشيخ طه والشيخ ناصروالشيخ تقي الدين،مع شيخهم(مدّرسهم) محمد باقي، ونشأ،وتخرج فيها العلماء أمثال: ملا صدرالدين وملا ظاهر تندورك،وملا جعفر بالكي وملا إبراهيم كونش وملا صادق،وغيرهم. وهؤلاء المدّرسون والعلماءالمتّخرجون من هذه المدرسة كانوا جهابذة وفطاحل، وتدوم الدراسة فيها في هذه الآونة بأربع شعب: شعبة الشيخ نورالدين، شعبة الشيخ عبد الكريم،وشعبة الشيخ فضلي في نورشين،وزرت هذه الشعب الثلاثة بتاريخ 15.4.2012 .وشعبة آدكون برعاية ملا عبدالرحمن بن ملا خالد بن الشيخ طه.

 وأخذت هذه المعلومات بتاريخ 15.02.2018م. من عبد الغني متلوا ابن الشيخ نورالدين في مدرسة أويس القرني لملا أحمد بغازي عينتاب. بشكل المقابلة.

وعندما أستعمل كلمة الشيخ أقصد بها كثيرا ما (المدّرس والمعلّم والسيدا باللغة الكردية) ، وأحيانا شيوخ الطرق ،نظرا للفرق بين المدّرسين والأستاذ الجامعي. وأما كلمة مُلا تستعمل في اللغة الفارسية والتركية أومَلا تستعمل في اللغة الكردية،أعتقد أصلها من فعل ملأ بمعنى مليئ في العلم أو معبأ في العلم.

 

 مدرسة قرية أوخين ( قويونجولار) التابعة لقضاء موتكيمحافظة بدليس هي مدرسة الشيخ علاءالدين، وكان المدرسون في مدرسة الشيخ أحفاده ملاباقر ، ملاصفوة الله، وملاحكمت الله في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، وكان يأتي على رأس هؤلاء المدرسين الشيخ ملا صفوت الله ، وكان جهبذ من جهابذة علماء الشرق،  وكان مرتبطاً بالأصول المدرسية، وبرامجها حرفيا. وكان يأتي إلى المدرسة بعد صلاة الصبح صباحا إلى المساء، يدّرس، ويجيب على الأسئلة الصعبة. وعاش بين عام 1939-1989م رحمه الله. أمّا الشيخ ملا حكمة الله : كان يأتي إلى المدرسة بعد صلاة الظهر غالبا،وتلقيت الدراسة قرابة سنتين ونصف في هذه المدرسة.

 مدرسة أوخىين: وهى مدرسة عريقة وخلفية لمدرسة الشيخ فتح الله الورقانسى فى بدليس كما أن مدرسة نورشين أيضاهي عريقة وأقدم من المدرستين: مدرسة الشيخ فتح الله،ومدرسة أوخين.

مدرسة أوخين الممتدة للمدرسة التالية:

 وهي مدرسة الشيخ فتح الله الورقانسي فى بدليس:

أسست هذه المدرسة من قبل الشيخ فتح الله فى مركز بدليس عام1887م وقام الشيخ بالتدريس في هذه المدرسة الى وفاته 1889م وخلفه ابنه الشيخ علاءالدين بمتابعة الدراسة فيها إلى تقنين قانون توحيد الدراسة  في عام 1923م وإلغاء المدارس .

وانتقل الشيخ علاءالدين إلى قرية أوخين المرتبطة بقضاء موتكي. التابع لمحافظة بدليس. وأسس المدرسة الجديدة وتتابع الدراسة فيها على النمط الممنهج ببرنامج مدرسة التى أسسها أبوه.فى بدليس.

وقام حفيد الشيخ علاءالدين نعمةالله بتعمير مدرسة الشيخ فتح الله فى بدليس بعام 2006م وانتهى تعميرها فى عام2007 م.وبدأ التدريس فيها  بالنفس  العام ولم تنقطع الدراسة فى مدرسة أوخين خلفية مدرسة الشيخ فتح الله إلى الآن. وقمت بزىارة المدرسة التي تمّ إعمارها بتاريخ 14/4/2012م وبت فيها ليلة .وتتابع الدراسة في المدرستين المذكورتين من قبل أحفاد الشيخ علاءالدين وأحفاد أحفاده، وتحت رقابتهم . ويوجد بجانب مدرسة الشيخ فتح الله قبره وقبر زوجته وقبر ابنه الشيخ معروف وملا عبدالكريم غير ملاعبدالكريم المذكور اسمه.

مقابلة مع الشيخ نعمة الله في تاريخ الزيارة المذكورة.

وتلك المدارس المذكورة،امتداد للمدارس النظامية،حملوا لواء العلم، ونشروه،والوعي الدّيني في أحرج وقت، حيث كان كلّ شيئ باسم الدين ممنوعا،ويوصف بالتخلف والرّجعية. وفي هذه الآونة الصعبة أدوا الأمانة بكل معنى الكلمة.  وأقصد بالمدارس الشرقية (الكردية)المدارس الموجودة في شرق تركية.(مشاهداتي).

 

 

الفصل الرابع :

 مفردات التدريس في المدارس الشّرقية  :

العلوم الآلية : يعني علم اللغة، الصرف   (ضبط الكلمات العربية واشتقاقها)          والنحو  (قواعد الّلغة العربيّة ) والمنطق(منطق أرسطو)  

 والاستعارة والمعانى والبيان والبديع والوضع.

وتطرق الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ص(17) بأن علم اللغة والنحو فإنهما آلة لكتاب الله تعالى،وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليست اللغة والنحو من العلوم الشرعية في أنفسهما،ولكن يلزم الخوض فيهما بسبب الشرع، إذ جاءت هذه الشريعة بلغة العرب،وكل شريعة لا تظهر إلا باللغة،فيصير تعلّم تلك اللغة آلة. 

 وبالإضافة إلى ذلك مايقال له العلوم العالية:

 يعني العلوم الشرعية (أصول الفقه والفقه والعقيدة والتفسير والسيرة) أحيانا وتاريخ الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين. واللغة الفارسية.      

ويلزم تقرير تدريس الأدب العربي،والكردي، والتركي في المدارس المذكورة.مع ما هو ناقص من العلوم الشرعية مثل الحديث وأصوله وأصول التفسير وعلم القراءات،وحفظ متون العلوم الشرعية مثل الجوهرة في العقيدة والجزرية في التجويد.ويلزم أيضا تدريس العلوم الفنية.وهذه الفكرة الأخيرة من مقترحات ومجهودات المفكر العلامة: ملا سعيد النورسي أيضا.

الفصل الخامس :

 الكتب المقررة والمدروسة في المدارس الشرقية بالترتيب:

   في الصرف: الأمثلة –والبناء- والمقصود-والعزي-مدة الدراسة للمجموع ستة أشهر تقريبا.ولم أحصل على مؤلفهم.

في النحو: العوامل للجرجاني- الظروف والتركيب الكرديين-سعد الله الصغير-مدة الدراسة: للمجموع ستة أشهر تقريبا. شرح مغني لأحمد بن حسن الجاربردي مدة الدراسة: أكثر من ستة أشهر تقريبا

في الصرف أيضا شرح السعد التفتازاني على تصريف الزنجاني مدة الدراسة: ثلاثة أوأربعة أشهر تقريبا. في النحو أيضا حل المعاقد بشرح متن القواعد لأحمد بن محمد مدةالدراسة: ثلاثة أشهرتقريبا. سعد الله الكبير مدة الدراسة : أربعة أو خمسة أشهرتقريبا. نتائج الأفكار شرح الإظهارللشيخ مصطفى بن حمزة مدةالدراسة: أكثر من ستة أشهر . البهجية المرضية شرح ألفية ابن مالك للإمام السيوطي مدة الدراسة: تسعة أشهر أو سنة تقريبا. ملا جامي شرح الكافية لعبدالرحمن جامي مدة الدراسة: سنة تقريبا.وفي المنطق حسمكاتي لحسام الدين القاطي  شرح إيساغوجي، وإيساغوجي لأثيرالدين ومحي الدين حاشية حسمكاتي لمحي الدين الطالشي مدةالدراسة: أربعة أشهرتقريبا.وقول أحمد لملا أحمد  مدة الدراسة :ثلاثة أشهر تقريبا.وفي علم الاستعارة عصام، لإبراهيم بن محمد عرشاه،ألإسفراييني، مدة الدراسة: شهران وفي علم الوضع، الرسالة الوضعية ( العضدية) ,وفي  علم المناظرة،الولدية لمحمد المدعو بساجاكلي زاده لكل منهما مدة الدراسة : شهر تقريبا. وفي النحوأيضا حواشي ملا جامي عبدالغفور،عبدالحكيم وعصام،مدة الدراسة: للمجموع ثلاثة أشهر تقريبا. وأيضا في المنطق شرح متن الشمسية لقطب الدين الرازي المتضمن لقسم التصورات والتصديقات، مدة الدراسة :ثلاثة أشهر تقريبا. وفي المعاني والبيان والبديع مختصر المعاني للتفتازاني، مدة الدراسة:أربعة أو خمسة أشهرتقريبا.

وفي أصول الفقه جمع الجوامع للإمام السبكي مدةالدراسة:حوالي ستة أشهر. وفي علم الكلام شرح عقائد للتفتازاني، مدة الدراسة: أربعة أشهر تقريبا.ويدرس في بعض المدارس بدل سعد الله الكبير، قطر الندى وبل الصدى لجمال الدين عبدالله بن عبدالله بن هشام الأنصاري وبدل حسمكاتي، ومحي الدين،مغني الطلاب للشيخ محمود بن حسن المغنيسي،ومع هذه الكتب كان يدرس في الفقه الشافعي غاية الاختصارللإمام أحمد بن الحسين أبي الشجاع والمنهاج للإمام النووي. ويدرس في منطقة صولخان مع المنهاج الأنوار لأعمال الأبرارللإمام يوسف الأردبيلي، وهذا الكتاب مجلدان ضخمان،أو هذالأخير فقط. وفي التاريخ تاريخ الخلفاء الراشدين للإمام السيوطي.وفي التفسير تفسيرالقاضي لناصرالدين أبي سعيد عبدالله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، وتفسيرالجلالين للإمامين الجليلين، المحلي، والسيوطي.وفي السيرة نور اليقين، وفي اللغة الفارسية كلستان لسعد الشيرازي.والكتب المذكورة كانت مقررة في المدارس الشرقية قبل خمسين سنة،خصوصا في مدرسة أوخين ونورشين ووماحولهما ومدرسة تلّوا، وما زال تدرس  الكتب نفسها في القرن الواحد والعشرين مع تغييرات خفيفة ، في بعض المدارس وعلى سبيل المثال التغير في أصول الفقه الوجيز لعبدالكريم الزيداني، وفي التفسير صفوة التفاسير للصابوني.وأكثر المدارس لايلتفتون فيها إلى كتب عصرية وأدبية، ويلزم تقرير تدريس الأدب العربي،والكردي، والتركي في المدارس المذكورة، كما قلت آنفا.

وأما أسلوب التعلّم في المدارس فهو أسلوب الحلقات حيث يجلس الطالب على ركبتيه بكمال الاحترام ويستمع إلى شيخه (المعلّم)،حتى يفهم درسه، وأحيانا يعترض الطالب. (مشاهداتي).

 

الفصل السادس :

1- البرامج والمناهج مع التعليق:

البرامج والمناهج فيها قديمة جدا،تحتاج إلى التحديث والتطويروترعرع الطلاب بما يلزمهم في هذا العصر،وإعدادهم للحياة،وعدم حرمانهم عن الثقافة العصرية،وتنشئتهم تنشئة صالحة للدين والدنيا،وتجديد المناهج والبرامج، وتحديث المنهج للتكلّم باللغة العربية، مع أنّ التدريس يدوم فيها مدة طويلة، سبع أوثماني سنوات ،لكنّ الدارسين فيها لايستطيعون التكلّم باللغة العربية، ويلزم تدريبهم بمحادثة اللغة العربية،وتوجيههم للتعليم المفتوح، لكى يحصلوا علي الشهادات المعترف بها دوليا،والقيام علي أرجلهم لئلا يحتاجوا إلى معونة غيرهم وصدقاتهم.

 والاحترازمن ضرب المثل العريق في المدارس الشّرعية :

 سئل الفقرُ أين تعيشُ    قال فى عمائم الفقهاء

 إنّ بيني وبينهم لإخاءً.   عزيزٌ عليّ تركُ الإخاء .

وللعلم بأن بدأ التدريس والتعليم فى المدارس  المذكورة مع الدراسة المدرسية بالتعليم المفتوح، وعلى إنترنت من بداية القرن الواحد والعشرين،وهذا تطوررائع. لأن هذه العملية تكون وسيلة للحصول على الشهادات(شهادة الثانوية، والشهادة الجامعية) المعترف بها محليا ودوليا ،ولم تكن في أيامنا المدرسية هذه الفرصة،وهذه الفرصة فرصة ثمينة.(مشاهداتي).

وتطرق إلى موضوع المدارس المذكورة : الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم رئيس جامعة الزهراء في مقالته، تحت مشروع تطوير حلقات العلم الشرعي الخاصة.

فإنّ لحلقات العلم الشرعي في المساجد والزواياَ وفي بيوت السادة العلماء في تركيا عامة وفي شرق تركياَ خاصة دورا كبيرا في الحفاظ على عقائد العامة من الزيغ والانحراف، وللمشرفين على هذه الحلقات من مشايخ الطرق والملاوات دور كبير في إرشاد الناس والحفاظ على سلوكياتهم من الانحلال.

ولكن هذه الحلقات والمدارس الشرعية تحتاج إلى نوع من التطور، والدعم لتقوم بدور فعال، وإيجابيّ، لذا فهذه المقترحات بخصوصها.

أولا:  تطوير المناهج:

إن المنهج الذي يدرّس في هذه الحلقات  (كتب السلسلة)       وباللغة الكردية  (كتيب ريزي)    له تاريخ قديم منذ مئات السنوات ويركز فيه كثيرا على علوم الآلة   (النحو، الصرف، البلاغة،المنطق...)  

حيث يقضي الطالب من 7-10سنوات في دراستها.

ويكون ذلك على حساب علوم أخري. كعلوم الحديث وعلوم الٌقرآن والخطابة والدعوة والثقافة الإسلامية.

فأرى أن تشكل لجنة عليا في رئاسة الشؤون الدّينية لإعادة النظر في هذه المناهج، بالتخفيف من بعض المقررات واضافة مقررات جديدة.

ثانياً: معادلة إجازات الخريجين من هذه الحلقات والمدارس:

ينبغي بعد تعديل المناهج أن يمنح كلّ من تخرج من الحلقات سواء كانت عن طريق امتحانات للسنوات النهائية.

أو عن طريق إمتحانات من شيوخ الحلقات أن يمنح شهادة تعادل شهادة معاهد الأئمة والخطباء من قبل وزارة التعليم التركية ويفسح المجال أمام حاملها الدخول في الجامعات التركية أو التوظيف في وظائف الحكومة التركية كما هو الحال مع شهادا ت الإمام والخطيب تماما.

     ثالثاً:

أن تشكل لجنة عليا لدراسة أوضاع المشايخ والملاوات الذين يدرّسون في هذه المدارس. للتأكد من كفاءتهم للتدريس في هذه الحلقات، ويصدرقرار من شؤون الديانة بتعيينهم علي ملاك الدولة ومن احتاج منهم إ لى دورات يمكن أن تقام دورات لتأهيلهم حسب طرق التدريس المعاصرة قبل تعيينهم علي ملاك الدولة.

رابعاً:

تكفل الدولة بالنفقات التشغيلية لهذه المدارس، سواء كانت في المساجد أو غرف ملحقة بالمساجد أو مدارس أو مبان خاصة بالشيخ أو بالملآ وتحسين أوضاعها ، لتوفير البيئة المناسبة من حيث النظافة والصحة وغيرها.

إن الاهتمام بهذه الحلقات والمدارس سيكون له أثر كبير في المنطقة من حيث:

 - تنشيط دور العلماء في التوجيه والإرشاد، ومحاربة الفكر الشيوعي والقومي الإلحادي والعلماني (اللاديني).

_  سيقضي على الحاضنة الشعبية للأ حزاب المتطرفة الدينية المتشددة  (التكفيرية) والقومية المعادية للإسلام.

-محاولة تعيين خريجي هذه الحلقات والمدارس أئمة وخطباء ووعاظ في  مناطقهم للدعوة إلى الله علي بصيرة،ونشر الوعي الديني الوسطي المعتدل.

إن وضع منهج مناسب وخطة مدروسة للدعوة في هذه المناطق كفيل بأن يعيد الناس إلي أحضان الإسلام.فالناس فطرتهم سليمة.ولكن عدم وجود دعاة مؤهلين فيهم، ونشاط الملحدين القوميين العنصريين يحول بين الناس، وبين إدراك حقائق الإسلام والتمسك بها. انتهت المقالة.

 أيّها الأخ العزيز اصغ إلى الإيجابيات واحترز عن السلبيات . وطلاب العلم والمشتغلون به لابد أن يكونوا فى أنفة وعزة، وألاّ يكونوا مَسخرة للعوام، ولمن لا يعرفون قدرالعلم، وبعيدىن عن متطلبات العصر.

ولي ملاحظة: بأنه فى المدارس الشّرقية تضيع أنفس الأوقات على الدارسين فيها وعدم حصولهم على المهن، والحرف، تتناسب معهم فى  تأمين الرزق. 

 وأقر بأن المدارس الموجودة في تركية ليست بمستوى كاف،ولم يصل إلى الهدف المنشود،لذلك يجب الإصلاح بكل معنى الكلمة،والوصول إلى الهدف المنشود، وهو تحصيل العلوم الشرعية،والقيام بالدعوة، وبالمحاكمة العقلية.(مشاهداتي).

يقول الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه: المولود بتاريخ 470ه في جيلان،والمتوفى بتاريخ561ه عاش91 سنة، وكان عاملا بعلمه، ودفن ليلا في مدرسته : (كل بكسبك ، ولاتأكل بدينك (23) اترك التعصب في المذهب ،واشتغل بشئ ينفعك فى الدنيا والآخرة(25 ) )

مواعظ الشيخ عبد القادر الجيلانى. قام بجمعها الشيخ صالح أحمد الشامي .المكتب الإسلامي .(2002)ومقدمة الفتح الربّاني ص (5-31).

ويفهم من كلام الشيخ بأن من درس وجهز بالعلم يجب أن يكون واقعيا،ومفتح الأفكار،وفاهما لأمور الأمة،وأن لا يستغل الدين لأموره الشخصية،ولابد ان يشتغل بمصالح الأمة الإسلامية.مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم.وعلى كل حال أن يكون بعيداعن التعصب للنفع العام.

وهناك مقولة : المدارس الشّرقية تعلّم الأدب والتربية قبل العلم . ربما تستند هذه المقولة إلى ما روي عن سفيان الثوري.

وكان من عادة سفيان الثوري رحمه الله .أن لايعلّم أحدا العلم حتى يتعلم الأدب،ولوعشرين سنة.

2-المدارس الممتدة للمدارس العريقة التي لها أسبقية:

 مدرسة الشيخ طه في قرية آدكون المرتبطة لقضاء بولانغ-التابع لمحافظة موش.وهي ممتدة لمدرسة نورشين( كورأويماك)العريقة والآن شعبة من أربع شعب لها كما ذكرت آنفا، وكان المدرسون فيها ملا علي وملا لطفي حتى  الشيخ طه أيام كنت أدرس فيها،وكانت هذه المدة شهرين في ربيع عام 1973.

ومدرسة  قرية كول جيمن المرتبطة بنفس القضاء لملا إبراهيم  كونش .ودرست فيها مدة شهرين في صيف عام 1973.

وكان هذا العالم أيضا جهبذ من جهابذة علماء الشرق،وكان مفتح الأفكار. ولا يشبه علماء الشرق توفي فى تاريخ  28/12/1985  رحمه الله.

ومدرسة قرية خربى قدوسي والآن اسمها    (كول قورو)    المرتبطة بقضاء ملازكيرد لملا عبدالله دنيز .ودرست فيها في خريف عام  1973لمدة شهرين.

 ومدرسة قضاء أرجيش التابع لمحافظة وان لملاعبدالله آري المعروف بديبوا.  زرتها، وبت فيها ليلة أو ليلتين.

ومدرسة تلّوا المرتبط بالإسعرد(سرت) لسيدا ملا برهان مجاهدي. وهو مجاز من الطريقة النقشبندية،ومدرسته كانت مُكَوَّنَة من طابقين: وكان الطابق الأول يستعمل للطبخ والأكل،والطابق الثاني للدراسة والنوم.

وبدأ سيدَا ملا برهان بالتدريس في الستينات،ودرست فيها في ربيع عام 1974م لمدة أربعة أشهر. زرتها،وبت فيها في صيف عام1987م قبل ذهابي إلى الحج من نفس البلد بيوم،وهو كان في قافلتي مع حافظ طه،وكانت الصحبة مع الشيخ(سيدا) ملا برهان في مدرسته، وكانت إضافات أبنية جديدة إلى  المدرسة القديمة، وما زالت تتطور وتتسع، وتنشأ الأبنيىة الجديدة،وتضاف إلى المدرسة،وهذه المدرسة هي أكبر مدرسة في الشرق،وتدوم الدراسة في المدرسة المذكورة برعاية الشيخ برهان مجاهدي وأولاده،

ووصلتني المعلومات بتاريخ 8.10.2017م بأنّ خمسمأة طالب  يدرس فيها.

ومدرسة الشيخ سيدَا في جيزرة .زرتها في ربيع 1974.

 ومد رسة قرية خندق المرتبطة بقضاء  جيزرة،وكان مدرسها ملا عبدالرحمن .بقيت فيها يومين في ربيع 1974ودرست عنده درسين.

ووصلتني المعلومات بتاريخ12/4/2016 بأنه ذهب إلى شمال العراق منطقة كردستان وفتح المد رسة هناك، وأنه ما زال على قيد الحياة.

وهذه المدارس الشرقية التي بحثت عنها زرتها، وشاهدتها بنفسي،ودرست في أكثرها،وإن كان الدارسون فيها لا يستطيعون النطق باللغة العربية علي مستوى كاف،لكن كانوا خبراء فى قواعد اللغة العربية، وتحليل العبارات الركيكة من أمّهات الكتب على مستوى رفيع.

وانقطع التعلّم والتعليم  في أكثر هذه المدارس التي بحثت عنها بعد احتلال 12سبتمبر(أيلول) 1980خصوصا في تسعينات القرن الماضي، ما عدا اثنين أو ثلاثة، وازداد عددهم بعدعام 2010 . وهذاالازدياد بدأ اعتبارا من 2004-و2005م والذىن يتولون التدريس والإنفاق  في هذه المدارس أكثرهم أكراد،وهذه المدارس غير رسمية.

وفي بداية القرن الواحد والعشرين بدؤوا مع دراستهم المدرسية يدرسون في التعليم المفتوح،وعلى إنترنت كما قلت سابقا.وفى هذه الآونة، ازداد عدد المدارس، وعدد طلابهم في غازي عنتاب لأن الذين يؤسسون هذه المدارس أكثرهم أكراد أو الذين ينهجون على منهجهم، وإعتبارا من نصف عام  2008 م أزور هذه المدارس،ولي إرتباط بهم خصوصا بعد سكني في غازي عنتاب، وبعد تقاعدي. 

كما ذكرت آنفا، بأن ازدياد وانتشار المدارس في شرق تركية وجنوب شرق تركية، حتى في بعض بلاد الآناضول يكون علامة للخير،وسببا لإصلاح المجتمع إن شاء الله. و يوجد الفرق بين المدارس المنتشرة من ناحية الجودة.

ونظرا لما  مرّ ذكر غازي عنتاب أوعينتاب رأيت من واجبي أن أبحث عمن أنجبته هذه المدينة:

العلامة بدرالدين العيني الذي عاش بين عام(762هجري-    وعام855هجري).

بدرالدين العيني :

هو محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين ابو محمد  بدرالدين العيني الحنفي:

 مؤرخ،علامة من كبار المحدثين.

أصله من حلب، ومولده في عينتاب(وإليها نسبته)أقام مدة في حلب ومصرودمشق والقدس.

وولي في القاهرة الحسبة وقضاء الحنفية ونظر السجون، وتقرب من الملك المؤيد حتى عد من أخصائه.ولما ولي الأشرف سامره ولزمه،وكان يكرمه ويقدمه.

ثم صرف عن وظائقه، وعكف على التدريس والتصنيف إلى أن توفي بالقاهرة.

من :كتبه:

(عمدة القاري في شرح البخاري-ط)أحد عشر مجلدا (معاني الأخيار في رجال معاني الآثار–خ ) ثم طبع مجلدان،في مصطلح الحديث ورجاله.(الإنترنت).

وتتابع برامج قريبة من برامج مدرسية شرقية في مدارس محمود أفندي ومدارس سليمانية على عموم تركية، لكن برامجهم سطحية بالنسبة لبرامج المدارس الشّرقية.

ومدرسة قضاء بايقان المرتبط بمحافظة سرت لملا  محي الدين أفرنسل.(الهاولي) زرتها في ربيع عام1974.ودرست عند الشيخ درسين تبركا، وكان مقتدرا فى الفتوى .

وله قول مشهور جواباً لمن أهانه (ليس من دأبي أن أسيئ الأدب) توفي بتاريخٍ 1987م رحمه  الله.

 وكانت العطلة الأسبوعية فى هذه المدارس يوم الجمعة.وكانت الألعاب الرياضية تجري فى العطلة الأسبوعية أيضا.

ولما بحثت عن المدارس في تركية رأيت من واجبي أن أبحث عن المدارس التي كانت تدرس فيها العلوم الشرعية وتعَّبرعنها بالمعاهد في سورية والمعاهد التي شاهدتها، ودرست في بعضها، كان لها نوع  من الشبه في البرامج والمناهج للمدارس الشرقية.

 والمعاهد مما نحن فيه هى:

الفرقان، الفتح الإسلامي والأمينية بدمشق، ومعهد الروضة الهدائية الشرعى بحماة . ومعهدا النبهاني ،والشعبانية، فى حلب من المعاهد التي تقدم الخدمة للعلوم الشرعية فى الأيام التي كنت أدرس في سورية. مناهجهم وبرامجهم قريبة من بعض، ويوجد تشابه كبير بين المدارس الشّرقية فى تركية، ومعاهد العلوم الشرعية في سورية في المناهج،ونشر العلم، والوعي الإسلامي.وتلك المدارس والمعاهد امتداد للمدارس النظامية.

ولي ملاحظة: هو أن يكون العلم الحق  في مزاحمة العلماء بالركب، والجلوس بين أيديهم ساعات طوال، واستئنافهم السؤال تلو السؤال،وابداء الرأي عندهم بكل الحرية وعدم التعرض لأي ضغط.

وكان من علماءدمشق  الذين أبرزوا الجرأة،ورأوا ضرورةَ إعلان كلمة الحق أمام السلطة الاستبدادية. أمثال:( عبد الكريم الرفاعي،ملا رمضان البوطي، أحمد الدَّقر، حسن حبنَّكة) وهؤلاء كانوا خيرقدوة ومثل للأمة، و في هذا الأخير، الشيخ حسن الحبنّكة ، قيل فيه: إنّه"علم،عمل،جهاد،خلق ودعوة إلى الله على بصيرة".  وكان شيخ القراء الشيخ حسين خطاب خطيبا، فصيحا، وبليغا، وكنت أحضر خطبه أحيانا أيام دراستي في دمشق، وتلقيت بالعالمين الجليلن، ملا رمضان والشيخ حسن حبنكة، أيام دمشق.

وتلقيت الدراسة سنة ونصف في معهد الفرقان الذي كان بحيّ المهاجرين تحت جامع مرابط والدراسة فيه خمس سنوات ما عدا السنة التحضيري.

 وكانت الدراسة فيه عموما عبارة عن العلوم الشرعية مع الحساب وجغرافيا العالم الإسلامي واللغة الإنجيليزية والأدب العربي مع الصرف والنحو.

وكان المدرسون في هذا المعهد  ذاعلم، ووقار، ونشاط، وعلى رؤسهم الشيخ نايف عباس كان علامة من الأعلام ومشعل النور والضياء وجهبذ من جهابذة المشايخ فى دمشق وكان عمره حينئذ 75 م وكان يأتى إلى المعهد، وبيده كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين للسيوطي. يقرأ مع أنه لايبصرإلّابعين واحدة . وكان مدير المعهد نورالدين قره علي،خطيبا بليغا، جامعا للشباب في الجامع الذى يخطب فيه بقوة خطابه. والشىخ عبد الرزاق غير الشيخ عبد الرزاق حلبي الذى كان مدرسا في معهد الفتح الإسلامي وإماما للجامع الأموي، والشىخ نذير والشىخ محمد يوسف الذي زرته فى ملطيا بتاريخ 12/4/2016 م والشيخ موسى العربي كان على معرفة واسعة في اللغة العربية، والأدب العربي، وكان هناك مدرسون لا أتذكر اسماءهم.

 ودرست في المعهد المذكور سنة والنصف في العام الدراسي 1974-1975 ونصف العام الدراسي 1975- 1976.

 ثم إنتقلت بعد نصف السنة عام الدراسي الأخير إلى معهد الروضة الهدائية الشرعي بحماة ودرست فيه أربعة أشهر،وحصلت على الشهادة من هذا المعهد عام 1976م.وكان مدير المعهد الشيخ سعد ونائبه الشيخ شفيق.وكان التدريس فيه برعاية  الشيخ محمود شقفة الرفاعي.

وحين بحثي نبذة عن المدارس وشبهها كان من اللزوم البحث عن منابع الثقافة الإسلامية ومصادرها التي ساهمت المدارس ومن نشأ فيها  بنشرها وتوعيتها. لذا قطفت من  رسالة المدارس الشرقية وآراء العلماء الفقهية والفكرية والثقافية، قسم المدارس وأضفته (أضفتها) إلى رسالة مدخل الثقافة الإسلامية مع بعض التغييرات في الباب الآتي:  

 

الباب الثاني:

 المدخل إلى الثقافة الإسلامية    

تناولت موضوعات هذا الباب في خمسة فصول:                       وتناولت الثقافة الإسلامية، وتعريفها، ومصدريها، الرئيسين: المصدرالأول الرئيسي(القرآن)،في الفصل الأول. وما يتعلق به، وما نبع منه، في الفصل الثاني. والمصدرالثاني الرئيسي(الحديث)، في الفصل الثالث.والمحتويات الأخرى للرسالة،  في  الفصل الرابع والخامس.

الفصل الأول:

أولا: ما هي الثقافة:

الثقافة: قال في القاموس: ثقف ككرم وفرح ثَقفا وثَقَافة صار حاذقا فطنا فهو ثقف كحِبر وكتف وأمير ونَدُس.(الندس. السريع الإستماع للصوت الخفي).

وفي المصباح ثقِفت الشيئ ثقفا من باب تعب أخذته وثقِفت الرجل في الحرب أدركته. وثقفته ظفرته به وثقفت الحديث فهمته بسرعة والفاعل ثقيف.

وفي النهاية. ثقف.في حديث الهجرة.وهو غلام لقِن ثقف أي ذو فطنة وذكاء ورجل ثقف وثقِف وثقُف والمراد به أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه.

وفي عائشة تصف أباها رضي الله عنهما: وأقام أوده بثقافه. الثقاف ماتقوم به الرماح أنه سوى عوج المسلمين.

وفي مفردات الراغب الأ صفهاني. الثقف الحذق في إدراك الشيئ وفعله. ومنه استعير المثاقفة.ورمح مثقف أي مقوم وما يثقف به الثقاف ويقال ثُقفت كذا إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر. ثم يتجوز به.فيستعمل في الإدراك وإن لم تكن معه ثقافة،قال الله تعالى:واقتلوهم حيث ثقفتموهم ( البقرة192).وقال عز وجلّ فإما تثقفنهم في الحرب. سورة الأنفال(57). وقال عزوجل ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.سورة الأحزاب(61).

وفي الأساس للزمخشري. ومن المجازأدبه وثقفه،ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيأ،وهل تهذبتُ وثُقفت إلا على يدك.

وثانيا: ما هي الثقافة الإسلامية:

فعلى هذا تكون الثقافة الإسلامية. هي تلك العلوم والمعارف والفنون التي يجب المعرفة فيها، والتمكن منها،والّتي تحلت بها الأمة الإسلامية بعد تلك الحالة التي كانت عليها الأمة العربية في عهد الجاهلية بسبب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وتلك الأعمال التي قام بها هو والصحابة الكرام والتابعون بإحسان ومن أتى بعدهم واقتفى أثرهم على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،فقوموا معوج الأموروأناروا السبيل.وحيث أن الّذي جاء بالإسلام هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.فعلينا أن نعلم تأثير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وتلك العلوم التي كانت في الإسلام في نفوس من دان بالإسلام ومن نشأ مسلما،وتثقف بالإسلام.

 المصدر: 1- الثقافة الإسلامية لمحمد راغب الطباخ صفحة- 3- 4.

            2- الإنترنت.                       

وثالثا :المصدران الرئيسييان للثقافة الإسلامية :

القرآن:

 هو المصدر الأول الرئيسي للثقافة الإسلامية:

تعريفه، وحقيقته:

القرآن هو : اللفظ العربي المعجز الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، والواصل إلينا عن طريق التواتر.

إذا تأملت في هذا التعريف،وجدت فيه قيودا أربعة، هي:

المعجز،الموحى به، المتعبد بتلاوته،المتواتر.فلنشرح كل واحد منها على حدة ، لنتبين حقيقة القرآن الكريم من وراء هذا التعريف،ونقف على ضبطه وحدوده.أولا – المعجز: ويقصد منه ما اتصف به القرآن الكريم من البلاغة والبيان اللذين أعجزا بلغاء العرب كافة عن الإتيان بأقصر سورة من مثله،رغم التحدي المتكرر،ورغم التطلع الشديد لدى الكثير منهم إلى معارضته والتوفق على بيانه. وللقرآن وجوه غير إعجاز هذا الوجه في إعجازه، ولكن الوجه المقصود منها عند التعريف هو هذا.

ثانيا :الموحى به،ومعناه المنزل عليه من الله عزوجلّ بواسطة جبريل، وهذا أهم قيد في تعريف القرآن وتحديد ماهيته.

لا جرم أن الوحي القرآني إنما هو استقبال منه صلى الله عليه وسلم لحقيقة ذاتية مستقلة عن كيانه وشعوره الداخلي؛وبعيدة عن كسبه أوسلوكه الفكري أوالعملي.

ويفهم مما ذكر بأ ن الوحي ليس له أيّ علاقة بالكسب.[تعليقي].

ثالثا- التعبد بتلاوته. والمقصود به أن من خصائص هذا الكتاب الكريم أن مجرد قراءته تكسب القارىء أجرا ومثوبةعند الله، وأن ذلك يعتبر نوعا من العبادة المشروعة، وأن الصلاة لا تصح إلا بقرءة شيئ منه ولا يغني عنه غيره من الأذكار أو الأدعية أو الأحاديث.

رابعا-وصوله عن طريق التواتر،ومعناه أن قرآنية آية من القرآن لا تثبت حتى تصل إلينا بطريق جموع غفيرة لايمكن اتفاقها على الكذب، ترويها عن جموع مثلها إلى الناقل الأول لها بعد أن تنزلت عليه وحياً من الله عزوجلّ، وهو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. 

المصدر: من روائع القرآن، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صفحة من 27 إلى صفحة 34 متفرقا .

وألفت النظر إلى ما تطرق إليه الأستاذ الدكتور مصطفى سعيد الخن.

ومن المجمع عليه أن هذا القرآن لم ينزل على الرسول عليه الصلاة والسلام دفعة واحدة،بل إنه نزل عليه منجّما في حوالي ثلاث وعشرين سنة،قال تعالى: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)سورة الفرقان32. وقال أيضا: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)سورة الإسراء-106.

ومن الثابت أيضا أنه عليه الصلاة والسلام- وهو النبي الأمي- كان كلما نزل عليه نجم من نجوم القرآن، اجتهد في حفظه، وطلب إلى أصحابه أن يحفظوه، ودعا بعض من يكتب وطلب منه أن يكتب ذلك على ما تيسر في ذلك العصر من أدوات الكتابة،كالعُسب واللخاف  والرقاع وقطع الأديم، وعظام الأكتاف والأضلاع،ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كُتاَبُ وحي، منهم الخلفاء الأربعة وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وكان فريق غير قليل من أصحابه يستظهرون القرآن في حياته،منهم معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وعبد الله بن مسعود والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أجمعين.

ولقد توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وانتقل إلى جوار ربّه عز وجلّ، والقرآن محفوظ في الصدور،ومكتوب فيما تيسر من وسائل الكتابة التي أشرنا إليها آنفا.

المصدر: دراسة تاريخية للدكتور مصطفى سعيد الخن ص 30-31.

عن قتادة رضي الله عنه:قال:سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ؛ أربعة كلهم من الأنصار:أبي بن كعب،ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت،وأبو زيد.أخرجه البخاري.

وقداعتنى الله والرسول والمسلمون بالقرآن، يعني المصدر الأول للثقافة الإسلامية، من عصر السعادة إلى عصرنا هذا، وسيدوم ذلك، إن شاء الله. وفي ذلك قال الله تعالى( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون) سورة الحجر(9).هكذا،حفظ القرآن في الصدور والسطور.(تعليقي)

 

 

الفصل الثاني:

وهو ما يتعلق بالمصدر الأول الرئيسي (القرآن)، وما نبع منه.

المفسرون والتفسير:

الأعلام من المفسرين:

المفسرون من الصحابة:                                            قال السيوطي في الإتقان. اشتهربالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود،وابن عباس المسمى بحبر هذه الأمة وبترجمان القرآن، الّذي قال فيه النبيّ صلّى الله عليه وسلم: اللهم فقّه في الدّين، وقال أيضا اللّهم علّمه الكتاب. أخرجهما البخاري. 

و ما يتعلق بابن عباس رضي الله عنهما، نقلته من تفسير البغوي جلد 1ص5 ، وأَبيّ بن كعب،وزيدبن ثابت،وأبوموسى الأشعري،وعبدالله بن زبير.

أما الخلفاء فأكثر من رُوي عنه منهم:عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه،والرواية عن الثلاثة قليلة جدا، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم،

تدوين التفسير بالمأثور، وخصائص الكتب المؤلفة في ذلك:

جاء قرن التابعين،وفيه أُلّفت تفاسير كثيرة،جمعت من أقوال الصحابة والتابعين؛كتفسير سفيان بن عيينة،ووكيع بن الجراح،

وشعبة بن الحجاج،ويزيد بن هارون،وعبد الرزاق،وآدم بن أبي إياس،وإسحاق بن راهوية،وروح بن عبادة، وعبد بن حميد،وأبي بكر بن أبي شيبة،وعلي بن أبي طلحة،والبخاري وآخرين. ومن بعدهم ألّف ابن جريرالطبري كتابه المشهور، وهو من أجلّ التفاسير،ثم ابن أبي حاتم،وابن ماجة،والحاكم،وابن مردوية، وابن حبان، وغيرهم.

وليس في تفاسير هؤلاء إلا ما هو مسند إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم،ما عدا ابن جرير فإنه تعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض،وذكر الإعراب والإستنباط.

 أما من بحث عن أقسام التفسير،فقد وردعن ابن عباس رضي الله عنهما أن التفسير أربعة: حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته،وتفسير تفسره العرب بألسنتها، وتفسير تفسره العلماء، وتفسيرلا يعلمه إلا الله. 

وقسم بعضهم التفسير باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام: (تفسير بالرواية) ويسمَّى التفسير بالمأثور،(وتفسير بالدراية) ويسمّى التفسير بالرأي (وتفسير بالإشارة)ويسمَّى التفسير الإشاري.

 

وتفسير الطبري الذي يأتي سيرة مؤلفه فيمايلي :                 

هو من القسم الأول، وهو التفسيربالماثور،وهو ما جاء في القرآن أوالسنة أوكلام الصحابة بيانا لمراد الله تعالى من كتابه.          

ابن جرير الطبري :

هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري،ولد سنة/ 224/  هجرية،وتوفي سنة /310/هجرية،كان فريد عصره،ووحيد دهره،علما وعملا،وحفظا لكتاب الله،وخبرة بمعانيه،وإحاطة بالآيات: ناسخها ومنسوخها،وبالطرق الرواية،صحيحها وسقيمها،وبأحوال الصحابة والتابعين.

وقد قام أحد علماءالأندلس،وهوالإمام أبو يحي محمد بن صمادح المتوفى سنة 419هجرية باختصار تفسير الطبري،الّذي ذكرت سيرة مؤلفه فيما أعلاه آنفاً.

المصدر:  تقديم مختصر تفسير الطّبري ص ا،ب، ج،و،ز.

ويفهم من تعرضه لتوجيه الأقوال،وترجيح بعضها على بعض، أنه كان من أهل الترجيح والتفكيروالا جتهاد.(تعليقي)

فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟

فالجواب: إنّ أصح الطرق في ذلك أن يفسَّر القرآن بالقرآن، فما أجمل  في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر،فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة،فإنها شارحة للقرآن وموضحة له قال تعالى (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبيّن لهم الذي اختلفوا فيه، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون). ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه يعني السنّة المطهرة. وهذا الحديث الأخير جزء من حديث أخرجه أبوداود عن المقدام بن معدي كرب.

والغرض أنك تطلب تفسير القرآن بالقرآن،فإن لم تجده فمن السنة،وإذا لم نجد التفسيرفي القرآن ولا في السنة رجعنا  في ذلك إلى أقوال الصحابة،فإنهم أدرى بذلك،لما شاهدوا من القرائن والأحوال الّتي إختصوا بها،ولما لهم من الفهم التام،والعلم الصحيح، والعمل الصالح،لا سيّما علماؤهم وكبراؤهم،كالخلفاءالراشديىن،والأئمة المهتدين المهديين. 

 مختصر تفسير ابن كثيرلمحمد علي الصابوني جلد-1 ص 12.

الإمام  البغوي :

 محيي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي (المتوفى سنة /516/ هجري ) له تفسير جليل : المسمى (معالم التنزيل)

المصدر: تفسير البغوي.الدار العالمية للنشر- والتجليد-الطبعة الأولى.

 

الإمام الزمخشري:

عاش بين عام (467- عام 538)هجري.

هو محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري،جار الله، أبو القاسم: من أئمة العلم بالدين والتفسير واللغة والآداب.

ولد في زمخشر(من قرى خوارزم) سنة 467هجرية،وسافر إلى مكة، فجاور بها زمنا فلقب بجار الله. وتنقل في البلدان،ثم عاد إلى الجرجانية(من قرى خوارزم)فتوفي فيها. كان معتزلي المذهب،مجاهرا،شديد الإنكار على المتصوفة،أكثرمن التشنيع عليهم في الكشاف وغيره. تفسير الكشاف ص 5. 

الإمام الرازي:

أبوعبدالله ، فخرالدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التميمي، البكري،  الرازي، الشافعي المذهب،المفسر المتكلم،الأصولي، المتطبب،صاحب التصانيف المشهورة.

عاش بين عام( 544 ه - وعام 604 )هجري. ومما نحن فيه، له التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب.

المسألة الحادية عشرة:

ترجمة القرآن لا تكفي في صحة الصلاة لا في حق من يحسن القراءة ولا في حق من لا يحسنها. وقال أبوحنيفة:إنها كافية في حق القادر والعاجز.وقال أبويوسف  ومحمد :إنها كافية في حق العاجز وغير كافية في حق القادر.واعلم أن مذهب أبي حنيفة في هذه المسألة بعيد جدا، ولهذا السبب فإن الفقيه أبا الليث السمرقندي والقاضي أبا زيد الدبوسي صرحا بتركه.وقد ذكر الإمام الرازي للجمهور حجج ووجوه، بأن ترجمة القرآن تكفي في الصلاة لا أصل له لأنها ليست بقرآن،ومن قال إنه قرآن.وهو جهل عظيم وخروج عن الإجماع.ولم أذكر حجج ووجوه التي ذكرها الرازي خشية الإستطالة.

التفسير الكبير او مفاتيح الغيب للرازي جلد -1-ص172.

تفسير : آيتين 79- 80 من سورة الواقعة.(لايمسه إلا المطهرون) الواقعة.الآية .79.قال أنس،وسعيد بن جبير: لايمس ذلك الكتاب إلا المطّهرون من الذنوب، وهم الملائكة،فجبريل النّازل به مطّهرون،والرسل الذين يجيئهم مطهّرون،وهو نحو ما اختاره مالك.

وقد روى مالك [ المسند لموطا الإمام مالك 1553-43،وغيره]:أنَّ في كتاب عمرو بن حزم الّذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وكان في كتابه:< ألا يمسَّ القرآن إلا طاهر >.وعلى هذا المعنى قال قتادة، وغيره: (لايَمَسُّهُ إلا المطّهرون) من الأحداث والأنجاس.وقال الفرّاء: لا يجد طعمه،ونفعه،وبركته إلا المطهّرون؛أي: المؤمنون بالقرآن.ثمَّ قيل:ظاهر الآية خبر عن الشرع،أي: لا يمسُّه إلا المطّهرون شرعا،فإن وجد خلاف ذلك فهو غير الشرع،وهذا اختيار القاضي أبي بكربن العربيِّ. وأبطل أن يكون لفظه الخبر،ومعناه الأمر.

والجمهور على المنع من مسه،لحديث عمروبن حزم،

وهو مذهب عليُّ،وابن مسعود،وسعد بن وقاص،وسعيد بن زيد،وعطاء،والزُّهريّ،والحكم،وحمّاد،وجماعة من الفقهاء،منهم         مالك،والشافعي،.واختلفت الرواية عن أبي حنيفة،فروي عنه : يمسُّه المحدث.

وقد روي هذا عن جماعة من السلف،منهم:ابن عباس،والشعبيّ،

وغيرهما.وروي عنه: أنَّه يمسُّ ظاهره،وحواشيه،ومالا مكتوب فيه،وأمَّا الكتاب، فلا يمسُّه إلا طاهر.( تنزيل من رب العالمين) الواقعة.الآية 80 أي: منزل.

مختصرالتفسير القرطبي 3 ص246.

القاضي البيضاوي:

هوناصر الديىن أبي سعيد عبد الله بن عمربن محمد الشيرازي البيضاوي المتوفى في عام (685) هجري. له تفسير البيضاوي المسمّى أنوار التنزيل وأسرار التأويل.

 

 

الإمام القرطبي:

أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأندلسي القرطبيّ المتوفى سنة 671هجرية. رحمه الله - صاحب كتاب ( الجامع لأحكام القرآن والمبيّن لما تضمّنه من السنّة وآي القرآن).

75-(ومنهم من عاهد الله) قال ابن عبد البَرّ: قيل: إنَّ ثعلبة بن حاطب هو الذي نزل فيه(ومنهم من عاهد الله)الآية؛ إذ منع الزكاة، فالله أعلم.وما جاء فيمن شاهد بدراً يعارضه قولُه تعالى في الآية (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم)...الآية. قلت: وذكر عن ابن عبَّاس في سبب نزول الآية: أنَّ حاطب بن أبي بلتعة أبطأ عنه مالُه بالشام، فحلف في مجلس من مجالس الأنصار: إن سلِم ماله بالشام لأتصدقن منه، ولأصلنّ منه!فلمّا سلِم، بخل بذلك. فنزلت. وثعلبة بَدريٌّ أنصاريٌّ، وممّن شهد الله له ورسوله بالإيمان،فما روي عنه غيرُصحيح.قال أبو عمر: ولعلَّ قول من قال في ثعلبة: إنَّه مانع الزكاة الّذي نزلت فيه الآية غير صحيح. والله أعلم. وقال الضّحاك إنَّ الآية نزلت في رجال من المنافقين: نَبتَل بن الحارث،وجدُّ بن قيس،ومُعَتّبُ بن قشيرٍ. ولما قال الله تعالى: (ومنهم من عاهد الله) احتمل أن يكون عاهد الله بلسانه ولم يعتقده بقلبه.واحتمل أن يكون عاهد الله بهما، ثم أدركته سوء الخاتمة،فإنَّ الأعمال بخواتيمها،والأيام بعواقبها.قال عليه السلام: (إذا تمنىَّ، أحدكم؛ فالينظر ما يتمنَّى،فإنّه لايدري ما كتب له في غيب الله- عز،وجلّ-في أمنيته).[أحمد2|387و357 والبخاري في الأدب المفرد 794 عن أبي هريرة] أي: من عاقبتها،فربّ أمنيةٍ يفتتن بها،أويطغى، فتكون سببا للهلاك،دنياوأخرى؛،لأنّ أمور الدّنيا مبهمةٌ عواقبُها خطرةٌغائلتُها.وأمّا تمنّي أمور الدّين والأخرى فتمنيها محمود العاقبة،محضوض عليها،مندوب إليها.        

(لئن ءاتينا من فضله لنصدّقنّ ولنكونن من الصالحين(75) (فلما ءاتىيهم من فضله)أي:أعطاهم (بخلوا به)أي:بإعطاء الصّدقة،وإنفاق المال في الخير،وبالوفاء بما ضمنوا،والتزموا(وتولّوا)أي: عن طاعة الله (وهم معرضون) أي: عن الإسلام ؛أى:مظهرون للإعراض عنه.(فأعقبهم نفاقا في قلوبهم)أى:أعقبهم الله– تعالى- نفاقا في قلوبهم(إلى يوم يلقونه)أي :يلقو بخلهم؛ أى جزاء بخلهم،وفي هذا دليلٌ على أنه مات منافقا،وهو يبعد أن يكون المُنزل فيه ثعلبة،أوحاطب،لأن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعمر: وما يدريك؛ لعلّ الله اطّلع على أهل بدر،فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.(البخاري 2007-ومسلم 2494).وثعلبةُ، وحاطبُ ممَّن حضر بدرا، وشهدها.

 المصدر: مختصر تفسير القرطبي لبسام عبد المبدىءِ النّعمة جلد 1 ص9. دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع دمشق-بيروت

وما قاله ابن عبد البرِّ :وما ورد في كثيرمن التفاسير في ثعلبة،وحاطب، يتعارض لما رواه البخاري ومسلم في فضل أهل بدر،وما ذكرآنفاً، ولابد لكل أحد أن يجتنب لمثل هذه الأقوال، لما فيه التحقيرلأهل بدر،خصوصا للباحثين والمحقيقن في هذا الموضوع.(تعليقي).

الإمام الجليل العلامة:

أبي البركات عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي، المتوفى سنة (701)هجرية.

الإمام العلامة:

قدوة الأمة وعلم الأئمة ناصر الشريعة ومحيي السنة :

علاءالدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي المعروف بالخازن فرغ من تفسيره لباب التأويل في معاني التنزيل في ثلاث مجلدات يوم الأربعاء العاشر من رمضان(سنة 725)هجرية.

المصدر: تفسير الخازن وبهامشه تفسير النسفي – دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت- لبنان

الإمام العلامة :

الحافظ الثبت الثقة عماد الدين أبو الفداء( إسماعيل بن كثير)القرشي، الدمشقي، المتوفى سنة /774/هجرية في مقدمة هؤلاء الأئمة الأعلام من جهابذة المفسرين،

وقد وضع تفسيرا للكتاب الكريم سماه (تفسير القرآن العظيم) وتفسيره هذا من خير كتب التفسير بالمأثور ومن أوثقها،وهو تفسير جامع بين (الرواية) و(الدراية)..يفسر القرآن بالقرآن،ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين السنة المطهرة بأسانيدها،ويتكلم على الأسانيد جرحا وتعديلاً، فيبين ما فيها من صحيح وضعيف،وغريب أوشاذ،ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين.

مقدمة مختصر تفسير ابن كثير جلد-1 ص7.

نظرة لتفسيرآيتين 52-53من سورة يوسف:

(ذلك ليعلم أنيّ لم أخنه بالغيب، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين)(52). تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر،وإنما راودت هذا الشاب مراودة،فامتنع،فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) (وما أبرئ نفسي). تقول المرأة: ولست أبرئ نفسي،فإن النفس تتحدث وتتمنى. ولهذا راودته،(إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) أي إلا من عصمه الله تعالى (إن ربّي غفوررحيم)(53). وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام.وقد قيل إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام .(ذلك ليعلم أني لم أخنه ) في زوجته (بالغييب)الآيتين،أي إنما رددت الرسول ليعلم الملك برائتي،وليعلم العزيز(أني لم أخنه ) في زوجته،( بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين) الآية،وهذا القول لم يحك ابن جرير ولاابن أبي حاتم سواه، قال ابن جرير، عن ابن عباس قال: لما جمع الملك النسوة فسألهن هل راودتن يوسف عن نفسه؟(قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء، قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحقُّ )الآية،قال يوسف:( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب)فقال له جبريل عليه السلام:ولا يوم هممت بما هممت به؟فقال: (وما أبرئ نفسي) الآية،وهكذا، قال مجاهد والحسن وقتادة والسدي، والقول الأول أقوى وأظهر،لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف عليه السلام عندهم بل بعد ذلك أحضره الملك.

مختصر تفسير ابن كثير للصلابي- جلد-2- ص 253.

 وما وصل إليه ابن كثير هو الأنسب لسياق القصة، وحكاه أيضا الماوردي في تفسيره. وانتدب لنصره الإمام ابن تيمية رحمه الله فأفرده بتصنيف على حدة. 

التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيىن،ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان[الآية:33]:(ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرا).

والتفسير في الاصطلاح:علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلا لتُه على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية. ومن السهل رجوع إلى هذا التعريف.من بين التعاريـف.لأن ما ذكر هنا بالتفصيل،يعتبر بيانا لمراد الله من كلامه بقدر الطاقة البشرية في شيئ من التفصيل.

أما التاويل،فهو مرادف للتفسيرفي أشهر معانيه اللغوية،قال صاحب القاموس: وأوّل الكلام تاويلا وتأوّله:دبّره وقدره وفسّره، ومنه قوله تعالى:(فأماالذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاءوابتغآء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله)[سورة آل عمران:7].وكذلك جاءت آيات كثيرة فيها لفظ التأويل، ومعناه في جميعها البيان والكشف والإيضاح.

أما التأويل في اصطلاح المفسرين فإنه يختلف معناه،فبعضهم يرى أنه مرادف للتفسير؛ وعلى هذا فالنسبة بينهما التساوي،ويشيع هذا المعنى عند المتقدمين.ومنه قول مجاهد. إن العلماءيعلمون تأويله (يعني القرآن) وقول ابن جرر في تفسيره: القول في تأويل قوله تعالى كذا...واختلف أهل التأويل في هذه الآية...

مقدمة مختصرتفسيرالطبري ص أ- ب.

التفسير بغير علم:

فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال في القرآن برأيه،أومما لا يعلم، فليتبوأ مقعده من النار) رواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس وأخرجه الترمذي والنسائي.

مقدمة تفسير ابن كثيرص13.

وسئل أبوبكر الصديق رضي الله عنه عن قوله تعالى فاكهة وأبا) سورة عبس:31)،فقال:وأيّ سماء تظلّني، وأيّ أرض تقلّني،إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم. 

وقال أبو الدّرداء:رضي الله عنه:لا تفقه كلّ الفقه حتىّ ترى للقرآن وجوها كثيرة.قال حمادٌ:لأيوب :ما معنى قول أبي الدّرداء رضي الله عنه ؟ فجعل يتفكر، فقلت: هوأن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليه، فقال هو ذاك،هو ذاك.

 وروى أنس عن عمر بن الخطاب أنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا)فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها،فماالأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر.

قال الشيخ الإمام رحمه الله:قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن برأيه،وذلك فيمن من قِبَلِ نفسه شيأ من غير علم.

المصدر: مقدمة المصنف للتفسير البغوي ص18.

تفسير:

(القرآن): مصدر قرأت قرآنا،كما تقول: غفرت غفرانا،وخسرت خسرانا.

(الفرقان): لانه فرّق بين الحق والباطل.

(الكتاب): هو خط الكاتب حروف المعجم.تقول: كتبت كتابا،كما تقول حسبت حسابا.(الذكر):التذكرة. وقيل: الشرف والفخر؛ قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك).

(السبع الطوال):سورة البقرة،وآل عمران،والنساء،والمائدة،والأنعام،والأعراف،وسورة يونس،وقيل:( يسالونك مع براءة) سابعة دون يونس.

(المثاني):قيل: هن آيات فاتحة الكتاب، وسميت مثاني؛لأنها يثنَّى بها في ركعة فريضة أونافلة.

(المفصل): لكثرة الفصول التي بين السور من (بسم الله الرحمن الرحيم).

(السؤرة): بالهمز- القظعة.  وبغير همز: المنزلة من منازل الإرتفاع وبه سميّ حائط المدينة سوراً.

(الآية): العلامة، لأنها يعرف بها ما قبلها وابتداؤها.

(فاتحة الكتاب):يفتح بها المصاحف والصلوات.

(أم القرآن): لتقدمها على سائر السور.

(السبع المثاني): هي فاتحة،وهي سبع آيات ب(بسم

الله الرحمن الرحيم).وقيل: إن (أنعمت عليهم) تمام الست،وباقي السورة تمام السبع.(أعوذ): استجير(بالله)،الله،ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين،وهو الّذي يألهه كل شيئ، ويعبده كل خلق،و(الألوهة)هو المعبود.

(من الشيطان): فالشيطان:كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيئ .

(الرجيم): هو المذموم المشؤم،وكل مشؤم بسبب وردئٍ من القول فهو مرجوم.

المصدر:  مقدمة مختصر تفسير الطبري ص ك .

ويقول مؤلف مختصر تفسير الطبري في مقدمته: وكل ما نقلته فيه فمن : (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)ل( محمد بن جرير الطبري) أخذته ، ومنه استخرجته،واقتصرت من الروايات الكثيرة،والإختلاف،على رواية وروايتين وثلاث،اخترت منها أقربها إلى معرفة عامة الناس،وأعرفها عندهم.جزاه الله خيرا كثيرا.

آرآء القرآء والفقهاء:

*في (بسم الله الرحمن الرحيم)* قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها،على أن التسمية ليست بآية من الفاتحة ولامن غيرها من السور،وإنما كتبت للفصل والتبرك للابتداء بها وهو مذهب أبي حنيفة ومن تابعه رحمهم الله.ولذا لايجهر بها عندهم في الصلاة. وقرآء مكة والكوفة على أنها آية من الفاتحة ومن كل سورة،وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله،لذا يجهرون بها في الصلاة،وقالوا قد أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من تركها فقد ترك مأة وأربع عشرة آية من كتاب الله.

 المصدر: تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن جلد1ص12.  

و يفهم عما ذكر آنفا، كأنه اعتبر كونها آية من سورة براءة أيضا.كما ذهب إلى هذا الرأي الملا موسى الجلالي في حاشيته- الواضح المسالك جلد 1 ص 45.(تعليقي).

 ويؤيد بأن البسملة من الفاتحة ومن سائر السورما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لايعرف فصل السورة حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم). رواه أبوداود بإسناد صحيح، وأخرجه الحاكم في مستدركه.

وقد افتتح بها الصحابة كتاب الله،ولهذا تُستحب في أول كل قولٍ وعمل لقول عليه السلام(كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجزم).وروى أبو داود عن أبي هريرة بلفظ كل أمر ذي بال،لايبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر.وفي لفظ فهو أقطع،وفي لفظ فهو أجذم،والحدبث حسن. كشف الخفاء-جزء الثاني ص 119.

وهذ الحديث الذي نقلته من كشف الخفاء يطابق الحديث السابق الذي في ابن كثيربتغييرات طفيفة في الألفاظ.  فتستحب في أول الوضوء لقوله عليه السلام( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) رواه أحمد وأصحاب السنن. وتستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي وأوجبها آخرون،وتستحب عند الأكل لقوله عليه السلام: قل: بسم الله،وكل بيمينك،وكل مما يليك.رواه مسلم.وتستحب عند الجماع لقوله عليه السلام:(لو أن أحدكم إذا أراد أن ياتي أهله قال: بسم الله،اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا،فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً. رواه الشيخان.

المصدر: مختصر تفسيرابن كثير للصابوني جلد 1ص-19-18.  

    تفسير سورة الفاتحة:

من سورة أم القرآن (فاتحة الكتاب).

1-(بسم الله)بمعنى بذكر الله،وتسميته أبدأ وأقرا.(الرحمن) فعلان من الرحمة، ومعناها الرقّة.(الرّحيم)بمعنى الرفيق،من الرّفق.

2-(الحمد لله) الشكر لله.(ربّ العالمين) سيّد العالمين،والعالمون:جمع عالم،والعالم: جمع لا واحد له،وكلّ جنس من الحيوان فهو عالم.

4-(مالك)مشتقّ من الملك.(يوم الدين)ِِالدّين في هذا الموضع؛بتأويل: الحساب والمجازات بالأعمال- يوم يدان الناّس بالحساب،أي: يجازون.

5-(إيّاك) بمعنى لك.(نعبد)نخضع ونذلّ.

(نستعين) نسأل المعونة على طاعتك وعلى جميع أمرنا.

6-اهدنا) في هذا الموضع: وفّقنا وألهمنا.

(الصّراط)الطّريق.(المستقيم)الواضح الذي لا اعوجاج فيه. والعرب تستعمل (الصّراط)في كلّ عمل وقول وصف باستقامة واعوجاج؛ فنصف المستقيم باستقامته،والمعوجّ باعوجاجه.

7-(الّذين أنعمت عليهم)هم الملائكة والنّبيّون والصّدّيقون والشّهداء والصّالحون. (المغضوب عليهم) هم اليهود. (ولاالضّالين) هم النّصارى. المصدر: مختصر تفسير الطبري ص 1.    

عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال:اليهود مغضوب عليهم  والنّصارى ضلال. أخرجه الترمذي، وذلك، لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب،فقال:من لعنه الله وغضب عليه،وحكم على النّصارى بالضلال،فقال: ولا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل،وقيل غير المغضوب عليهم بالبدعة، ولاالضّالين عن السنة. والله أعلم. الخازن جلد1 ص 18.

سورة الفاتحة:

وهي سبع آيات بالاتفاق،وسبع وعشرون كلمة ومأة وأربعون حرفا.واختلف العلماء في نزولها،فقيل نزلت بمكة وهو قول أكثر العلماء وقيل نزلت بمدينة، وهو قول مجاهد، وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة. وسبب ذلك التنبيه على ىشرفها وفضلها ولها عدة أسماء وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى وفضله.(فأول ذلك): فاتحة الكتاب سميت بذلك، لأن بها افتتح القرآن، وبها تفتح كتابة المصاحف، وبها تفتح الصلاة. (الثاني): سورة الحمد سميت بذلك لافتتاحها بالحمد لله.(الثالث):أم القرآن وأم الكتاب سميت بذلك لأنها أصل القرآن وأم كل شيئ أصله وقيل هي إمام لما يتلوها من السور(الرابع): السبع المثاني سميت بذلك لأنها تثنى في الصلاة ويقرأ بها في كل ركعة، وقيل لأن تعالى استثناها لهذه الأمة وادخرها لهم لم ينزلها على غيرهم، وقيل لانها أنزلت مرتين(الخامس): الوافية سميت بذلك، لا تقسم في القراءة في الصلاة كما يقسم غيرها من السور. (السادس): الكافية سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولايكفي عنها غيرها.

(فصل في آمين وحكم الفاتحة، وفيه مسألتان) *(الأولى)* السنة للقارئ بعد فراغه من الفاتحة أن يقول آمين مفصولا عنها بسكتة  وهو مخفف وفيه لغتان المد والقصر.

(المسألة الثانية في حكم الفاتحة) اختلف العلماء في وجوب قراءة الفاتحة،فذهب مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء إلى وجوب الفاتحة وأنها متعينة، ولا تجزئ إلا بها، واحتجوا بما روي عبادة بن الصامت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم،قال:لاصلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب .أخرجاه في الصحيحين، وبحديث أبي هريرة  من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج  قالها ثلاثا غير تمام.رواه مالك والترمذي والنسائ وانظرجمع الفوائد جلدج1ص197.

عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه(أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وماتيسر.رواه أبوداود وإسناده صحيح ورواته ثقات، كذا في النيل (2-219). اقتباس هذين الحديثين الأخيرين من تفسير آيات الأحكام للصابوني جلد1-ص55.

وذهب أبوحنيفة إلى أن الفاتحة لا تتعين على المصلي بل الواجب عليه قراءة آية من القرآن طويلة،أوثلاث آيات قصار، واحتج بقوله تعالى فاقرؤا ماتيسر منه، وبقوله صلى الله عليه وسلم.في حديث الأعرابي المسىئ صلاته، ثم إقرأ بما تيسرمعك من القرآن. أخرجاه في الصحيحين.دليل الجمهورما تقدم من الأحاديث. فإن قيل المراد لاصلاة كاملة قلنا،هذا خلاف ظاهر لفظ الحديث، ومما يدل عليه حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،لاتجزئ صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب أخرجه الدار القطني. وقال اسناده صحيح وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أمره أن يخرج فينادي لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب،فما زاد. أخرجه أبوداود وأجيب عن حديث الأعرابي بأنه محمول على الفاتحة فإنها متيسرة أو على مازاد على الفاتحة أو على العاجز عن قراءة الفاتحة والله أعلم. 

المصدر: تفسير الخازن- جلد-1- صفحة- 11-18-19. دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت- لبنان.

 وما ذكر، هو ما وصل إليه الخازن أو المراجع الأخرى التي ذكرته آنفا. والعزيمة العمل برأي الجمهور، حسب الإحتياط.(تعليقي) 

(مسألة): هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ فيه ثلاثة أقوال العلماء:

أحدها: أنه تجب عليه قراءتها كما تجب على الإمام لعموم الأ حاديث المتقدمة.

(والثاني):لا تجب على المأموم قراءة بالكلية،لا في الجهرية ولا في السرية لقوله عليه السلام: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة.  رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله وفي إسناده ضعف.                                

(والثالث): تجب القراءة على المأموم في(السرية) لا في (الجهرية) لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به،فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قرأ فأنصتوا). رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري.

المصدر: مختصر تفسير ابن كثير للصابوني.جلد 1- ص17.

ولكل وجهة هو موليها. والله أعلم. يعني كل يأتي بدليله وحجته لتأييد رأيه.(تعليقي).

وتفسيرآيه من الذكر الحكيم من سورة طه.

قال الله عزوجلّ(وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتقون أويحدث لهم ذكرا)سورة طه(113).(وكذلك)؛أي: كمابيّنا في هذه السورة(أنزلناه)؛يعني:أنزلنا هذا الكتاب (قرءانا عربيا)؛ يعني: بلسان العرب(وصرفنا فيه من الوعيد)؛أي صرّفنا القول فيه بذكر الوعيد(لعلّهم يتّقون)؛أي: يجتنبون الشّرك (أويحدث لهم ذكرا)؛أي:يجدّد لهم القرآن عبرة وعظة فيعتبروا ويتّعظوا بذكرعقاب الله للأمم الخالية(فتعالى الله الملك الحقّ)جلَّ الله عن إلحاد الملحدين  وعمّا يقوله المشركون(ولا تعجل  بالقرءان)أراد النبي صلى الله عليه وسلّم،كان إذا نزل عليه جبريل بالقرآن يبادر فيقرأ معه،قبل أن يفرغ  جبريل ممّا يريد من التّلاوة،ومخافة الانفلات والنّسيان،فنهاه الله عن ذلك : وقال (ولا تعجل بالقرءان)؛أي:لا تعجل بقراءته(من قبل أن يقضى إليك وحيه,)أي:من قبل أن يفرغ جبريل من الإبلاغ، نظيره قوله تعالى (لا تحرّك به لسانك لتعجل به)سورة القيامة:16). وقرأ يعقوب : (نقضي) بالنون وفتحها وكسر الضاد،وفتح الياء: (وحيه)بالنصب.قال مجاهد وقتادة: معناه لا تقرئه أصحابك،ولا تمله عليهم حتّى يتبيّن لك معانيه.

 المصدر: تفسير البغوي جلد 3 ص 132

ونلفت الإنتباه إلى الكشاف، حيث يقول صاحبه الزمخشري في صفحة 811 (وكذلك)عطف على (كذلك نقصّ)الآية99.أي: ومثل ذلك الإنزال ،وكما أنزلناعليك هؤلاء الآيات المضمنة للوعيدأنزلنا القرآن كله على هذه الوتيرة. مكرّرين فيه آيات الوعيد ليكونوا بحيث يراد منهم ترك المعاصي أو فعل الخير والطاعة .والذكر-كما ذكرنا- على الطاعة والعبادة.وتطرق الى هذا القاضي البيضاوي جلد2صفحة  59 نفس الشيئ،لذا يقال إنّ البيضاوي أخذ أكثر تفسيره من الزمخشري  (فتعالى الله) في ذاته وصفاته عن مماثلة المخلوقين لايماثل كلامه كلامهم كما لاتماثل ذاته ذاتهم.(الملك) النافذ أمره ونهيه الحقيق بأن يرجى وعده ويخشى وعيده.(الحقّ) في ملكوته يستحقه لذاته،أو الثابت في ذاته وصفاته. المرجع السابق نفسه صفحة 59.

قوله عز وجلّ(وقل رّبّ زدني علما)؛ يعني: بالقرآن ومعانيه.وقيل: علما إلى ما علمت. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: اللّهم ربّ زدني علما وإيمانا ويقينا.

المصدر: تفسير البغوي جلد 3ص132.

ويقول الزمخشري في تفسيره الكشاف ص 811-812 مفسرا لقوله عزوجلّ:(رّبّ زدني علما) متضمن للتواضع لله تعالى والشكرله عند ما علم من ترتيب العلم،أي: علمتني يا رب لطيفة في باب التعلم وأدبا جميلا ما كان عندي.فزدني علما إلى علم،

فإن لك في كل شيئ، حكمة وعلما.وقيل: ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيئ إلافي العلم.

ويفسر القاضي البيضاوي قوله عزوجلّ(وقل رّبّ زدني علما)أي سل الله زيادة العلم بدل الاستعجال فإن ما أوحي إليك تناله لا محالة.      المصدر: البيضاوي جلد 2 ص59

 الفصل الثالث:

الحديث:

هو المصدر الثاني الرئيسي، للثقافة الإسلامية.

 علم الحديث، وتعريفه :

1-           علم الحديث:  هو علم يعرف به أقوال رسول الله صلى الله عليه وأفعاله وأحواله، كما عرفه الكرماني في شرحه لصحيح البخاري. والواقع أن هذا التعريف يشمل (علم الحديث رواية).

2-           علم الحديث: علم بقوانين،يعرف بها أحوال السند والمتن، كماعرفه الشيخ عزالدين بن جماعة،وهذا التعريف يشمل(علم الحديث دراية).

المصدر:علوم الحديث لعبد الكريم الزيدان ص7.

السنة في اللغة الطريقة أوالسيرة سواء كانت محمودة أو مذمومة،جاء الحديث الشريف في شأن المجوس: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب)...(أخرجه مالك في الموطأ).أي خذوهم على طريقهم وأجروهم في قبول الجزية مجراهم.

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ  في الإسلام سنة حسنة،  فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غيرأن ينقص من أجورهم شيئ،ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة  كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئ).رواه مسلم في كتابى الزكاة والعلم فى صحيحه،وأحمد في مسنده.

إلا أنّ كلمة السنة عند الإطلاق تنصرف إلى الطريقة المحمودة المستقيمة،فإذا قيل: فلان من أهل السنة، كان معناه أنه من أهل الطريقة المحمودة.

 السنة في الإصطلاح:

والسنة في اصطلاح علماء الحديث تعني أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته الخُلُقية والخَلقيةوسيرته قبل البعثة وبعدها وهي بهذا المعنى ترادف معنى (الحديث)عند المحدثين. والأصل ما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم: هو ما كان بعد النبوة من قوله وفعله وتقريره؛لأن ماصدر عنه بعد النبوة يستدل به على أحكام الدّين ويعرف به الحلال والحرام ولكن الرواة وعلماء  الحديث أدخلوا فيما بقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم احواله وأخباره وسيرته وأخلاقه قبل النبوة مثل تحثه في غارحراء،وماعرف به من حميد الصفات والأخلاق مثل أمانته وصدقه،ومن أحواله مثل ومن أحواله مثل عدم معرفته القرائة والكتابة وبيان أسفاره ونحو ذلك،مما استُدِل به على صدق نبوته. المصدر السابق:ص13-12.

فالسنة: وهي ما يصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم. على وجه التشريع ،راجعة إلى كلامه لأنها مبينة له.وهي وحي الله إليه قال تعالى:(وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلاّ وحي يوحى4)3-4النجم.المصدر: الوجيز في أصول الفقه لزيدان ص-23.

السنة النبوية مستقلة بالتشريع:

الإمام محمد بن علي الشوكاني المتوفى1255هجري.

قال الإمام الشوكاني:قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أنّ السُّنَّة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام،وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام،وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : ( ألا وإنّي اوتيت القرآن ومثله معه)أخرجه ابن حبان وأبوداود والبيهقي والدارقطني. أي أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن،وذلك كتحريم لحوم الحمر الأهلية، وتحريم كل ذي ناب من السباع،ومخلب من الطيرممّا لم يأت عليه الحصر، وأمّا يُروى من طريق ثوبان في الأمربعرض الأحاديث على القرآن فقال يحي بن معين : إنه موضوع وضعته الزنادقة،وقال الشافعي : ما رواه أحد عمّن يثبت حديثه في شيئ صغير ولا كبير،وقال ابن عبد البرفي كتاب جامع العلم:قال عبدالرحمن بن مهدي: الزنادقة والخوارج وضعوا حديث ما أتاكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وإن خالف فلم أقله) رواه المحدث الفتني-986 في تذكرة الموضوعات.قال الخطابي :وضعته الزنادفة.

وقد عارض حديث العرض قوم فقال:وعرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فخالفه؛ لأنا وجدنا في كتاب الله : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)سورة الحشرِ-7- ووجدنا فيه:( قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله )سورة آل عمران-31- ووجدنا فيه : (من يطع الرسول فقد أطاع الله) سورة النساء – 80-.قال الأوزاعي : الكتاب أحوج إلى السّنة من السّنة إلى الكتاب.ٌ قال ابن عبد البر :إنها تقضي عليه وتبيّن المراد منه.وقال يحي بن أبي كثير :السّنّة قاضية على الكتاب.

والحاصل أن ثبوت حجيّة السّنّة المطهرة،واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية، ولا يخالف في ذلك إلاّ من لا حظ له في دين الإسلام. أنظرجامع بيان العلم وفضله: للإمام إبن عبد البر-

ج 2|188-192.  

فإذا ثبت للسنة استقلاليتها بالتشريع،فلا شكَّ في اعتبارها مصدراخصبا من مصادر اللغة العربية،بل هي أصل من أصول اللغة العربية!!..

وعلى هذا فإنه يجب على الباحث أن يتثّبت من رواية الأحاديث  النبوية،فلا يعتمد  إلاَّ ما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ثبت عنه بالأسانيد الصحيحة والمعتبرة في تقوية الروايات.     

المصدر: مقدمة الشيخ خالد عبد الرحمن الكعك على طِلبة الطَلبة في الإصطلاحات الفقهية للنسفي- دار النفائس ص 55-56.

 والحديث: يعني السنة النبوية، هو المصدر الثاني للثقافة الإسلامية.وله استقلال بتشريع الأحكام كما سبق آنفا،وتبيان للمصدر الأول، يعني (للقرآن الكريم). كما قال الله تعالى: مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم:(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للنّاس ما نزل إليهم)سورة النحل(44).

ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام توفي،وسنته محفوظة في الصدور،وإن كان لم يكتب منه إلا النزر اليسير. ويلي المصدران الرئيسييان الإجماع.والقياس. (تعليقي).

 

أئمة الحديث وحفاظه:

1-           الإمام الحافظ البخاري:

هو أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري،ولد رحمه الله ببخارى سنة 194هجرية،وقد تتلمذ على شيخه في علم الحديث، وعمره عشر سنين، وتوفي رحمه الله بعد عمر زاهر بالزهد والعلم والتقوى سنة 256 هجرية. وله كتاب صحيح البخاري.

المصدر السابق ص 77-78-80.

2-           الإمام الحافظ مسلم:

وهو مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابوري،ولد في نيسابور سنة 204.هجرية.وطلب الحديث صغيرا،ورحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر،توفى رحمه الله بنيسابور سنة 261 هجرية.رحم الله مسلما فقد وقف نفسه خادما للسنة النبوية وذابا عنها ومميزا لصحيحها ومنبها على أحكامها.وله كتاب صحيح مسلم.

المصدر نفسه ص88. 

 

3-الإمام الحافظ النسائ:

وهو شيخ الإسلام أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان  بن بحرالخراساني القاضي صاحب السنن،ولد سنة 215،وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهوية وهشام بن عماروعيسي بن زعبة وغيرهم.توفي سنة 303هجري.وله السنن الكبرى. المصدر: علوم الحديث لعبدالكريم الزيداني ص 108.109.

4-الإمام الحافظ أبو داود:

وهو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأسدي السجستاني، ولد سنة 202هجرية.توفي في البصرة سنة 275هجرية.وله سنن.

المصدر السابق ص 132.

 

 

 

5-الإمام الحافظ الترمذي:

وهو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي البوغي الترمذي الضرير.ولد سنة 209هجرية.وله كتاب السنن.المصدر السابق ص 137.

6-الإمام الحافظ ابن ماجه:

أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه،الربعي بالولاء القزويني، الحافظ المشهور،ولد سنة 209هجرية. وهو مصنف كتاب السنن في الحديث. المصدر: علوم الحديث للدكتور عبد الكريم زيدان والدكتورعبد القهار داود عبد الله ص151.

 

الفصل الرابع : نبذة مما ضمن الإجماع والقياس ومن حياة العلماء والفقهاء وآرائهم مع التعليقات:

تعريف الإجماع:

الإجماع في اللغة: العزم والتصميم على الشيئ.

وفي اصطلاح الأصوليين،هو اتفاق المجتهدين من الأمة الإسلامية،في عصرمن العصور،على حكم شرعي، بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم.

 

 

تعريف القياس:

القياس في اللغة:يطلق على تقدير بشيئ آخر،فيقال:قست الأرض بالمتر،أي: قدرو به.

وفي اصطلاح الأصوليين: إلحاق ما لم يرد فيه نص على حكمه بماورد فيه نص على حكمه في الحكم،لاشتراكهما في علة ذلك الحكم.

 المصدر: الوجيز في اصول الفقه لزيدان- ص-153-141

 

سيرة العلماء وآرائهم:

الإمام الحسن البصري:

هو أبو سعيد الحسن بن يسار الملقب بالبصري،الذي نشأ وترعرع في أحضان خير بيوت الدنيا، بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة المخزومية،أم المؤمنين رضي الله عنها.  أجمعت المصاد على أن ولادة الحسن- رحمه الله-كانت لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه،أي في سنة(21)هجرية الموافق لسنة (642)ميلادية.وتوفي سنة (110هجرية) رحمه الله.عاش أكثر حياته معلما،داعيا،زاهدا،مرشدا.

وكان صلاح أمه وتقاها، له أكبر دور في حياة الحسن ،إذ إن أمه خيّرة كانت تقص على النساء،وتدرسهن القرآن الكريم،فنشأ الحسن بوادي القرى هذه النشأة المباركة ،فحفظ القرآن الكريم، وهو ابن أربع عشرة سنة.

وقال بكر بن المزني: من سره أن ينظر إلى أفقه الناس في رأينا فلينظر إلى الحسن.

قال هشام بن حسان، سمعت الحسن<يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذلّه الله. وقال حزم بن أبي حزم: سمعت الحسن يقول: < بئس الرفيقان الدينار والدرهم،لا ينفعانك حتى يفارقاك.

المصدر: حياة الحسن البصري وسيرته العلمية  ص 9. وص121.

 

الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه:

 المولود بتاريخ 470هجري في جيلان،والمتوفى بتاريخ561 هجري، عاش91 سنة،وكان عاملا بعلمه، ودفن ليلا في مدرسته :

 ويقول الشيخ:(كل بكسبك ، ولاتأكل بدينك (23) اترك التعصب في المذهب ،واشتغل بشئ ينفعك فى الدنيا والآخرة(25 )

وقد ذكرت هذه الأقوال للشيخ في الفصل السادس من الباب الأول.       

        مواعظ الشيخ عبد القادر الجيلانى. قام بجمعها الشيخ صالح أحمد الشامي .المكتب الإسلامي .(2002)ومقدمة الفتح الرّباني ص (5-31).

ويتطرق الشيخ عبد القادر رضي الله عنه أيضا: إلى نبذة من أحوال المجتمع في أول مقالته! (المجلس العشرون) يوم الجمعة، بكرة بالمدرسة،في الحادي والعشرين من ذي القعدة،سنة خمس وأربعين وخمسمائة هجرية .

 ياأهل هذه البلدة! قد كثر النفاق فيكم،وقلّ الإخلاص،وقد كثرت أقوال بلا أعمال،قول بلا عمل لايساوي شيا،بل هو حجة لا محجة،القول بلاعمل كدار بلا باب ولا مرافق،كنز لاينفق منه،هو مجرد دعوى بلا بيّنة،صورة بلاروح،صنم لا يدان له ولا رجلان(بلا يدين،ولا رجلين) ولابطش،معظم أعمالكم كجسد بلا روح...الروح: هو الإخلاص والتوحيد،والثبات على كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله، لا تغفلوا، ص (120).

 ونبذة في أحوال المجتمع في آخر مقالته: ويحك! تقعد في صومعتك ،وقلبك في بيوت الخلق،منتظر لمجيئهم وهداياهم، ضاع زمانك،وجعلت لك الصورة بلا معني،لا تؤهل نفسك لشيئ لم يؤهلك الله عز وجل له،إن لم يأتك التأهل من الله عزّ وجل،وإلا ما تقدر عليه أنت ولا الخلق،إذا أرادك لأمر هيأك له...

إذا لم يكن لك باطن صحيح وقلب خال عما سوى عزّ وجل، وإلا فمجرد الخلوة لا ينفعك.اللهم انفعني بما أقول،وانفعهم بما أقول ويستمعون.ص(124). 

 المصدر: الفتح الربّاني->دار الخير-بيروت.ص(120-124).

 

والمذهب  الشافعي وأصول مذهب الإ مام الشافعي في الإجتهاد:

مبدأ الشافعي رحمه الله في الإجتهاد ما قاله في كتابه الأم ونصه:الأصل قرآن أو سنة،فإن لم يكن فقياس عليهما،وإذا إتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح الإسناد به فهو المنتهى .والإجماع أكبرمن الخبر المفرد،والحديث على ظاهره،وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره أولاها به،وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادا أولاها،وليس المنقطع بشيئ ما عدا منقطع ابن المسيب.ولا يقاس أصل على الأصل، ولا للأصل: لم وكيف؟ وإنما يقال للفرع لم؟ فإذا صح قياسه على الأصل صح،وقامت به الحجة) اه.

فهو ينظر إلى السنة الصحيحة نظرته إلى القرآن: يرى كلا منها واجب الاتباع،ولا يشترط ما شرطه أبو حنيفة من شهرة الحديث إذا عمت به البلوى،ولاغير ذلك مما سبق،ولا ما إشترطه مالك من عدم مخالفته لعمل أهل المدينة ، وإنما شرط الصحة والاتصال، ودافع دفاعا شديدا عن العمل بخبر الواحد الصحيح. وقد نال بهذا الدفاع حظا كبيرا عند أهل الحديث الذين كانت لهم الكلمة العليا، ولهذا سماه أهل بغداد <ناصر السنة> قال الزعفراني: كان أهل الحديث رقودا حتى جاء الشافعي فأيقظهم فتيقظوا. وبذلك اكتسب الشافعي تأييدا أكبر الطوائف في عصره، وكان لهذا أكبر الأثر في نصرة مذهبه وانتشاره. وقد أخذ بأحاديث غير الحجازيين حيث لم يشترط غير الصحة أو الحسن.

وهو لا يحتج بالمرسل إلا مرسل ابن مسيب الذي وقع الاتفاق على صحته. والشافعي أول من طعن في المراسيل، مخالفا في ذلك الثوري ومالكا والحنفية، الذين كانوا يحتجون بها.

ولم يحتج بأقوال الصحابة، لأنها تحتمل عن اجتهاد يقبل الخطأ،ولم يعتبر ترك الصحابي،أو من دونه، أو أهل بلد أو قطر للحديث قادحا فيه،إذ قد يكون لغفلة عنه، وعدم حفظه، فكثيرا ما إجتهد الصحابة في مسائل ثم ظهر لهم الحديث موافقا فيفرحون أومخالفا فيرجعون. وترك الاستحسان الذي قال به المالكية، والحنفية، بل أنكره، وقال : من استحسن فقد شرع، وألف فيه كتاب إبطال الإ ستحسان،ولم يعمل بالقياس إلا إذا كانت علته منضبطة ورد المصالح المرسلة، وأنكر الإحتجاج بعمل أهل المدينة،وأطال في الأم في رده.

والشافعي بحيازته فقه الحجازيين والعراقيين،وفصاحة البدو، وقوة الحجة،وعذوبة المنطق،وحسن المناظرة،صار وحيد عصره.فلا عجب بعد أن يقبل الناس على إنتحال طريقته، ويشغفوا بها، وأن ينتشر مذهبه،دون أن يعتمد  على تأييد حاكم،أو نفوذ سلطان.   تاريخ الفقه للسايس ص 120-121.

وهكذا نراه نشر العلم والفقه بدون تأييد من السلطات الحاكمة، واستمال إليه الناس بقوة فصاحته، وقوة الحجة في ضوء القرآن والسنة.وعرّف الإجتهاد بأحسن مايكون كما في ما يلي:     

تعريفه لكلمة الإجتهاد:

والإجتهاد مرادف للقياس فهو مرادف للرأي أيضا. يقول الشافعي في< الرسالة> :قال: فما القياس: أهو الإجتهاد، أم هما

مفترقان؟ قلت: هما اسمان لمعنى واحد.

المصدر: تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.ص(137-138).

سيرة الإمام الشافعي:

قد ولد أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي الهاشمي، المكي،الشافعي، من أب قرشي نسيب بغزة من الشام سنة 150هجرية، ولكنه مات والشافعي

 في المهد،ونشأ فقيرا، وقد خشيت أمه أن يضيع نسبه،ومعه حقوق قدتدفع عنه العوز فلم ترد بعده عن مقام القرشيين ؛

ولذلك حملته أمه أن يكون مقامه بمكة.

 توفي رحمه الله بمصرسنة (204)هجرية.وزرت ضريحه عدة مرات بين عام 1977- وعام 1980م.

وقد روى البغدادي فى كتابه )تاريخ البغداد) بسند متصل أنه قال:(ولدت باليمن فخافت أمي عليّ الضيعة وقالت : إلحق بأهلك فتكون مثلهم، فأخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتنى إلى مكة فقدمتها،وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه ذلك فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم. ) لزم الشافعىي شيخ فقهاء الحجازٍ مالكا، وعاش في كنفه، وكان يرحل أحيانا مع هذه الملازمة إلى الصحراء يدّرس القبائل العربية، ويعاشر أهلها أحيانا من الزمن كما كان يرحل إلى مكة ليزور أمه،ويستنصح بنصائحها، وكان فيها نبل حسن وحسن فهم،وتقدير للأمور، ولذلك نقررملازمته لشيخه لم تكن كاملة .

وشيخه الإمام مالك وسيرته:

 ولد بالمدينة من أبوين عربيين من قبائل يمنية  سنة ثلاث وتسعين (93) هجرية، وطلب العلم على يدعلمائها،ولما بلغ سبع عشرة سنة نصب للتدريس،بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه،

وقد امتحن مالك سنة 147هجرية،وضرب بالسياط،وانفكت ذراعه،وتوفي بالمدينة سنة (179)هجرية، فأبوه ينتهي إلى قبيلة يمنية،هي قبيلة ذي أصبح، وإسمه أنس بن مالك بن أبى عامر الأصبحى، وأمه تنتهى إلى قبيلة الأزد،كما أن أم الشافعي يمنية من الأزد، وليست قرشية، وكان لها فضل فى تكوينه وتنشئته. والإمام مالك ترخص فى الأخذ من الحكام ، وكان يعتقد أن للعالم حقا فى بيت المال ،وأن الحكام لايعطونه هبة من مالهم.وإنما يجرون عليه رزقا ،لأنه حبس نفسه على العلم والبحث والفتيا. وكان الشافعي بعد أن حبس نفسه على العلم يأخذ من سهم بنى المطلب الذي فرضه لهم النبي صلى الله عليه وسلم.فما كان يأخذ عطاء،بل كان يأخذ سهما مقدرا في القرآن،باعتباره قرشيا من ذوي القربي للرسول صلى الله عليه وسلم. والإمامان أبوحنيفة  وابن حنبل ،امتنعا عن الأخذ من بيت المال امتناعا مطلقا ،ورضى إبن حنبل بأن يعيش فى قل من أن يأخذ مالا لا يدرى أجمع بحله،أم جمع بغير حلّه.

المصدر:1- ديوان الشافعي ص12.

2 -تاريخ الفقه للسايس ص-111-112-115-116-117- 121

3-وتاريخ محمد أبوزهرة ص431/432/365/366) . .  

 

رحل الشافعي إلى العراق رحلته الأولى، بعد أن تشبع من الفقه في الحجاز،على طريقة الحجازيين،فاسترعى نظره تحامل رأيه على أهل الحديث،وبخاصة على أستاذه، وعلى مذهبه،وكان أهل رأي أقوى سندا وأعظم جاها،بما لهم من منزلة عند الخلفاء،وبتوليهم شؤون القضاء،ذلك إلى أنهم أوسع حيلة في الجدل من أهل الحديث،وأنفذ بيانا.

كان بديهيا أن يدافع الشافعي عن أستاذه وعن مذهبه، وقد نهض الشافعي لذلك قويا بعقله،قويا بعلمه،قويا بفصاحته،قويا بشباب في عنفوانه،وقد روي عنه نماذج من دفاعه عن مالك ومذهبه.

فعن محمد بن الحكم قال : سمعت الشافعي يقول : قال لي محمد ابن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم –يعني أبا حنيفة ومالكاًـ وما كان على صاحبكم أن يتكلم، وما كان لصاحبنا أن يسكت،قال: فغضبت وقلت: نشدتك الله ، من كان أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك أوأبوحنيفة؟ قال مالك،لكن صاحبنا أقيس،فقلت نعم،ومالك أعلم بكتاب الله تعالى وناسخه ومنسوخه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي حنيفة،فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله :كان أولى بالكلام. ولقدعقد الشافعي مناظرات كثيرة بينه وبين تلاميذ أبي حنيفة، نقلها رواة الأخبار،كان في معظمها يعلي من شان الاعتماد على الآثار،ويضعف من شأن الاعتماد على القياس.

ولقد وضع الشافعي في بغداد كتاب < الحجة> ذلك الكتاب الذي اشتمل على ما يعرف بالمذهب القديم،وكان في جلّ أمره ردًا على مذهب أهل الرأي،وكان قريبا من مذهب أهل الحديث،حتى سمي ببغداد < ناصر الحديث>. المصدر: دراسة تاريخيه للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص86-87

قال الشافعي رضي الله عىه: صحبت الصوفية فما انتفعتُ منهم إلا بكلمتين: سمعتهم يقولون: الوقت سيفٌ،فإن قطعتَهُ وإلاّ قطعك،ونفسُك إن لم تشغلهابالحقّ وإلاّ شغلَتكَ بالباطل. 

المصدر: قيمة الزمن عند العلماء- أبو غدة- ص 42

رحم الله الإمام الشافعي، لخص ما استفاده من صحبته الصوفية، في كلمتين موجزتين.

 

المشهورون من أصحاب الشافعي:

إسماعيل بن يحى المزني:

أبو إبراهيم إسماعيل بن يحى المزني المصري.ولد سنة 175هجري،وشب على طلب العلم ورواية الحديث،ولما جاء الشافعي إلى مصر سنة199هجري. اتصل به وتفقه عليه،حتى شهد له الشافعي بقوله المزني ناصر مذهبي.

البويطي :

هو أبو يعقوب يوسف بن يحى البويطي. من بويط، قرية من صعيد مصر.أكبر أصحاب الشافعي المصريين،وخليفته في حلقته من بعده.تفقه بالشافعي،وحدث عنه، وعن عبدالله بن وهب،وغيرهما. كان الشافعي يعتمده في الفتيا،ويحيل عليه إذا جاءته مسألة.صنف مختصره المعروف في حيات الشافعي،وقرأه عليه بحضرة الربيع.فلهذا يروي أيضا عن الربيع. ولما حضرت الشافعي الوفاة،قالوا من : من يخلفك في مجلسك؟ فقال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب،وليس أحد من أصحابي أعلم منه.فتخرج به أئمة تفرقوا في البلاد،ونشرو علم الشافعي .قال الربيع فيه: ما رأيت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من أبي يعقوب البويطي،وكان ابن أبي الليث الحنفي قاضي مصر يحسده،فسعى به

إلى الواثق بالله في أيام المحنة بالقول بخلق القرآن،فأمر بحمله إلى بغداد مع جماعة آخرين من العلماء،فحمل مغلولا مقيدا،      وأريد منه القول بذلك،فامتنع، فحبس ببغداد إلى أن مات سنة 231هجرية.

تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص(121-122).

 ويرى الحسد بين الناس حتى بين العلماء،وهذا شيئ مذموم يجب قلعه ببث الخُلقُ الإسلامي. 

 

المرادي:

الربيع بن سليمان بن بن عبد الجبار المرادي،أبومحمد،راوي الكتب،كان مؤذنا بجامع عمروبن العاص (جامع الفسطاط)،توفي عام 270هجري صحب الشافعي طويلا،حتى صار راوية كتبه، وعن طريقه وصلنا: الرسالة وا لأم وغيرهما من كتب الإمام وتقدم روايته على رواية المزني إن تعارضا.

حرملة :

حرملة بن يحى حرملة،المتوفى سنة( 266هجرية)،روى 

عن الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع،مثل كتاب الشروط (ثلاثة أجزاء)،وكتاب السنن (عشرة أجزاء)،وكتاب النكاح،وكتاب ألوان الإبل والغنم وصفاتهاوأسنانها.

محمد بن عبد الله بن عبدالحكم:

(المتوفى سنة 268)هجىرية،وأحد تلاميذ مالك،كان أهل مصر لايعدلون به أحدا،وكان الشافعي يحبه ويوده،ثم ترك مذهبه إلى مذهب مالك؛لم يخلفه في حلقته،ولأنه مذهب أبيه.

     ماقاله الإمام الشافعي لشيخه الإمام مالك : 

والإمام مالك كان إماما في الحديث وفي الفقه،وكتابه " الموطأ" كتاب جليل في  الحديث والفقه،قال عنه الشافعي رحمه الله:ِ"مالك أستاذي،وعنه أخذت العلم،وهوالحجة بيني وبين الله تعالى،وما أحد أمنّ عليّ من مالك،وإذا ذكر العلماء،فمالك النجم الثاقب،.

 الفقه الإسلامي وأدلته، للزحيلي.ص(38-37-31). 

أصول مذهبه:

 بنى الإمام مالك رحمه الله مذهبه على أدلة عشرين كما يؤخذ من كلام علماء المذهب:خمسة من القرآن،وخمسة  مماثلة لها من السنة، وهي نص الكتاب،وظاهره وهو العموم،ودليله وهو مفهوم المخالفة،ومفهومه وهو مفهوم الموافقة،وتنبيهه، وهو التنبيه على العلة،كقوله تعالى: (فإنه رجس، أو فسقا) فهذه عشرة.

والبقية هي : الإجماع،والقياس، وعمل أهل المدينة،وقول الصحابي،والإستحسان،والحكم بسد الزرائع،ومراعاة الخلاف،فقد كان يراعيه أحيانا، والإستصحاب،والمصالح المرسلة،وتمام العشرين شرع من قبلنا.

تاريخ الفقه الإسلامي للسايس (113).

 

تفقه الشافعي أول ماتفقه على أهل الحديث،من  علماء مكة كمسلم بن خالد الزنجي،وسفيان بن عيينة،ثم ذهب إلى إمام أهل الحديث مالك بن أنس في المدينة المنورة،فلزمه ولقي من عطفه وفضله ما يجعله يحبه ويجلّه.

  والشافعي مع الحب الشديد لمالك وتعظيمه له،لم يستسلم إلى ما يسمعه من الإمام مالك من الفقه،ويقلده تقليدا أعمى،بل كان يعمل عقله وفكره في كل ما يسمعه، فإن وجده قوي الحجة استكان له،وإن وجد غيرذلك عرض ما عنده بكل أدب وإحترام وتقدير،غير منكر فضل معلّمه ومرّبيه.

فالنقد عندالعقلاء لا يتعارض مع المحبة والتقدير،  

وبمرور الزمن صار الدور الرابع دور التقليد والاتباع،ونبذ الإجتهاد والإبداع،فبعد أن كان المسلمون في الدور الذي سبق هذا الدور،فيهم عامة يقلدون،وفيهم أئمة يقلدون ويجتهدون،صاروا كلهم في هذا العهد مقلدّين،ونسي العلماء ماقاله أبو حنيفة فيمن سبقه من الفقهاء:"هم رجال ونحن رجال" وما قاله مالك بن أنس:"ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك،إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم،وما قاله الشافعي رحمه الله:"إذا صح الحديث فهو مذهبي،واضربوا بقولي عُرض الحائط"وقال أيضا"إذاوجدتم سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فخذوا بالسنة،ودعوا قولي فإني أقول بها".

 الفقه الإسلامي للوهبه الزحيلي  ص37، ودراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص129.

وكان الشافعي مهتما بالسنة على كل حال، ومدافعا لها،وهكذا نرى في مجريات التاريخ الإسلامي بأن السلف الصالح كانوا يعتمدون على المنابع الإسلامية وليس على الرجال.وهناك مقولة مشهورة تستند الى الإمام علي رضي الله عنه،وكرم الله وجهه،" لاتعرف الحق بالرجال،ولكن إعرف الرجال بالحق". تفسير القرطبي.

 ويقول الإمام الشاطبي موضحا:<إذا كان الحق هو المعتبر دون الرجال، فالحق أيضا لايعرف دون وسائطهم، بل بهم يتوصل إليهم، وهم الأدلاء عليه>.نقلت قول الشاطبي عن كتاب اللامذهبية لدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.

ويلزم لأهل الحق الابتعاد عن الجهل،وقديما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:< ما جادلت عالما إلا غلبته،ولا جاهلا إلا غلبني>. نقلت قول الشافعي عن البراهين العلمية لمحمد فؤاد البرازي ص116.

  روى البغدادي في كتاب < تاريخ بغداد>عن أبي الفضل الزجاج قال:< لما قدم الإمام الشافعي إلى بغداد ، وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أوخمسون حلقة،فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة، ويقول لهم :قال الله وقال الرسول،وهم يقولون: قال أصحابنا،حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره>.

ويروى عن أحمد بن حنبل أنه قال:ما أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلاّ وللشافعي عليه منة ، فقلنا يا أبا محمد كيف ذلك؟ قال: إن أصحاب الرأي كانوا يهزؤن بأصحاب الحديث حتى علّمهم الشافعي، وأقام الحجة عليهم.

المصدر: دراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن. ص 87.

ونشأت على مذهب الشافعي، ولكن اتفقت المذاهب الأربعة بأن الخروج من الخلاف أولى. لذلك أميل إلى نقاط الاتفاق إن أمكن والا أميل إلى رأي الجمهور فى الآراء الفقهية،إن كان لي بحث كاف كالمبيت بمنى ليلتين، وعقد النكاح بالولي، وإلاّ آخذ بمذهب الشافعي أساسا.

وللعلم،بأن أعلام الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الأربعة المذكورة وغيرهم من الفقهاء والمجتهدين لهم سبق فضل في نشرالوعي الدّيني والفقه الإسلامي.

ومن هذا القبيل كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. بالإضافة إلى إمارته خير معلّم لأهلها، حيث علّمهم القرآن، وأمور الدين المختلفة،وفى هذه الآونة لا ترى البدع  التي أحدثت فيما بعد،والفضل فى هذا يرجع إلى السلف الصالح الذين تربوا على الوعي الإسلامي وكانوا لايسمحون بذالك،لأنهم نشؤوا من منبع الإسلام وهو القرآن والسنة.(ملاحظاتي)

 

الآراء الفقهية:

رأي الشافعي في البناء على القبور، واتخاذها مساجد:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم،أمته عن البناء على القبور وتعظيمها بأى نوع من أنواع التعظيم . وأخبر أنه لا يفعل ذلك إلاّ شرار الخلق عند الله. فعن جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاليحهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبورمساجد، أنى أنهاكم عن ذلك.رواه مسلم فى صحيحه.قال الشافعى-رحمه الله ولم أر قبورالمهاجرين والأنصار مجصصة.قال الراوي عن طاوس :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تبنى القبورأوتجصص.

قال الشافعي :وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها،فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك،

استشهاد الحسين ومعركة كربلاء للدكتور علي محمد محمد الصلابى ص  108- 105)

 .وهذا إن دلّ على شيء  فإنما يدلّ بأن السلف الصالح  كانوا لا يرضون بالبدع وكانوا يحاربونها بأشد مايكون.

 شيخ الإسلام الإمام النووي:

 محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام،الفقيه الشافعي الحافظ الزاهد النووي،كان دؤبا في تحصيل العلم حتى فاق الأقران وبزَّ جميع الطلبة علما وعملا، فكانت كتبه مرجعا للجميع. عاش بين عامٍ/631-676/هجري.

رأي الشوافع في قيام الناس بعضهم لبعض كما هو المعتاد هل هو جائز أم مكروه أم حرام ؟ وهل ثبت في جوازه أو منعه شيئ؟ أجيب القيام لأهل الفضل وذوي الحقوق فضيلة على سبيل الإكرام، وقد جائت به أحاديث صحيحة ،وقد جمعتها من آثار السلف، وأقاويل العلماء في ذلك، والجواب عما جاء مما يوهم معارضتها وليس معارضا وقد أوضحت كل ذلك في جزء معروف، فالذي نختاره ونعمل به واشتهر عن السلف من أقوالهم ، وأفعالهم جواز القيام واستحبابه على الوجه الذي ذكرناه، والله تعالى أعلم.

سئل الإمام النووي،رحمه الله: هل صح أن أحدا من الأئمة الأربعة المشهورين تولى القضاء؟ 

أجاب رحمه لله : لم يتوله أحد منهم،.والله أعلم.كتبته عنه.

وسئل أيضا رحمه الله: هل يجوزلمن تمذهب بمذهب أن  يقلد وسئل أيضا،رحمه الله:الإشتغال بالعلم والجهاد أيهما أفضل؟

 أجاب رحمه الله: ما دام الجهاد فرض كفاية فالإشتغال بالعلوم أفضل،وإن صار الجهاد فرض عين فهو أفضل من العلم.والله أعلم.

وسئل أيضا رحمه الله:إذا لحن في القرآن عمدا بلا عذر،هل هو حرام أو مكروه؟

أجاب رحمه الله، هو حرام.

 فتاوى الإمام النووي صفحة–(5)-(32)-(49)–(124)-(162).

هل يجوز لمن تمذهب بمذهب أن يقلد مذهبا آخرفيما يكون به النفع ويتتبع الرخص؟ أجاب رضي الله عنه : لا يجوز تتبع الرخص، والله أعلم.

فتاوى النووى صفحة (168). هذا رأيه وقناعته، اجتنابا عن التلفيق.وأما البحث عن الدليل، وترجيح رأي على رأي فشيئ آخر.

 

 

عزالدين عبد العزيز بن عبد السلام المتوفى سنة 660هجرية.

وصل العز: إلى رأي الّذي ذكرته آنفا، خلافا للنووي،حيث كان في آخر عمره لا يتقيد في فتاواه بما يقتضيه مذهب الإمام الشافعي، مع انه كان شافعي المذهب،بل يفتي بما يؤدي إليه اجتهاده،ويترجح عنده بالدليل.  

 

الإمام الحافظ الذهبي :

وهو شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المولود سنة

( 671 ه والمتوفى 748 ه) وعقب الحافظ الذهبي بقوله: قلت :ما يتقيد بمذهب واحد إلاّ من هو قاصرفي التمكن من العلم. كأكثر علماء زماننا،أومن هو متعصب،وهذا الإمام من حملة الحجة، جار في ابن جرير،وابن سريج، وتلك الحلبة،رحمهم الله. وقال في السير (7 – 176 – 178 -) 

من إلتزم بتقليد إمام، فإن له مخالفة إمامه إلى إمام آخر،حجته في تلك المسألة أقوى،لابل عليه إتباع الدليل،فيما تبرهن له،ولا كمن تمذهب لإمام،فإذا لاح له ما يوافق هواه،عمل به من أيّ مذهب كان، ومن تتبع رخص المذاهب،وزلات المجتهدين،فقد رقّ دينه، كما قال الأوزاعي وغيره: من أخذ بقول المكيين في المتعة،والكوفيين في النبيذ،والمدنيين في الغناء،والشاميين في عصمة الخلفاء،ونكاح التحليل بمن توسع فيهن،وشبه ذلك،فقد تعرض للإنحلال،فنسأل العافية والتوفيق.

 المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبي- سنة الطبع 2006 دار الحديث – القاهرة.

وما ذهب إليه الذهبي هو شيء مهم من ناحية العزيمة، والتقوى،وأيضا من ناحية اجتناب التلفيق.والأولى كما ذكرت سابقا الأخذ بنقاط الإتفاق وإلاّ الأخذ بقول الجمهور.

نظرة إلى تصحيح عبارة لإبن قاسم الغازي الشافعي في موضوع رضاع صفحة86 وإن سفل ومن انتسب إليه وإن علا.هذا الأخير،يعني(وإن علا) خطأ أو سهو من قلم الشارح كما قاله الباجوري.لأن مضمونه غير صحيح. الباجوري شرح ابن قاسم الغازي.

ونظرة إلى موضوع فقهي : وهو مس المصحف: فلقوله تعالى لا يمسّه إلاّ المُطَّهرُون)[الواقعة:79]، والقرآن لا يصّح مسُّه؛فعلم بالضرورة: أن المراد: الكتاب؛وهو أقرب مذكور،وعوده إلى اللوح المحفوظ ممنوع؛لأنه غير منزل،ولا يمكن أن يراد بالمطّهرين : الملائكة؛لأنه نفى وأثبت، (وفي ثلاث نسخ نفي وإثبات)، والسماء ليس فيها غير مطهر، فعلم :أنه أراد الآدميين،وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا إلى أهل اليمن،وفيه: (لايمسّ القرآن إلاّ طاهر) رواه ابن حبان في صحيحيه، وقال الحاكم :إسناده على شرط الصحيح...  المصدر: كفاية الأخيار ص 125.

 وهذا ما ذهب إليه جمهورالعلماء وأكثر الفقهاء.بأنه لا يمسه إلا طاهر، استنادا إلى الآنف الذكر. وهناك رواية تنسب إلى أبي حنيفة، خلافا لرأي الجمهور في بعض التفاسيروعلى رأس هؤلاء التفاسير تفسير القرطبي. الَّذي سبق ذكره. 

يقول الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، الجزء الأول صفحة 347. مسألة:الإئمة الثلاثة على وصول ثواب القرائة للميت،ومذهبنا خلافه،يعني المذهب الشافعي لقوله تعالى:

(وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى){ النجم:39}. انتهى كلام السيوطي.

هذا رأي الشافعي والعلماء المتقدمين من مذهبه،وأما العلماء المتأخرون من مذهبه، فيقولون بعكس ذلك، يعني يصل ثواب القرائة للميت،ويوافق رأيهم رأي الجمهور.

ويقول الإمام النووي في كتابه الأذكار ص192.اختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن، فالمشهورمن مذهب الشافعي وجماعة أنه لا يصل.وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من العلماء وجماعة من اصحاب الشافعي إلى أنه يصل،فالإختيار أن يقول القارئ بعد فراغه: اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان،والله أعلم...ويستحب الثناء على الميت وذكر محاسنه.وهذا الرأي ما أبداه الإمام النووي رحمه الله.   

ونظرة إلى مسألة الأكدريَّة: هي مسألة موتِ المرأة عن زوج وأخت وأمِّ وجدّ، سُمّيَت بها لأنها وقعت لرجل اسمه أكدر.

وقيل:لأنها كدَّرت على زيد مذهبَهُ حيثُ خالف في هذه المسألة أصله في غيرها.

وأخذ قوم مماّ في  آيات المواريث من ذكر أصحاب الفروض والعصبات،وما لكل واحد منهم من نصيب من التركات، واستنبطوا منها أحكام النصف والثلث والربع والسدس والثمن،وسمّوا ذلك علم الفرائض والميراث. المصدر: طِلبة الطلبة للنسفي.ص 22 وص 338-333.

ويفهم مما ذكر بأنَ العلماء والسلف الصالح كانوا مشتغلين بالعلم وبمسائل الأمة وكانوا أيضا لا يسمحون بالبدع. وانتشرت البدع فيما بعد بين الناس، حينما كثر بينهم الجهل والإبتعاد عن العلم خصوصا في هذا العصر الذي نعيش فيه،جادلهم وحاربهم الشيخ عبد القادر الجيلاني في عصره، لمّا تنبه للورطة، واطلع على إستغلال  الدين وانتشارَ الفساد بين الجماعات الدّينية من الناس . وليس هذا مقتصرا،ومختصا بمجموعات الدّينية فقط، بل كان أكثر الناس على هذ النمط، وكان أكثررُوادِ البِدَعِ الشيعةَ في التاريخ الإسلامي،حيث أنهم لم يضعوا الأمور في نصابها،وتأثر بعض الطرق الصوفية السنية بهم،وبنواعلى القبورالقِباب(قُبب) ويحترمونهم بأكثر مايكون:

وكلّ بدعة في دين الله لاأصل لها استحسنها الناس بأهوائهم، سواء بالزيادة أوبالنقص منه ضلالة تجب محاربتها،كما نرى محاربة البدع في حياة الشيخ الآنف الذكر.

 وشاهدت في عام 1976 لما ذهبنا مع مجموعة من الناس لزيارة الشيخ وحي الدين بمناسبة عيد الفطر في قرية ملكان بمنطقة صولخان،مررنا بالقبوروزرناهم،وكان هناك قبة، في داخلها قبور أشخاص معروفين،وكان بعض من معنا يقبلون القبور كأنهم يسجدون،وعرضت الموضوع وما جرى لإبن عمي والدي ملا عبيد الله،وهوأيضا كان معنا، حيث أنه كان عالما،وكان يسمع كلامه بين الناس في المنطقة، ونبههم في الطريق لما رجعنا.

 وشاهدت أيضا لما مررنا في عام 1976 م  بطريقنا للحج بمدينة كربلاء، زرنا قبر سيدنا الإمام حسين رضي الله عنه بكربلاء. فقال لي الحارس طف طف. قلت له . لا طواف إلا حول الكعبة فقال لي يكون هنا أيضاالطواف. فقلت له. معاذ الله ان يكون هناالطواف .  فيا لله أليس هذا من أبشع البدع..!

وذكرت هذه الحادثات والبدع لما شاهدت مالايتناسب مع لب الإسلام من الناحية العقيدية والفقهية.ولم أقصد بهذه الأقوال إسائة  أحد أوإهانة مجموعة من المجموعات الدّينية، سواء كانت سنية أوشيعية، معاذ الله . وغرضي عرض العقيدة الصحيحة وما سار عليه السلف الصالح.

وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الإستعانة بالمقبورين وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أوبعد، والنذر لهم،وتشييد القبور وسترها والتمسح بها،والحلف بغير الله،وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها،كما ذكرت سابقا عن الشافعي بأنه رأى  من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى على القبور،وقال: فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك، وهذا ماذهب إليه العلماءوالفقهاءالذين استنبطوا آرائهم من المصادر الشرعية وتلزم مراجعة الفقهاء في المسائل الدينية.(مشاهداتي).

وأشار الدكتورعلي محمد محمد الصلابي فى كتابه الدولة الحديثة المسلمة فى صفحة 8 اقتباسا عن الدكتور يوسف القرضاوي. ومن قرأ كتب الفقه الإسلامي وجدها تشمل على شؤون الحياة كلها من فقه الطهارة،إلى فقه الاسرة،إلى فقه المجتمع،إلى فقه الدولة،وهذا فى غاية الوضوح لكل طالب مبتدئ،ناهيك بالعالم المتمكن.

إنّ الفقهاء أدركوا ضرورة التمييز فى أبواب الفقه،فوضعوا أبوابا للعبادات وأبوابا للمعاملات. وبذلك فرّقوا بين المسائل المتعلقة بالعبادة والمعاملات.ويمكننا اليوم أن نسمي أبواب الفقه الخاصة بالمعاملات بالقانون الإسلامي. انتهى كلام يوسف القرضاوي

 

ولقد حان الوقت أن يترك المنصف وصاحب الضمير الديمقراطية المسمومة المزروعة من قبل الغرب والأوربا.ويتجه إلى الفقه الإسلامي والنظام الإسلامي . والنظام الديمقراطي المطبق  في المجتمعات الإسلامية  مستورد من الدول الغربية والأوربا .لا يتفق مع قيمنا، ويخالف شرع الله، ويستند إلى المحصول البشري والتشريع البشري.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكرم الله وجهه على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وعلى الرعية السمع والطاعة. تفسير البغوي- جلد (1).

 والقانون الإسلامي  نابع من القرآن والسنة ، وهو تشريع رباني شامل لجميع النواحي ،وكافل لإحقاق الحق،وإزهاق الباطل،وصيانة مصالح الناس في جميع شؤونهم : المالية والاجتماعية والأسرية والدولية، فى حين إنه لم يوجد إلى الآن تشريع شامل أو عادل مع ما مرّ على الإنسانية من تجارب وخبرات، وعدم وجود تشريع إسلامي شامل إلى الآن هو خسران للبشرية جمعاء.بصفة عامة وللعالم الإسلامي بصفة خاصة(ملاحظاتي).

وأنزل الله كتابه العظيم، ليكون دستورا للمسلمين، ومنهاجا يسيرون عليه في حياتهم، فيستضيؤن بضيائه، ويهتدون بهديه، ويقتبسون من تعاليمه الرشيدة، ونظمه الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزة،ويرفع بهم إلي ذري المجد والكمال، ويؤهلهم إلي قيادة ركب الإنسانية، ويجعلهم السادة والقادة في هذه الحياة يسيرون بالأمم إلى حياة العزة والكرامة الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزّة،  ويرفع بهم إلي ذُري المجد ، ويوصلونهم إلي شاطئ الأمن والاستقرار والسلام. وإنه لمن المؤسف أن يكتفي المسلمون من القرآن بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها، في المآتم والمقابر، وعند الإحتفالات الرسمية، ثم لا يكون للقرآن منهم نصيب إلا الطرب بالسماع أو التبرك بالتلاوة! وهذا ما عناه الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله: يتخذون القرآن مزامير!

وقد نسي المسلمون أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبره وتفهمه، وفي الاهتداء بهديه، والاستفادة من تعاليمه وتوجيهاته، ثم الوقوف عند أوامره ومراضيه، والبعد عن مساخطه ونواهيه، والله تعالي يقول: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدّبروا آياته وليتذكّر أولو الألباب).سورة ص آية  29

ويقول سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها)سورة محمد آية24 ويقول جلّ ذكره (ولقد يسرنا القرآن للذّكر فهل من مّدكّر) سورة القمر : آية 17.22.32.40.

فما أشبه المسلمين اليوم بالرجل العطشان يموت من الظمأ والماء بين يديه! أوبالحيوان يهلك من الجوع والعطش والزاد والماء على ظهره!

وما أجمل قول القائل:

كالعيس في البيداء يقتلهاالظّما والماءفوق ظهورها محمول

ولقد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. حين قال:(لقد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسكتم بهما بعدي أبدا،كتاب الله، وسنتي). رواه أصحاب السنن.

المصدر: التّبيان في علوم القرآن للشيخ الأستاذ محمد عليّ الصّابونّي.ص.79-80.

وأحيط علما لمن يهمه الأمر بأن مصدر التشريع الإسلامي الأساسي هو القرآن، والسنة، ثم القياس، والإجماع.

يقول الله ( قل لا أسألكم أجرا إلا المودة في القربى) سورة الشورى الآية ( 22 ). يعني : أن تحفظوا قرابتي وتودوني وتصلوا رحمتي.وإليه ذهب مجاهد،وقتادة، وعكرمة،ومقاتل،والسدي، والضّحاك رضي الله عنه.وقال عكرمة:لاأسألكم أجرا إلاّ أن تحفظوني في قرابتي بيني وبينكم،وليس كما يقول الكذّابون. وتعليقا على مضمون هذه الآية والحديث السابق الّذي رواه أصحاب السنن.

لما روي عن يزيد بن حيّان،بن أرقم،عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي،أذكركم الله في أهل بيتي)أخرجه مسلم.

 وللعلم يهمل هذا الحديث الّذي في أصح كتب الحديث ويدار على ألسنة الناس الذي رواه أصحاب السنن فقط.

ويشبه منهج التدريس لأبي حنيفة نوعا ما طريقة سقراط،حيث أن أبا حنيفة كان يرجح بأن يكون النقاش حرا بكل معنى الكلمة في المحاورات. 

أبوحنيفة:

وهونعمان بن ثابت بن زوطَى المسمى بأبي حنيفة،فقيه العراق وإمامها، ولد بالكوفة سنة ثمانين (80) من الهجرة،وكان أول أمره خزازا يبيع الخز، ولما أراد الله به من الخيرما أراد اتجهت نفسه لتعلم الحديث والفقه، فأقبل عليهما، واشتغل بهما،وكان ممن سلم له دقة النظروأغوص الفكر،وصحة الرأي،وقوة الحجة،إماما في القياس والاستنباط،أدرك أنس بن مالك من الصحابة، وفي سنة ست وتسعين حج مع أبيه،وأبو حنيفة أول من إشتغل بالفقه التقديري، وفرض المسائل التي لم تقع بعد، توفي رحمه الله سنة مأة وخمسين (150)هجرية. المصدر: 1-المفتاح شرح نور الإيضاح ص 4. :2-تاريخ الفقه للسايس ص104-108-113.

 كانت طريقته فى درسه تشبه طريقة سقراط في محاوراته، فهو لا يُلقي الدرس إلقاء، ولكن يعرض المسألة من المسائل التى تعرض له على تلاميذه،ويبين الأسس التي تبنى عليها أحكامها،فيتجادلون معه،وكل يدلي برأيه،وقد ينتصفون منه ويعارضونه في اجتهاده،وقد يتصايحون عليه حتي يعلوضجيجهم،وبعد أن يقلب النظر من جميع نواحيه، يدلي هو بالرأي الذى أنتجته المحاورات،ويكون ماإنتهى إليه  هو القول الفصل،فيقره الجميع،ويرضونه.وكان أبوحنىيفة تاجرا ويؤمن مصروفاته من كسبه التجارى ولم يقبل أية ولاية، واضطهد فى هذا السبيل . تاريخ المذاهب الإسلامية محمد ابوزهرة ص(357).

 اعتقد بأن هذه الطريقة صحيحة فى الوصول إلى النتيجة وأنا أميل إلى هذه الطريقة فى إثبات الحق والوصول إلى النتيجة.منذ كنت طالبا في الجامعة.وللعلم بأن أبا حنيفة أولا كان كلاميا ثم كان فقيها .وسمى بالفقيه الحر. ربما ينبع هذا من شتغاله بعلم الكلام واهتمامه به في باكورة  شبابه. وربما بناء على هذا أسس مذهبه  على الرأي.(ملاحظاتي).

 وكان يقول وا عجبا للناس يقولون بأن أبا حنيفة يفتي بالرأي، أنا لا أفتي بالرأي وإنما أفتي بالأثر وأفتي بالرأي إذالم يوجد نص.

راجع التاريخ المذكور، ودراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.

يقول الإمام مالك في مدحه لأبي حنيفة :

عن مالك بن أنس أنه كان يقول: اجتمعت مع أبي حنيفة وجلسنا أوقاتا ،وكلمته في مسائل كثيرةفما رأيت رجلا أفقه منه، ولا أغوص منه في معنى وحجة.وروى أنه كان ينظر في كتب أبي حنيفة.رحمهما الله، ويتفقه بها.

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبد الرزاق- الطبعة الثالثة ص (211).

وقيل لإمام مالك رحمه الله: هل رأيت أباحنيفة؟ فقال : نعم رأيت رجلا لو كلمته في هذه السارية ان يجعلها ذهبا لقام بحجته.

وقال فيه سفيان بن عيينة :ما مقلت عيني مثل أبي حنيفة. المصدر: المفتاح شرح نور الإيضاح ص 4.  

وهناك من ينقد أبا حنيفة ويسند رأي أيضا للإمام مالك في النقد. وحاصل الكلام أنه بين مادح وناقد.

ويقول أيضا محمد بن ادريس الشافعي، المطلبي،القرشي في مدح نعمان بن ثابت المسمى بأبي حنيفة:

هنيأ لأرباب النعيم نعيمهم ولعاشق المسكين ما يتجرع

أعد ذكر نعمان لنا  إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع ملا جامي وهامش ملا جامي ص 32.

ويقول أيضا: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.

الفقه الإسلامي ,وأدلته ، للدكتور وهبه الزحيلي.ص. 30
وتاريخ الفقه للسايس ص.105

ابن المبارك:

وهوعبد الله بن المبارك بن الواضح الحنظلي المروزي، التركي الأب،الخوارزمي الأم، حنفي المذهب،عاش بين عام (118ه-وعام181هجري) كان الحافظ،شيخ الإسلام،المجاهد، التاجر، عالما وإماما،ومجتهدا في شتى العلوم الدينيه والدنيوية. الإنترنت.

قال ابن المبارك:  وهل أفسد الدينَ إلا الملوكُ

                      وأحبارُ  سوء   ورهبانُها.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبي- الجزء الأول.

وقال ابن المبارك: أفقه الناس أبو حنيفة، ما رأيت في الفقه مثله.

وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب والله،ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة،وقد أخذ نا بأكثر أقواله،

وقال النضر بن شميل: كان الناس نياما في الفقه حتي أيقظهم أبو حنيفة بما تفقه وبينه.

المصدر: تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص 105.

 

 

وقال فيه عبد الله بن المبارك المحدّث.

لقد زان البلاد ومن عليها         إمام المسلمين أبوحنيفة

بآثار وفقه في حديث        كآيات الزبور على الصحيفة

فما له في المشرقين له نظير   ولا بالمغربين ولا بكوفه

المصدر:المفتاح شرح نور الإيضاح ص 4.

نرى العلماء الذين سبق ذكرهم تجردوا عن التعصب المذهبي،وأدّوا الأمانة العلمية بكل الكلمة،وأدوا لكل ذي حق حقه،ولم ينقص منهم احترام آرائهم.اللهم إلا أن يكون الرأي المبدى يخالف عقيدتهم،ويلزم لباحث الحقيقة أن ينظر إلى الأمور بنظرة واقعية،ويتجرد من التعصب،وكنت شغوفا بهذه الطريقة حينما كنت طالبا في الجامعة .(ملاحظاتي)

 زعم بعض الناس أن أبا حنيفة كان قليل البضاعة للحديث،وأنه لم يرو إلا سبعة عشر حديثا،وهو قول باطل،على رأي سايس.فإنه قد صح عنه أنه إنفرد بمأتي حديث وخمسة عشر حديثا، سوى ما إشترك في إخراجه مع بقية الأئمة.وله مسند  روى مأة وثمانية عشرحديثا في باب الصلاة وحدها. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب < تعجل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة>أما مسند أبي حنيفة فليس من جمعه،والموجود من حديث أبي حنيفة إنما هو كتاب الآثار التي رواها محمد بن الحسن عنه،ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن وأبي يوسف قبله من حديث أبي حنيفة أشياء أخرى.

وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارتي وكان بعد سنة 300هجرية بحديث أبي حنيفة، فجمعه في مجلدة،ورتبه على شيوخ أبي حنيفة اه.

 وقد طعن أهل الظاهر على مذهب أبي حنيفة، وقالوا : إنه فلسفة فارسية، صيرت الفقه الذي هو شريعة منزلة عملا وضعيا، وقالوا: إنه لا يجوز التعويل إلا على النصوص.

المصدر: تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص(105-106-107)

ويفهم مما ذكر بأن أبا حنيفة ليس كما قال بعضهم بأنه كان يعتمد على الرأي فقط،وإنما كان يعتمد على النص ,وأنه يكذب ذلك بنفسه كما ذكرت سابقا . وأما ما قال أهل الظاهر خاص بهم، ومخالف لقناعة الجمهور. وكان حساسا في رواية الحديث.(ملاحظاتي)

 

 

 

سيرة أحمد بن حنبل :

      ولد أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي ببغداد سنة 164هجرية ونشأ بها،وأكب علي السنة يجمعها، ويحفظها،حتى صار إمام المحدثين في عصره،توفي رحمه الله ببغداد سنة 241هجرية.

ومدح الشافعي أحمد بن حنبل وقال: خرجت من بغداد،وما خلفت فيها أفقه، ولا أروع، ولا أزهد، ولا اعلم من أحمد بن حنبل.

وقد امتحن أحمد في زمن المأمون، والمعتصم، والواثق: بالضرب، والحبس،والإخاف، والإرهاب، وأريد على القول بخلق القرآن،فأبى كل الإباء،وما وهن، ولا ضعفت عزيمته لهذا الإذاء،وبذالك صار زعيم حزب عظيم من أحزاب الإسلام.حتى إن العالم إذا وضعه أحمد لم يرتفع، وإذا رفعه لم ينحط،وإذا قال في واحد :بئس، نبذ حتى لم يشهدوا جنازته،وإذا قال في عالم: نعم صار مقبولا محبوبا.قال إبن المديني : إن الله أعز الإسلام برجلين: أبي بكر يوم الردة، وابن حنبل يوم المحنة.

المصدر: تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص105-106-123.122-125.

 

 

 

أبو سليمان:

هو داود بن علي الأصفهاني الظاهري المولود بالكوفة سنة 202هجري،المتوفى في بغداد عام 270هجري مؤسس المذهب الظاهري،كان داود من حفاظ الحديث،فقيها مجتهدا، صاحب مذهب مستقل ، بعد أن كان شافعيا في بغداد. واساس مذهبه العمل بظاهر القرآن والسنة،مالم يقم دليل على إرادة غير الظاهر.

       ويقول الإ مام السبكي المتوفى سنة 771هجرية في كتابه جمع الجوامع،صفحة490-491). بأن الشافعي،ومالكا،وأباحنيفة،وأحمد،والأوزاعي،وإسحاق، وداود،وسائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم.

جمع الجوامع في علم أصول الفقه لللإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولي2011م والفقه الإسلامي وأدلته للوهبة الزحيلي ص41. 

 

 

 

 

 

الإمام الشاطبي الأندلسي :

ويقول الإمام الشاطبي أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الأندلسي الذي أنجيته غرناطة، المتوفى سنة 790هجرية في تعريفه للفتوى.

تعريف الفتوى لغة واصطلاحا:

أولا : في اللغة :

إنّ (الإفتاء) مصدر الفعل (أفتى)-يقال:أفتاه في الأمر،أى ابانه له،ويقال :استفيتُه فأفتاني إفتاء، أي أجابني.

والفَتوى والفُتى: اسمان يوضعان موضع المصدر (الإفتاء).

وأهل التفاني : أهل التحاكم وأهل الإفتاء. والفُتيا: تبين المشكل من الأحكام. والفُتيا والفُتوى والفَتوى :ما أفتى بها الفقيه.

  وثانيا : في الإصطلاح:

 الفَتوى بمعنى الإفتاء، وهو الإخبار بحكم الشرع لا على وجه الإلزام. فالمفتي ليس له حق إلزام المستفتي بالحكم الشرعي الذي أخبره به؛ أما القاضي فإن سلطته تخول له الإلزام .

الفرق بين فتوى المفتي وحكم الحاكم :

 إذا أفتى المجتهد فإنه معتمدا الأدلة الشرعية من القرآن والسنة ونحوهما،للإستنباط الحكم الشرعي المسئوول(المسئول) عنه.

 

وإذا تولى القضاء وانتصب لفصل النزاع ، فإنه يتتبع الحجاج ويسمع البيّنةَ والإقرار،ويجتهد في الحكم المناسب .

فهو في القضاء يُنشيئ حكماً،بعد أن فُوض إليه ذلك بمقتضى ما تبوأ من مكانة علمية، وما ورث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما جاء في قوله تعالى : (وأن احكُم بينهم بما أنزل الله ) سورة المائدة: الآية:49.

وهو في الفتوى مخبرٌ بما فهم من حكم عن الله عزّ وجل الذي يسَّر له الأدلة الشرعية.

ومما يدل على ما كان من إعجاب بشخصيته ومسايرة لاتجاهه وثقة بعلمه،حيث إن تلميذه أبا عبدالله المُجَاري قصده إلى داره طالبا الوَصاة منه ، فقال له : (قد وصاك الله تعالى قبلي)  ثم تلى قوله تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيّاكم أن اتقوا الله).سورة النساء:الآية:131.

وفي حكم دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات، وقد كان  الشاطبي رحمه الله يميل إلى المنع.

   فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية. 58-57-67-68-70).

ومما ذكر يعرف بأن العلماء كانوا خير قدوة لنا في الجهد للوصول إلى معرفة الحق.

 

 

ونتابع آرائه في الفتوى والمفتين:

يرى الإمام الشاطبي أن الفتوى تحصل من المفتي من جهة القول والفعل والإقرار،كما حصلت من المفتي الأول رسولنا الأكرم وأسوتنا الحسنة صلى الله عيه وسلم، ويقول (حق على المفتي أن ينتصب للفتوى بفعله وقوله،بمعنى أنه لابدّ له من المحافظة على أفعاله حتى على قانون  الشرع، ليتخذ فيها أسوة). والإقرار يعدّ من جملة الأفعال.

وكل جهة من هذه الجهات خالفت مُقتضى العلم وتنافت مع الدين لم يصح الاقتداء بها ولا جعلها أُسوةً.

 ويؤكّد الشّاطبي على مطابقة قول المفتي لفعله،لأن الشرع ذّم

الفاعل بخلاف ما يقول ، فقد قال تعالى : (أتامرون الناس بالبرّوتنسون أنفسكم). ولأن هذه المطابقة يرجى معها حصول الانتفاع والاقتداء به،فالشارع قد نصبه ليؤخذ بقوله وفعله،لأنه وارث النبي صلى الله عليه وسلم . (فإذا خالف فقد خالف مقتضى المرتبة وكذب الفعل القول).

 وهو يرى أن يحمل المفتي الناس على المعهود والوسط، منجبا بهم طرفي الشدة بالانحلال، ذلك (أنّ مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط،فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ، ولذلك كان ماخرج عن الوسط مذموما عند العلماء الراسخين.)

ويوضح أن العنت والحرج يؤديان إلى بعض الدين،والانقطاع عن سلوك طريق الآخرة، وأن الانحلال مظنة اتباع الهوى والشهوة، وذلك مهلك،(فعلى هذا يكون الميل إلى الرخص في الفُتيا بإطلاق مضاداً للمشي على التوسط، كما أن الميل إلى أن الميل إلى التشديد مضاد له أيضا).

وينصح المفتي الذي يُحمّل نفسه من التكليف ما هو فوق الوسط بأن يُخفي ما لعلّه يُقتدى به فيه،لأنه قد يقتدى به من لا طاقة له بذلك العمل فينقطع عنه،وإذا صادف ظهور عمله للناس نبَّه عليه، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فاق الناس عبادة وخلقا، ويقول الله تعالى (واعلموا أنّ فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من ألأمر لعنتُّم ). سورة الحجرات: الآية: 6 . 

ولم يكن يرضى عما يعمد إليه بعض المفتين من تتبع رخص المذاهب لغرض أو شهوة، ومن إيثار الصديق والقريب بفتوى تعتمد قولا ضعيفا لغرض ذلك القريب والصديق وإرضائه.

ويرى(أنه ليس للمقلَّد أن يتخيّر في الخلاف) لأن(ذلك يفضي إلى تتبع رخص المذاهب من غير استناد إلى دليل شرعي ...وأيضا فإنه مؤد إلى إسقاط التكليف في كل مسألة مختلف فيه ...بخلاف ما إذا تقيد بالترجيح فإنه متّبع للدليل،فلا يكون متبعا للهوى ولا مسقطا للتكليف). ومع هذا فقد سلف أن قدم رأيه في عدم الاعتراض على ما جرى عليه الناس من عمل بأقوال مرجوحة،حتى لايفتح باب التشويش على العامة، وتندلع نار الخصام.وكان يوصي باتباع الواضحات والإعراض عن المشكلات ، ويقول أما من تعسف وطلب المحتملات والغلبة بالمشكلات، وأعرض عن الواضحات فيخاف عليه التشبه بمن ذمه الله في قوله فأما الذين في قلوبهم زيغ). سورة آل عمران :الآية:7 .

المصدر: فتاوى الإمام الشاطبي ص (91-92-93).

وهذا ملحظ متعلّق بمنهج البحث وطريق الاجتهاد، ينفع المفتين وغيرهم إذا ما راعوه.  والإمام الشاطبي رحمه الله، قد راع  العزيمة في كل الأحوال، وابتعد عن التلفيق.

 

 

مقتضى الثقافة الإسلامية:

ويجب لمن تثقف بالثقافة الإسلامية أن يعمل لوحدة المسلمين وأن يبتعد عن العنصرية والتفرقة، وفى ذلك يقول الله عزوجل(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) يعنى : آدم وحواء، زجرهم عن التفاخر بالأنساب ،والتكاثربالأموال، والازدراء بالفقراء، فإن المدار على التقوى؛ أى: الجميع من آدم وحواء،

 إنما الفضل بالتقوى(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) خلق الله الخلق بين الذكر والأنثى أنسابا، وأصهارا، وقبائل، وشعوبا،وخلق لهم منها التعارف، وجعل لهم بها التواصل بالحكمة التي قدرها، وهو أعلم بها.  (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) فى هذه الآية ما يدلك على أن التقوى هى المراعى عند الله تعالى، وعند رسوله دون الحسب،والنسب، وفي الترمذي عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.قال :الحسب:المال،والكرم،والتقوى وذلك يرجع الى قوله تعالى (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)والتقوى: معناه :مراعاة حدود الله تعالى  أمرا ونهيا،  والاتصاف بما أمرك أن تتصف به ،والتنزه عما نهاك عنه (إنّ الله عليم خبير) سورة الحجرات الآية (13)  (مختصر تفسير القرطبي جلد 3ص184-185) .و هذه الآية والحديث يدلان على أن التفرقة والعصبية غير موجودان فى الإسلام .

 وللعلم بأن الاتحاد قوة، والنزاع ضعف.يقول الله تعالى(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) سورة آل عمران الآية (159)و يقول الله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين ) سورة الانفال الاية (46) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام (الجماعة رحمة، والفرقة عذاب)رقم الحديث (358). عبدالله بن أحمد فى زوائد المسند.والقرآن والسنة يدلانٍ علىى أهمية الاتحاد والابتعاد عن النزاع كما أنّ هناك آيات وأحاديث  تدل على أهمية الاتحاد، والتجنب عن النزاع، والتفرقة،

والتعصب  مرفوض من جميع النواحي ،المذهبي والقومي. ويجب للمسلم أن يبتعد عن التعصب القومي كما يجب أن يبتعد عن التعصب المذهبي، نقلته سابقاعن الشيخ عبد القادر الجيلاني.ولابد أن يكون همه الإهتمام بأمور المسلميىن ومصلحتهم،هذا هوالأساس. (تعليقاتي).

 

وتبيان ذلك ما ورد في السنة.

ومن هذا القبيل عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل علي عصبية ،وليس منا من مات علي عصبية. رواه أبوداود.وقال أيضا إن الله عزوجل أوحى إليّ أن توا ضعوا ،لايبغى أحد على أحد ،ولا يفخر أحد على أحد.رواه مسلم .وقال أيضا(أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم؟! دعوها فإنها منتنة).رواه البخاري. والعصبية تقلب الحق باطلا والهدى ضلالا،والخير شرا والظلم عدلا، وتجعل العدو صديقا  والصديق عدوا،وتختل في ظلها كلّ الموازين، ومقّتها رسول الله صلى الله  عليه وسلم ونفّرها تنفيرا شديدا. بناء على هذا لاعصبية فى الإسلام.  ويجب لمن تثقف بالثقافة الإسلامية أن يراعي جميع الحقوق لكل إنسان، وأن لا يتعرض أحد للظلم.من قبله، وأن يعّبر نفسه بكل الحرية وأن لايتعرض للضغط من  أحد، وأن يكون حر الرأي والضمير في تعبير آرآئه.

مقطتفات من الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن أحمدالغزالي،

الشافعي، المدّرس في المدرسة النظامية ببغداد، ولم يتجاوز عمره أربع وثلاثين سنة حينئذ،  والمدّرس بمدرسة النظامية بنيسابوربعدعزلته،  المولود فى طوس عام 450 هجري والمتوفى بتاريخ عام (505)  هجري، وهوكان من أسرة فارسية، فقيرة،الذي نقد الفلاسفة فى عشرىن مسألة، فى كتابه تهافت الفلاسفة،وهو يكفرهم في ثلاثة مسائل:

 

      1. قدم العالم.

 2. علم الله بالكليات وليس بالجزئيات.

3. الحشر روحاني وليس جسماني.

يبدع ويفسق فى سبعة عشر مسألة.وقبل كتابة الكتاب المذكور كتب كتاب مقاصد الفلاسفة يعد هذا الكتاب توضيحا للجوانب الفلسفية والمسائل التي نقدها فى الكتاب المذكورفقد بسط فيه الغزالي المنطق والطبيعة. ويرى الغزالي أن المقياس الذي يعرف به الخير والشر، والحسن والقبح، إنما الشرع وحده،ولكنه مع ذلك لم يهمل العقل اهمالا تاما كما يرى أهل السنة ،بل إنه يضم العقل إلى الشرع لأن العقل كالأس ،والشرع كالبناء،وهو يصرح (بأن الداعى إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل ، والمكتفى بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور،

ومن مقتطفاته أيضا "طلبنا العلم لغيرالله فأبى أن يكون إلا لله" .الإحياء طبع سنة1329 هجرية ج 2ص14

والغزالي كما وجه ضربة قاسية الى الفلسفة فقد استطاع بفكره القوي،وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية،وأن يناصر المذهب السني،فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية، والعلوم العقلية من الفلسفة، والمنطق، والكلام في نسف جذور المذهب الباطني،وقال فيهم كلمته التي طار بها الركبان، وسارت مسير الأمثال: < ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض >،فهم يتسترون بالتشيع، وماهم من الشيعة في شيئ، وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام).

 الدولة الزنكية للدكتور، علي محمد محمد الصلابي. ص(666).

والشيخ محمد عبده المصري المولود في عام 1849م لأب تركماني الأصل وأم مصرية الأصل تنتمي إلى قبيلة بني عدي العربية. كان  بعكس الإمام الغزالي،يميل إلى الفلسفة،وآراء المعتزلة. والشيخ في تفسيره للقرآن العظيم كان يخالف نهج السلف الصالح فى بعض الآيات وينهج نهجا حديثا. المصدر: 1-الإنترنت.2-العروة الوثقى .

ويقول حجة الإسلام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، اعلم أن منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعية، تحريف الأسامي المحمودة، وتبديلها ونقلها بالأغراض الفاسدة إلى معان غير ما أراده السلف الصالح والقرن الأول، وهى خمسة ألفاظ : الفقه والعلم والتوحيد والتذكيروالحكمة.

اللفظ الأول: الفقه فقد تصرفوا فيه بالتخصيص لا بالنقل والتحويل، إذ خصصوه بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى والوقوف على دقائق عللها،واستكثار الكلام فيها وحفظ المقالات المتعلقة بها،فمن كان أشد تعمقا فيهاوأكثر اشتغالا بها يقال هو الأفقه، ولقد كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقا على علم طريق الآخرة،ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومفسدات الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة.

اللفظ الثاني : العلم وقد كان يطلق على العلم بالله تعالى وبآياته وبأفعاله في عباده وخلقه.

اللفظ الثالث: التوحيد وقد جعل الآن عبارة عن صناعة الكلام ومعرفة طريق المجادلة والإحاطة بطريق مناقضات الخصوم.

اللفظ الرابع : الذكر والتذكير فقد قال الله تعالى- وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.اللفظ الخامس: وهوالحكمة التي أثنى الله عزوجل عليها فقال تعالي يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا).   المصدر: إحياء علوم الدين دار إحياء الكتب العربية-عيسى البابي الحلبي وشركاه- ص 32-33-34-38. المقدمة للدكتور- بدوي طبانة –مصر الجديدة-1957م.

وللعلم بأن العلماء  السابقين كانوا أصحاب المحاكمة،ولهم فضل في ذلك،أمثال: وهذا أبوحنيفة حر الرأي،كان كلاميا،وترك الكلام، ثم توجه إلى الفقه، وسمي الفقيه الحر، وكان أبوالحسن الأشعري كلاميا،معتزليا،وترك الاعتزال،ثم جادل أهل الاعتزال على طريقة عبد الله بن سعيد بن كُلاب،وفي النهاية ترك هذه الطريقة،وتوجه إلى أهل الحديث والنقل،وكان إمام الحرمين عبد الملك الجويني، أبو المعالي،حرالرأي والضمير،وكلاميا أيضا،ورجع عن علم الكلام إلى مذهب السلف.وحجة الإسلام،أبوحامد الغزالي كان فلسفيا،وكلاميا،وكان له شأ ن في محاربة الفلسفة والباطنية وفي تدريس العلوم الشرعية بالمدرسة النظامية ببغداد ونيسابور،

وتوجه إلي حياة العزلة بعد تدريسه في المدرسة النظامية،كما أن الغزالي في أواخر عمره قطع بأن كلام الفلاسفة لا يفيد علما،ولا يقينا،بل وكذلك قطع في كلام المتكلمين،. وآخرما اشتغل بها النظر في صحيح البخاري، ومسلم، ومات وهومشتغل بذلك. دولة السلاجقة للصلابي ص(505).

نرى علماء السلف واقعيين يحاسبون أنفسهم ويتركون ما وجدوا خطأ سواء من أنفسهم أو من غيرهم ويحترم بعضهم بعضا، مع نقد آرائهم.إذا لم يقتنعوا.والفقهاء أمثا ل أئمة المذاهب الأربعة أرشدوا الناس ولم يسمحوا بالبدع التي أحدثت فيما بعد،ولم يبقوا تحت تاثير أحد، وفي عصرنا هذا صار الإسلام عبارة عن الطقوس والتقاليد والعادات عما جاء من الآباء(تعليقاتي)

 ويقول المؤلفان :د.عوض الله جاد حجازي ود. محمد السيد نعيم في كتابهما الفلسفة الإسلامية.

لم يسلك الغزالي منهجا واحدا في حياته يلتزمه ويسير عليه بل كا ن متقلبا، فهو- كما يحدثنا في كتابه المنقذ من الضلال- كان في أول أمره معجبا بالفلسفة الإغريقية،ومن دعاتها،ثم عاد فنقدها، ونقدها يحمل ضمنا للفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين (وأنا أقول ما يسمى بالفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين)،ولكنه لم يكتف بذلك بل ثنى بنقد الفلسفة الإسلامية ودعاتها نقدا صريحا،ثم انتهى الأمر إلى الارتماء في أحضان التصوف،ومن ثم فقد الغزالي عنصر الاحتياط لنفسه، وذلك من أهم ما يعنى به الناقد البصير،وبالتالي فقد الغزالي عنصر الثقة التي يجب أن تتوفر للناقد حتى يستطيع أن يؤثر فيمن يقرأ له، ويستمع إليه؛ إذ كيف يؤمن الإنسان بداعية متقلب غير ثابت، بل كيف يأ من له، وقد رأى ذبذبته وعدم ثباته على حال.

الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية .الطبعة الثانية.1959 القاهرة.(307).

وهذا الرأي يخصهما، وأنا لا أوافقهما، ولا أرى التقلب والتذبذب عن الباحث عن الحقيقة، إنما سار الرجل على منهجه الذي خطط لنفسه، وهو البحث والكشف للحقيقة والوصول إليها، لذا توجه  قبل مفارقته الحياة إلى دراسة صحيح مسلم والبخاري، مع ما مرّ به من مراحل، لأنه لم يتذوق من المراحل السابقة. وفي النهاية، وجد الذوق في متعلقات الوحي،يعني السنة الصحيحة.(ملاحظاتي)

رأيه في تنظيم الأمور:

قال الغزالي "واحتاج السلطان إلى قانون يسوسهم به،فالفقيه هو العالم بقانون السياسة، وطريق التوسط بين الخلق اذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا،ولعمري إنه متعلق أيضا بالدين ولكن لا بنفسه بل بواسطة الدنيا، فإن الدنيا مزرعة الآخرة،ولا يتم الدين إلا بالدنيا،والملك والدين توأمان، فالدين أصل، والسلطان حارس، وما لاأصل له فمهدوم،وما لاحارس له فضائع،ولا يتم الملك، والضبط إلا بالسلطان، وطريق الضبط  في فصل الحكومات بالفقه،وكما أن سياسة الخلق بالسلطنة ليس من علم الدين بالدرجة الأولى،بل هو معين على مالا يتم الدين إلا به،فكذلك معرفة طريق السياسة فمعلوم.

ألمصدر: إحياء علوم الدين-دار إحياء الكتب العربية(1957)ص(18).

ويجب تطبيق قواعد الشريعة في المجتمع الإسلامي، والالتزام بما في القرآن والسنة في تسيير الأخلاق،ورأس الأفعى في إفساد المجتمع هو الاختلاط بين الرجل والمرأة في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية وشيوع الملاهي والمحرمات،ولابد أن يتحمل كل فرد مسؤوليته وأن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا لمن له الوقوف على المنابع الإسلامية،والاطلاع على الثقافة الإسلامية،كما قال الغزالي الفقيه هو طريق التوسط بين الخلق آنفا،(ملاحظاتي)

  ونستمع إلى حديث برقم(26537) حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثناعبدالله بن المبارك عن يونس بن يزيد،عن الزهري،أنّ نبهان،حدثه أنّ أم سلمة حدثته قالت:كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة،فاقبل ابن أم مكتوم حتى دخل عليه، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :احتجبا منه " فقلنا: يا رسول الله، اليس أعمى، لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ قال:أفعمياوان أنتما،ألستما تبصرانه؟" . رواه الإمام احمد فى مسنده بسنده رقم (6/296).

ورواه أبو عيسى الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح . وقال الحافظ ابن حجر فى التقريب مقبول. واخرجه ابوداود برقم(4112)من طريق: سويد، حدثنا عبدالله به. وذهب الإمام النووى إلى تحسين الحديث فى شرح مسلم.وهذا الحديث يدل على أن المرأة لا يجوز لها أن تنظر إلى الرجل،وهذا الرأى مؤيد.استنادا إلى قوله تعالى(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) سورة النور.الاية(31). كما لايجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل، لايجوز للرجل أن ينظر إلى المرأة،استنادا أيضا إلى قوله تعالى(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) سورة النور).  30) إذن كيف يجوز الاختلاط بين الجنسين،وتكون بينهما النظرات . والأصل هو تغميض الأبصار لكلا الجنسين.(تعليقي)

رأيه في تولية المرأة المناصب في الدولة

 ويعقد أبو حامد الغزالي للنساء بابا خاصا في كتابه (التبر المسبوك) في صفحة 381 يري فيه: أن المرأة أسيرة الرجل ويجب على الرجال مداراة النساء لنقص عقولهن،وبسبب عقولهن لايجوز لأحد أن يتدبر بآرائهن،ولا يلتفت إلى أقوالهن،ومن اعتمد على آرائهن، ودبّرنفسه بمشورتهن خسر،فهو يتفق مع الوزير السلجوقي نظام الملك في مقصوده، وهو وجوب إبعاد النساء عن التدخل في شؤون الدولة. دولة السلاجقة للصلابي ص 343.

والعالمان الجليلان حجة الإسلام أبوحامد الغزالي، والشيخ عبد القادر الجيلاني اللذان بحثت عنهما سابقا، قد بذلا مافي وسعهما في عهد دولة السلاجقة ودولة الزنكية بإعداد الجيل الصالح،والمجتمع الصالح،وهذا الجيل هو الذي قام بالجهاد ضد الصليبيين، ومحاربتهم، ومحاربة الباطنيين الذين أفسدوا المجتمع وتحالفوا مع الصلبيين لهدم الإسلام من الداخل.(ملاحظاتي)

الفصل الخامس :

 الدعوة الى الله عزوجلّ،ومنهجها،وجدال المخالفين، فى الاقناع والمسامحة ،

 الدعوة إلى الله:

ففي القرآن الكريم،قال تعالى:(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)سورة يوسف. الآية 108.<هذه سبيلي> هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي.والسبيل والطريق: يذكران ويؤنثان، ثم فسرسبيله بقوله:(أدعوا إلى الله على بصيرة)أي:أدعوا إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء.و(أنا) تأكيد للمستتر في(أدعوا).(ومن اتبعني) عطف عليه.يريد أدعوا إليها أنا،ويدعوا إليها من اتبعني، ويجوزأن يكون (أنا)مبتدأ،و(على بصيرة خبرا مقدما،و(من اتّبعني)عطفا على (أنا)إخبارًا مبتدأً بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان،لا على هوى، ويجوز أن يكون (على بصيرة)حالا من (أدعوا) عاملة الرفع في(أنا ومن اتّبعني)، و(سبحان الله) وأنزهه من الشرك.(تفسيرالكشاف- ص656)(على بصيرة)يعني على يقيىن ومعرفة والبصيرة هي المعرفة التي يميز بين الحق والباطل.تفسير الخازن 3-46 .وقال تعالى أيضا (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلميىن)سورة فصلت(33).(ممن دعا إلى الله) عن ابن عباس رضي الله عنهما: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإسلام (وعمل صالحا) فيما بينه وبيىن ربه،وجعل الإسلام نحلة له.وعنه: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.وعن عائشة رضي الله عنها:ما كنا نشك أن هذه الآية نزلت في المؤذنين،وهي عامة في كل من جمع بين هذه الثلاث: أن يكون موحدا معتقدا لدين الإسلام،عاملا بالخيرداعيا إليه؛ وما هم إلاّ طبقه العالمين العاملين من أهل العدل والتوحيد،الدعاة إلى دين الله وقوله:(وقال إنّني من المسلمين)ليس الغرض أنه تكلم بهذا الكلام،ولكن جعل دين الإسلام مذهبه ومعتقده،كما تقول: هذا قول أبي حنيفة،تريد مذهبه.

 تفسير الكشاف للزمخشري.صفحة636 و صفحة 1215.   

أجر الداعي على الله لاعلى العباد:

الداعي إلى الله يؤدي واجبا ويقوم بعبادة امتثالا لأمر الله، والأجر على العبادة يناله العابد من الرب الجليل تفضلا منه وإحسانا،وعلى هذا فلا يطلب الداعي من أحد من الخلق أجرا على دعوته ولا مالا ولا ثناء ولا جاها ولا أيّ عوض من الأعواض المادية أو المعنوية،قال تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام: (فإن توليتم فما سألتكم من إن أجري إلاّ على الله وأمرت أن أكون من المسلمين[يونس:72]،وقال عن نبينا صلى الله عليه وسلم:(قل لا  أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى[الشورى:23]، أي: إلاّ أن ترعوا قرابتي معكم فتسمحوا لي بالدعوة إلى الله تعالى ولا تمنعوني منها ولا تصدوا الناس عنها. وهكذا شأن جميع رسل الله، يدعون الناس إلى الله ولا يبغون منهم جزاء ولاشكورا؛لأن أجرهم على الله الكريم،قال تعالى( وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قومِ اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون). (21)[يس:20-21]. أصول الدعوة لعبدالكريم زيدان صفحة – 309- 310.    

ويفهم مما ذكر أن يكون الداعي إلى الله متبرعا ولا يريد من أحد أجرا كما قال الله تعالى: ( إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)سورة الإنسان (9).

منهج الدعوة إلى الله:

وقال تعالى أيضا: )أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن) سورة النحل  (125).  .قوله تعالى(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة) بالقرآن (والموعظة الحسنة)؛يعني: مواعظ القرآن.وقيل:الموعظة الحسنة هيي الدعاء إلى الله، بالترغيب والترهيب. وقيل:هوالقول اللّين الرّقيق من غير غلظة ولا تعنيف(وجادلهم بالّتي هي أحسن)وخاصمهم وناظرهم بالخصومة الّتي هي أحسن ؛ اي: أعرض عن أذاهم،ولاتقصّر في تبليغ الرسالة والدّعاء إلى الحقّ،نسختها آية القتال( إنَّ ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).  تفسير البغوي جلد-2-صفحة 632.  

ومن تأمل الآية الكريمة المذكورة آنفا، يجد أنها لاتكفي بالأمر بالجدال بالطريقة الحسنة بل أمرت بالتي هي أحسن .فإذا كان هناك طريقتان للحوار والمناقشة إحداهما حسنة والأخرى أحسن منها، وجب على المسلم  أن يجادل بالتي هي أحسن ، جذبا للقلوب النافرة ،وتقريبا للأنفس المتباعدة.

ومن هذا القبيل(إن فتى من قريش جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. يستأذنه فى الزنا، فثار الصحابة ،وهموا به لجرأته على النبي صلى الله عليه وسلم،ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وقف موقفا آخرفقال: ادنه فدنا فقال :أتحبه للأمك؟ ٍقال: لا والله،جعلني الله فداك؟قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ،ثم قال له مثل ذلك فى ابنته واخته وعمته وخالته ،فى كل ذلك يقول: أتحبه لكذا ؟فيقول :لا،جعلني الله فداك ،فيقول صلى الله عليه وسلم .ولا الناس يحبونه .فوضع يده عليه ،وقال : اللهم اغفر ذنبه ،وطهر قلبه ،وحصّن فرجه . فلم يلتفت إلى شيء .) مسند أحمد )/256). وإنما عامله النبي صلى الله عليه وسلم.بهذا الرفق ، تحسينا للظن به،وأن الخير كامن فيه ، والشر طارئ عليه، فلم يزل يحاوره حتى اقتنع عقله ، واطمأن إلى خبث الزنى وفحشه، وكسب مع ذلك دعاءَ صلى الله عليه وسلم.

المصدر-  الإيمان بالقران الكريم والكتب السماوىة للدكتور علي محمد محمد الصلابى . ص.(118-119).

والفتى المذكور جاء إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مندلعا بنار الشهوة، وخرج من عنده بنور الإمان مقتنعا،وإنما يعالج الفكر بالفكر  .(تعليقي)

وقد مرّ بحث الجدال والنقاش بالطريقة الحسنة.والمعلوم أن المناقشة والجدل يكونان بين شخصين أو أكثر يعرض كل جانب وجهة نظره فيما يراه ويعتقده من أمور. والداعي عند ما يدعو غيره إلى الله قد لايقبل المدعو دعوته فيقبل على جدال الداعي ومناقشته.وقد ذكر القرآن الكريم بعض الصور المناقشات التي جرت بين الرسل الكرام وبين أقوامهم،من ذلك قوله تعالى: لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إلآه غيره إنيّ أخاف عليكم عذاب يوم غظيم.(59). قال الملأ من إنّا لنراك في ضلال مبين(60) قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي  رسول من رب العالمين(61) أبّلغكم رسآلة ربّي وأنصح لكم وأعلم من الله مالاتعلمون.(62).أو عجبتم أن جاءكم ذكر من رّبكم على رجل منكم لينذركم ولتتّقوا لعلّكم ترحمون.(63)ألأعراف59- 63

فالمدعو في مناقشته وجداله مع الداعي قد يصل إلى حد اتهام الداعي بالضلال المبين، فلا يعجب الداعي من ضلال المدعوولايخرجه عن هدوئه واتزانه وشفقته عليه كما هو واضح من جانب نوح عليه السلام. فعلى الداعي أن يلاحظ ذلك دائماوأن يكون كلامه في الجدال والمناقشة بالحسنة وبالكلام الطيب والأدب الجم والتواضع والهدوءوعدم رفع الصوت وعدم إغاظة  المقابل والإستهزاء به وليبق كلامه معه على مستواه العالي الرفيع الرقيق اللين المحبوب الخالي من الفظاظة والخشونة،ولكن قوة الإقناع ووضوح الحق،ومثل هذا يستفاد من قوله تعالى:(ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي أحسن)[النحل:125]،فإذا أصر المدعو على باطله ولجّ في باطله واصبح الكلام معه عبثا فليقطع الداعي الجدل معه ويذكر قول الله تعالى: (قل ياأيهاالناس قد جاءكم الحق من ربّكم فمن اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنّما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل) [يونس:[ 108]، وقوله تعالى:(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر)[الكهف:29]، وهذا المسلك- وهو قطع الجدل- مسلك سديد،لأن بعض الناس لاينفع معهم الجدل،لأنهم لا يريدون من جدلهم الوصول إلى الحق وإنما يريدون المكابرة والعناد والجحود،قال تعالى:( ولونزّلنا عليك كتابا في قرطاس  فلمسوه بايديهم لقال الّذين كفرواإن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ) [الأنعام:7 ].

مكانة الداعي في الإسلام:

مكانة الداعي الى الله في الإسلام مكانة عظيمة جداً،فقوله في الدعوة إلى الله أحسن ألأقوال في ميزان الله وهوأصدق الموازين،قال تعالى:( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنّني من المسلمين)[فصلت:23]،وهذه الآية كما قال أهل التفسير،عامة فيمن دعا إلى الله وهو في نفسه مهتد يعمل الخيرويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم[اقتباس من تفسير ابن كثيرج4ص100 ]. إن كلمته في الدعوة إلى الله- لا سيما عند الجحود وشيوع التمرد على الله- هى أحسن كلمة تقال في الأرض وصاحبها بهذه الصفة من الصلاح في نفسه مع استسلامه لله رب العالمين.أما أجرالداعي إلى الله فأجر عظيم،قال صلى الله عليه وسلم :من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيأ.، رواه مسلم. وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرلك من حمر النعم. متفق عليه[ اقتباس من رياض الصالحين]،وفي حديث آخر: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وغيره من حديث أبي مسعود الأنصاري وموجود في المصدر التالي: يعني (أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان ص- 454-455.وص310-. مؤسسة الرسالة ناشرون- الطبعة الأولى- 2013 – دمشق-بيروت). وفي رواية أخرى لمسلم( من دلّ على خير فله أجر فاعله).

والداعية إلى الله عزوجل إذا تثبت، وتأمل في جميع أموره ؛ إكتسب ركنا من أركان الحكمة ، ينبغى ألاّ تقتصر فى منهجه المتكامل على التأني، والتثبت فى الأفعال والأقوال،فحسب ،بل عليه أن يجري ذلك على القلب فى خواطره،وتصوراته ،وفي مشاعره ، وأحكامه(ولا تقف ما ليس لك به علم  إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا ) سورة الاسراء:36فلا يقول اللسان كلمة ،ولا يروي حادثة، ولا يحكم العقل حكما، ولا يبرم الداعية أمرا إلاّ وقد تثبت من جزئيه ،ومن كل ملابسة ،ومن كل نتيجة ؛حتى لا يبقى هناك شك ،ولا شبهة في صحتها ،وحينئذ يصل الداعية المسلم المتمسك بهذه الضوابط إلى أعلى درجات الأناة ،والحكمة ، والسداد بإذن الله تعالى. المصدر:الوسطية فى القرآن الكريم للدكتور على محمد محمد الصلابى.ص (151)نقلا من الداعية: سيد قطب في ظلال القرآن.                                والداعي إلى الله عزوجل، لابد أن يكون خالصا مخلصا،ونموذجا للامتثال مثل سيد قطب الّذي فهم القرآن وضحى نفسه لدعواه بالحكمة، والموعظة الحسنة.ويفهم مما ذكر بأن الذي يقف على معنى القرآن وفهمه،يفدي نفسه في سبيله،والذي يقف على لفظ القرآن ومجرد قرائته، مثل بعض القراء، يستغله لمنفعته الدنيوية،أعاذنا الله.(تعليقي).

ولابد أن يكون الداعي طالبا وصاحب علم ومجهزا وعاملا به.

فيما روي عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة، رواه مسلم وغيره. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنة؛ وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع،وإنّ العالم ليستغفرُله من في السموات ومن في الأرض حتى الحتانُ في الماء،وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب،وإنّ العلماء ورثة الأنبياء،إنَّ الأ نبياء لم يورِّثوا دينارا ولا درهماً إنّما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ،رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وابن حيان في صحيحه والبيهقي. وفي هذا الحديث النبوي بيان للتكريم العظيم والمنزلة الكبيرة التي يحظى بها العالم والمتعلم،وإشارةٌ إلى أهمية العلم لأنه الطريق الموصل إلى الجنة،وهو ميراث الأنبياء،وبه حياة القلوب وسعادة النفوس.

 ولا شك أنَّ تشبيه العلماء بالقمر ليلة البدر يعد من البلاغة النبوية،فالقمر يضيئ الآفاق ويمتد نوره، أمّا الكوكب الأخرى فنورها ضئيل،وإذا كان الجهل كالليل في ظلمته فإن العلماء بمنزلة القمر ليلة البدريبدد الظلام ويزين السماء.

المصدر:منهج الإسلام في تزكية النفوس،لأنس أحمد كرزون(1-187).

      وفي الحديث السابق أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام التكريم العظيم للعلماءوأن لا يلتفتوا إلى مال الدنيا،ويكفيهم حظهم من العلم الذي يوصلهم إلى الجنة،وهو ميراث الأنبياء،وليس الدراهم والدنانير.

فإن من نعم الله على الناس أن هداهم إلى طريقه واوضح لهم سبيله ولم يتركهم لنزعات عقولهم ونزعات نفوسهم تجمع بهم شطحات العقول وتكبو بهم أومنافعهم على المصا لح الدّينية ويتاجرون بالدّين حتى أن مجالس الذكر التي يقيمها أرباب الطرق الصوفية والفرق المختلفة والموسقى ا لمسمى بموسقي الدّينية والصوفية ليس من الدين بشئ، فيؤدون فيها رقصات، ويصيحون فيها صيحات منكرة ويصفقون ويصفرون كما قال الله تعالى عن صلاة أهل الجاهلية(وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية ) سورة الانفال (35) والمكاء : الصفير.والتصدية : التصفيق .فهذه المجالس بدعة شيطانية ليس فيها ذكرالله ولكن فيها استهزاء بالله عزوجل واجتراء عليه،معاذ الله .فان أحدنا لو ذكر اسمه ذاكر مع التغنى والصياح والرقص ليعد ذلك إهانة له واستخفافا به. فكيف يليق أن يذكر الله بتلك الهسترية والصيحات المجونية؟ وإنما المراد بمجالس الذكر تلك التي يُتلى فيها كتاب الله عزوجل ،ويتدارس، وتعدد فيها آلاء الله ،ويُثنى عليه فيها بما هوأهله،ويذكر فيها وعدالله ووعيده وأسماؤه وصفاته.

 اقتباس من صحيح الأحاديث القدسية ص138نقلا عن الدكتور خليل هراس.

ونبهني شيخ حلبي، جزاه الله خيرا كثيرا، بأن هذا لسان السلفيين ولسان ثقيل، وخال عن التحقيق،وإنما نقلت هذه الجمل لما شاهدت واطلعت عليه  من السلبيات في الطرق المنتشرة في بعض البلاد، خصوصا في تركية، ومصر،وأحترم بكل الاحترام التصوف الحقيقي في ضوء القرآن والسنة.

والذين يقومون بدعوى السلفيية اليوم (السلفييون المعاصرون) هم سطحييون جدا، وقد تجّردوا عن الفقه،وما سار عليه السلف الصالح في عصرالصحابة والتابعين وتابعيهم.

قال القلشاني:ان السلف هم الصحابة.وقال أبو الحسن في شرح الرسالة عند قول صاحب الجوهرة (واتباع السلف الصالح)وهم الصحابة في أقوالهم وأفعالهم.وقال العدوي في الحاشية قصره على الصحابة.وقال الغزالي في إلجام العوام عن علم الكلام في تعريف السلف،أعني مذهب الصحابة والتابعيىن. فالباجوري عرف السلف بالصحابة والتابعين وتابعيهم.

المصدر: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. تأليف: الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي- الجزء الأول-ص12-13

ويجب قلع جميع المفسدات من المجتمع،وأرى أن المفسدات  المنتشرة في المجتمع خصوصا في مراكز الملاهي،تدخل تحت قوله تعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) أي: الغناء،فى قول ابن مسعود، وابن عباس ، وغيرهما.وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذى لا إله إلاّ هو ثلاث مرات : أنه الغناء ،وعن ابن عمر:أنه الغناء،وكذلك قال عكرمة،وميمون بن مهران،ومكحول(ليضل عن سبيل الله بغيرعلم ويتخذها هزوا ) روى الترمذى 1005) وغىيره البزار(795) والهيثمى فى مجمع الزوائد 3/13،من حديث أنس وغيره عن النبى صلى الله عليه وسلم: أنه قال : صوتان ملعونان فاجران انهى عنهما :صوت المزمار،ورنة شيطان عند نغمة،ومرح،ورنة عند مصيبة لطم خدود وشق جيوب.قال الطبري :قد اجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه. (أولئك لهم عذاب مهين) أى شديد يهينهم. سورة لقمان (6) مختصر تفسير القرطبى جلد 2ص(607-608   .

 والداعية إلى الله عزوجلّ يجب أن يمتثل لأوامر الله، ويجتب عما يخالف شرع الله،وأن تكون دعوته إلى الله على بصيرة.

والخلاصة: بأن من درس وتعلّم فى المدارس الشرقية وتثقف بثقافة الإسلامية،في عصرنا الراهن، كان له النقص فى الدعوة، والتبليغ، وتحليله للأمور الإسلامية والعالمية بنظرة واسعة، وبميزان القرآن والسنة.ويجب إعمال برنامج لتطورهم وللمنشئين على المنوال المذكور أن لا يرتبطوا بمضامين الكتب والعبارات الموجودة فى صفحات الكتب، كما تطرق إلى هذا  سابقا الإمام الغزالي في عصره بأن من كان مرتبطا بعبارات الكتب الفقهية يعتبر الأفقه،وكان هذا مخالفا لما كان في العصر الأول، وما سار عليه السلف الصالح.(ملاحظاتي)

اللهم احفظنا من الجهل في الدّين، وعلّمنا مالا نعلم.

المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري  2019

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحتويات:

ترجمة المؤلف.

المقدمة(تقريظ ).

الباب الأول:

المدارس:

الفصل الأول:

نشاة المدارس

الفصل الثاني:

المدارس الشرقية في صولخان وضواحيها.

الفصل الثالث:

المدارس الشرقية العريقة.

الفصل الرابع:

مفردات التدريس في المدارس الشرقية.

الفصل الخامس:

الكتب المقررة والمدروسة في المدارس الشرقية بالترتيب.

الفصل السادس:

البرامج والمناهج في المدارس الشرقية والمدارس الممتدة للمدارس الشرقية العريقة.

 

الباب الثاني:

المدخل إلى الثقافة الإسلامية.

 الفصل الأول:الثقافة وتعريفها: والثقافة الإسلامية وتعريفها:

المصدر الأول: القرآن وتعريفه:

الفصل الثانني:

وهوما يتعلق بالقرآن،وما نبع منه.

 المفسرون والتفسير.

الفصل الثالث:

الحديث: أئمته(حفاظه).

الفصل الرابع :

 نبذة  من الإجماع والقياس وحياة العلماء والفقهاء وآرائهم مع التعليقات.

ألفصل الخامس:

الدعوة إلى الله عز وجل،ومنهجها،  وجدال المخالفين، فى الاقناع والمسامحة.

 

 

 

 

 

 

 

المصادروالمراجع:

1-           التعليقات- الإنترنت .

2-           المصدر: من روائع القرآن، للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صفحة من 27إلى صفحة 34 متفرقا.

3-            المصدر:  تقديم مختصر تفسير الطّبري –الطبعة الأولى 2011 لبنان.

4-           تفسير الكشاف،الطبعة الأولى2012 دار ابن حزم بيروت-لبنان.

5-           تفسير البيضاوي- الطبعة الخامسة 2011 دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.

6-           المصدر: مختصر تفسير ابن كثيرلمحمد علي الصابوني جلد-1 ص 12.5-  

7-            المصدر: مختصر تفسير القرطبي لبسام عبد المبدىءِ النّعمة جلد 1 ص9. دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع دمشق- بيروت.

8-           المصدر: تفسير الخازن وبهامشه تفسير النسفي – دار المعرفة للطباعة والنشر- بيروت- لبنان

9-           -التفسير الكبيرأو مفاتيج الغيب للرازي.الطبعة الأولى- 1990دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.

10-   إحياء علوم الدين.للإمام الغزالي.طبع سنة(1329)

11-   ودار إحياء الكتب العربة-عيسى البابي الحلبي وشركاه مع مقدمة د.بدوي طبانة(1957).

12-   تفسير البغوي-الطبعة الأولى-2016- الدار العالمية للنشر والتجليد.

13-   المصدر:علوم الحديث للدكتور عبد الكريم زيدان والدكتورعبد القهار داود عبد الله - الطبعة الأولى.مؤسسة الرسالة ناشرون2011 بيروت – لبنان.

14-   تاريخ المذاهب الإسلامية-محمد أبوزهرة.دارالفكرالعربي(2009).

15-   إستشهاد الحسيىن ومعركة كربلاء- للدكتور الصلابي- دار الروضة- اسطنبول 2017.

16-   الباجوري- شرح ابن قاسم الغازي.

17-   الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية.للدكتور الصلابي.دار الروضة(2017)

18-   الوسطية في القرآن الكريم للدكتور الصلابي.دار الروضة (2017)

19-   فتح الرباني والفيض الرحمانيعبدالقادر الجيلاني دار الخير  (2009)

20-   الدولة الحديثة المسلمة للدكتور الصلابي.دار الروضة.اسطنبول (2017)

21-   الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية.الطبعة الثانية 1959 القاهرة. د.عوض الله جاد حجازى ود.محمد السيد نعيم

22-    تهافت الفلاسفة للإمام الغزالي.دار المعارف بمصر( 1966

23-   اضواء على حركات الدعوة والاصلاح الإسلامي فى العصر الحديث،للدكتور أحمد زايد.دار النداء إسطنبول. 2015)

24-   مواعظ الشيخ عبد القادر الجيلانى-قام بجمعها صالح أحمد الشامى-المكتب الإسلامى.2002م.

25-   العروة الوثقى- لجمال الدين الأفغاني-ومحمد عبده .

26-   فقه السيرة للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.

27-   دراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.

28-   جمع الجوامع في علم أصول الفقه للإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولى2011م

29-   التبيان في علوم القرآن للدكتور محمد الصابوني.

30-   -دولة السلاجقة للدكتور الصلابي

31-   -الفقه الإسلامي وأدلته للوهبة الزحيلي.

32-   تاريخ الفقه الإسلامي للأستاذ محمد علي السايس.

33-   -تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبدالرزاق-الطبعة الثالثة –القاهرة.

34-   -حياة الحسن البصري وسيرته العلمية  لدكتورة روضة جمال الحُصَري- دار الكلم الطيب- دمشق- بيروت- الطبعة الأولى(2002)

35-   الدولة الزنكية للدكتور علي محمد محمد الصلابي.دار الروضة- إسطنبول-2017.

36-   فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية.(1985)

37-   فتاوى الإمام النووى- الطبعة الأولى(2005)بيروت-لبنان

38-   أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان- مؤسسة الرسالة ناشرون- الطبعة الأولى- 2013 – دمشق-بيروت.

39-   كفاية الأخيارفي حل غاية الإختصارلتقي الدين الشافعي-الطبعة الأولى-2013دار الفيحاء- دمشق -دارالمنهل،ناشرون-دمشق.

40-   الثقافة الإسلامية لمحمد راغب الطباخ-حلبي.

41-   الإتقان في علوم القرآن- الطبعة الأولى- 1987 دار ابن كثير- بيروت-لبنان.

42-   سير اعلام النبلاء للذهبي- سنة الطبع 2006 دار الحديث – القاهرة.

43-   المفتاح شرح نور الإيضاح ص 4.دار فضيلة اسطنبول 1996

44-   ديوان الشافعي – الطبعة الثانية- دار القلم- دمشق.

45-   مقدمة الشيخ خالد عبد الرحمن الكعك على طِلبة الطَلبة في الإصطلاحات الفقهية للنسفي- دار النفائس .

46-   منهج الإسلام في تزكية النفوس، لأنس احمد كرزون.

47-   الأذكار للإمام النووي.

48-المصدر: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات. تأليف: الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي- الجزء الأول-ص12-- 13مؤسسة الرسالة الناشرون دمشق - بيروت


 
  Ki SEYDE
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  Facebook beğen
Bugün 3 ziyaretçikişi burdaydı!
Bu web sitesi ücretsiz olarak Bedava-Sitem.com ile oluşturulmuştur. Siz de kendi web sitenizi kurmak ister misiniz?
Ücretsiz kaydol