Kİ SEYDA MOLLA SADULLAH  
 
  المدارس الشّرقية 28.04.2025 13:24 (UTC)
   
 

المدارس الشّرقية وآراء العلماء

 الفقهية   والفكرية    والثقافية

مع التعليقات

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد

فلما نشأت،وترعرعت في المدارس الشرقية،شاهدت بأن المدارس في التاريخ الإسلآمي، كانت له  أهمية كبيرة،وكانت تحمل،الأمانة العلمية،ولواء العلم،ونشرالوعي الديني الإسلامي،وكانت تنشر أيضا مشاعل النوروالضياء، في العالم كله، وكانت حاربت وما زالت تحارب الأفكار الدخيلة،والتيارات المنحرفة،وبمقارنة المقاومة السياسية بمقاومة فكرية أيضا،وكانت المدارس مليئة في مجراها بالهش والبش من ناحيىة،ومن ناحية أخرى كانت مليئة بالمتاعب، .وبهذه المشاهدات خطر ببالي أن أكتب نبذة عن تاريخ المدارس الإسلامية، ومما شاهدت فيها، ومااطلعت عليه في المدارس، من إيجابيات وسلبيات.مع آرآء العلماء والفقهاء والتعليقات في هذه الرسالة القصيرة.

واستعملت بقدر الاستطاعة الأسلوب الحديث في اللغة.

وإنني أضع هذه الرسالة بين أيدي القراء والباحثين،لأتوجه إليهم برجاء التكرم بإبداء ما يبدو لهم من النصائح أوتوجيهات،أوتصحيحات من ناحية اللغة والإملاء، أوتعليقات،أو إضافات أوزيادات، فالحكمة ضالة المؤمن،والمؤمن مرآة أخيه. ويسرني من القراء أن تصل ملاحظاتهم، وانطباعاتهم حول هذه الرسالة.

وإني إن شاء الله سأبذل قصارى جهدي لمشاهداتي وجمع آرآء العلماء والفقهاء مع التعليقات في هذه الرسالة الصغيرة،وتناولت هذه المشاهدات وجمع الآراء والتعليقات في  ثمانية فصول،راجيا من الله عزوجل التوفيق والسداد في إنجاز هذا العمل، فإنه نعم المجيب.

المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري 2018

 

 

 

 

 الفصل الأول :

نشأة المدارس:

إختلف العلماء المؤرخون وأهل العلم حول بداية نشأة المدرسة الإسلامية، فمنهم من قال:إنها ظهرت في عهد نظام الملك الذي أنشأ المدرسة النظامية سنة (459)هجرية، ومنهم من قال:إنها كانت ظهرت قبل ذلك بكثير،ولكن بالرجوع إلى المصادروالكتب المتخصصة نجد:أن المدرسة في أول ظهور لها كان في أواخر القرن الثاني،وأوائل القرن الثالث الهجري،وهذه المدرسة هي مدرسة الإمام أبي حفص الفقيه البخاري (150ه-217ه)،ويبدو من نسبتها إلى مؤسسها: أنها قد أسست أثناء حياته،وأبو حفص البخاري من الفقهاءالذين تزعموا الحركة الفكرية في مدينة بخارى،ثم نشطت حركة إنشاء المدارس في بلاد المشرق بعد هذا التاريخ.

فقد تمّ إنشاء مدرسة بنيسابور منذ بداية القرن الرابع الهجري.أنشأها الإمام أبو حاتم محمد بن حبان التميمي الشافعي(270ه-354ه).

 

وقد تركَّزت هذه المدرسة على آرآء أهل السنة في ضوء القرآن والسنة على طريقة السلف الصالحين فيما أعتقد لأنّ منشئها كان شافعيا.(ملاحظاتي)

وقد كانت المدارس التي في ذلك الوقت مدارس أحادية المذهب تفردت بتدريس مذهب واحد،ذلك،لأن التنافس المذهبي الذي كانت تعيشه بغداد حاضرة الخلافة قد إمتدت إلى بلاد ما وراء النهر.

ومن الجدير بالذكر:أنّ المدارس كانت قد ظهرت في دمشق قبل ظهورها في بغداد،

فقد تمّ إنشاء أول مدرسة فيهاعام (391 ه) وهذه المدرسة هي مدرسة الصادرية المنسوبة إلى منشئها، صادر بن عبدالله،وتبعه بعد ذلك مقرئ دمشق " رشاء بن نضيف"حيث قام بتأسيس المدرسة الرشائية في حدود الأربعمأة،وإلى هذه المدارس  خرج الطلبة من الحلق التي كانت تعقد  في المسجد إلى مكان يختص بتلقي علم معين،فيوقف عليهم وعلى شيوخهم المال،وتوفر أسباب التعليم.

 دولة السلاجقة للدكتورعلي محمد محمدالصلابي.صفحة(349-350).

 وقد ذكر بعض المؤرخين:أن الغزنويين اهتموا بالمدارس من خلال بعض أمرائهم،كالنصر بن سبكتكين حينما كان واليا على نيسابور،وسماها:السعدية،وجاء نظام الملك فوجد أمامه هذه النماذج العديدة من المدارس،ورأى الفاطميين قد سبقوه إلى تشييدالأزهر،والإعتماد عليه في دعوتهم،ودراسة مذهبهم،فكانت هذه مصادرإيحاء وتحفيز للقيام بإنشاء مجموعة من المدارس،وليست مدرسة واحدة ،لتشارك المجاهدين في حربهم ضد المبتدعين بنفس السلاح.

التعليم الإسلامي بين الأصالة والتجديد،ص351 . اقتباسا عن الدكتور علي محمد محمد الصلابي- دولة السلاجقة.351 .        

وبهذا اعتقدت أن المدارس الشرقية (الكردية) امتداد للمدارس النظامية.

لقد  تسربت الباطنية إلى سورية،والعرا ق، وفارس،وأخذت تتسع بفضل الدعاة وإثارتهم،فطاف – ناصر خسروا ومن بعده-حسن الصّباح-يدعوان للمذهب الباطني الإسماعيلي الشيعي الرافضي،وقام إبراهيم ينال، ثم البساسيري في الموصل وبغداد بثورتين عنيفتين كادت تقضيان علي الخلفاء السلاجقة جميعا. 

وكان لدار الحكمة ،والأزهر اللذين أسسهماالفاطميون في القرن العاشر الهجري بالقاهرة الدّور الأكبر في بث مبادئ التشيع الإسماعيلي، ونشر الحكم الفاطمي،ولم يكن إيقاف حركة الباطنيةهذه فضلا عن القضاء عليها بالأمر الهّين، جذورها قد تغلغلت في جسم البلد الإسلامي الكبير،بحيث لم يبق عضومنه سليما،وبخاصة إقليم خراسان،فإنه كان موطن المغذّين لها بالآراء الفلسفية،والبراهين المنطقية،إن لم يكن من المؤسسين لها..،

وقد إتخذ هؤلاء وسيلتهم الإقناع والحجة عن طريق الحوار والمناقشة.

لقد بدأ التفكير الفعلي في إنشاء هذه المدارس النظامية للوقوف أمام المد الشيعي الإمامي،والإسماعيلي الباطني عقب اعتلاء السلطان آلب آرسلان عرش السلاجقة في عام (455ه)،فقد استوزر هذا السلطان رجلا قديرا وسنيا متحمسا، هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، الملقب  بنظام الملك، فرأى‘ هذا الوزير: أن الاقتصار علي مقاومة الشيعة الإمامية والإسماعيلية البا طنية سياسيا لن يكتب له النجاح، إلا إذا وازى هذه المقاومة السياسية مقاومة فكرية، ذلك: أن الشيعة! إمامية كانوا،أو إسماعيلية  نشطوا في هذه الفترة،وما قبلها إلى الدعوة لمذهبهم بوسائل فكرية متعددة،وهذا النشاط الفكري ما كان ينجح في مقاومته إلا نشاط سنّيّ مماثل يتصدى له بالحجة والبرهان.

تاريخ التربية عند الإمامية،عبدالله فياض،ص87-89 م اقتباس عن الدكتور علي محمد محمد الصلابي،ص 351-352.         ومن هنا كان تفكير نظام الملك في إنشاء المدارس النظامية التي نسبت إليه،لأنه هو الذي جد في إنشائها،لقد كان نظام الملك شافعيًّا حريصا علي الإسلام الصحيح، لذلك قرر تدريس المذهب الشافعي في المدارس التي أنشأها للمقاومة الفكرية، والمدارس الشرقية(الكردية) امتداد لها. والمذهب المقرردراسته في المدارس الشرّقية هو المذهب الشافعي كما كان في المدارس النظامية.

أشهر علماء المدارس النظامية في العهد السلجوقي.

أولا: أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي،الشيرازي،الشافعي، قال السمعاني: هو إمام الشافعية ومدرس النظامية،وشيخ العصر.

ثانيا:إمام الحرمين،أبوالمعالي،عبد الملك الجويني، الإمام الكبير، شيخ الشافعية.

ثالثا: الإمام، الغزالي، الشيخ، الإمام البحر،أعجوبة الزمان، زين العابدين،أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي،الشافعي.والذي نشأ في مدرسة شيخه،إمام الحرمين،الجويني.

وكان للمدارس النظامية دور فعال في تسيير شؤون الدولة وإصلاح المجتمع!

 وأشار  الدكتور علي محمد محمد الصلابي في كتابه الدولة الزنكيه ص (-16-15) "واستفاد نورالدين محمود الزنكين،من خريجي المدارس النظامية،وتبناهم في المدارس الدولة النورية،وفتح لهم الأبواب لدعم المذهب السني،ومناهضة الفكر الشيعي الرافضي،وصبغ الدولة بالكتاب والسنة،ووضع مشروعا فكريا ثقافيا عقائديا تربويا تعليميا،استهدف به رعايا دولته،ومع أنه كان حنفيا لم يفرق بين علماءالشافعية،والأحناف،والحنابلة،والمالكية،وأهل الحديث،وشيوخ التصوف السني،وغيرهم من أبناء الأمة،وتحرك بهم من خلال جبهة عريضة راية أهل القرآن والسنة،في مقاومة الأخطار الشيعية الإسماعيلية الباطنية،وقد تحرك نورالدين في مشروعه الآنف الذكر من خلال مؤسسات المجتمع المدني،كالكتاتيب،والمدارس،والمساجد،والرُّبُط، وأخذ بكافة الأسباب المادية والمعنوية المعينة على تحقيق الهدف المنشود من صبغ الدولة النورية ورعايا الدولة من المسلمين بالكتاب والسنة، وقد أثمرت جهوده في بلاد الشام،وعلى سبيل المثال في حلب فقد تسابق أمراؤه، وأعيان دولته،وخلفاؤه من بعده على إنشاء المؤسسات العلمية؛حتى غدت حلب بعد فترة يسيرة نسبيامركزا من مراكز الثقافة السنية بعد أن كانت وكرامن أوكار الشيعة الإمامية، والإسماعيلية. وقد أحصى المؤرخ عزالدين بن شداد المتوفَّى سنة (684)ه مدارس حلب في أيامه،فوجدها أربعا وخمسين مدرسة موزعة بين المذاهب الفقهية الأربعة، منها إحدى وعشرون للشافعية،واثنتان، وعشرون للحنفية،وثلاث للمالكية والحنابلة،وثمانية دور للحديث الشريف بالإضافة إلى إحدى وثلاثين مقرا للصوفية.

وقد آتت هذه المؤسسات العلمية ثمارها المرجوة؛ إذ إنقرض المذهب الإسماعيلي الباطني في حلب في حدود عام600هجري.

  وفي المصدر نفسه ص(254) وكان نورالدين معتنيا بحفظ أصول الديانات،ولايمكّن أحدا من إظهار ما يخالف الحق،ومتى أقدم على ذلك أدّبه بما يناسب بدعته،وكان لا يقدم على إجراء ما عام،أو شخصي إلا بعد أن يستفتي الفقهاء،الذين كان كانواأشبه بمجلس شيوخ تشريعي،أو هيئة استشارية تستلهم في قراراتها النهائية مؤشرات الشريعة الغراء،بحيث لا يقدم أحد في الدولة على عمل،أو إجراءإلا ويجيئ ذلك العمل منسجما مع فكر الدولة،وعقيدتها،وشريعتها.   

أشهرالعلماء في المدارس الشرقية:

ملا خليل الإسعردي،الشافعي، الشيخ فتح الله الورقانسي الشافعي النقشبندي، ملا سعيد النورسي، الكردي ،الملقب ببديع الزمان،الشافعي.وملا صدرالدين يوكسل الشافعي،ثم الحنفي.

 وكان لهم دور فعال في التدريس والتنوير والسعي في إصلاح المجتمع.من الناحية العلمية والأخلاقية.وتزكية النفس،لأن بعض  العلماء المذ كورين كانوا من أهل التصوف.

 

واليوم عام 2018 يوجد خطر عظيم على الإسلام لمن تثقف بالثقافة الدينية السطحية،حتى هناك دعوة ومحاولة بجعل أحكام الإسلام متطابقة مع الدعاوى العصرية، تحت شعار التحديث والحضارة والمدنية،حيث أن كل جماعة إسلامية تتبع زعماءها مجردة عما كان عليه السلف الصالح بالالتزام بالقرآن والسنة،وكل تجُرُّ لهذا العصر الذي نعيش فيه،وفي الواقع أن أحكام القرآن والسنة معطلة من قبل المسلمين،ودعواهم قد تحققت منذ زمان، ومن المعلوم أن الإسلام جاء بالنور والهداية التي تقوم على أسس ثابتة لاتتغير بتغير الأيام، ولا تَخْلَقُ بمرور السنين والأعوام. ويجب على من يقوم بتولية المدارس أن يضع مناهج صحيحة للتصدي الأغراض الفاسدة. والحقيقة في البلاد الإسلامية إسلام مطبق بغير جسم ، ومسلمون بغير إسلام.والوجهة التطبيقية في تقرير حكم الشريعة، غير موجود في الأراضي التي يعيش فيها المسلمون،وهذا شيء مؤسف جداً. والإسلام المطبق في المجتمعات الإسلامية هو عبارة عن بعض شعائر العبادات، وعن الطقوس والتقاليد التي سمعوها من الآباء، وليست هذه الطقوس والتقاليد من الإسلام  بشيئ.(ملاحظاتي).

 

 

الفصل الثاني :

 المدارس الشرقية:  

 المدارس التى كانت موجودة في المنطقة التي نشأت فيها.     

1-           المدارس الشرقية في صولخان :

مدرسة ملاعبيد الله اوقويان في ملابيرمان:

كان التدريس في هذه المدرسة فى أوّل الامر ضمن بيته في غرفة .وكان بيته مكونامن طابقين،وكانت المدرسة هي الغرفة  من الطابق التحتاني ثم أنشيء المسجد(الجامع)فى الحي. وانتقل التدريس إلى هذا الجامع كما هى العادة فى المدارس الشرقىية . وكان يدرس فى هذه المدرسة قرابة عشرة طلاب ومعيشتهم تؤمن من قبل أهالي الحيّ،وبدأتُ أول دراستي المدرسية في هذه المدرسة،  وكان التدريس في هذه المدرسة عبارة عن دراسة1- العلوم الآلية: يعني علم اللغة:

(الصرف والنحو والمنطق والاستعارة والمعاني والبيان والوضع.

 وعن دراسة 2-العلوم العالية يعني العلوم الشرعية: وهي الكلام والسيرة والتفسيروالفقه الشافعى وأصوله) على منهج المدارس الشّرقية وبرامجها.

ملا عبيدالله اوقويان ابن ملا خالد:

وهو ابن عم والدي . كان عالما جليلا وفقيها ومفتيا فى البلد. وعيّن إماما وخطيبا بعد فحص أجرى له من قبل دار الإفتاء لجامع مركزى بقضاء صولخان فى صيف عام 1965 م .توفي بتاريخ 11/12/1996م.هناك، ودفن في مقبرة(زيارة) في صولخان رحمه الله. وعاش بين فترة1930 -و1996م. ودرس أولا عند والده القرآن ،ونهج الأنام في العقيدة لملاخليل الإسعردى ونوبهارفى اللغة لملا أحمد الخاني،والفقه، وبعد وفاة والده فى عام 1946 درس عند عمه ملا قاسم مع زميله ملا إبراهيم سوينج الفقه، ودرس أيضا الفقه في مدرسة دورنة (بوزقانات) عند ملا مجيد،ثم ذهب به والدي حجي أمين  الذي هو ابن عمه إلى مدرسة قرية زيارة  المرتبطة بمحافظة موش .

وبدأ بأول دراسته اللغوية (الصرف والنحو) في هذه المدرسة عند ملا يوسف . ثم تتابع دراسته  فى المدارس العريقة خصوصا فى مدرسة قرية نورشين المرتبطة بمحافظة بدليس عند الشيخ طه وملا صدرالدين وفى مدرسة  قرية أوخين (قويونجولار)  المرتبطة بقضاء موتكي- بدليس عند الشيخ مظهر.

 وفي مدرسة قرية ملكان لملا ظاهرتندورك، وأدامها  مدة  بعده الشيخ وحي الدين سونمز الذي نشأ فى هذه المدرسة. وكان شيخا نقشبنديا،  وحاذقا في التاريخ. وهذه المدرسة الأخيرة كانت موجودة في منطقة صولخان، وفي مدرسة قرية دادينان  المرتبطة  بقضاء وارتوامحافظة موش عند ملا سليم. وفي مدرسة قضاء حضرو المرتبط بمحافظة دياربكرعند ملا عبدالفتاح المعروف بسيداى حجي فتاح،وهو نسيب لي.

وولد سيداي حجي فتاح فى قضاء حضرو بتاريخ  1310رومي1892ميلادي. توفي بتاريخ 21.فبراير(2) 1975.

وقد ناهز عمره 83 عاما رحمه اللهوله أشعار.  ومن هذه الأشعار شعر حين توفىي أستاذه الملاحسين كوجوك السلواني (الفارقيني)   أنشد هذالشعر:

هذه روضة أستاذي التقي  عالم الدهر حسين الفارقي

 نشر العلم وكم قد نشرا  غاب لما غاب علم ظهرا

 بعد ياتاريخه يا للعجب  فقد غيب علما وأدب

 

  واقتبس هذا الشعر من  مجلة كلية إلاهيات-جامعة دجلة. من مقالة جواد أركين فى مجلة كلية إلاهيات-جامعة دجلة- حكملي. 

 

 

 

 

 

وله شعر:

 أيها الإخوان مهلا فارحموني رحمة

 هالني بعد الحبيب من زمان فرقة

       أحرقتني أحرقتني أحرق الله الفراق

 .وأعطاني هذا الشعر الأخيرملا إبراهيم أويابان السلواني الساكن بغازى عينتابٍ بتاريخ 4/10/2017م

ومدرسة  قاسمان(ألباش) لملاعبد الله بنكول، وكان تقيا،نقيا، ومجازا من الطريقة النقشبندية. وكانت الدراسة  في الجامع مع المبيت . ودرست عنده مدة ثلاثة أشهر تقريبا، توفي بتاريخ 02/03/2017م رحمه الله.

 

 ومدرسة قرية كاجير(داريجا) لملا أحمد سوينج المولود بتاريخ01/01/1930 م والمتوفى بتاريخ20/04/ 2008 م رحمه الله . وكان التدريس  فى غرفة في بيته وكانت المعيشة  تؤمّن من قبل أهالي القرية وكان نحويا، فقيها، وفصيحا.وما جادل أحدا إلا وغلبه بقوة فصاحته،وكان له شبه بالشافعي في المجادلة، وتلقيت عنده الدراسة في فترات متعددة.

ومدرسة قرية غلبان (شمشيربنار) لملا عزيز دونر. وملاعزيز: كان عزيزا ،ومحبوبا عند الناس ومع الناس،ومتواضعا، فقيها ونحويا، ومتقيا،ومداوما للتدريس،وشغوفا بالعلم، وفي سبيل ذلك أستجوب،وسجن في آخر عمره.ومع ذلك لم ينقطع عن التدريس،  وكان التدريس أيضا  في الجامع حين تدريسه في القرية المذكورة،ودرست عنده في فترات مختلفة.

وكان في منطقة صولخان مدارس أخرى،ولم أدرس فيها.

مدرسة سيدَا ملا عبدالصمد   بنكول فى مزره شاديان ( قرية كوكسو )

كان سيدَا ملا عبد الصمد ، جهبذ من جها بذة علماء منطقة صولخان،وكان حليما، وسليما ،فقيها ومدققا،خصوصا في علم الفرائض،وكان فائقا على أقرانه في هذا العلم ، لما كنت دارسا عند الشيخ محمد أمين حينما يذكر عن علماء المنطقة فيذكر الشيخ اسم سيداَ في أوائلهم،وذكرُالشيخ لسيدا كان يشبه قول الشافعي لشيخه مالك، إذا ذكر العلماء فمالك النجم، توفي بتاريخ   08/01/2016.  رحمه الله .

ومدرسة ملا إحسان آلين فى قرية هزارشاه  وهو من موالد 1933م وتلقى دراسته  عند ملا عبدالله المدرّس في قرية من قرى وارتوا،  وعند الشيخ معروف والشيخ قطب الدين فى قرية  كوغاك التابعة لقضاء بولانغ، وعند الشيخ طه في نورشين ، وعند الشيخ خالد في أوخين، وعند ملا ظاهر فى ملكان،ومدة قصيرة عند الشيخ علي رضا البالوي، وعند ملا محي الدين أفرنسل    (الهاولي )  المجاز من قبله  . وهو حاذق في النحو والمنطق والمعانى والبديع.

وله مؤلفات :

الرسالة الإحسانية فى الرد على الوهابيّة

 .وتفسير سورة الحجرات.

ولمع اللامع.

 ومعاني فى بيان قصيدة ملا ظاهر.

والمقالات فى نكات القاضي البيضاوي.

 

 

وبدأ بالتدريس فى عام 1953م ودرس عنده العلماء المعروفون فى المنطقة، ملا أحمد سوينج، وملا عزيز دونر، وملا على آرسلان، الذين بحثت عنهم. وأخذت منه  هذه المعلومات بالمكالمة الهاتفية بتاريخ 15/10/2017م .

ومدرسة ملا علي آرسلان  فى آرزنك(اويمابنار).

ودرس أيضا بعد دراسته المدرسية ثانوية الأئمة والخطباء من الخارج والتعليم الإسلامي العالي من  الخارج ( التعليم المفتوح) بجامعة آتاتورك بأرضروم  وتخرّج من المعهد الإسلامى العالي

وقد وظف بوظائف مختلفة في رئاسة الشؤون الدّينية، مثل معلّم القرآن وإمام، وواعظ، وعمل فى ليبيا مترجما،وفى المانيا،  داعيا . وعملنا معا فى ليبيا مترجميىن بشركة أوزدمير للإنشآءت. وداومت مدرسته، ومدرسة ملا عبيد الله اوقويان في صولخان فترة أيضا.  

وملا علي آرسلان كان حليما،محبوبا، سليما،وذا ثقافة إسلامية وعصرية. توفي بتاريخ 31.12.2017 م وعاش بين عام 1939-وعام2017م رحمه الله

 ومدرسة ملا سعيد كورتاران فى كرفاس (آراقوناك)  وكان فصيحا فى لسانه، وبليغا.

  ومدرسة ملا مصطفى آيتاج فى قرية كوف (توبلوجا).وكان ذا شعور، ومعلومات تاريخية، وثقافة عصرية.

 وكان يأتي إلى هذه المدارس المذكورة الطلاب الوافدون من المنطقة وماحولها يدرسون فيها،ويستفيدون من هذه المدارس.

 

2-المدارس الشرقية التي كانت في حوالي صولخان:

مدرسة قرية آزيزان التابعة لقرية قارلي أوفا لملا صلاح الدين باقي،كان من قرية قاسمان(ألباش)- صولخان،وكان التدريس أيضا  فى الجامع مع المبيت.وكانت المعيشة تؤمن من قبل أهالي القرية.ودرست عنده مدة شهرين.   

ومدرسة  قرية عوران (ياغجيلار)  واسمها الحالي بلدة   (يشيل أوفا) التابعة لمحافظة موش، ومدرسوها الإخوة الثلاثة ملا سعيد وملاأشرف وملاراشد، وللأخيرين مدرسة في هذه الآونة في وان،  ودرست عند الإخوة الثلاثة حوالى سنتين ونصف . وهذا الأخير يعنى ملا راشد بينما كنت أعمل فى ليبيا بمدينة زليطن مترجما هو أيضا كان يعمل في ليبيا بمدينة مصراته مترجما .وكان التدريس  فى غرفة ملحقة بالجامع، وكان تأمين المعيشة من قبل أهالي القرية كما هىى العادة في ذلك الزمان.

 

ومدرسة الشيخ محمد أمين بنكول ابن الشيخ عبداللطيف المقيم فى حيّ شكفتان(قارشي ياقا) المرتبط ببلدة مغدي (يايغين)المرتبطة بمحافظة موش. وكان مفتح الأفكار، والدارس عنده كان يستفيد من أفكاره المتفتحة، مع أنه كان مجازا من الطريقة النقشبندية، لم يكن متعصبا، ولكن يقدر الأمور بمقاديرها،ويضع الأمورفى نصابها. وكان زميلا حميما لابن عم والدي ملا عبيدالله الذي بحثت عنه سابقا. وكان أيضا ابن عم أم زوجتىي وأغتيل فى شهر    نوفمبر فى عام 1993م رحمه الله.وكانت المعيشة  تؤمّن من قبل أهالي القرية.ودرست عنده مدة شهرين المنطق  والنحو والفقه الشافعي وكان حاذقا في علم المنطق خصوصا في الكتاب المسمى بقول أحمد.وكانت هذه المدرسة قريبة من قضاء صولخان.

ومدرسة قرية فارتنيس   (آلطون أوفا) التابعة لمحافظة موش لملا عبدالكريم،وكان التدريس  في غرفة ملتصقة  بالجامع مع المبيت . وكانت المعيشة على أهل القرية.  ودرست في هذ المدرسة مدة قصيرة.

والعلماء اللذين بحثت عنهم، أنجبتهم منطقة صولخان  وحواليها، وكان كلهم مدّرسين على منهج المدارس الشّرقية، ومتأهلين للفتوى من بطون الكتب.

 

وكانت الإمكانيات فى المدارس المذكورة ضعيفة جدا، ومع ذالك كان ينشأ من هذه المدارس من لابأس بهم من ناحية فهم العبارات العربية وفكّها وإن كانت ركيكة.وفي الحقيقة كان التدريس في الحجرة وحوّل إلى المدرسة .

 

 

الفصل الثالث :

 المدارس العريقة:

مدرسة نورشين:

أسسها الشيخ عبد الرحمن التاخي ودرّس فيها الشيخ فتح الله الورقانسي المجاز من قبله من طريقة النقشبندية. وأدامها بعد وفاته الشيخ ضياء الدين الملقب بحضرت، وكان مسماه مطابقا لاسمه، .وأدامها أيضا بعد وفاة الشيخ ضياءالدين ابن  أخيه الشيخ معصوم. وكان المدرسون فيها في هذه الآونة، الشيخ معشوق والشيخ طه والشيخ ناصروالشيخ تقي الدين،مع شيخهم(مدّرسهم) محمد باقي، ونشأ،وتخرج فيها العلماء أمثال: ملا صدرالدين وملا ظاهر تندورك،وملا جعفر بالكي وملا إبراهيم كونش وملا صادق،وغيرهم. وهؤلاء المدّرسون والعلماءالمتّخرجون من هذه المدرسة كانوا جهابذة وفطاحل، وتدوم الدراسة فيها في هذه الآونة بأربع شعب: شعبة الشيخ نورالدين، شعبة الشيخ عبد الكريم،وشعبة الشيخ فضلي في نورشين،وزرت هذه الشعب الثلاثة بتاريخ 15.4.2012 .وشعبة آدكون برعاية ملا عبدالرحمن بن ملا خالد بن الشيخ طه.

 وأخذت هذه المعلومات بتاريخ 15.02.2018م. من عبد الغني متلوا ابن الشيخ نورالدين في مدرسة أويس القرني لملا أحمد بغازي عينتاب. بشكل المقابلة.

وعندما استعمل كلمة الشيخ أقصد بها كثيرا ما (المدّرس والمعلّم والسيدا باللغة الكردية) ، وأحيانا شيوخ الطرق ،نظرا للفرق بين المدّرسين والأستاذ الجامعي. وأما كلمة مُلا تستعمل في اللغة الفارسية والتركية أومَلا تستعمل في اللغة الكردية،أعتقد أصلها من فعل ملأ بمعنى مليئ في العلم أو معبأ في العلم

 مدرسة قرية أوخين ( قويونجولار) التابعة لقضاء موتكيمحافظة بدليس هي مدرسة الشيخ علاءالدين، وكان المدرسون في مدرسة الشيخ أحفاده ملاباقر ، ملاصفوة الله، وملاحكمت الله في الستينات والسبعينات من القرن العشرين وكان يأتي على رأس هؤلاء المدرسين الشيخ ملا صفوت الله ، وكان جهبذ من جهابذة علماء الشرق،  وكان مرتبطاً بالأصول المدرسية، وبرامجها حرفيا. وكان يأتي إلى المدرسة بعد صلاة الصبح صباحا إلى المساء، يدّرس، ويجيب عن الأسئلة الصعبة. وعاش بين عام 1939-1989م رحمه الله. أمّا الشيخ ملا حكمة الله : كان يأتي إلى المدرسة بعد صلاة الظهر غالبا،وتلقيت الدراسة قرابة سنتين ونصف في هذه المدرسة.

 

 

مدرسة أوخىين: وهي مدرسة عريقة وخلفية لمدرسة الشيخ فتح الله الورقانسى فى بدليس كما أن مدرسة نورشين أيضاهي عريقة وأقدم من المدرستين: مدرسة الشيخ فتح الله،ومدرسة أوخين.

مدرسة أوخين الممتدة للمدرسة التالية: وهي :

مدرسة الشيخ فتح الله الورقانسي فى بدليس:

أسست هذه المدرسة من قبل الشيخ فتح الله فى مركز بدليس عام1887م وقام الشيخ بالتدريس في هذه المدرسة الى وفاته 1889م وخلفه ابنه الشيخ علاءالدين بمتابعة الدراسة فيها إلى تقنين قانون توحيد الدراسة  في عام 1923م وإلغاء المدارس .

وانتقل الشيخ علاءالدين إلى قرية أوخين المرتبطة بقضاء موتكي. التابع لمحافظة بدليس. وأسس المدرسة الجديدة وتتابع الدراسة فيها على النمط الممنهج ببرنامج مدرسة التى أسسها أبوه.فى بدليس.

وقام حفيد الشيخ علاءالدين نعمةالله بتعمير مدرسة الشيخ فتح الله في بدليس بعام 2006م وانتهى تعميرها فى عام2007 م.وبدأ التدريس فيها  بالنفس  العام ولم تنقطع الدراسة فى مدرسةأوخين خلفية مدرسة الشيخ فتح الله إلى الآن. وقمت بزىارة المدرسة التي تمّ إعمارها بتاريخ 14/4/2012م وبت فيها ليلة .وتتابع الدراسة في المدرستين المذكورتين من قبل أحفاد الشيخ علاءالدين وأحفاد أحفاده، وتحت رقابتهم . ويوجد بجانب مدرسة الشيخ فتح الله قبره وقبر زوجته وقبر ابنه الشيخ معروف وملا عبدالكريم غير ملاعبدالكريم المذكور اسمه.

مقابلة مع الشيخ نعمة الله في تاريخ الزيارة المذكورة.

 

وتلك المدارس المذكورة،امتداد للمدارس النظامية،حملوا لواء العلم، ونشروه،والوعي الدّيني في أحرج وقت، حيث كان كلّ شيئ باسم الدين ممنوعا،ويوصف بالتخلف والرّجعية. وفي هذه الآونة الصعبة أدوا الأمانة بكل معنى الكلمة.  وأقصد بالمدارس الشرقية (الكردية)المدارس الموجودة في شرق تركية.(مشاهداتي).

 

 

الفصل الرابع :

 مفردات التدريس في المدارس الشّرقية  :

العلوم الآلية : يعني علم اللغة، الصرف   (ضبط الكلمات العربية واشتقاقها)          والنحو  (قواعد الّلغة العربيّة ) والمنطق(منطق أرسطو)  

 والاستعارة والمعانى والبيان والبديع والوضع.

وتطرق الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ص(17) بأن علم اللغة والنحو فإنهما آلة لكتاب الله تعالى،وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليست اللغة والنحو من العلوم الشرعية في أنفسهما،ولكن يلزم الخوض فيهما بسبب الشرع، إذ جاءت هذه الشريعة بلغة العرب،وكل شريعة لا تظهر إلا باللغة،فيصير تعلّم تلك اللغة آلة.  

 

 

وبالإضافة إلى ذلك مايقال له العلوم العالية:

 يعني العلوم الشرعية (أصول الفقه والفقه والعقيدة والتفسير والسيرة) أحيانا وتاريخ الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين. واللغة الفارسية.       

ويلزم تقرير تدريس الأدب العربي،والكردي، والتركي في المدارس المذكورة.مع ما هو ناقص من العلوم الشرعية مثل الحديث وأصوله وأصول التفسير وعلم القراءات،وحفظ متون العلوم الشرعية مثل الجوهرة في العقيدة والجزرية في التجويد.ويلزم أيضا تدريس العلوم الفنية.وهذه الفكرة الأخيرة من مقترحات ومجهودات المفكر العلامة ملا سعيد النورسي أيضا.

الفصل الخامس :

 الكتب المقررة والمدروسة في المدارس الشّرقية بالترتيب:

   في الصرف: الأمثلة –والبناء- والمقصود-والعزي-مدة الدراسة للمجموع ستة أشهر تقريبا.ولم أحصل على مؤلفهم.

في النحو: العوامل للجرجاني- الظروف والتركيب الكرديين-سعد الله الصغير-مدة الدراسة: للمجموع ستة أشهر تقريبا. شرح مغني لأحمد بن حسن الجاربردي مدة الدراسة: أكثر من ستة أشهر تقريبا

في الصرف أيضا شرح السعد التفتازاني على تصريف الزنجاني مدة الدراسة: ثلاثة أوأربعة أشهر تقريبا. في النحو أيضا حل المعاقد بشرح متن القواعد لأحمد بن محمد مدةالدراسة: ثلاثة أشهرتقريبا. سعد الله الكبير مدة الدراسة : أربعة أو خمسة أشهرتقريبا. نتائج الأفكار شرح الإظهارللشيخ مصطفى بن حمزة مدةالدراسة: أكثر من ستة أشهر . البهجية المرضية شرح ألفية ابن مالك للإمام السيوطي مدة الدراسة: تسعة أشهر أو سنة تقريبا. ملا جامي شرح الكافية لعبدالرحمن جامي مدة الدراسة: سنة تقريبا.وفي المنطق حسمكاتي لحسام الدين القاطي  شرح إيساغوجي، وإيساغوجي لأثيرالدين ومحي الدين حاشية حسمكاتي لمحي الدين الطالشي مدةالدراسة: أربعة أشهرتقريبا.وقول أحمد لملا أحمد  مدة الدراسة :ثلاثة أشهر تقريبا.وفي علم الاستعارة عصام، لإبراهيم بن محمد عرشاه،ألإسفراييني، مدة الدراسة: شهران وفي علم الوضع، الرسالة الوضعية ( العضدية) ,وفي  علم المناظرة،الولدية لمحمد المدعو بساجاكلي زاده لكل منهما مدة الدراسة : شهر تقريبا. وفي النحوأيضا حواشي ملا جامي عبدالغفور،عبدالحكيم وعصام،مدة الدراسة: للمجموع ثلاثة أشهر تقريبا. وأيضا في المنطق شرح متن الشمسية لقطب الدين الرازي المتضمن لقسم التصورات والتصديقات، مدة الدراسة :ثلاثة أشهر تقريبا. وفي المعاني والبيان والبديع مختصر المعاني للتفتازاني، مدة الدراسة:أربعة أو خمسة أشهرتقريبا.

وفي أصول الفقه جمع الجوامع للإمام السبكي مدةالدراسة:حوالي ستة أشهر. وفي علم الكلام شرح عقائد للتفتازاني، مدة الدراسة: أربعة أشهر تقريبا.ويدرس في بعض المدارس بدل سعد الله الكبير، قطر الندى وبل الصدى لجمال الدين عبدالله بن عبدالله بن هشام الأنصاري وبدل حسمكاتي، ومحي الدين،مغني الطلاب للشيخ محمود بن حسن المغنيسي،ومع هذه الكتب كان يدرس في الفقه الشافعي غاية الاختصارللإمام أحمد بن الحسين أبي الشجاع والمنهاج للإمام النووي. وفي منطقة صولهان مع المنهاج الأنوار لأعمال الأبرارللإمام يوسف الأردبيلي، وهذا الكتاب مجلدان ضخمان،أو هذالأخير فقط. وفي التاريخ تاريخ الخلفاء الراشدين للإمام السيوطي.وفي التفسير تفسيرالقاضي لناصرالدين أبي سعيد عبدالله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، وتفسيرالجلالين للإمامين الجليلين، المحلي، والسيوطي .وفي السيرة نور اليقين، وفي اللغة الفارسية كلستان لسعد الشيرازي.والكتب المذكورة كانت مقررة في المدارس الشرقية قبل خمسين سنة،خصوصا في مدرسة أوخين ونورشين ووماحولهما ومدرسة تلّوا، وما زال تدرس  الكتب نفسها في القرن الواحد والعشرين مع تغييرات خفيفة ، في بعض المدارس وعلى سبيل المثال التغير في أصول الفقه الوجيز لعبدالكريم الزيداني، وفي التفسير صفوة التفاسير للصابوني.وأكثر المدارس لايلتفتون فيها إلى كتب عصرية وأدبية، ويلزم تقرير تدريس الأدب العربي،والكردي، والتركي في المدارس المذكورة، كما قلت آنفا.

وأما أسلوب التعلّم في المدارس فهو أسلوب الحلقات حيث يجلس الطالب على ركبتيه بكمال الإحترام ويستمع إلى شيخه (المعلّم)،حتى يفهم درسه، وأحيانا يعترض الطالب. (مشاهداتي).

 

 

الفصل السادس :

1- البرامج والمناهج مع التعليق:

البرامج والمناهج فيها قديمة جدا،تحتاج إلى التحديث والتطويروترعرع الطلاب بما يلزمهم في هذا العصر،وإعدادهم للحياة،وعدم حرمانهم عن الثقافة العصرية،وتنشئتهم تنشئة صالحة للدين والدنيا،وتجديد المناهج والبرامج، وتحديث المنهج للتكلّم باللغة العربية، مع أنّ التدريس يدوم فيها مدة طويلة، سبع أوثماني سنوات ،لكنّ الدارسين فيها لايستطيعون التكلّم باللغة العربية، ويلزم تدريبهم بمحادثة اللغة العربية،وتوجيههم للتعليم المفتوح، لكى يحصلوا علي الشهادات المعترف بها دوليا،والقيام علي أرجلهم لئلا يحتاجوا إلى معونة غيرهم وصدقاتهم.

 والاحترازمن ضرب المثل العريق في المدارس الشّرعية :

 سئل الفقر أين تعيش    قال فى عمائم الفقهاء

 إنّ بيني وبينهم لإخاء.   عزيز عليّ ترك الإخاء .

وللعلم بأن بدأ التدريس والتعليم فى المدارس  المذكورة مع الدراسة المدرسية بالتعليم المفتوح وعلى إنترنت من بداية القرن الواحد والعشرين،وهذا تطوررائع. لأن هذه العملية تكون وسيلة للحصول على الشهادات(شهادة الثانوية والشهادة الجامعية) المعترف بها محليا ودوليا ،ولم تكن في أيامنا المدرسية هذه الفرصة،وهذه الفرصة فرصة ثمينة.(مشاهداتي).

وتطرق إلى موضوع المدارس المذكورة الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم رئيس جامعة الزهراء في مقالته  تحت مشروع تطوير حلقات العلم الشرعي الخاصة.

فإنّ لحلقات العلم الشرعي في المساجد والزواياَ وفي بيوت السادة العلماء في تركيا عامة وفي شرق تركياَ خاصة دورا كبيرا في الحفاظ على عقائد العامة من الزيغ والانحراف، وللمشرفين على هذه الحلقات من مشايخ الطرق والملاوات دور كبير في إرشاد الناس والحفاظ على سلوكياتهم من الانحلال.

ولكن هذه الحلقات والمدارس الشرعية تحتاج إلى نوع من التطور والدعم لتقوم بدور فعال وإيجابيّ، لذا فهذه المقترحات بخصوصها.

أولا:  تطوير المناهج:

إن المنهج الذي يدرّس في هذه الحلقات  (كتب السلسلة)       وباللغة الكردية  (كتيب ريزي)    له تاريخ قديم منذ مئات السنوات ويركز فيه كثيرا على علوم الآلة   (النحو، الصرف، البلاغة،المنطق...)  

حيث يقضي الطالب من 7-10سنوات في دراستها.

ويكون ذلك على حساب علوم أخري. كعلوم الحديث وعلوم الٌقرآن والخطابة والدعوة والثقافة الإسلامية.

فأرى أن تشكل لجنة عليا في رئاسة الشؤون الدّينية لإعادة النظر في هذه المناهج، بالتخفيف من بعض المقررات واضافة مقررات جديدة.

ثانياً: معادلة إجازات الخريجين من هذه الحلقات والمدارس:

ينبغي بعد تعديل المناهج أن يمنح كلّ من تخرج من الحلقات سواء كانت عن طريق امتحانات للسنوات النهائية.

أو عن طريق إمتحانات من شيوخ الحلقات أن يمنح شهادة تعادل شهادة معاهد الأئمة والخطباء من قبل وزارة التعليم التركية ويفسح المجال أمام حاملها الدخول في الجامعات التركية أو التوظيف في وظائف الحكومة التركية كما هو الحال مع شهادا ت الإمام والخطيب تماما.

 

ثالثاً:

أن تشكل لجنة عليا لدراسة أوضاع المشايخ والملاوات الذين يدرّسون في هذه المدارس. للتأكد من كفاءتهم للتدريس في هذه الحلقات، ويصدرقرار من شؤون الديانة بتعيينهم علي ملاك الدولة ومن احتاج منهم إ لى دورات يمكن أن تقام دورات لتأهيلهم حسب طرق التدريس المعاصرة قبل تعيينهم علي ملاك الدولة.

 

رابعاً:

تكفل الدولة بالنفقات التشغيلية لهذه المدارس، سواء كانت في المساجد أو غرف ملحقة بالمساجد أو مدارس أو مبان خاصة بالشيخ أو بالملآ وتحسين أوضاعها ، لتوفير البيئة المناسبة من حيث النظافة والصحة وغيرها.

إن الاهتمام بهذه الحلقات والمدارس سيكون له أثر كبير في المنطقة من حيث:

 - تنشيط دور العلماء في التوجيه والإرشاد، ومحاربة الفكر الشيوعي والقومي الإلحادي والعلماني (اللاديني).

سيقضي على الحاضنة الشعبية للأ حزاب المتطرفة الدينية المتشددة  (التكفيرية) والقومية المعادية للإسلام.

-محاولة تعيين خريجي هذه الحلقات والمدارس أئمة وخطباء ووعاظ في  مناطقهم للدعوة إلى الله علي بصيرة،ونشر الوعي الديني الوسطي المعتدل.

إن وضع منهج مناسب وخطة مدروسة للدعوة في هذه المناطق كفيل بأن يعيد الناس إلي أحضان الإسلام.فالناس فطرتهم سليمة.ولكن عدم وجود دعاة مؤهلين فيهم، ونشاط الملحدين القوميين العنصريين يحول بين الناس وبين إدراك حقائق الإسلام والتمسك بها. انتهت المقالة.

 أيّها الأخ العزيز اصغ إلى الإيجابيات واحترز عن السلبيات . وطلاب العلم والمشتغلون به لابد أن يكونوا فى أنفة وعزة، وألاّ يكونوا مَسخرة للعوام، ولمن لا يعرفون قدرالعلم، وبعيدىن عن متطلبات العصر.

ولي ملاحظة: بأنه فى المدارس الشّرقية تضيع أنفس الأوقات على الدارسين فيها وعدم حصولهم على المهن، والحرف، يتناسب معهم فى  تأمين الرزق

 وأقر بأن المدارس الموجودة في تركية ليست بمستوى كاف،ولم يصل إلى الهدف المنشود،لذلك يجب الإصلاح بكل معنى الكلمة،والوصول إلى الهدف المنشود، وهو تحصيل العلوم الشرعية،والقيام بالدعوة.(مشاهداتي).

يقول الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنها المولود بتاريخ 470ه في جيلان،والمتوفى بتاريخ561ه وعاش91 سنة، ودفن ليلا في مدرسته : (كل بكسبك ، ولاتأكل بدينك (23) اترك التعصب في المذهب ،واشتغل بشئ ينفعك فى الدنيا والآخرة(25 )

مواعظ الشيخ عبد القادر الجيلانى. قام بجمعها الشيخ صالح أحمد الشامي .المكتب الإسلامي .(2002)ومقدمة الفتح الرباني ص (5-31).

ويتطرق أيضا الشيخ عبد القادر رضي الله عنه إلى نبذة من أحوال المجتمع في أول مقالته! (المجلس العشرون) يوم الجمعة، بكرة بالمدرسة،في الحادي والعشرين من ذي القعدة،سنة خمس وأربعين وخمسمائة هجرية .

 ياأهل هذه البلدة! قد كثر النفاق فيكم،وقلّ الإخلاص،وقد كثرت أقوال بلا أعمال،قول بلا عمل لايساوي شيا،بل هو حجة لا محجة،القول بلاعمل كدار بلا باب ولا مرافق،كنز لاينفق منه،هو مجرد دعوى بلا بيّنة،صورة بلاروح،صنم لا يدان له ولا رجلان(بلايدين،ولارجلين)ولابطش،معظم أعمالكم كجسد بلا روح...الروح: هو الإخلاص والتوحيد،والثبات على كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله، لا تغفلوا، ص (120).

 ونبذة في أحوال المجتمع في آخر مقالته: ويحك! تقعد في صومعتك ،وقلبك في بيوت الخلق،منتظر لمجيئهم وهداياهم، ضاع زمانك،وجعلت لك الصورة بلا معني،لا تؤهل نفسك لشيئ لم يؤهلك الله عز وجل له،إن لم يأتك التأهل من الله عزّ وجل،وإلا ما تقدر عليه أنت ولا الخلق،إذا أرادك لأمر هيأك له...

إذا لم يكن لك باطن صحيح وقلب خال عما سوى عزّ وجل، وإلا فمجرد الخلوة لا ينفعك.اللهم انفعني بما أقول،وانفعهم بما أقول ويستمعون.ص(124).   المصدر: الفتح الربّاني->دار الخير-بيروت.ص(120-124).

وهناك مقولة : المدارس الشّرقية تعلّم الأدب والتربية قبل العلم . ربما تستند هذه المقولة إلى ما روي عن سفيان الثوري.

وكان من عادة سفيان الثوري رحمه الله .أن لايعلّم أحدا العلم حتى يتعلم الأدب،ولوعشرين سنة.

2-المدارس الممتدة للمدارس العريقة التي لها أسبقية:

  مدرسة الشيخ طه في قرية آدكون المرتبطة لقضاء بولانغ-التابع لمحافظة موش.وهي ممتدة لمدرسة نورشين( كورأويماك)العريقة والآن شعبة من أربع شعب لها كما ذكرت آنفا، وكان المدرسون فيها ملا علي وملا لطفي حتى  الشيخ طه أيام كنت أدرس فيها،وكانت هذه المدة شهرين في ربيع عام 1973.

 

ومدرسة  قرية كول جيمن المرتبطة بنفس القضاء لملا ابراهيم  كونش .ودرست فيها مدة شهرين في صيف عام 1973.

وكان هذا العالم أيضا جهبذ من جهابذة علماء الشرق وكان مفتح الأفكار. ولا يشبه علماء الشرق توفى فى تاريخ 28/12/1985  رحمه الله.

ومدرسة قرية خربى قدوسي والآن اسمها    (كول قورو)    المرتبطة بقضاءملازكيرد لملا عبدالله دنيز .ودرست فيها في خريف عام  1973لمدة شهرين.

 ومدرسة قضاء أرجيش التابع لمحافظة وان لملاعبدالله آري المعروف بديبوا.  زرتها، وبت فيها ليلة أو ليلتين.

 

 

ومدرسة تلّوا المرتبط بالإسعرد(سرت) لسيدا ملا برهان مجاهدي. وهو مجاز من الطريقة النقشبندية،ومدرسته كانت مُكَوَّنَة من طابقين: وكان الطابق الأول يستعمل للطبخ والأكل،والطابق الثاني للدراسة والنوم.

وبدأ سيدا ملا برهان بالتدريس في الستينات،ودرست فيها في ربيع عام 1974م لمدة أربعة أشهر. زرتها،وبت فيها في صيف عام1987م قبل ذهابي إلى الحج من نفس البلد بيوم،وهو كان في قافلتي مع حافظ طه،وكانت الصحبة مع الشيخ(سيدا) ملا برهان في مدرسته، وكانت إضافات أبنية جديدة إلى  المدرسة القديمة، وما زالت تتطور وتتسع، وتنشأ الأبنيىة الجديدة،وتضاف إلى المدرسة،وهذه المدرسة هي أكبر مدرسة في الشرق،وتدوم الدراسة في المدرسة المذكورة برعاية الشيخ برهان مجاهدي وأولاده،

ووصلتني المعلومات بتاريخ 8.10.2017م بأنّ خمسمأة طالب  يدرس فيها.

 

ومدرسة الشيخ سيدا في جيزرة .زرتها في ربيع 1974.

 ومد رسة قرية خندق المرتبطة بقضاء  جيزرة،وكان مدرسها ملا عبدالرحمن .بقيت فيها يومين في ربيع 1974ودرست عنده درسين.

ووصلتني المعلومات بتاريخ12/4/2016 بأنه ذهب إلى شمال العراق منطقة كردستان وفتح المد رسة هناك، وأنه ما زال علي قيد الحياة.

وهذه المدارس الشّرقية التى بحثت عنها زرتها، وشاهدتها بنفسي،ودرست في أكثرها،وإن كان الدارسون فيها لا يستطيعون النطق باللغة العربية علي مستوى كاف،لكن كانوا خبراء فى قواعد اللغة العربية، وتحليل العبارات الركيكة من أمّهات الكتب على مستوى رفيع.

وانقطع التعلّم والتعليم  في أكثر هذه المدارس التي بحثت عنها بعد احتلال 12سبتمبر(أيلول) 1980خصوصا في تسعينات القرن الماضي، ما عدا اثنين أو ثلاثة، وازداد عددهم بعدعام 2010 . وهذاالازدياد بدأ اعتبارا من 2004-و2005م والذىن يتولون التدريس والإنفاق  في هذه المدارس أكثرهم أكراد،وهذه المدارس غير رسمية.

وفي بداية القرن الواحد والعشرين بدؤوا مع دراستهم المدرسية يدرسون في التعليم المفتوح،وعلى إنترنت كما قلت سابقا.وفى هذه الآونة، ازداد عدد المدارس وعدد طلابهم فى غازي عنتاب لأن الذين يؤسسون هذه المدارس أكثرهم أكراد أو الذين ينهجون على منهجهم، وإعتبارا من نصف عام  2008 م أزور هذه المدارس،ولي إرتباط بهم خصوصا بعد سكني فيها في غازي عنتاب، وبعد تقاعدي. 

كما ذكرت آنفا، بأن ازدياد وانتشار المدارس في شرق تركية وجنوب شرق تركية، حتى في بعض بلاد الآناضول يكون علامة للخير،وسببا لإصلاح المجتمع ان شاء الله. و يوجد الفرق بين المدارس المنتشرة من ناحية الجودة. (مشاهداتي).

ونظرا لما  مرّ ذكر غازي عنتاب أوعينتاب رأيت من واجبي أن أبحث عمن أنجبته هذه المدينة، العلامة بدرالدين العيني(762هجرية-855هجرية ).

بدرالدين العيني :

هو محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين ابو محمد  بدرالدين العيني الحنفي:

 مؤرخ،علامة من كبار المحدثين.

أصله من حلب ومولده في عينتاب(وإليها نسبته)أقام مدة في حلب ومصرودمشق والقدس.

وولي في القاهرة الحسبة وقضاء الحنفية ونظر السجون، وتقرب من الملك المؤيد حتى عد من أخصائه.ولما ولي الأشرف سامره ولزمه،وكان يكرمه ويقدمه.

ثم صرف عن وظائقه، وعكف على التدريس والتصنيف إلى أن توفي بالقاهرة.

من :كتبه:

(عمدة القاري في شرح البخاري-ط)أحد عشر مجلدا (مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار–خ ) ثم طبع مجلدان،في مصطلح الحديث ورجاله.(الإنترنت).

وتتابع برامج قريبة من برامج مدرسية شرقية في مدارس محمود أفندي ومدارس سليمانية على سطح تركية،لكن برامجهم سطحية بالنسبة لبرامج المدارس الشّرقية.

ومدرسة قضاء بايقان المرتبط بمحافظة سرت لملا  محي الدين أفرنسل.(الهاولي) زرتها في ربيع عام1974 ودرست عند الشيخ درسين تبركا، وكان مقتدرا فى الفتوى .

وله قول مشهور جواباً لمن أهانه (ليس من دأبي أن أسيئ الأدب) توفي بتاريخٍ 1987م رحمه  الله.

 وكانت العطلة الأسبوعية فى هذه المدارس يوم الجمعة.وكانت الألعاب الرياضية تجري فى العطلة الأسبوعية أيضا.

الفصل السابع : نبذة  من حياة العلماء والفقهاء وآرآئهم مع التعليقات:

حسن البصري:

أجمعت المصاد على أن ولادة الحسن-رحمه الله-كانت لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه،أي في سنة(21)هجرية الموافق لسنة (642)ميلادية.

وكان صلاح أمه وتقاها  له أكبر دور في حياة الحسن ،إذ إن أمه خيّرة كانت تقص على النساء،وتدرسهن القرآن الكريم،فنشأ الحسن بوادي القرى هذه النشأة المباركة ،فحفظ القرآن الكريم ابن أربع عشرة سنة وقال بكر بن المزني: من سره أن ينظر إلى أفقه الناس في رأينا فلينظر إلى الحسن.

 فقه الحسن البصري جلد (1) ص 13-14

 

والمذهب الفقهي الشائع في المدارس الشّرقية:

 هو مذهب الشافعي المنتسب إلى محمد بن إدريس الشافعي المطلبي كما أن هذا المذهب كان شائعا في المدارس النظامية التي أسسها الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي،الملقب بنظام الملك،وزير بعض ملوك السلاجقة.  

 

 

 

أصول مذهب الإ مام الشافعي:

مبدأ الشافعي رحمه الله في الإجتهاد ما قاله في كتابه الأم ونصه:الأصل قرآن أو سنة،فإن لم يكن فقياس عليهما،وإذا إتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح الإسناد به فهو المنتهى .والإجماع أكبرمن الخبر المفرد،والحديث على ظاهره،وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره أولاها به،وإذا تكافأت الأحاديث فأصحها إسنادا أولاها،وليس المنقطع بشيئ ما عدا منقطع ابن المسيب.ولا يقاس أصل على الأصل، ولا للأصل: لم وكيف؟ وإنما يقال للفرع لم؟ فإذا صح قياسه على الأصل صح،وقامت به الحجة) اه.

فهو ينظر إلى السنة الصحيحة نظرته إلى القرآن: يرى كلا منها واجب الاتباع،ولا يشترط ما شرطه أبو حنيفة من شهرة الحديث إذا عمت به البلوى،ولاغير ذلك مما سبق،ولا ما إشترطه مالك من عدم مخالفته لعمل أهل المدينة ، وإنما شرط الصحة والاتصال، ودافع دفاعا شديدا عن العمل بخبر الواحد الصحيح. وقد نال بهذا الدفاع حظا كبيرا عند أهل الحديث الذين كانت لهم الكلمة العليا، ولهذا سماه أهل بغداد <ناصر السنة> قال الزعفراني: كان أهل الحديث رقودا حتى جاء الشافعي فأيقظهم فتيقظوا. وبذلك اكتسب الشافعي تأييدا أكبر الطوائف في عصره، وكان لهذا أكبر الأثر في نصرة مذهبه وانتشاره. وقد أخذ بأحاديث غير الحجازيين حيث لم يشترط غير الصحة أو الحسن.

وهو لا يحتج بالمرسل إلا مرسل ابن مسيب الذي وقع الاتفاق على صحته. والشافعي أول من طعن في المراسيل، مخالفا في ذلك الثوري ومالكا والحنفية، الذين كانوا يحتجون بها.

ولم يحتج بأقوال الصحابة، لأنها تحتمل عن اجتهاد يقبل الخطأ،ولم يعتبر ترك الصحابي،أو من دونه، أو أهل بلد أو قطر للحديث قادحا فيه،إذ قد يكون لغفلة عنه، وعدم حفظه، قكثيرا ما إجتهد الصحابة في مسائل ثم ظهر لهم الحديث موافقا فيفرحون أومخالفا فيرجعون. وترك الاستحسان الذي قال به المالكية، والحنفية، بل أنكره، وقال : من استحسن فقد شرع، وألف فيه كتاب إبطال الإ ستحسان،ولم يعمل بالقياس إلا إذا كانت علته منضبطة ورد المصالح المرسلة، وأنكر الإحتجاج بعمل أهل المدينة،وأطال في الأم في رده.

والشافعي بحيازته فقه الحجازيين والعراقيين،وفصاحة البدو، وقوة الحجة،وعذوبة المنطق،وحسن المناظرة،صار وحيد عصره.فلا عجب بعد أن يقبل الناس على إنتحال طريقته ويشغفوا بها، وأن ينتشر مذهبه،دون أن يعتمد  على تأييد حاكم،أو نفوذ سلطان.   تاريخ الفقه للسايس ص 120-121.

وهكذا نراه نشر العلم والفقه بدون تأييد من السلطات الحاكمة، واستمال إليه الناس بقوة فصاحته، وقوة الحجة في ضوء القرآن والسنة.وعرّف الإجتهاد بأحسن مايكون كما في ما يلي:      

 

تعريفه لكلمة الإجتهاد:

والإجتهاد مرادف للقياس فهو مرادف للرأي أيضا. يقول الشافعي في< الرسالة> :قال: فما القياس: أهو الإجتهاد، أم هما مفترقان؟ قلت: هما اسمان لمعنى واحد. تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.ص(137-138).

 

 

سيرة الإمام الشافعي:

قد ولد الشافعىي من أب قرشي نسيب بغزة من الشام سنة 150هجري، ولكنه مات والشافعي في المهد،ونشأ فقيرا، وقد خشيت أمه أن يضيع نسبه ومعه حقوق قد تدفع عنه العوز فلم ترد بعده عن مقام القرشيين ؛ولذلك حملته أمه أن يكون مقامه بمكة.

توفي رحمه الله بمصرسنة (204)هجرية.

وقد روى البغدادي فى كتابه )تاريخ البغداد) بسند متصل أنه قال:(ولدت باليمن فخافت أمي عليّ الضيعة وقالت : إلحق بأهلك فتكون مثلهم، فأخاف أن تغلب على نسبك، فجهزتنى إلى مكة فقدمتها،وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه ذلك فصرت إلى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم. ) لزم الشافعىي شيخ فقهاء الحجازٍ مالكا، وعاش في كنفه، وكان يرحل أحيانا مع هذه الملازمة إلى الصحراء يدّرس القبائل العربية، ويعاشر أهلها أحيانا من الزمن كما كان يرحل إلى مكة ليزور أمه،ويستنصح بنصائحها، وكان فيها نبل حسن وحسن فهم،وتقدير للأمور، ولذلك نقررملازمته لشيخه لم تكن كاملة .

وشيخه الإمام مالك وسيرته:

 ولد بالمدينة من أبوين عربيين من قبائل يمنية  سنة ثلاث وتسعين (93) هجري، وطلب العلم على علمائها،ولما بلغ سبع عشرة سنة نصب للتدريس،بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه،

وقد امتحن مالك سنة 147هجرية،وضرب يالسياط،وانفكت ذراعه،وتوفي بالمدينة سنة (179)هجرية، فأبوه ينتهي إلى قبيلة يمنية،هي قبيلة ذي اصبح، واسمه أنس بن مالك بن أبى عامر الأصبحى، وأمه تنتهى إلى قبيلة الأزد،كما أن أم الشافعي يمنية من الأزد، وليست قرشية، وكان لها فضل فى تكوينه وتنشئته. والإمام مالك ترخص فى الأخذ من الحكام  وكان يعتقد أن للعالم حقا فى بيت المال ،وأن الحكام لايعطونه هبة من مالهم.وإنما يجرون عليه رزقا ،لأنه حبس نفسه على العلم والبحث والفتيا. وكان الشافعى بعد أن حبس نفسه على العلم يأخذ من سهم بنى المطلب الذي فرضه لهم النبي صلى الله عليه وسلم.فما كان يأخذ عطاء،بل كان يأخذ سهما مقدرا في القرآن باعتباره قرشيا من ذوي القربي للرسول صلى الله عليه وسلم. والإمامان أبوحنيفة  وابن حنبل ،امتنعا عن الأخذ من بيت المال امتناعا مطلقا ،ورضى إبن حنبل بأن يعيش فى قل من أن يأخذ مالا لا يدرى أجمع بحله،أم جمع بغير حلّه. المصدر: تاريخ الفقه للسايس ص-111-112-115-116-117-121وتاريخ محمد أبوزهرة ص431/432/365/366) . .

رحل الشافعي إلى العراق رحلته الأولى، بعد أن تشبع من الفقه في الحجاز،على طريقة الحجازيين،فاسترعى نظره تحامل رأيه على أهل الحديث،وبخاصة على أستاذه وعلى مذهبه،وكان أهل رأي أقوى سندا وأعظم جاها،بما لهم من منزلة عند الخلفاء،وبتوليهم شؤون القضاء،ذلك إلى أنهم أوسع حيلة في الجدل من أهل الحديث،وأنفذ بيانا.

 

كان بديهيا أن يدافع الشافعي عن أستاذه وعن مذهبه، وقد نهض الشافعي لذلك قويا بعقله،قويا بعلمه،قويا بفصاحته،قويا بشباب في عنفوانه،وقد روى عنه نماذج من دفاعه عن مالك ومذهبه.

فعن محمد بن الحكم قال : سمعت الشافعي يقول : قال لي محمد ابن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم –يعني أبا حنيفة ومالكاًـ وما كان على صاحبكم أن يتكلم، وما كان لصاحبنا أن يسكت،قال: فغضبت وقلت: نشدتك الله ، من كان أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك أوأبوحنيفة؟ قال مالك،لكن صاحبنا أقيس،فقلت نعم،ومالك أعلم بكتاب الله تعالى وناسخه ومنسوخه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي حنيفة،فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله :كان أولى بالكلام. ولقدعقد الشافعي مناظرات كثيرة بينه وبين تلاميذ أبي حنيفة، نقلها رواة الأخبار،كان في معظمها يعلي من شان الاعتماد على الآثار،ويضعف من شأن الاعتماد على القياس.

ولقد وضع الشافعي في بغداد كتاب < الحجة> ذلك الكتاب الذي اشتمل على ما يعرف بالمذهب القديم،وكان في جلّ أمره ردًا على مذهب أهل الرأي،وكان قريبا من مذهب أهل الحديث،حتى سمي ببغداد < ناصر الحديث>

دراسة تاريخيه للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص86-87

المشهورون من أصحاب الشافعي:

إسماعيل بن يحى المزنني:

أبو إبراهيم إسماعيل بن يحى المزني المصري.ولد سنة 175هجري،وشب على طلب العلم ورواية الحديث،ولما جاء الشافعي إلى مصر سنة199هجري. اتصل به وتفقه عليه،حتى شهد له الشافعي بقوله المزني ناصر مذهبي.

البويطي :

هو أبو يعقوب يوسف بن يحى البويطي. من بويط، قرية من صعيد مصر.أكبر أصحاب الشافعي المصريين،وخليفته في حلقته من بعده.تفقه بالشافعي،وحدث عنه وعن عبدالله بن وهب،وغيرهما. كان الشافعي يعتمده في الفتيا،ويحيل عليه إذا جاءته مسألة.صنف مختصره المعروف في حياة الشافعي،وقرأه عليه بحضرة الربيع.فلهذا يروي أيضا عن الربيع. ولما حضرت الشافعي الوفاة،قالوا من : من يخلفك في مجلسك؟ فقال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من أبي يعقوب،وليس أحد من أصحابي أعلم منه.فتخرج به أئمة تفرقوا في البلاد،ونشرو علم الشافعي .قال الربيع فيه: ما رأيت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من أبي يعقوب البويطي،وكان ابن أبي الليث الحنفي قاضي مصر يحسده،فسعى به

إلى الواثق بالله في أيام المحنة بالقول بخلق القرآن،فأمر بحمله إلى بغداد مع جماعة آخرين من العلماء،فحمل مغلولا مقيدا،      وأريد منه القول بذلك،فامتنع، فحبس ببغداد إلى أن مات سنة 231هجرية.

تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص(121-122).

 ويرى الحسد بين الناس حتى بين العلماء

 

المرادي:

الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي،أبومحمد،راوي الكتب،كان مؤذنا بجامع عمروبن العاص (جامع الفسطاط)،توفي عام 270هجري صحب الشافعي طويلا،حتى صار راوية كتبه، وعن طريقه وصلنا: الرسالة وا لأم وغيرهما من كتب الإمام وتقدم روايته على رواية المزني إن تعارضا.

 

 

حرملة :

حرملة بن يحى حرملة،المتوفى سنة( 266هجري)،روى  

عن الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع،مثل كتاب الشروط (ثلاثة أجزاء)،وكتاب السنن (عشرة أجزاء)،وكتاب النكاح،وكتاب ألوان الإبل والغنم وصفاتهاوأسنانها.

محمد بن الله بن عبدالحكم:

(المتوفى سنة 268)هجىرية،وأحد تلاميذ مالك،كان أهل مصر لايعدلون به أحدا،وكان الشافعي يحبه ويوده،ثم ترك مذهبه إلى مذهب مالك؛لم يخلفه في حلقته،ولأنه مذهب أبيه.

ماقاله الإمام الشافعي لشيخه الإمام مالك، وأصول مذهبه: 

والإمام مالك كان إماما في الحديث وفي الفقه،وكتابه " الموطأ" كتاب جليل في  الحديث والفقه،قال عنه الشافعي رحمه الله:ِ"مالك أستاذي،وعنه أخذت العلم،وهوالحجة بيني وبين الله تعالى،وما أحد أمنّ عليّ من مالك،وإذا ذكر العلماء،فمالك النجم الثاقب،. الفقه الإسلامي وأدلته، للزحيلي.ص(38-37-31). 

أصول مذهبه:

 بنى الإمام مالك رحمه الله مذهبه على أدلة عشرين كما يؤخذ من كلام علماء المذهب:خمسة من القرآن،وخمسة  مماثلة لها من السنة، وهي نص الكتاب،وظاهره وهو العموم،ودليله وهو مفهوم المخالفة،ومفهومه وهو مفهوم الموافقة،وتنبيهه وهو التنبيه على العلة،كقوله تعالى: (فإنه رجس، أو فسقا) فهذه عشرة.

والبقية هي : الإجماع،والقياس، وعمل أهل المدينة،وقول الصحابي،والإستحسان،والحكم بسد الزرائع،ومراعاة الخلاف،فقد كان يراعيه أحيانا، والإستصحاب،والمصالح المرسلة،وتمام العشرين شرع من قبلنا.

تاريخ الفقه الإسلامي للسايس (113).

 

تفقه الشافعي أول ماتفقه على أهل الحديث،من  علماء مكة كمسلم بن خالد الزنجي،وسفيان بن عيينة،ثم ذهب إلى إمام أهل الحديث مالك بن أنس في المدينة المنورة،فلزمه ولقي من عطفه وفضله ما يجعله يحبه ويجلّه.

 

  والشافعي مع الحب الشديد لمالك وتعظيمه له،لم يستسلم إلى ما يسمعه من الإمام مالك من الفقه،ويقلده تقليدا أعمى،بل كان يعمل عقله وفكره في كل ما يسمعه، فإن وجده قوي الحجة استكان له، ,وإن وجد غيرذلك عرض ما عنده بكل أدب وإحترام وتقدير،غير منكر فضل معلمه ومربيه.

فالنقد عندالعقلاء لا يتعارض مع المحبة والتقدير،   

وبمرور الزمن صار الدور الرابع دور التقليد والاتباع،ونبذ الإجتهاد والإبداع،فبعد أن كان المسلمون في الدور الذي سبق هذا الدور،فيهم عامة يقلدون،وفيهم أئمة يقلدون ويجتهدون،صاروا كلهم في هذا العهد مقلدّين،ونسي العلماء ماقاله أبو حنيفة فيمن سبقه من الفقهاء:"هم رجال ونحن رجال" وما قاله مالك بن أنس:"ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك،إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم،وما قاله الشافعي رحمه الله:"إذا صح الحديث فهو مذهبي،واضربوا بقولي عُرض الحائط"وقال أيضا"إذاوجدتم سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فخذوا بالسنة،ودعوا قولي فإني أقول بها". الفقه الإسلامي للوهبه الزحيلي  ص37، ودراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.ص129.

وكان الشافعي مهتما بالسنة على كل حال، ومدافعا لها،

وهكذا نرى في مجريات التاريخ الإسلامي بأن السلف الصالح كانوا يعتمدون على المنابع الإسلامية وليس على الرجال.وهناك مقولة مشهورة تستند الى الإمام علي رضي الله عنه،وكرم الله وجهه،" لاتعرف الحق بالرجال،ولكن إعرف الرجال بالحق".

ويلزم لأهل الحق الابتعاد عن الجهل،وقديما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:< ما جادلت عالما إلا غلبته،ولا جاهلا إلا غلبني>. البراهين العلمية لمحمد فؤاد البرازي ص116.

  روى البغدادي في كتاب < تاريخ بغداد>عن أبي الفضل الزجاج قال:< لما قدم الإمام الشافعي إلى بغداد ، وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أوخمسون حلقة،فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم :قال الله وقال الرسول،وهم يقولون: قال أصحابنا،حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره.

ويروى عن أحمد بن حنبل أنه قال:ما أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلاّ وللشافعي عليه منة ، فقلنا يا أبا محمد كيف ذلك؟ قال: إن أصحاب الرأي كانوا يهزؤن بأصحاب الحديث حتى علمهم الشافعي، وأقام الحجة عليهم.

 دراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن. ص 87.

ونشأت على مذهب الشافعي، ولكن اتفقت المذاهب الأربعة بأن الخروج من الخلاف أولى. لذلك أميل إلى نقاط الاتفاق إن أمكن والا أميل إلى رأي الجمهور فى الآراء الفقهية إن كان لي بحث كاف كالمبيت بمنى ليلتين، وعقد النكاح بالولي، وإلاّ آخذ بمذهب الشافعي أساسا.

وللعلم بأن أعلام الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب الأربعة المذكورة وغيرهم من الفقهاء والمجتهدين لهم سبق فضل في نشرالوعي الديني والفقه الإسلامي.ومن هذا القبيل كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. بالإضافة إلى إمارته خير معلّم لأهلها، حيث علّمهم القرآن وأمور الدين المختلفة،وفى هذه الآونة لا ترى البدع  التي أحدثت فيما بعد،والفضل فى هذا يرجع الى السلف الصالح الذين تربوا على الوعي الإسلامي وكانوا لايسمحون بذالك،لأنهم نشؤوا من منبع الإسلام وهو القرآن والسنة.(ملاحظاتي)

 

رأي الشافعي في البناء على القبور، واتخاذها مساجد:

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم،أمته عن البناء على القبور وتعظيمها بأى نوع من أنواع التعظيم . وأخبر أنه لا يفعل ذلك إلاّ شرار الخلق عند الله. فعن جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول ألا وإنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاليحهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبورمساجد، أنى أنهاكم عن ذلك.رواه مسلم فى صحيحه.قال الشافعى-رحمه الله ولم أر قبورالمهاجرين والأنصار مجصصة.قال الراوي عن طاوس :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تبنى القبورأوتجصص.

 

قال الشافعي :وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها،فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك،إستشهاد الحسين ومعركة كربلاء للدكتور علي محمد محمد الصلابى ص  108-105  ) .وهذا إن دلّ على شيء  فإنما يدلّ بأن السلف الصالح  كانوا لا يرضون بالبدع وكانوا يحاربونها بأشد مايكون.

 رأي الشوافع في قيام الناس بعضهم لبعض كما هو المعتاد هل هو جائز أم مكروه أم حرام ؟ وهل ثبت في جوازه أو منعه شيئ؟ أجيب القيام لأهل الفضل وذوي الحقوق فضيلة على سبيل الإكرام، وقد جائت به أحاديث صحيحة ،وقد جمعتها من آثار السلف وأقاويل العلماء في ذلك، والجواب عما جاء مما يوهم معارضتها وليس معارضا وقد أوضحت كل ذلك في جزء معروف، فالذي نختاره ونعمل به واشتهر عن السلف من أقوالهم ، وأفعالهم جواز القيام واستحبابه على الوجه الذي ذكرناه، والله تعالى أعلم. فتاوى الإمام النووي صفحة (49).

هل يجوزلمن تمذهب بمذهب أن  يقلد مذهبا آخرفيما يكون به النفع ويتتبع الرخص؟ أجاب رضي الله عنه : لا يجوز تتبع الرخص، والله أعلم. فتاوى النووى صفحة 168هذا رأيه وقناعته.رحمه الله.

وكان أكثر رواد البدع الشيعة. ولما مررنا في عام 1976 م  بطريقنا للحج بمدينة كربلاءزرنا قبر سيدنا الإمام حسين رضي الله عنه بكربلاء. فقال لي الحارس طف طف. قلت له . لا طواف إلا حول الكعبة فقال لي يكون هنا أيضاالطواف. فقلت له. معاذ الله ان يكون هناالطواففيا لله أليس هذا من أبشع البدع !.(مشاهداتي).

وأشار الدكتورعلي محمد محمد الصلابي فى كتابه الدولة الحديثة المسلمة فى صفحة 8 اقتباسا عن الدكتور يوسف القرضاوي. ومن قرأ كتب الفقه الإسلامي وجدها تشمل على شؤون الحياة كلها من فقه الطهارة،إلى فقه الاسرة،إلى فقه المجتمع،إلى فقه الدولة،وهذا فى غاية الوضوح لكل طالب مبتدئ،ناهيك بالعالم المتمكن. إنّ الفقهاء أدركوا ضرورة التمييز فى أبواب الفقه،فوضعوا أبوابا للعبادات وأبوابا للمعاملات. وبذلك فرّقوا بين المسائل المتعلقة بالعبادة والمعاملات.ويمكننا اليوم أن نسمي أبواب الفقه الخاصة بالمعاملات بالقانون الإسلامي. انتهى كلام يوسف القرضاوي

ولقد حان الوقت أن يترك المنصف وصاحب الضمير الديمقراطية المسمومة المزروعة من قبل الغرب والأوربا.ويتجه إلى الفقه الإسلامي والنظام الإسلامي . والنظام الديمقراطي المطبق  في المجتمعات الإسلامية  مستورد من الدول الغربية والأوربا .لا يتفق مع قيمنا، ويخالف شرع الله، ويستند إلى المحصول البشري والتشريع البشري.

وقال علي أبي طالب رضي الله عنه، وكرم الله وجهه على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وعلى الرعية السمع والطاعة. تفسير البغوي- جلد (1).

 والقانون الإسلامي  نابع من القرآن والسنة ، وهو تشريع رباني شامل لجميع النواحي ،وكافل لإحقاق الحق،وإزهاق الباطل،وصيانة مصالح الناس في جميع شؤونهم : المالية والاجتماعية والأسرية والدولية، فى حين إنه لم يوجد إلى الآن تشريع شامل أو عادل مع ما مرّ على الإنسانية من تجارب وخبرات، وعدم وجود تشريع إسلامي شامل إلى الآن هو خسران للبشرية جمعاء.بصفة عامة وللعالم الإسلامي بصفة خاصة(ملاحظاتي).

وأنزل الله كتابه العظيم، ليكون دستورا للمسلمين، ومنهاجا يسيرون عليه في حياتهم، فيستضيؤن بضيائه، ويهتدون بهديه، ويقتبسون من تعاليمه الرشيدة، ونظمه الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزة،ويرفع بهم إلي ذري المجد والكمال، ويؤهلهم إلي قيادة ركب الإنسانية، ويجعلهم السادة والقادة في هذه الحياة يسيرون بالأمم إلى حياة العزة والكرامة الحكيمة ما يجعلهم في أوج السعادة والعزّة،  ويرفع بهم إلي ذُري المجد ، ويوصلونهم إلي شاطئ الأمن والاستقرار والسلام. وإنه لمن المؤسف أن يكتفي المسلمون من القرآن بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها، في المآتم والمقابر، وعند الإحتفالات الرسمية، ثم لا يكون للقرآن منهم نصيب إلا الطرب بالسماع أو التبرك بالتلاوة! وهذا ما عناه الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله: يتخذون القرآن مزامير!

 

وقد نسي المسلمون أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبره وتفهمه، وفي الاهتداء بهديه، والاستفادة من تعاليمه وتوجيهاته، ثم الوقوف عند أوامره ومراضيه، والبعد عن مساخطه ونواهيه، والله تعالي يقول: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدّبروا آياته وليتذكّر أولو الألباب).سورة ص آية  29

ويقول سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها)سورة محمد آية24 ويقول جلّ ذكره (ولقد يسرنا القرآن للذّكر فهل من مّدكّر) سورة القمر : آية 17.22.32.40.

 

فما أشبه المسلمين اليوم بالرجل العطشان يموت من الظمأ والماء بين يديه! أوبالحيوان يهلك من الجوع والعطش والزاد والماء على ظهره!

وما أجمل قول القائل:

كالعيس في البيداء يقتلهاالظّما والماءفوق ظهورها محمول

ولقد صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. حين قال:(لقد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسكتم بهما بعدي أبدا،كتاب الله، وسنتي). رواه أصحاب السنن.المصدر: التّبيان في علوم القرآن للشيخ الأستاذ محمد عليّ الصّابونّي.ص.79-80.

وأحيط علما لمن يهمه الأمر بأن مصدر التشريع الإسلامي الأساسي هو القرآن والسنة، ثم القياس والإجماع.

ويشبه منهج التدريس في المدارس نوعا ما طريقة سقراط، وأبي حنيقة،حيث أن أبا حنيفة كان يرجح بأن يكون النقاش حرا بكل معنى الكلمة في المحاورات.  

 

أبوحنيفة:

وهونعمان بن ثابت بن زوطى المسمى بأبي حنيفة،ولد سنة ثمانين (80) هجرية،وفي سنة ست وتسعين حج مع أبيه،وأبو حنيفة أول من إشتغل بالفقه التقديري، وفرض المسائل التي لم تقع بعد، توفي رحمه الله سنة مأة وخمسين (150)هجرية.

تاريخ الفقه للسايس ص104-108

(113)

 

 

 كانت طريقته فى درسه تشبه طريقة سقراط في محاوراته، فهو لا يُلقي الدرس إلقاء، ولكن يعرض المسألة من المسائل التى تعرض له على تلاميذه،ويبين الأسس التي تبنى عليها أحكامها،فيتجادلون معه،وكل يدلي برأيه،وقد ينتصفون منه ويعارضونه في إجتهاده،وقد يتصايحون عليه حتي يعلوضجيجهم،وبعد أن يقلب النظر من جميع نواحيه، يدلي هو بالرأي الذى أنتجته المحاورات،ويكون ماانتهى إليه  هو القول الفصل،فيقره الجميع،ويرضونه.وكان أبوحنىيفة تاجرا ويؤمن مصروفاته من كسبه التجارى ولم يقبل أية ولاية، واضطهد فى هذا السبيل . تاريخ المذاهب الإسلامية محمد ابوزهرة ص(357).

 اعتقد بأن هذه الطريقة صحيحة فى الوصول إلى النتيجة وأنا أميل إلى هذه الطريقة فى إثبات الحق والوصول إلى النتيجة.منذ كنت طالبا في الجامعة.

وللعلم بأن أبا حنيفة أولا كان كلاميا ثم كان فقيها .وسمى بالفقيه الحر. ربما ينبع هذا من شتغاله بعلم الكلام واهتمامه به في باكورة  شبابه. وربما بناء على هذا أسس مذهبه  على الرأي.(ملاحظاتي).

 وكان يقول وا عجبا للناس يقولون بأن أبا حنيفة يفتي بالرأي، أنا لا أفتي بالرأي وإنما أفتي بالأثر وأفتي بالرأي إذالم يوجد نص.

راجع التاريخ المذكور، ودراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.

يقول الإمام مالك في مدحه لأبي حنيفة :

عن مالك بن أنس أنه كان يقول: اجتمعت مع أبي حنيفة وجلسنا أوقاتا ،وكلمته في مسائل كثيرةفما رأيت رجلا أفقه منه، ولا أغوص منه في معنى وحجة.وروى أنه كان ينظر في كتب أبي حنيفة.رحمهما الله، ويتفقه بها.

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبد الرزاق- الطبعة الثالثة ص (211).

وهناك من ينقد أبا حنيفة ويسند رأي أيضا للإمام مالك في النقد. وحاصل الكلام أنه بين مادح وناقد.

ويقول محمد بن ادريس الشافعي، المطلبي،القرشي في مدح نعمان بن ثابت المسمى بأبي حنيفة:

هنيأ لأرباب النعيم نعيمهم ولعاشق المسكين ما يتجرع

أعد ذكر نعمان لنا  إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع ملا جامي وهامش ملا جامي ص 32.

ويقول أيضا: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.

الفقه الإسلامي ,وأدلته ، للدكتور وهبه الزحيلي.ص. 30
وتاريخ الفقه للسايس ص.105

 قال ابن المبارك: أفقه الناس أبو حنيفة، ما رأيت في الفقه مثله.وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: لا نكذب والله،ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة،وقد أخذ نا بأكثر أقواله،وقال النضر بن شميل: كان الناس نياما في الفقه حتي أيقظهم أبو حنيفة بما تفقه وبينه. تاريخ الفقه الإسلامي للسايس ص 105.

 نرى العلماء الذين سبق ذكرهم تجردوا عن التعصب المذهبي،وأدّوا الأمانة العلمية بكل الكلمة،وأدوا لكل ذي حق حقه،ولم ينقص منهم احترام آرائهم.اللهم إلا أن يكون الرأي المبدى يخالف عقيدتهم،ويلزم لباحث الحقيقة أن ينظر إلى الأمور نظرة واقعية،ويتجرد من التعصب،وكنت شغوفا بهذه الطريقة حينما كنت طالبا في الجامعة .(ملاحظاتي)

 زعم بعض الناس أن أبا حنيفة كان قليل البضاعة للحديث،وأنه لم يرو إلا سبعة عشر حديثا،وهو قول باطل،على رأي سايس.فإنه قد صح عنه أنه إنفرد بمأتي حديث وخمسة عشر حديثا، سوى ما إشترك في إخراجه مع بقية الأئمة.وله مسند  روى مأة وثمانية عشرحديثا في باب الصلاة وحدها. قال ابن حجر العسقلاني في كتاب < تعجل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة>أما مسند أبي حنيفة فليس من جمعه،والموجود من حديث أبي حنيفة إنما هو كتاب الآثار التي رواها محمد بن الحسن عنه،ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن وأبي يوسف قبله من حديث أبي حنيفة أشياء أخرى.

وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارتي وكان بعد سنة 300هجرية بحديث أبي حنيفة، فجمعه في مجلدة،ورتبه على شيوخ أبي حنيفة اه.

 وقد طعن أهل الظاهر على مذهب أبي حنيفة، وقالوا : إنه فلسفة فارسية، صيرت الفقه الذي هو شريعة منزلة عملا وضعيا، وقالوا: إنه لا يجوز التعويل إلا على النصوص. تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص(105-106-107)

 

ويفهم مما ذكر بأن أبا حنيفة ليس كما قال بعضهم بأنه كان يعتمد على الرأي فقط،وإنما كان يعتمد على النص ,وأنه يكذب ذلك بنفسه كما ذكرت سابقا . وأما ما قال أهل الظاهر خاص بهم، ومخالف لقناعة الجمهور. وكان حساسا في رواية الحديث.(ملاحظاتي)

أحمد بن حنبل وسيرته:

      ولد أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي ببغداد سنة 164هجرية ونشأ بها،وأكب على السنة يجمعها، ويحفظها،حتى صار إمام المحديثين في عصره،توفي رحمه الله ببغداد سنة 241هجرية.

 

 

ومدح الشافعي أحمد بن حنبل وقال: خرجت من بغداد،وما خلفت فيها أفقه ولا أروع ولا أزهد ولا اعلم من أحمد بن حنبل.

 

وقد امتحن أحمد في زمن المأمون، والمعتصم، والواثق: بالضرب، والحبس،والإخاف، والإرهاب وأريد على القول بخلق القرآن،فأبى كل الإباء،وما وهن ولا ضعفت عزيمته لهذا الإذاء،وبذالك صار زعيم حزب عظيم من أحزاب الإسلام.حتى إن العالم إذا وضعه أحمد لم يرتفع وإذا رفعه لم ينحط،وإذا قال في واحد :بئس، نبذ حتى لم يشهدوا جنازته،وإذا قال في عالم: نعم صار مقبولا محبوبا.قال إبن المديني : إن الله أعز الإسلام برجلين: أبي بكر يوم الردة، وابن حنبل يوم المحنة.

تاريخ الفقه الإسلامي للسايس.ص105-106-123.122-125.

أبو سليمان:

هو داود بن علي الأصفهاني الظاهري المولود بالكوفة سنة 202هجرية،المتوفى في بغداد عام 270هجري مؤسس المذهب الظاهري،كان داود من حفاظ الحديث،فقيها مجتهدا، صاحب مذهب مستقل ، بعد أن كان شافعيا في بغداد. واساس مذهبه العمل بظاهر القرآن والسنة،مالم يقم دليل على إرادة غير الظاهر.

       ويقول الإ مام السبكي المتوفى سنة 771هجرية في كتابه جمع الجوامع ،صفحة         490-491).بأن الشافعي،ومالكا،وأباحنيفة،وأحمد،والأوزاعي،وإسحاق، وداود،وسائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم.

جمع الجوامع في علم أصول الفقه لللإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولي2011م والفقه الإسلامي وادلته للوهبة الزحيلي ص41. 

 

 

الإمام الشاطبي الأندلسي :

ويقول الإمام الشاطبي أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الأندلسي الذي أنجيته غرناطة، المتوفى سنة 790هجرية في تعريفه للفتوى.

تعريف الفتوى لغة واصطلاحا:

أولا : في اللغة :

إنّ (الإفتاء) مصدر الفعل (أفتى)-يقال:أفتاه في الأمر،أى ابانه له،ويقال :استفيتُه فأفتاني إفتاء، أي أجابني.

والفَتوى والفُتى: اسمان يوضعان موضع المصدر (الإفتاء).

وأهل التفاني : أهل التحاكم وأهل الإفتاء. والفُتيا: تبين المشكل من الأحكام. والفُتيا والفُتوى والفَتوى :ما أفتى بها الفقيه.

  وثانيا : في الإصطلاح:

 الفَتوى بمعنى الإفتاء، وهو الإخبار بحكم الشرع لا على وجه الإلزام. فالمفتي ليس له حق إلزام المستفتي بالحكم الشرعي الذي أخبره به؛ أما القاضي فإن سلطته تخول له الإلزام .

الفرق بين فتوى المفتي وحكم الحاكم :

 إذا أفتى المجتهد فإنه معتمدا الأدلة الشرعية من القرآن والسنة ونحوهما،للإستنباط الحكم الشرعي المسئوول(المسئول) عنه.

 

وإذا تولى القضاء وانتصب لفصل النزاع ، فإنه يتتبع الحجاج ويسمع البيّنةَ والإقرار،ويجتهد في الحكم المناسب .

فهو في القضاء يُنشيئ حكماً،بعد أن فُوض إليه ذلك بمقتضى ما تبوأ من مكانة علمية، وما ورث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما جاء في قوله تعالى : (وأن احكُم بينهم بما أنزل الله ) سورة المائدة: الآية:49.

وهو في الفتوى مخبرٌ بما فهم من حكم عن الله عزّ وجل الذي يسَّر له الأدلة الشرعية.

ومما يدل على ما كان من إعجاب بشخصيته ومسايرة لاتجاهه وثقة بعلمه،حيث إن تلميذه أبا عبدالله المُجَاري قصده إلى داره طالبا الوَصاة منه ، فقال له : (قد وصاك الله تعالى قبلي)  ثم تلى قوله تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيّاكم أن اتقوا الله).سورة النساء:الآية:131.

وفي حكم دعاء الإمام للجماعة في أدبار الصلوات، وقد كان  الشاطبي رحمه الله يميل إلى المنع.

   فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية. 58-57-67-68-70).

ومما ذكر يعرف بأن العلماء كانوا خير قدوة لنا في الجهد للوصول إلى معرفة الحق.

 

 

ونتابع آرائه في الفتوى والمفتين:

يرى الإمام الشاطبي أن الفتوى تحصل من المفتي من جهة القول والفعل والإقرار،كما حصلت من المفتي الأول رسولنا الأكرم وأسوتنا الحسنة صلى الله عيه وسلم، ويقول (حق على المفتي أن ينتصب للفتوى بفعله وقوله،بمعنى أنه لابدّ له من المحافظة على أفعاله حتى على قانون  الشرع، ليتخذ فيها أسوة). والإقرار يعدّ من جملة الأفعال.

وكل جهة من هذه الجهات خالفت مُقتضى العلم وتنافت مع الدين لم يصح الاقتداء بها ولا جعلها أُسوةً.

 ويؤكّد الشّاطبي على مطابقة قول المفتي لفعله،لأن الشرع ذّم

الفاعل بخلاف ما يقول ، فقد قال تعالى : (أتامرون الناس بالبرّوتنسون أنفسكم). ولأن هذه المطابقة يرجى معها حصول الانتفاع والاقتداء به،فالشارع قد نصبه ليؤخذ بقوله وفعله،لأنه وارث النبي صلى الله عليه وسلم . (فإذا خالف فقد خالف مقتضى المرتبة وكذب الفعل القول).

 وهو يرى أن يحمل المفتي الناس على المعهود والوسط، منجبا بهم طرفي الشدة بالانحلال، ذلك (أنّ مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط،فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ، ولذلك كان ماخرج عن الوسط مذموما عند العلماء الراسخين.)

ويوضح أن العنت والحرج يؤديان إلى بعض الدين،والانقطاع عن سلوك طريق الآخرة، وأن الانحلال مظنة اتباع الهوى والشهوة، وذلك مهلك،(فعلى هذا يكون الميل إلى الرخص في الفُتيا بإطلاق مضاداً للمشي على التوسط، كما أن الميل إلى أن الميل إلى التشديد مضاد له أيضا).

وينصح المفتي الذي يُحمّل نفسه من التكليف ما هو فوق الوسط بأن يُخفي ما لعلّه يُقتدى به فيه،لأنه قد يقتدى به من لآطاقة له بذلك العمل فينقطع عنه،وإذا صادف ظهور عمله للناس نبَّه عليه، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فاق الناس عبادة وخلقا، ويقول الله تعالى (واعلموا أنّ فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من ألأمر لعنتُّم ). سورة الحجرات: الآية: 6 . 

ولم يكن يرضى عما يعمد إليه بعض المفتين من تتبع رخص المذاهب لغرض أو شهوة، ومن إيثار الصديق والقريب بفتوى تعتمد قولا ضعيفا لغرض ذلك القريب والصديق وإرضائه.

ويرى(أنه ليس للمقلَّد أن يتحيّر في الخلاف) لأن(ذلك يفضي إلى تتبع رخص المذاهب من غير استناد إلى دليل شرعي ...وأيضا فإنه مؤد إلى إسقاط التكليف في كل مسألة مختلف فيه ...بخلاف ما إذا تقيد بالترجيح فإنه متّبع للدليل،فلا يكون متبعا للهوى ولا مسقطا للتكليف).

ومع هذا فقد سلف أن قدم رأيه في عدم الاعتراض على ما جرى عليه الناس من عمل بأقوال مرجوحة،حتى لايفتح باب التشويش على العامة، وتندلع نار الخصام.

 

وكان يوصي باتباع الواضحات والإعراض عن المشكلات ، ويقول أما من تعسف وطلب المحتملات والغلبة بالمشكلات، وأعرض عن الواضحات فيخاف عليه التشبه بمن ذمه الله في قوله فأما الذين في قلوبهم زيغ). سورة آل عمران :الآية:7 . فتاوى الإمام الشاطبي ص (91-92-93).

 

وهذا ملحظ متعلّق بمنهج البحث وطريق الاجتهاد، ينفع المفتين وغيرهم إذا ما راعوه.  والإمام الشاطبي رحمه الله، قد راع  العزيمة في كل الأحوال، وابتعد عن التلفيق.

فإن أشرف ما يقدّمه الإنسان للبشرية ما كان فى خدمة القرآن ،والسنة النبوىة، والعلوم الشرعية، والمجتمع الصالح،ومعرفة الحق.

والمدارس التي بحثنا عنها تعَّبر في سورية بالمعاهد  للعلوم الشرعية التي شاهدتها كان لها نوع  من الشبه في البرامج والمناهج للمدارس النظامية والمدارس الشرقية (شرق تركية)،لكن كان أصول المدارس النظاميةعريقة، وأصول المدارس الشرقية ضعيفة،والمعاهد مما نحن فيه هى : الفرقان، الفتح الإسلامي والأمينية بدمشق، ومعهد الروضة الهدائية الشرعى بحماة . ومعهدا النبهاني والشعبانية فى حلب من المعاهد التي تقدم الخدمة للعلوم الشرعية فى الأيام التي كنت أدرس في سورية. مناهجهم وبرامجهم قريبة من بعض، ويوجد تشابه كبير بين المدارس الشّرقية فى تركية، ومعاهد العلوم الشرعية في سورية في نشر العلم، والوعي الإسلامي.

وما شاهدته واطلعت عليه في معاهد وجوامع سورية، كما شاهدته في المدارس الشرقية:

هو أن العلم الحق  في مزاحمة العلماء بالركب والجلوس بين أيديهم ساعات طوال، واستئنافهم السؤال تلو السؤال، وإعلان كلة الحق أمام السلطة الاستبدادية والظالمة، وكان من علماءدمشق  الذين أبرزوا هذه الجرأة، أمثال:( عبد الكريم الرفاعي،ملا رمضان البوطي، أحمد الدَّقر، حسن حبنَّكة) الذين رأو ضرورةَ إعلان كلمة الحق أمام السلطة الاستبدادية.  و في هذا الأخير، الشيخ حسن الحبنّكة ، قيل فيه: إنّه"علم،عمل،جهاد،خلق ودعوة إلى الله على بصيرة".  وشيخ القراء الشيخ حسين خطاب كان خطيبا، فصيحا، وبليغا، وكنت أحضر خطبه .أحيانا، وتلقيت بالعالمين الجليلن، ملا رمضان والشيخ حسن حبنكة، أيام دمشق.

وتلقيت الدراسة سنة ونصف في معهد الفرقان الذي كان بحيّ المهاجرين تحت جامع مرابط والدراسة فيه خمس سنوات ما عدا السنة التحضيرية وكانت الدراسة فيه عموما عبارة عن العلوم الشرعية مع الحساب وجغرافيا العالم الإسلامي واللغة الإنجيليزية والأدب العربي مع الصرف والنحو.

وكان المدرسون في هذا المعهد  ذاعلم، ووقار، ونشاط، وعلى رؤسهم الشيخ نايف عباس كان علامة من الأعلام ومشعل النور والضياء وجهبذ من جهابذة المشايخ فى دمشق وكان عمره حينئذ 75 م وكان يأتى إلى المعهد، وبيده كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين للسيوطي. يقرأ مع أنه لايبصرإلّابعين واحدة . وكان مدير المعهد نورالدين قره على خطيبا بليغا، جامعا للشباب في الجامع الذى يخطب فيه بقوة خطابه. والشىخ عبد الرزاق غير الشيخ عبد الرزاق حلبي الذى كان مدرسا في معهد الفتح الإسلامي وإماما للجامع الأموي والشىخ نذير والشىخ محمد يوسف الذي زرته فى ملطيا بتاريخ 12/4/2016 م والشيخ موسى العربي كان على معرفة واسعة في اللغة العربية والأدب العربي وكان هناك مدرسون لا أتذكر اسماءهم.

 ودرست في المعهد المذكور في العام الدراسي 1974-1975 ونصف العام الدراسي 1975- 1976.

 ثم إنتقلت بعد نصف السنة إلى معهد الروضة الهدائية الشرعي بحماة.

وما شاهدت واطلعت عليه في معاهد سورية، هضم النفس وعدم التعصب، وللأسف الشديد، لم أر هذا في المدارس الشرقية.

ويجب للمسلم خصوصا للطالب الشرعي أن يبتعد عن العنصرية والتفرقة وفى ذلك يقول الله عزوجل(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) يعنى : آدم وحواء، زجرهم عن التفاخر بالأنساب ،والتكاثربالأموال، والازدراء بالفقراء، فإن المدار على التقوى؛ أى: الجميع من آدم وحواء،

 

 إنما الفضل بالتقوى(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) خلق الله الخلق بين الذكر والأنثى أنسابا، وأصهارا، وقبائل، وشعوبا،وخلق لهم منها التعارف، وجعل لهم بها التواصل بالحكمة التي قدرها، وهو أعلم بها.  (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) فى هذه الآية ما يدلك على أن التقوى هى المراعى عند الله تعالى، وعند رسوله دون الحسب،والنسب، وفي الترمذي عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.قال :الحسب:المال،والكرم،والتقوى وذلك يرجع الى قوله تعالى (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)والتقوى: معناه :مراعاة حدود الله تعالى  أمرا ونهيا،  والاتصاف بما أمرك أن تتصف به ،والتنزه عما نهاك عنه (إنّ الله عليم خبير) سورة الحجرات الآية (13)  (مختصر تفسير القرطبي جلد 3ص184-185) .و هذه الآية والحديث يدلان على أن التفرقة والعصبية غير موجودان فى الإسلام .

 وللعلم بأن الاتحاد قوة، والنزاع ضعف.يقول الله تعالى(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) سورة آل عمران الآية (159)و يقول الله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين ) سورة الانفال الاية (46) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام (الجماعة رحمة، والفرقة عذاب)رقم الحديث (358). عبدالله بن أحمد فى زوائد المسند.والقرآن والسنة يدلانٍ علىى أهمية الاتحاد والابتعاد عن النزاع كما أنّ هناك آيات وأحاديث  تدل على أهمية الاتحاد والتجنب عن النزاع والتفرقة،

وبعد إلقاءضوء على المدارس وما يجب أن يقوم به الطالب،أقول بكل معنى الكلمة، بأنّ تبديل الدراسة من الجوامع إلى الجامعات لم يكن بخير، وأن العلماءلم يكونوا بمستوى كاف، وعلى طريق السلف الصالح تخرجوا من الجوامع ،وليس من الجامعات، وعلى الركب عند الشيوخ وليس علي المقاعد.

والتعصب  مرفوض من جميع النواحي ،المذهبي والقومي. ويجب للمسلم أن يبتعد عن التعصب القومي كما يجب أن يبتعد عن التعصب المذهبي، نقلته سابقاعن الشيخ عبد القادر الجيلاني.(تعليقاتي)

وتبيان ذلك ما ورد في السنة.

ومن هذا القبيل عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل علي عصبية ،وليس منا من مات علي عصبية. رواه أبوداود.وقال أيضا إن الله عزوجل أوحى إليّ أن توا ضعوا ،لايبغى أحد على أحد ،ولا يفخر أحد على أحد.رواه مسلم .وقال أيضا(أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم؟! دعوها فإنها منتنة).رواه البخاري. والعصبية تقلب الحق باطلا والهدى ضلالا،والخير شرا والظلم عدلا، وتجعل العدو صديقا  والصديق عدوا،وتختل في ظلها كلّ الموازين، ومقّتها رسول الله صلى الله  عليه وسلم ونفّرها تنفيرا شديدا. بناء على هذا لاعصبية فى الإسلام. ويجب أن يراعي جميع الحقوق لكل إنسان، وأن لا يتعرض أحد للظلم. وأن يعّبر نفسه بكل الحرية وأن لايتعرض للضغط من  أحد، وأن يكون الطالب حر الرأي والضمير في تعبير آرآئه، كما ماورد من العلماء الأجلاء في الأمثلة  .

مقطتفات من الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن أحمدالغزالي،الشافعي،

 المدّرس في المدرسة النظامية ببغداد، ولم يتجاوز عمره أربع وثلاثين سنة حينئذ،  والمدّرس بمدرسة النظامية بنيسابوربعدعزلته،  المولود فى طوس عام 450 هجري والمتوفى بتاريخ (505) هجري، وهوكان من أسرة فارسية، فقيرة،الذي نقد الفلاسفة فى عشرىن مسألة، فى كتابه تهافت الفلاسفة،يكفر فى ثلاثة مسائل:

1. قدم العالم.

 2. علم الله بالكليات وليس بالجزئيات.

3.الحشر روحاني وليس جسماني.

يبدع ويفسق فى سبعة عشر مسألة.وقبل كتابة الكتاب المذكور كتب كتاب مقاصد الفلاسفة يعد هذا الكتاب توضيحا للجوانب الفلسفية والمسائل التي نقدها فى الكتاب المذكورفقد بسط فيه الغزالي المنطق والطبيعة. ويرى الغزالي أن المقياس الذي يعرف به الخير والشر، والحسن والقبح، إنما الشرع وحده،ولكنه مع ذلك لم يهمل العقل اهمالا تاما كما يرى أهل السنة ،بل إنه يضم العقل إلى الشرع لأن العقل كالأس ،والشرع كالبناء،وهو يصرح (بأن الداعى إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل ،والمكتفى بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور،

ومن مقتطفاته أيضا "طلبنا العلم لغيرالله فأبى أن يكون إلا لله" .الإحياء طبع سنة1329 هجرى ج 2ص14

والغزالي كما وجه ضربة قاسية إلى الفلسفة فقد استطاع بفكره القوي،وبما نال من شهرة أن يكون ذا تأثير قوي في مقاومة الباطنية،وأن يناصر المذهب السني،فقد استطاع توظيف العلوم الشرعية، والعلوم العقلية من الفلسفة، والمنطق، والكلام في نسف جذور المذهب الباطني،وقال فيهم كلمته التي طار بها الركبان، وسارت مسير الأمثال: < ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض >،فهم يتسترون بالتشيع، وماهم من الشيعة في شيئ، وإنما هو قناع يخفون وراءه كيدهم لأهل الإسلام.

 الدولة الزنكية للدكتور علي محمد محمد الصلابي. ص(666).

والشيخ محمد عبده المصري المولود في عام 1849م لأب تركماني الأصل وأم مصرية الأصل تنتمي إلى قبيلة بني عدي العربية. كان  بعكس الإمام الغزالي  يميل إلى الفلسفة وآراء المعتزلة. والشيخ في تفسيره للقرآن العظيم كان يخالف نهج السلف الصالح فى بعض الآيات وينهج نهجا حديثا. الإنترنت-العروة الوثقى .

ويقول حجة الإسلام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، اعلم أن منشأ التباس العلوم المذمومة بالعلوم الشرعية، تحريف الأسامي المحمودة، وتبديلها ونقلها بالأغراض الفاسدة إلى معان غير ما أراده السلف الصالح والقرن الأول، وهى خمسة ألفاظ : الفقه والعلم والتوحيد والتذكيروالحكمة.

اللفظ الأول: الفقه فقد تصرفوا فيه بالتخصيص لا بالنقل والتحويل، إذ خصصوه بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى والوقوف على دقائق عللها واستكثار الكلام فيها وحفظ المقالات المتعلقة بها،فمن كان أشد تعمقا فيهاوأكثر اشتغالا بها يقال هو الأفقه، ولقد كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقا على علم طريق الآخرة،ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة.

اللفظ الثاني : العلم وقد كان يطلق على العلم بالله تعالى وبآياته وبأفعاله في عباده وخلقه.

اللفظ الثالث: التوحيد وقد جعل الآن عبارة عن صناعة الكلام ومعرفة طريق المجادلة والإحاطة بطريق مناقضات الخصوم.

اللفظ الرابع : الذكر والتذكير فقد قال الله تعالى- وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.اللفظ الخامس: وهوالحكمة التي أثنى الله عزوجل عليها فقال تعالي يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا).

إحياء علوم الدين دار إحياء الكتب العربية-عيسى البابي الحلبي وشركاه- ص 32-33-34-38. المقدمة للدكتور- بدوي طبانة –مصر الجديدة-1957م.

 وللعلم بأن العلماء  السابقين كانوا أصحاب المحاكمة،ولهم فضل في ذلك،أمثال: وهذا أبوحنيفة حر الرأي،كان كلاميا،وترك الكلام، ثم توجه إلى الفقه، وسمي الفقيه الحر، وكان أبوالحسن الأشعري كلاميا،معتزليا،وترك الاعتزال،ثم جادل أهل الاعتزال على طريقة عبد الله بن سعيد بن كُلاب،وفي النهاية ترك هذه الطريقة،وتوجه إلى أهل الحديث والنقل،وكان إمام الحرمين عبد الملك الجويني، أبو المعالي،حرالرأي والضمير،وكلاميا أيضا،ورجع عن علم الكلام إلى مذهب السلف.وحجة الإسلام،أبوحامد الغزالي كان فلسفيا،وكلاميا،وكان له شأ ن في محاربة الفلسفة والباطنية وفي تدريس العلوم الشرعية بالمدرسة النظامية ببغداد ونيسابور،

وتوجه إلي حياة العزلة بعد تدريسه في المدرسة النظامية،كما أن الغزالي في أواخر عمره قطع بأن كلام الفلاسفة لا يفيد علما،ولا يقينا،بل وكذلك قطع في كلام المتكلمين،. وآخرما اشتغل بها النظر في صحيح البخاري، ومسلم، ومات وهومشتغل بذلك. دولة السلاجقة للصلابي ص(505).

نرى علماء السلف واقعيين يحاسبون أنفسهم ويتركون ما وجدوا خطأ سواء من أنفسهم أو من غيرهم ويحترم بعضهم بعضا، مع نقد آرائهم.إذا لم يقتنعوا.والفقهاء أمثا ل أئمة المذاهب الأربعة أرشدوا الناس ولم يسمحوا بالبدع التي أحدثت فيما بعد،ولم يبقوا تحت تاثير أحد، وفي عصرنا هذا صار الإسلام عبارة عن الطقوس والتقاليد والعادات عما جاء من الآباء(تعليقاتي)

 ويقول المؤلفان :د.عوض الله جاد حجازي ود. محمد السيد نعيم في كتابهما الفلسفة الإسلامية.

لم يسلك الغزالي منهجا واحدا في حياته يلتزمه ويسير عليه بل كا ن متقلبا، فهو- كما يحدثنا في كتابه المنقذ من الضلال- كان في أول أمره معجبا بالفلسفة الإغريقية،ومن دعاتها،ثم عاد فنقدها، ونقدها يحمل ضمنا للفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين (وأنا أقول ما يسمى بالفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمين)،ولكنه لم يكتف بذلك بل ثنى بنقد الفلسفة الإسلامية ودعاتها نقدا صريحا،ثم انتهى الأمر إلى الارتماء في أحضان التصوف،ومن ثم فقد الغزالي عنصر الاحتياط لنفسه، وذلك من أهم ما يعنى به الناقد البصير،وبالتالي فقد الغزالي عنصر الثقة التي يجب أن تتوفر للناقد حتى يستطيع أن يؤثر فيمن يقرأ له ويستمع إليه؛ إذ كيف يؤمن الإنسان بداعية متقلب غير ثابت، بل كيف يأ من له وقد رأى ذبذبته وعدم ثباته على حال.

الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية .الطبعة الثانية.1959 القاهرة.(307).

 

 

وهذا الرأي يخصهما، وأنا لا أوافقهما، ولا أرى التقلب والتذبذب عن الباحث عن الحقيقة، إنما سار الرجل على منهجه الذي خطط لنفسه، وهو البحث والكشف للحقيقة والوصول إليها، لذا توجه  قبل مفارقته الحياة إلى دراسة صحيح مسلم والبخاري، مع ما مرّ به من مراحل، لأنه لم يتذوق من المراحل السابقة. وفي النهاية، وجد الذوق في متعلقات الوحي،يعني السنة الصحيحة.(ملاحظاتي)

رأيه في تنظيم الأمور:

قال الغزالي "واحتاج السلطان إلى قانون يسوسهم به،فالفقيه هو العالم بقانون السياسة، وطريق التوسط بين الخلق اذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا،ولعمري إنه متعلق أيضا بالدين ولكن لا بنفسه بل بولسطة الدنيا، فإن الدنيا مزرعة الآخرة،ولا يتم الدين إلا بالدنيا،والملك والدين توأمان، فالدين أصل والسلطان حارس، وما لاأصل له فمهدوم،وما لاحارس له فضائع،ولا يتم الملك والضبط إلا بالسلطان، وطريق الضبط  في فصل الحكومات بالفقه،وكما أن سياسة الخلق بالسلطنة ليس من علم الدين بالدرجة الأولى،بل هو معين على مالا يتم الدين إلا به،فكذلك معرفة طريق السياسة فمعلوم. ألمصدر: إحياء علوم الدين-دار إحياء الكتب العربية(1957)ص(18).

 

ويجب تطبيق قواعد الشريعة في المجتمع الإسلامي، والالتزام بما في القرآن والسنة في تسيير الأخلاق،ورأس الأفعى في إفساد المجتمع هو الاختلاط بين الرجل والمرأة في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية وشيوع الملاهي والمحرمات،ولابد أن يتحمل كل فرد مسؤوليته وأن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا لمن له الوقوف على المنابع الإسلامية،والاطلاع على الثقافة الإسلامية،كما قال الغزالي الفقيه هو طريق التوسط بين الخلق آنفا،(ملاحظاتي)

  ونستمع إلى حديث برقم(26537) حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثناعبدالله بن المبارك عن يونس بن يزيد،عن الزهري،أنّ نبهان،حدثه أنّ أم سلمة حدثته قالت:كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة،فاقبل ابن أم مكتوم حتى دخل عليه، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :احتجبا منه " فقلنا: يا رسول الله، اليس أعمى، لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ قال:أفعمياوان أنتما،ألستما تبصرانه؟" . رواه الإمام احمد فى مسنده بسنده رقم (6/296).

ورواه أبو عيسى الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح . وقال الحافظ ابن حجر فى التقريب مقبول. واخرجه ابوداود برقم(4112)من طريق: سويد، حدثنا عبدالله به. وذهب الإمام النووى إلى تحسين الحديث فى شرح مسلم.وهذا الحديث يدل على أن المرأة لا يجوز لها أن تنظر إلى الرجل،وهذا الرأى مؤيد.استنادا إلى قوله تعالى(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) سورة النور.الاية(31)

كما لايجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجل، لايجوز للرجل أن ينظر إلى المرأة،استنادا أيضا إلى قوله تعالى(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) سورة النور).  30) إذن كيف يجوز الاختلاط بين الجنسين،وتكون بينهما النظرات . والأصل هو تغميض الأبصار.لكلا الجنسين.(تعليقي)

رأيه في تولية المرأة المناصب في الدولة

 ويعقد أبو حامد الغزالي للنساء بابا خاصا في كتابه (التبر المسبوك) في صفحة 381 يري فيه: أن المرأة أسيرة الرجل ويجب على الرجال مداراة النساء لنقص عقولهن،وبسبب عقولهن لايجوز لأحد أن يتدبر بآرائهن،ولا يلتفت إلى أقوالهن،ومن اعتمد على آرائهن، ودبّرنفسه بمشورتهن خسر،فهو يتفق مع الوزير السلجوقي نظام الملك في مقصوده، وهو وجوب إبعاد النساء عن التدخل في شؤون الدولة. دولة السلاجقة للصلابي ص 343.

والعالمان الجليلان حجة الإسلام أبوحامد الغزالي، والشيخ عبد القادر الجيلاني اللذان بحثت عنهما سابقا، قد بذلا مافي وسعهما في عهد دولة السلاجقة ودولة الزنكية إعداد الجيل الصالح،والمجتمع الصالح،وهذا الجيل هو الذي قام بالجهاد ضد الصلبيين، ومحاربتهم، ومحاربة الباطنيين الذين أفسدوا المجتمع وتحالفوا مع الصلبيين لهدم الإسلام من الداخل.(ملاحظاتي)

 

 

الفصل الثامن :

منهج الدعوة الى الله عز وجل وجدال المخالفين، فى الاقناع والمسامحة ،

 ففي القرآن الكريم  قال تعالى: )أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن) سورة النحل  (125).  ومن تأمل الآية الكريمة يجد أنها لاتكفى بالأمر بالجدال بالطريقة الحسنة بل أمرت بالتي هي أحسن .فإذا كان هناك طريقتان للحوار والمناقشة احداهما حسنة والأخرى أحسن منها، وجب على المسلم  أن يجادل بالتي هي احسن ، جذبا للقلوب النافرة ،وتقريبا للأنفس المتباعدة.

ومن هذا القبيل(إن فتى من قريش جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. يستأذنه فى الزنا، فثار الصحابة ،وهموا به لجرأته على النبي صلى الله عليه وسلم،ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وقف موقفا آخرفقال: ادنه فدنا فقال :أتحبه للأمك؟ ٍقال: لا والله،جعلنى الله فداك؟قال: ولا الناس يحبونه لامهاتهم ،ثم قال له مثل ذلك فى ابنته واخته وعمته وخالته ،فى كل ذلك يقول: أتحبه لكذا ؟فيقول :لا،جعلنى الله فداك ،فيقول صلى الله عليه وسلم .ولا الناس يحبونه .فوضع يده عليه ،وقال : اللهم اغفر ذنبه ،وطهر قلبه ،وحصّن فرجه . فلم يلتفت إلى شيء .) مسند أحمد )/256). وإنما عامله النبي صلى الله عليه وسلم.بهذا الرفق ، تحسينا للظن به،وأن الخير كامن فيه ، والشر طارئ عليه، فلم يزل يحاوره حتى اقتنع عقله ، واطمأن إلى خبث الزنى وفحشه، وكسب مع ذلك دعاءَ صلى الله عليه وسلم.

المصدرالإيمان بالقران الكريم والكتب السماوىة للدكتور علي محمد محمد الصلابى . ص.(118-119).

والفتى المذكور جاء إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مندلعا بنار الشهوة، وخرج من عنده بنور الإمان مقتنعا،وإنما يعالج الفكر بالفكر  .(تعليقي)

والداعية إلى الله عزوجل إذا تثبت، وتأمل في جميع أموره ؛ إكتسب ركنا من أركان الحكمة ، ينبغى ألاّ تقتصر فى منهجه المتكامل على التأني، والتثبت فى الأفعال والأقوال،فحسب ،بل عليه أن يجري ذلك على القلب فى خواطره،وتصوراته ،وفي مشاعره ، وأحكامه(ولا تقف ما ليس لك به علم  إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا ) سورة الاسراء:36فلا يقول اللسان كلمة ،ولا يروي حادثة، ولا يحكم العقل حكما، ولا يبرم الداعية أمرا إلاّ وقد تثبت من جزئيه ،ومن كل ملابسة ،ومن كل نتيجة ؛حتى لا يبقى هناك شك ،ولا شبهة في صحتها ،وحينئذ يصل الداعية المسلم المتمسك بهذه الضوابط إلى أعلى درجات الأناة ،والحكمة ، والسداد بإذن الله تعالى. المصدر:الوسطية فى القرآن الكريم لدكتور على محمد محمد الصلابى.ص (151)نقلا من الداعية: سيد قطب في ظلال القرآن.                                والداعي إلى الله عزوجل لابد أن يكون خالصا مخلصا،ونموذجا للامتثال مثل سيد قطب الذي ضحى نفسه لدعواه.

فإن من نعم الله على الناس أن هداهم إلى طريقه واوضح لهم سبيله ولم يتركهم لنزعات عقولهم ونزعات نفوسهم تجمع بهم شطحات العقول وتكبو بهم أومنافعهم على المصا لح الدّينية ويتاجرون بالدّين حتى أن مجالس الذكر التي يقيمها أرباب الطرق الصوفية والفرق المختلفة والموسقى المسمى بموسقي الدّينية والصوفية ليس من الدين بشئ، فيؤدون فيها رقصات، ويصيحون فيها صيحات منكرة ويصفقون ويصفرون كما قال الله تعالى عن صلاة أهل الجاهلية(وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصدية ) سورة الانفال (35) والمكاء : الصفير.والتصدية : التصفيق .فهذه المجالس بدعة شيطانية ليس فيها ذكرالله ولكن فيها استهزاء بالله عزوجل واجتراء عليه،معاذ الله .فان أحدنا لو ذكر اسمه ذاكر مع التغنى والصياح والرقص ليعد ذلك إهانة له واستخفافا به. فكيف يليق أن يذكر الله بتلك الهسترية والصيحات المجونية؟ وإنما المراد بمجالس الذكر تلك التي يُتلى فيها كتاب الله عزوجل ،ويتدارس، وتعدد فيها آلاء الله ،ويُثنى عليه فيها بما هوأهله،ويذكر فيها وعدالله ووعيده وأسماؤه وصفاته.

اقتباس من صحيح الأحاديث القدسية ص138نقلا عن الدكتور خليل هراس.

ويجب قلع جميع المفسدات من المجتمع،وأرى أن المفسدات  المنتشرة في المجتمع خصوصا في مراكز الملاهي،تدخل تحت قوله تعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) أي: الغناء،فى قول ابن مسعود، وابن عباس ، وغيرهما.وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذى لا إله إلاّ هو ثلاث مرات : أنه الغناء ،وعن ابن عمر:أنه الغناء،وكذلك قال عكرمة،وميمون بن مهران،ومكحول(ليضل عن سبيل الله بغيرعلم ويتخذها هزوا ) روى الترمذى 1005) وغىيره البزار(795) والهيثمى فى مجمع الزوائد 3/13،من حديث أنس وغيره عن النبى صلى الله عليه وسلم: أنه قال : صوتان ملعونان فاجران انهى عنهما :صوت المزمار،ورنة شيطان عند نغمة،ومرح،ورنة عند مصيبة لطم خدود وشق جيوب.قال الطبري :قد اجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه. (أولئك لهم عذاب مهين) أى شديد يهينهم. سورة لقمان (6) مختصر تفسير القرطبى جلد 2ص(607-608   .

 والداعية إلى الله عزوجلّ يجب أن يمتثل لأوامر الله، ويجتب عما يخالف شرع الله،وأن تكون دعوته إلى الله على بصيرة.

للأسف الشديد بأن من درس وتعلّم فى المدارس  الشرقية كان له النقص فى الدعوة، والتبليغ، والنظرة إلى الأمور العالمية بنظرة واقعية، وبميزان القرآن والسنة.وكانت المحاكمة ناقصة،وليست بمستوى كاف.وكانوا يرتبطون بمضامين الكتب والعبارات الموجودة فى صفحات الكتب،ولا يضعون  الأمور فى نصابها . وما كانوا يضعون  الأمور فى نصابها، كما تطرق إلى هذا  سابقا الإمام الغزالي في عصره بأن من كان مرتبطا بعبارات الكتب الفقهية يعتبر الأفقه،وكان هذا مخالفا لما كان في العصر الأول، وما سار عليه السلف الصالح.(ملاحظاتي)

اللهم احفظنا من الجهل في الدّين، وعلّمنا مالا نعلم.

المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري   2018

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحتويات :

المقدمة(تقريظ ).

الفصل الأول:

 نشأة المدارس .

الفصل الثاني :

 المدارس الشرقية في صولخان وحواليها.

الفصل الثالث :

 المدا رس الشرقية العريقة.

الفصل الرابع :

مفردات التدريس في المدارس الشرقية

 الفصل الخامس :

 الكتب المقررة  والمدروسة في المدارس الشرقية بالترتيب.

الفصل السادس :

 البرامج والمناهج في المدارس الشرقية والمدارس الممتدة للمدارس الشرقية.

الفصل السابع :

 نبذة  من حياة العلماء والفقهاء وآرائهم مع التعليقات.

ألفصل الثامن :

 منهج الدعوة إلى الله عز وجل وجدال المخالفين، فى الاقناع والمسامحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

-المشاهدات- الملاقاة(المقابلة) والإنترنت

-الاتصالات الهاتفية.

-       إحياء علوم الدين.للإمام الغزالي.طبع سنة (1329)

ودار إحياء الكتب العربة-عيسى البابي الحلبي وشركاه مع مقدمة د.بدوي طبانة(1957).

-مختصر تفسير القرطبي

-تاريخ المذاهب الإسلامية-محمد أبوزهرة.دار الفكر العربى (2009)

- استشهاد الحسين ومعركة كربلاء-للدكتور علي محمد محمد الصلابى.دار الروضة (2017)

-مجلة كلية إلاهيات-جامعة دجلة.حكملى  .

-الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية.للدكتور الصلابي.دار الروضة(2017)

-الوسطية في القرآن الكريم للدكتور الصلابي.دار الروضة (2017)

-فتح الرباني والفيض الرحمانيعبدالقادر الجيلاني دار الخير  (2009)

-الدولة الحديثة المسلمة للدكتور الصلابي.دار الروضة.اسطنبول (2017)

-الفلسفة الإسلامية وصلاتها بالفلسفة اليونانية.الطبعة الثانية 1959 القاهرة. د.عوض الله جاد حجازى ود.محمد السيد نعيم.

- تهافت الفلاسفة للإمام الغزالي.دار المعارف بمصر( 1966-اضواء على حركات الدعوة والاصلاح الإسلامي فى العصر الحديث.لدكتور أحمد زايد.دار النداء إسطنبول. 2015)

-مواعظ الشيخ عبد القادر الجيلانى-قام بجمعها صالح أحمد الشامى-المكتب الإسلامى.2002م.

-العروة الوثقى- لجمال الدين الأفغاني-ومحمد عبده .

- فقه السيرة للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. دراسة تاريخية للفقه وأصوله للدكتور مصطفى سعيد الخن.

جمع الجوامع في علم أصول الفقه للإمام السبكي- تحقيق عقيلة حسين-دار ابن حزم-الطبعة الأولى2011م

 

-التبيان في علوم القرآن للدكتور محمد الصابوني.

-دولة السلاجقة للدكتور الصلابي

الفقه الإسلامي وأدلته للوهبة الزحيلي.

تاريخ الفقه الإسلامي للأستاذ محمد علي السايس.

-تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لمصطفى عبدالرزاق-الطبعة الثالثة –القاهرة.

-فقه الحسن البصري –المقارن مع المذاهب الأربعة-الطبعة الأولى(2002)

الدولة الزنكية للدكتور علي محمد محمد الصلابي.دار الروضة- إسطنبول-2017.

 فتاوى الإمام الشاطبي-طبعة ثانية.(1985)

فتاوى الإمام النووى- الطبعة الأولى(2005)بيروت-لبنان

المدارس  الشرقية  وآراء العلماء

الفقهية    والفكرية      والثقافية

  مع      التعليقات

المؤلف: خليل أمين اوقويان الأزهري  

halilokuyan27@gmail

المؤلف:

ولد في قرية ملا بيرمان المرتبطة بقضاء صولخان التابع لمحافظة بنكول عام1953.

تلقى الدراسة المدرسية في المدارس الشرقية(شرق تركية). والدراسة الإبتدائىة من خارج في تركية.

والدراسة الثانوية في سورية، وحصل على الشهادة عام 1976م.

والدراسة الجامعية بمصر،وحصل على درجة الإجازةالعالية (الليسانس) من كلية أصول الدين بجامعةالأزهر بتقدير جيدعام1980م.

وعمل مترجما لدى السفارة السعودية-قسم القنصلية بأنقرة،ولدى كاتب عدل كمترجم محلف في أنقرة،ومترجما أيضا في ليبيا.

وأدى مهام الوعظ ومفتي القضاء ومساعد مفتي المحافظات في المناطق المختلفة برئاسة الشؤون الدينية التركية.

وأيضا أدى بجانب مهامه الأصلية التدريس الخاص والتعليم في المدارس الإعدادية والثانوية،وتقاعد عام 2013م.وللمؤلف أيضا رسالة السيرة الذاتية.

 

البريد الأكتروني:  halilokuyan27@gmail


 
  Ki SEYDE
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  Facebook beğen
Bugün 6 ziyaretçikişi burdaydı!
Bu web sitesi ücretsiz olarak Bedava-Sitem.com ile oluşturulmuştur. Siz de kendi web sitenizi kurmak ister misiniz?
Ücretsiz kaydol